02-11-2024 11:38 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 12-1-2015: طرابلس توحِّد لبنان ضد جريمة جبل محسن

الصحافة اليوم 12-1-2015: طرابلس توحِّد لبنان ضد جريمة جبل محسن

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 12-1-2015 الحديث عن التفجير الارهابي الانتحاري الذي طال جبل محسن في طرابلس وراح ضحيته 9 قتلى و36 جريحاً

 

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 12-1-2015 الحديث عن التفجير الارهابي الانتحاري الذي طال منطقة جبل محسن في طرابلس وراح ضحيته 9 قتلى و36 جريحاً، هذا التفجير الذي كاد يعيد التوتر الى طرابلس ويوقع الفتنة من جديد لولا وعي ابنائها وخاصة اهالي الضحايا الذين نسأل الله أن ينزل عليهم الصبر والسلوان.

دوليا، لا يزال المشهد الفرنسي يتصدر الاخبار حيث شهدت العاصمة باريس ليل أمس تظاهرة مليونية شارك بها رؤساء وشخصيات دولية تضامنا ضد الارهاب.

 وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير


تقارير أمنية تحذّر من استهداف الجيش

لبنان يواجه الفتنة باحتضان جبل محسن

     
غسان ريفي


بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثلاثين بعد المئتين على التوالي.

هذه المرة تسلّق الإرهاب جبل محسن، مرتكباً مجزرة في صفوف الأبرياء الذين سقط منهم تسعة شهداء، جرى تشييعهم أمس، في موكب حاشد، إضافة الى 36 جريحاً. لكن وعي أبناء الجبل خصوصاً، وطرابلس عموماً، كان في «القمة» كذلك، فسقط مشروع الفتنة في المكان الذي كان يظن البعض أنه الأكثر قابلية للوقوع في الفخ.

وإذا كان لبنان بكل قواه وأطيافه قد ربح جولة أخرى في مواجهة مخطط الفتنة، إلا ان التحديات الآتية تبدو صعبة ايضا، وتتطلب المزيد من الجهد والتماسك لمواجهتها، إذ تفيد التقارير الموجودة لدى مراجع سياسية وأمنية بأن المرحلة المقبلة تنطوي على مخاطر أمنية تستوجب أعلى درجات الجهوزية واليقظة.

وعلمت «السفير» ان الوقائع والمعطيات التي جرت مناقشتها على طاولة الاجتماع الوزاري ـــ الأمني الذي عقد أمس في منزل الرئيس تمام سلام تؤشر الى احتمال تعرض الجيش لاستهداف إرهابي من قبل خلايا «جبهة النصرة»، ما دفع المؤسسة العسكرية الى رفع مستوى الاستنفار والجهوزية لدى وحداتها ومراكزها.

وفي المعلومات ان أعضاء الخلايا الإرهابية مزودين بأحزمة ناسفة معدة للتفجير، وأن أمير «النصرة» في القلمون ابو مالك التلي أمرهم بتفجير أنفسهم فورا في حال تعرضهم لأي مداهمة، وعدم الاستسلام للجيش.

وتطرق الاجتماع في منزل رئيس الحكومة أيضا الى ضرورة الإسراع في إطلاق ورشة إنمائية في باب التبانة وجبل محسن، لأن الإنماء أفضل وسيلة للقضاء على البنية التحتية للارهاب.

وتجدر الاشارة الى أن الانتحاريين طه خيال وبلال مرعيان هما من سكان «المنكوبين»، وكانا من ضمن المجموعات الموالية لـ «النصرة» التي قاتلت على جبهة المنكوبين ضد جبل محسن خلال جولات العنف، وأيضا ضمن المجموعات التي قاتلت الجيش في التبانة مؤخرا، قبل أن يفرا الى القلمون السورية ويشاركا في القتال هناك، ثم يعودا قبيل أسبوع تقريبا لتنفيذ عمليتهما المزدوجة في جبل محسن.

وتتركز التحقيقات على التعرف الى الجهة التنفيذية المشغِّلة لهما، عبر محاولة تحديد هوية من تولى إدخالهما الى لبنان، ومن زودهما بالحزامين الناسفين.

وليلا، أصدرت جبهة النصرة بيانا كررت فيه تبني العملية الارهابية في جبل محسن، «انتقاما للمسلمين المستضعفين في بلاد الشام»، معتبرة « ان الكثيرين نسوا او تناسوا الدماء التي أريقت باستهداف مساجد أهل السنة في طرابلس الشام».

وقد أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الانتحاريَين كانا على صلة بالمطلوب المنذر الحسن الذي كان يسلم الانتحاريِين الأحزمة الناسفة، قبل مقتله في مواجهة مع القوى الأمنية في إحدى الشقق في طرابلس في رمضان الفائت.

وقال المشنوق لـ «السفير» إنه كانت توجد لدى الاجهزة الامنية معلومات حول أحد الانتحاريين الاثنين ونيته الجرمية، مشيرا الى ان الاجهزة حاولت اقتفاء اثره، لكن هذا النوع من الحروب الامنية معقد. وأضاف: نحن نخوض حرب معلومات وتقنيات تتطلب رصدا دقيقا وضربات استباقية، وهذه أصعب من الحرب الكلاسيكية بين الجيوش.

وأكد انه ارتكز في نسب الانتحاريين الاثنين الى «داعش» على تقارير تتوافر لدى الاجهزة الامنية المعنية، منبها الى ان خطر الارهاب عابر للمناطق، وبالتالي فان مواجهته تحتاج الى تماسك وطني يشكل ضرورة وطنية إستراتيجية.

 

ويبدو ان الارهاب اعتمد جغرافيا جديدة لمسرح عملياته، بعد التضييق الأمني الذي تواجهه المجموعات المسلحة في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وساهم في وضع حد لتدفق السيارات المفخخة التي كانت تستهدف الضاحية الجنوبية ومنطقة البقاع.

ضرب الارهاب مجددا، من أجل هدف واحد هو إشعال الفتنة، فاختار منطقة شديدة الحساسية، وفي مدينة لا تزال تتلمس طريق الأمن بعد 20 جولة عنف عبثية، وتفجيرين إرهابيين طالا مسجدي «التقوى» و «السلام».

وإذا كان وعي أبناء جبل محسن، واحتضان طرابلس وكل لبنان لهم قد أحبطا مشروع الفتنة، إلا ان الخرق الخطير الذي حصل أثبت في الوقت ذاته ان الاستقرار الذي بدأت تنعم به طرابلس في كنف الجيش اللبناني يبقى في دائرة الاستهداف، وان الخطة الأمنية تحتاج الى صيانة دائمة.

وقد سارعت طرابلس أمس، بكل مكوناتها السياسية والطائفية الى احتضان جبل محسن في مصابه الجلل، وإظهار أعلى قدر من التضامن والتعاطف معه في مشهد قلَّ نظيره، وأعاد إلى طرابلس صورتها الحقيقية الجامعة والمتنوعة، التي طالما سعى البعض إلى تشويهها.

ويضاف الى ذلك، ان الاستنكار الشعبي في منطقة المنكوبين لما حصل وتبروء عائلتي الانتحاريين مما قاما به، ساهما في وأد الفتنة في مهدها، وعطل سيناريو الجهات الارهابية.

وشكلت زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى المدينة وحرصه على تفقد موقع الجريمة وإعلان تضامنه ومشاركته في الجنازة الحاشدة، رسالة بليغة بأن جبل محسن غير متروك، وهو جزء لا يتجزأ من العاصمة الثانية ومن لبنان ككل، وأن مصابه هو مصاب كل اللبنانيين.

كما شكل إعلان المشنوق بأن «مؤسسة الحريري»، بايعاز من الرئيس سعد الحريري، ستتكفل باعادة ترميم وتأهيل أضرار التفجيرين في جبل محسن، بادرة إيجابية تجاه تلك المنطقة وأهلها من قبل الحريري يجب البناء عليها في تقريب المسافات، وفي إيجاد الآليات لانجاز مصالحة طرابلسية تاريخية تطوي صفحة الصراع الى غير رجعة.

وقد جاء التفجير الارهابي المزدوج في لحظة سياسية بالغة الدقة والاهمية على الصعيدين الوطني والمحلي، وتحديدا بالتزامن مع الحوار المتقدم بين تيار «المستقبل» و»حزب الله».

لذلك لا يمكن فصل التفجير الانتحاري المزدوج عن سعي الجهات الارهابية التي تقف خلفه الى تعطيل الحوار القائم وضربه، والعودة الى إثارة النعرات والغرائز المذهبية وتعميمها على مختلف المناطق اللبنانية.

