أكّد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نعمة الله أبي نصر أنّ الكلمة الأخيرة في ما يتعلق بإقرار مشروع قانون الكهرباء تبقى للهيئة العامة التي سيحال إليها المشروع بعد جلسة اللجان المشتركة المرتقبة.
حسين عاصي
الأميركيون بلا قلب و14 آذار تسعى لتطيير الحكومة
الكلمة الأخيرة بمشروع الكهرباء بيد الهيئة العامة
البطريرك الماروني يمثل ضمير التفكير الوطني
مجد لبنان كلّه لا الموارنة فقط أعطي للبطريرك
هواجسنا طبيعية.. وما حصل بالعراق خير دليل
سياسة بكركي: الانفتاح.. والتفاعل مع الآخر
أكّد عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب نعمة الله أبي نصر أنّ الكلمة الأخيرة في ما يتعلق بإقرار مشروع قانون الكهرباء تبقى للهيئة العامة التي سيحال إليها المشروع بعد جلسة اللجان المشتركة المرتقبة يوم الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أنّ نواب المعارضة يسعون لعرقلة مناقشة هذا المشروع تمهيداً لاقراره، منبّهاً إلى أنّ المستهلك هو الذي يدفع ثمن هذه المماطلة كالعادة.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، لفت أبي نصر إلى أنّ الزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى بعلبك أتت في إطار سياسة بكركي القائمة على الانفتاح على الآخر والتفاعل مع الآخر، مشدداً على أنّ البطريرك الماروني هو بطريرك كلّ اللبنانيين وليس الموارنة فحسب، بدليل أنّ "مجد لبنان"، لا الموارنة فقط، أعطي له.
ورأى أبي نصر أنّ البطريرك الماروني يمثل ضمير التفكير الوطني، مؤكداً أنّ الهواجس التي عبّر عنها مؤخراً من العاصمة الفرنسية باريس هي أكثر من مشروعة وطبيعية، داعياً إلى البناء على التاريخ ولا سيما ما حصل في العراق لادراك ذلك، مشيراً إلى أنّ التجربة أثبتت أنّ الأميركيين بلا قلب وبلا ضمير.
من يدفع الثمن؟!
النائب أبي نصر، الذي شارك في جلسة اللجان النيابية المشتركة التي بحثت مشروع قانون الكهرباء والتي أرجئت إلى يوم الأربعاء المقبل، أوضح لموقع المنار أنّ نواب المعارضة أتوا إلى الجلسة وقد أخذوا قراراً مسبقاً بالعرقلة ولم يأتوا بهدف النقاش الجدي والفعلي للمشروع وحيثياته، معتبراً أنّ هذه العرقلة تأتي مجدداً على حساب المواطن اللبناني والمستهلِك الذي سيدفع ثمن إصرار هذه القوى على إنجاز تأخير المشروع.
ولفت أبي نصر إلى أنّ أيّ قرار على هذا الصعيد لم يُتّخذ خلال الجلسة، مشيراً إلى أنّ الجلسة أرجئت حتى يوم الأربعاء المقبل لاعادة البحث والتصويت على المشروع، مشدداً على أنّ الكلمة الأخيرة ستكون للهيئة العامة التي سيحال إليها المشروع يوم الأربعاء مبدئياً، بغضّ النظر عن نتيجة التصويت داخل اللجان.
الكلمة الأخيرة للهيئة العامة
وفيما أكّد النائب أبي نصر أنّ العرقلة تأتي من قوى الرابع عشر من آذار وهو ما لم يعد خافياً على أحد، لفت إلى أنّ قوى المعارضة تسعى لعرقلة الحكومة ومسيرتها بغضّ النظر عن جوهر المشاريع التي تسعى الحكومة لانجازها، حتى أنها إذا استطاعت تطيير وإسقاط الحكومة اليوم قبل الغد، فهي لن تفرّط بذلك ولن تفوّت هذه الفرصة على نفسها.
وأيّد النائب أبي نصر وزير الطاقة جبران باسيل الذي قال في حديثه الأخير لصحيفة "السفير" أنّ "بعض الذين يطالبونه بأجوبة على أسئلة محددة حول مشروع الكهرباء إنما هم مصابون بانفصام الشخصية"، موضحاً أنّ الأمر أكثر حدة من ذلك، إذ إنّ شيئاً لا يعجب هذه القوى فلا الخطة تعجبهم ولا الحكومة تريحهم ولا الوزير نفسه يعجبهم. ورداً على سؤال عمّا إذا كان مطمئناً إلى أنّ المشروع سيُقرّ في نهاية المطاف رغم كلّ العرقلة الحاصلة، شدّد أبي نصر على أنّ الكلمة النهائية تبقى للهيئة العامة للمجلس النيابي.
بطريرك كلّ اللبنانيين...
وفي سياق مختلف، توقف النائب أبي نصر عند زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى بعلبك وهي الزيارة التي وُصِفت بالتاريخية ووجد فيها البطريرك الراعي احتضاناً شعبياً غير مسبوق في تاريخ البطريركية المارونية، فاعتبر أنّ هذه الزيارة تأتي في إطارها الطبيعي ضمن تقاليد بكركي، لافتاً إلى أنّ تاريخ البطريركية المارونية يقوم على الانفتاج على كل المواقف والمناطق. وأوضح أنّ الطائفة المسيحية تسير وفق قاعدة أنّ "مجد لبنان" أعطي للبطريرك الماروني، مشيراً إلى دلالات عبارة "مجد لبنان" المستخدَمة وهي تعني لبنان كلّه باعتبار أنه كان من الممكن القول أنّ "مجد الموارنة" أعطي له لو كان هذا المجد المعطى للبطريرك محدوداً بطائفة الأخير.
وشدّد أبي نصر على أنّ البطريرك الماروني هو بالتالي بطريرك كل اللبنانيين من دون استثناء، وهؤلاء سواسية في مشروع تحقيق الوحدة الوطنية بين الطوائف المتعدّدة والمتنوّعة. ولفت إلى أنّ رسالة بكركي هي الانفتاح على الآخر والتفاعل مع الآخر، مشيراً إلى أنّ لبنان يقوم على هذا التفاعل بين الموارنة والشيعة والسنّة والدروز وجميع الطوائف، معرباً عن أمله في الوصول إلى يوم تصبح فيه الدولة فوق الجميع وفوق جميع الطوائف.
ضمير التفكير الوطني
وتعليقاً على المواقف المنتقدة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مؤخراً، اكتفى النائب أبي نصر بالقول أنّ البطريرك يمثّل ضمير التفكير الوطني. وأكّد أنّه شخصياً يشارك البطريرك الراعي في الهواجس التي عبّر عنها مؤخراً من العاصمة الفرنسية باريس لجهة المخاوف من أن تؤدي الأحداث الدامية إلى حروب أهلية بين الطوائف والمذاهب، مشيراً إلى أنّ الهواجس التي عبّر عنها البطريرك هي هواجس طبيعية.
ودعا النائب أبي نصر إلى أخذ العبرة من التجارب السابقة التي مرّت في تاريخ البشرية، مستنداً بشكل خاص إلى تجربة العراق وما حلّ بالمسيحيين هناك، ومذكّراً أيضاً بما حصل مع الأرمن ومجازر الابادة الجماعية التي لا تزال ماثلة في الأذهان. وأشار إلى أنّه كان مخططاً أن يتكرر ما حصل في العراق في سورية، مشيراً إلى أنّ هذه الهواجس تبقى مشروعة خصوصاً أنّ التجربة أثبتت أن الأميركيين بلا قلب وبلا ضمير، وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكره.