24-11-2024 11:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

بعد الهجوم على "شارلي إيبدو" صحف غربية تنوي إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي (ص)

بعد الهجوم على

لا يبدو أن الهجوم الذي تعرضت له "شارلي إيبدو"، غيّر من أسلوب تعاطي الصحف الغربية مع القضايا الإسلامية، التي ينوي بعضها إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) في استفزاز جديد لمشاعر كل المسلمين في العالم..!

بعد الهجوم على "شارلي إيبدو" صحف غربية تنوي إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي (ص)لا يبدو أن الهجوم الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو"، يوم أمس، أنه من الممكن أن يدفع الصحافة الغربية إلى إعادة التفكير بأسلوب تعاطيها مع القضايا الإسلامية، إذ على ما يبدو أن العديد من هذه الصحف تنوي إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) في استفزاز جديد لمشاعر كل المسلمين في العالم، ودائما تحت عنوان "حرية التعبير" التي يتبجّحون بها وفاق ما تخدم رؤيتهم السياسية والثقافية العنصرية.

ولا يعني في هذه المقدمة أننا نوافق على هذا الهجوم الدموي ضد الصحيفة، إنما نحاول أن نقدم للقارئ المفارقة الثقافية الكبرى المدهشة حين يتعرض رمز المسلمين الكبير وهو شخص النبي محمد (ص) للمهانة ولا تجد من يهبّ هذه الهبة العالمية في حين تعرض هذه الصحيفة التي نشرت الصور المسيئة يجمع حولها تضامن عالمي حول حق التعبير.. !.

فقد أورد تقرير في موقع "سي أن أن" بالعربي خبراً تعلن فيه مواقف الصحف من مسألة إعادة نشر الصور المسيئة للنبي (ص)، إذ قالت إن مواقف وسائل الإعلام العالمية انقسمت حيال الرسوم المسيئة المتعلقة بالنبي محمد (ص)، والتي سبق أن نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو"، وتبعا لهذا الانقسام، تباينت التبريرات للقرارات، فالبعض وصف القضية بأنها "حساسة" في حين رأى البعض الآخر أن منع النشر يعني "فرض رقابة" إعلامية تستجيب لمطالب من يوصفون بـ"الإرهابيين".

وقد كانت CNN من بين وسائل الإعلام التي قامت خلال تغطيتها لهذه الأحداث بوصف محتويات الرسوم، ولكنها امتنعت عن إعادة نشرها، وهو قرار تطبقه منذ بداية ظهور تلك الرسومات قبل سنوات. وقالت ناطقة باسم CNN: "نحن دائما نناقش أفضل الطرق لمعالجة القضايا الأساسية والصور المتعلقة بها عبر جميع وسائلنا الإعلامية، وهذه النقاشات ستستمر اليوم ومستقبلا مع استمرار تطور القضية."

من جانبه، قال جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" في تغريدة له بموقع "تويتر" إن الصحيفة ستقوم بنشر أحد الرسوم التي سبق أن نشرتها صحيفة شارلي إيبدو في "صفحة الآراء" الخميس، ولكنه امتنع عن تحديد طبيعة الرسم المعني، مكتفيا بالقول إنه "سيساعد القراء على فهم القضية" ويعكس التضامن في الوقت نفسه.

بعد الهجوم على "شارلي إيبدو" صحف غربية تنوي إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي (ص)وكان لصحيفة "نيويورك تايمز" موقف خاص، إذ ذكرت أنها ستكتفي حاليا بشرح محتويات الصور، بينما قالت شبكة NBC الإخبارية إنها ستمتنع عن بث "عناوين أو رسومات قد تعتبر مسيئة أو ذات طبيعية حساسة،" وينطبق القرار نفسه أيضا على شبكتي CNBC و MSNBC، إلى جانب شبكة ABC التي اتخذت قرارا مماثلا.

من جانبه، قال أحد كبار المدراء بشبكة CBS إن الأخيرة لم تفرض حظرا على نشر الرسومات المتعلقة بالنبي محمد، ولكنها طلبت من محرريها القيام بـ"الحكم الصائب" في الأمور التحريرية، وقد تناولت نشرة الأخبار المسائية للشبكة بعض الرسومات وعرضتها، ولكن المواد التي اختارتها لم تشمل صورا للنبي محمد.

ويقول التقرير في لهجة محايدة إلى حد ما : "أن معظم وسائل الإعلام تأخذ بعين الاعتبار أن الصور الكرتونية المشابهة لتلك التي تنشرها صحيفة شارلي إيبدو مستفزة للكثير من المسلمين، وتزداد أهمية هذا المعطى بالنسبة لوسائل الإعلام التي لديها مكاتب في الشرق الأوسط، غير أن بعض وسائل الإعلام قررت التعامل بطريقة مختلفة ونشر بعض الصور التي اعتبرت استفزازية، بما في ذلك الصور التي رُسمت للنبي العام 2011، وأثارت ضجة واسعة".

وبين وسائل الإعلام التي اتخذت قرارا مماثلا مواقع BuzzFeed و Business Insider و The Huffington Post و Gawkerو The Daily Beast، وقد قام موقع  The Daily Beast بتحديث معرض صور سبق له نشره عام 2011، فيه 16 من "أكثر الأغلفة إثارة للجدل" لصحيفة "شارلي إيبدو".

وهاجم شاثمن وكالة "أسوشيتد برس" بسبب قرارها منع نشر الصور قائلا إنها "تفتقد للجرأة". كما قام موقع "واشنطن فري بيكن" المحافظ بإعادة نشر ما قال إنها "صور الكارتون التي لا يرغب المتطرفون بعرضها" ورأى خطوته "تحية" للصحيفة الفرنسية.

وأي تحية هي هذه عندما يصبح حق الحرية اعتداء على مقدسات الأخرين وقيمهم ..!! ثم يتزلفون في شاشاتهم أنهم يحترمون الأخر.. فهل هذا هو الإحترام ؟!..