وربما لا يمكن فصل التفجير أيضا عما يجري في القلمون السورية من معارك ضارية، وعن الضغط الذي تتعرض له. وهو ما يثير مخاوف من أن تكون «النصرة» و»داعش» قد اتخذا قرارا بالتحرك لبنانياً عبر خلاياهما النائمة، ومحاولة اللعب مجددا على التناقضات الداخلية، علما ان نجاح هذه المحاولة أصبح أشد صعوبة مع خضوع تلك التناقضات الى التبريد في غرف الحوار.

ووفق المعلومات المتوافرة، جرى قبل فترة العمل على إقناع بقايا العديد من المجموعات الارهابية المحلية بأن «جوهر الاشتباك في سوريا هو سني ـ علوي، وطالما أن هناك صعوبة في الدخول الى العمق السوري، فلتكن المعركة مع جبل محسن وهكذا نستطيع أن نقاتل نظام بشار الأسد من طرابلس».

أما طرابلسيا، فما يلفت الانتباه هو وقوع التفجير الانتحاري بالتزامن مع إعادة طرح عودة النائب السابق علي عيد الى جبل محسن بعد استرداد مذكرة التوقيف الصادرة بحقه نتيجة تحويل قضية تفجيري مسجدي «التقوى» و «السلام» الى المجلس العدلي الذي أصدر في اليوم نفسه للتفجير (السبت الفائت) مذكرة توقيف غيابية بحقه.

كما بدا واضحا أن للخطة الأمنية الناجحة في طرابلس كثيراً من الأعداء والمتضررين، خصوصا بعد الحصار الذي فرضته على كل المجموعات المسلحة، وقيام الجيش بتوقيف أكثرية المتورطين وقطع أرزاق المستفيدين من التوترات، وفي مقدمة هؤلاء الجهات التي تقف خلف الانتحاريين والتي قامت برسم سيناريو خبيث، وهو اختيار انتحاريين من منطقة المنكوبين المتاخمة لجبل محسن، لتفجير نفسيهما في أحد أكثر المقاهي اكتظاظا بهدف إيقاع أكبر عدد من الاصابات، وصولا الى ردود فعل دموية توقظ الفتنة، وتعيد إشعال المحاور التقليدية مع المنكوبين والتبانة والقبة.. لكن طرابلس رفضت ان تدخل مجددا في النفق المظلم.

 

قادة 50 دولة في «مليونية باريس».. وأميركا وإسرائيل أكبر الرابحين

فرنسا تلتف حول «جمهوريتها».. وتدق طبول الحرب!

 

محمد بلوط

 

رابحان في مسيرات فرنسا المليونية: إسرائيل والولايات المتحدة. فبعد انتهاء الشق الأول من مسيرات التضامن مع «شارلي ايبدو»، شغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشق الثاني منها.

فتحتَ هتافات «إسرائيل ستحيا وتنتصر» حلَّ نتنياهو إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في الصف الأول لـ (أكبر كنيس) في باريس، في امتداد لليوم الإعلامي والسياسي الطويل، للصلاة معا على أرواح ضحايا مقتلة «شارلي ايبدو».

وبعد أن طالب قبل مجيئه اليهود الفرنسيين بـ «الهجرة» إلى إسرائيل، لحمايتهم من الهجمات «اللاسامية» في فرنسا، التي كان سلفه ارييل شارون يتهمها بالوصمة الأبشع «اللاسامية» لابتزازها، وتسهيل هجرة اليهود إلى إسرائيل، حصل نتنياهو على موافقة لدفن اليهود الفرنسيين الأربعة، الذين أرداهم احمدي كوليبالي، إبان احتجازه رهائن في «غزوة» المتجر اليهودي قبل ثلاثة أيام، وهو قرار رمزي كبير سيشجع هجرة اليهود الفرنسيين، والخائفين منهم خصوصا بعد المقتلة الباريسية، نحو الكيان الذي يعاني من هجرة معاكسة، وترميم سمعة إسرائيل مجددا كملجأ للهاربين من أوروبا «الإسلامية» بعد «اللاسامية».

ونجح نتنياهو مع أربع جثث، في مسيرات مليونية لم تشهد فرنسا مثيلا لها منذ أيار العام 1968، في الظهور بمظهر الشريك في «العزاء»، وفصل بينه وبين الرئيس الفرنسي في الصف الأول من قادة خمسين دولة، في ساحة الجمهورية، رئيس الغابون علي بونغو.

