كثرت التقارير الإسرائيلية التي تناولت القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على المستويين الكمّي والنوعي. إلا أن تل أبيب ارتقت أخيراً في التعامل مع هذا الملف
يحيى دبوق
كثرت التقارير الإسرائيلية التي تناولت القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على المستويين الكمّي والنوعي. إلا أن تل أبيب ارتقت أخيراً في التعامل مع هذا الملف، لينتهي عصر الـ 100 ألف صاروخ، بحسب «العدّاد الإسرائيلي» لترسانة حزب الله من الصواريخ، ليرتفع إلى 150 ألفاً.
وأهمية التقديرات الجديدة أنها تأتي على لسان اللواء احتياط يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حتى فترة وجيزة، والذي خدم في السابق رئيساً لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان). قفز عميدرور، بناءً على المعلومات والتقديرات الاستخبارية التي اطلع عليها بموجب منصبه السابق، عن كل ما قيل عن قدرات حزب الله، وأقر بمستوى التطور الكمّي والنوعي للحزب. وسابقاً، كان يرافق مصطلح «أكثر من 80 ألف صاروخ»، عبارة «خمسة آلاف صاروخ دقيقة ومدمرة وبعيدة المدى». لكن عميدرور، مع 150 ألف صاروخ، اكتفى ــــ ربما لعدم إخافة الإسرائيليين ــــ بالإشارة إلى أن الآلاف منها بعيدة المدى وتغطي كافة الأراضي الإسرائيلية. فيما شدد على نوعية الصواريخ ضد الدروع التي وصفها بالمتطورة جداً.
وأكد عميدرور المعاني الكامنة في ترسانة حزب الله، واصفاً إياها بالنادرة، والتي تزيد على القدرة النارية الموجودة في حوزة الدول الأوروبية مجتمعة. وهذه العبارة التي قيلت في السابق وأعاد عميدرور ذكرها، قد تثير اللبس، ويمكن توضيحها بالإشارة إلى أن الدول الأوروبية ليست عاجزة عن إنتاج كميات هائلة من الصواريخ، لكن العمود الفقري الذي تعتمد عليه جيوشها هو أسلحة أخرى، مثل سلاح الجو، الأمر الذي يفسر تواضع قدراتها النارية قياساً بما لدى حزب الله. فيما الأخير أسس قدرته العسكرية بهدف تقليص الهوة بينه وبين التفوق الإسرائيلي العسكري، بالاعتماد على السلاح الصاروخي أكثر من أي سلاح آخر، وذلك لطبيعة المعركة المرتقبة بينه وبين إسرائيل، إذ إن أي سلاح آخر سيكون أهدافاً مجانية للعدو.
أما ما ورد عن حزب الله في مقالة عميدرور، المنشورة أمس في صحيفة «إسرائيل اليوم»، فجاء على الشكل الآتي:
«لا شك أننا انتقلنا إلى عالم من نوع آخر. فبعد أن تعودنا مواجهة جيوش نظامية كبيرة، مع دبابات ومدافع ومئات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود، ها نحن نواجه اليوم تهديداً يختلف اختلافاً جوهرياً عمّا سبق، وأساسه منظمات ليست بدول، وتحركها العقيدة الإسلامية، وأقواها هو تنظيم حزب الله (...).
حزب الله هو تنظيم ليس بدولة، لكنه الأكثر تماثلاً مع الدولة، نظراً إلى قدراته العسكرية، إذ يوجد بحوزته 150 ألف صاروخ، وبعض الآلاف منها يغطي كامل مساحة دولة إسرائيل، وهذه قوة نارية هائلة ونادرة، وربما هي أكبر مما يوجد لدى جميع الدول الأوروبية مجتمعة.
لدى حزب الله صواريخ أرض بحر بعيدة المدى، وصواريخ دفاع جوي، وطائرات من دون طيار وصواريخ حديثة ضد الدروع والدبابات. وهو منظم جيداً مع تسلسل هرمي منظم، ولديه أيضاً أنظمة إدارة وسيطرة نوعية. اليوم، هذا التنظيم مشغول في دعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا، وقد ضحى في هذه المعركة بالمئات من رجاله، وهو يراكم هناك تجربة قتالية غير قليلة. ولكن بالنسبة إليه فإنها معركة وجوده. فسوريا هي الساحة الخلفية لحزب الله والجسر الذي يصل من خلاله إلى إيران، وإذا كتب للأسد النجاة من هذه الحرب، فسيقوى موقف حزب الله ويزيد نفوذه في لبنان وفي سوريا».
http://www.al-akhbar.com/node/223488
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه