بينما تتوجه السلطة الفلسطينية الجمعة الى مجلس الأمن لطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ، تسعى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الى عرقلة هذا التوجه.
بينما تتوجه السلطة الفلسطينية الجمعة الى مجلس الأمن لطلب عضوية فلسطين بحدود العام 1967 في الأمم المتحدة وبالتالي الاعتراف دوليا بوجود هذه الدولة، تسعى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الى عرقلة هذا التوجه. وتعتبر واشنطن ان الطريق الوحيد المؤدية الى حل يقوم على دولتين هو طريق المفاوضات وليس عبر التصويت في الأمم المتحدة.
إجتماع للرباعية وعرقلة اميركية لمسعى السلطة الفلسطينية
وقد جرى اجتماع للرباعية الدولية (التي تضم كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) حول الموضوع الفلسطيني وقال مسؤول أميركي للصحفيين يوم الاثنين إن المحادثات بين أعضاء رباعي "السلام" في الشرق الاوسط لايجاد سبيل لاحياء محادثات "السلام" الاسرائيلية الفلسطينية كانت مثمرة وسوف تستمر.
واجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مشاورات مساء الاثنين مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف سعيا للتوصل الى اصدار قرار عن اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط بهدف تسوية الازمة السياسية في الامم المتحدة بشان طلب انضمام دولة فلسطين.
وقال مسؤول اميركي كبير في ختام اللقاء ان كلينتون ولافروف "لم يتطرقا الى كلمات محددة أو تعابير محددة في النص" موضحا ان الاجتماع كان "استراتيجيا" اكثر ما كان تكتيكيا.
واوضح المصدر طالبا عدم كشف اسمه انهما "بحثا العناصر الضرورية من وجهة نظرهما. ليس في سياق هذا الاسبوع في نيويورك فحسب بل لتسوية نزاع مستمر منذ عقود".
عباس يريد التصويت في مجلس الأمن على عضوية فلسطين
في هذا الوقت اعلن عضو الوفد الفلسطيني الى الامم المتحدة نبيل شعث الاثنين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد تصويت مجلس الامن على عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة.
وقال شعث في تصريحات للصحافيين في مقر اقامة الوفد الفلسطيني في نيويورك ان "الرئيس عباس واضح. انه يريد تصويت مجلس الامن على عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة".
وابلغ محمود عباس الذي وصل الاثنين الى نيويورك الامين العام للامم المتحدة رسميا عزمه على ان يتقدم الجمعة بطلب عضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة. وفق المتحدث باسم بان كي مون.
نتانياهو يريد لقاء مع عباس في نيويورك
رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الذي يقود من الولايات المتحدة حملة مضادة لطلب عباس اعلن مساء الاثنين انه "مهتم" بعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع في نيويورك.
واضاف نتانياهو بحسب البيان "ادعو رئيس السلطة الفلسطينية الى البدء بمفاوضات مباشرة في نيويورك تستمر بعدها في القدس ورام الله" في الضفة الغربية.
"اسرائيل" : لا غالبية في مجلس الامن لقيام دولة فلسطينية
من جهته قال امين سر الحكومة الاسرائيلية زفي هوسر الثلاثاء ان الفلسطينين لا يحظون بغالبية في مجلس الامن الدولي لاقامة دولة.
وقال هوسر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لاذاعة الجيش "ان قيام دولة يتم في مجلس الامن وليس في الجمعية العامة للامم المتحدة. الا ان الفلسطينيين لا يحظون بغالبية في مجلس الامن الدولي لذلك لن يكون هناك دولة فلسطينية". واضاف "ان الفلسطينيين سيغيرون موقفهم عندما سيدركون ان مبادرتهم الاحادية الجانب لن تؤدي الى شيء وانهم يتجهون مباشرة الى الطريق المسدود".
وجدد هوسر التأكيد على ان التصويت لعضوية دولة فلسطينية في الامم المتحدة عبر الجمعية العامة للامم المتحدة وحدها "ليس له معنى" لان "هذه الهيئة ستكون مستعدة ان طلب منها التصويت على ادانة تصفية بن لادن او دعم التدابير القمعية في سورية" حسب تعبيره.
_______________________________
- نظام التصويت على العضوية
يشار الى انه ولكي تتمتع الدولة بعضوية تامة يجب تصويت مجلس الامن على الانضمام وموافقة غالبية اعضائه البالغ عددهم 15 وعدم استخدام اي دولة دائمة العضوية قرار النقض (الفيتو).
وتنوي الولايات المتحدة استخدام حق النقض في مجلس الأمن. وبحسب خبراء يمكن توجه السلطة الفلسطينية تفاديا للفيتو، الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بطلب التصويت، لكنها تحصل على عضوية رمزية وناقصة في الامم المتحدة.
ويقول رئيس الجمعية العامة جوزيف ديس ، إنه لا يمكن أن تصبح الدولة الفلسطينية عضوا في الجمعية العامة من دون توصية من مجلس الأمن الدولي. ولا يمكن أن تتم التوصية إذا ما استخدم الأميركيون أو أي من الدول دائمة العضوية، حق النقض (الفيتو) ضد المحاولة الفلسطينية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك طريقة كما يقول بعض الخبراء في القانون الدولي، أمام الفلسطينيين للحصول على عضوية الجمعية العامة، يجيب ديس بالنفي، موضحا شروط الحصول على العضوية. وقال إن متطلبات عضوية الأمم المتحدة منصوص عليها بوضوح في ميثاق الأمم المتحدة. فعلى الدولة المعنية أن تملأ استمارة الانضمام التي تنص بشكل واضح على التزامها بالميثاق، وبعدها لا بد أن يتقدم أعضاء المجلس الـ15 بتوصية للجمعية العامة (9 أعضاء من أصل 15 شرط عدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض) حتى تستطيع الجمعية العامة التصويت على مشروع العضوية، وهذا أيضا يتطلب ثلثي أعضاء الجمعية البالغ عددهم 192 عضوا، أي ما لا يقل عن 124 عضوا.
يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في خطابه في وزارة الخارجية إن التصويت في الأمم المتحدة لن ينشئ الدولة الفلسطينية، وهذا دلالة على أن الإدارة الأميركية مصممة على استخدم حق النقض كما استخدمته في شباط- فبراير الماضي ضد قرار يدين الاستيطان في مجلس الأمن الدولي وكذلك في عشرات المرات السابقة ضد أي قرار يمكن أن يشير إلى إدانة "إسرائيل".