وسار رئيس وزراء تركيا احمد داود اوغلو إلى جانب هولاند، فيما كانت وسائل الإعلام تعلن أن حياة بومدين، زوجة كوليبالي القتيل، قد عبرت الحدود التركية إلى سوريا.

وغسل مسؤول تركي يديه من أمر تمكن بومدين من الهروب عبر تركيا إلى سوريا، بالقول إنه لم يتلق معلومات فرنسية بشأنها. ويقول مسؤول فرنسي إنه من دون تعاون الأتراك في المستقبل، وإقفال حدودهم، والتعاون بشكل جدي مع الأجهزة الأمنية الأوروبية، فلن تكون هناك أي فرصة للانتصار في أي حرب على الإرهاب. ويطرق طريق «الجهاد» الممتد من عواصم أوروبا حتى إنطاكيا في لواء الاسكندرون، فسوريا، الآلاف من الشبان الأوروبيين، من دون أن تعترض طريقهم، إلا نادراً، الأجهزة التركية.

أما الأميركيون، فقد انتهزوا انعقاد اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في باريس، الذي حضره وزير داخليتهم اريك هولدر، للإعلان عن عقد قمة عالمية لمكافحة الإرهاب في 18 شباط المقبل في واشنطن، وليس في باريس كما تفرضه الأحداث، ووقوع العاصمة الفرنسية ضحية لهجمات القاعدة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» معاً كما تبين في شريط مصور لأحمدي كوليبالي.

وجلي أن الأميركيين سيحاولون توسيع تحالفهم ضد الإرهاب، انطلاقاً من نتائج عملية باريس، علماً أن اجتماع وزراء الداخلية لم يقدم من اقتراحات ما يمكن أن يعد جديداً، إذ استعاد الوزراء اقتراحات قديمة ومعروفة عن ضرورة مكافحة عمليات التجنيد التي تقوم بها الجماعات «الجهادية» في الغرب عبر شبكة الانترنت، ودرء خطر انضمام المزيد من الأوروبيين «قريبا» إلى هذه الجماعات، وهو مؤشر جديد، على تقدم «القاعدة» و «داعش» في السباق مع الأوروبيين على الشبكة العنكبوتية، من اجل إنشاء المزيد من الخلايا، أو استقدام مقاتلين و «مجاهدات».

وسجل يوم ضحايا «غزوة شارلي ايبدو» ظهور عدوى المسيرات المليونية في فرنسا. ولم تجد المسيرات التي عمت فرنسا من يحصي من جاؤوا إليها، في باريس وليون ومرسيليا وبوردو وغيرها. أما الشرطة الفرنسية التي اعتادت أن تناكف منظمي المسيرات الشعبية والنقابية، بأن تقدم أرقاماً غالباً ما تقسم نصفين وأكثر أعداد السائرين ضد الحكومة، فقالت إنها عاجزة عن إعلان أي رقم، فيما استسلم وزير الداخلية برنار كازنوف «لإحصاء مستحيل» تاركاً لوكالة الصحافة الفرنسية مهمة الإحصاء، ولبعض المنظمين، على غير عادته.

وسار من الفرنسيين من «اجل شارلي ايبدو» مليون، وربما مليونان، أو ثلاثة ملايين. واستطاعت «المحدلة الإعلامية» أن ترفع الاشتراك في المسيرة إلى مرتبة الواجب الوطني، لتأمين أوسع مشهد من التضامن في مواجهة «داعش».

أما أقدام الخمسين زعيماً دولياً أو مسؤولاً حكومياً، فلم تتضامن مع الملايين الفرنسية أكثر من مئتي متر في قلب ساحة الجمهورية، التي أخليت لهم لنصف ساعة، قبل أن يصعدوا إلى باصاتهم والمطارات.

وحول هولاند، تحلق في الصف الأول، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ونتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورؤساء الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والاسباني ماريانو راخوي، والايطالي ماتيو رانزي الذي قال إن القادم «افظع». وتمثلت الولايات المتحدة بسفيرتها الجديدة في فرنسا جان هارتلي، حسب ما أوضحت السفارة الأميركية.

وكان لافتا تواضع التمثيل القطري الذي حضر برئيس اتحاد الفروسية محمد بن خليفة، فيما لم يجد السعوديون، تفادياً لإثارة غضب مؤيدي المقتلة في المملكة، ارفع من وزير الدولة لشؤون الخارجية نزار مدني، للتعزية بالضحايا الذين أردتهم «القاعدة في جزيرة العرب» على ما قاله أميرها الشرعي حارث النظاري.

وتؤسس المسيرات لإعادة نظر سياسية وعسكرية في التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب، وملفات إقليمية مرتبطة بها، ومراجعات تتعلق بحقيقة أن الهجمات في باريس ليست عملاً انتقامياً من سخرية رسوم «شارلي ايبدو» من النبي محمد فحسب. إذ أعلن احمدي كوليبالي في شريط مسجل أن «الخلافة قد هوجمت، وهي ترد الهجوم». وكشف انه قد بايع زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي منذ اليوم الأول لإعلان الخلافة، ما يفتح زوايا جديدة للبحث في دوافع الهجمات، ونقل «داعش» المعركة إلى فرنسا. إذ ابعد من الجريمة التي ارتكبها الأخوان شريف وسعيد كواشي بحق رسامي الكاريكاتير، يشير إعلان كوليبالي، إلى حقيقة أن المواجهة بين «الدولة الإسلامية» لا تقتصر على قضية شديدة الرمزية كقضية الإساءة إلى النبي محمد فحسب. ويعلن كوليبالي الرد على انخراط فرنسا على جبهات متعددة، في «دولة الخلافة» وفروعها، من العراق، الذي تصل إليه قريبا حاملة الطائرات شارل ديغول، فسوريا، فليبيا، حيث قدمت له يد العون لتهديم عمارة الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا، وجنوب الصحراء، بإسقاطها وحلف شمال الأطلسي نظام العقيد الليبي معمر القذافي.

وتكشف تصريحات «الداعشي» الفرنسي، بعدا آخر، مهما وخطرا، جديدا في الحرب التي تنفتح على الفرنسيين، وهي الشراكة التي تعقدها «القاعدة» مع «داعش» في عملياتها الخارجية، وتقاسم الخلايا النائمة و»الذئاب المنفردة»، إذ أعلن كوليبالي، «الداعشي»، انه هو من مول عملية الإخوة كواشي، من بيت مال «الدولة»، وهو عمل غير مسبوق بين التنظيمين الذي يصلي احدهما الآخر حروبا ضروسا في ساحات سوريا والعراق.

أما بشأن إعادة مراجعة الملفات الإقليمية، وطريقة إدارتها، فكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، قد أجاب في أول مقابلة صحافية بعد «شارلي ايبدو» عما إذا كانت الأولوية لا تزال الحرب على» داعش» أو إسقاط النظام السوري، بأنه «لا بد من تغيير النظام، مع الاحتفاظ ببعض عناصره مع بعض المعارضة المعتدلة»."


النهار


مخاوف من تفجيرات وإحاطة وطنية جنّبت طرابلس فتنة جديدة

ملف النفايات يُقرّ اليوم وتمديد تقني للناعمة و"سوكلين" و"سوكومي"


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "ترافقاً مع العاصفة التي ضربت لبنان بالثلوج والصقيع، هبت رياح الشمال الحزينة أول من أمس مجدداً على طرابلس التي لم تصمد هدنتها ثلاثة أشهر منذ تنفيذ الخطة الامنية في تشرين الاول الماضي، وأوقع التفجيران اللذان نفذهما انتحاريان في جبل محسن 11 قتيلاً ونحو 50 جريحا، مخلفا أضراراً مادية، وأكثر منها معنوية أعادت القلق الى طرابلس ومحيطها، وشغلت السلطة السياسية والقوى الامنية التي تخوفت من عودة برنامج التفجيرات المتنقلة في اكثر من منطقة.

وفي المعلومات الأمنية أن الانتحاريين من منطقة المنكوبين المجاورة، وقد تواريا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكنهما ترددا على مقهى أبو عمران المستهدف في الأيام الاخيرة التي سبقت التفجير، علماً ان هناك مذكرات توقيف في حقهما في عمليات اعتداء على الجيش. وقد نفذا عمليتهما بالتدرج، ففجّر الاول نفسه داخل المقهى بفارق دقائق عن التفجير الثاني الذي نفذه الآخر خارجاً عندما همّت الجموع بالانصراف. ويحقّق الجيش وشعبة المعلومات مع عدد من المشتبه في علاقتهم بالانتحارييّن، كما تجري مراجعة داتا الاتصالات. وأشارت معلومات الى وجود لائحة بعشرات الاسماء من المنطقة توجهوا في الفترة الأخيرة الى سوريا والعراق لتلقي التدريب والمشاركة في عمليات ارهابية.

وأبلغ وزير العدل أشرف ريفي "النهار"، أن الاجتماع الأمني الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس كان لمواكبة "جريمة بهذه الاهمية". وقال إنه بصفته وزيراً للعدل أعطى تعليماته للمعنيين في الوزارة لتحضير اقتراح لرفعه الى مجلس الوزراء بإحالة الجريمة على المجلس العدلي في أسرع وقت ممكن أسوة بالجرائم المماثلة. وتوقّع إنجاز هذه المهمة خلال أيام. ورداً على ما تردّد من أن بين ضحايا التفجير الانتحاري متهماً بتفجير مسجديّ السلام والتقوى في طرابلس، نفى ذلك قائلاً: "أبلغني القضاة ان شهداء التفجير معروفون بالأسماء كما ان الأطباء الشرعيين يعملون على إجراء فحوص الـ DNA لكل الجثث والاشلاء وفي معلوماتنا ان لا صحة لهذه التكهنات". ووصف ما جرى بأنه "جريمة إرهابية بامتياز وعلينا أن نجنّب لبنان الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وقد أراد المجرمون المخططون أن تكون الجريمة مدخلاً الى فتنة مذهبية في لبنان، لكن أهالي طرابلس وبخاصة أبناء جبل محسن وباب التبانة وذوي الانتحاريين حولوها فرصة للوحدة الوطنية فكان موقفهم مشرّفاً ووطنياً بإمتياز". وأوضح أنه مع زميله وزير الداخلية نهاد المشنوق في القول إن المسؤولية عن الجريمة تقع على تنظيم "داعش".

وقد أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره بموقف ابناء جبل محسن "الذي يستحق التوقف والتحية وارتقى الى مستوى الشهداء الذين سقطوا. وبفضل هذا الموقف الوطني الكبير وردة فعل الرئيس سعد الحريري وفاعليات طرابلس يمكننا القول اننا ربحنا 9 شهداء وخسر الارهابيون قتيلين. ولم يكن هدف المنفذين ايقاع هذا العدد من الشهداء بل زرع فتنة في طرابلس تؤدي الى اسقاط عدد أكبر من الشهداء، لكن وعي اهالي جبل محسن والطرابلسيين عموما اجهض هذا المخطط. وجاء الاحتضان الوطني لجبل محسن من ثمار الحوار". وتساءل: "ماذا كان سيحصل لو حصل التفجير الاخير في طرابلس ولم يكن الحوار قد اخذ طريقه"؟


النفايات

والموضوع الأمني الذي سيحضر على طاولة مجلس الوزراء اليوم، لن يحجب الطبق الرئيسي وهو ملف النفايات الذي توقعت مصادر وزارية لـ"النهار" ان يحسم اليوم باتفاق الاطراف عليه مع تمديد تقني لمطمر الناعمة أشهراً اضافية اخيرة، كما أكد وزير البيئة محمد المشنوق لـ"النهار" اذ اوضح ان "ما سنتداوله ليس بندا محدّدا بل مجموعة التعديلات على القرار 46 الذي يحدّد الخطة الوطنية للنفايات وكيفيّة الإنطلاق بالمناقصات". ولفت إلى أن "الموضوع الخلافي الأساسي يكمن في تحديد مواقع المطامر".

ولدى الاستفسار عمّا يشاع عن التمديد لـ"سوكلين"، وعن الشركة التي ستتولى نقل النفايات مع التمديد التقني لمطمر الناعمة، خصوصاً أن عقد "سوكلين" ينتهي أيضاً في 17/1/2015، أجاب: "قد يتمّ التمديد لسوكلين بحكم أننا في حاجة إلى من يقوم بجمع النفايات". وأضاف: "لا يمكننا إلا أن نمدّد إلى حين سير المناقصات إذ لا يمكننا أن نحرم المواطن النظافة". وذكر أن ثلاثة عقود تنتهي في 17/1/2015 "العقد الخاص بمطمر الناعمة، والعقد الخاص بسوكلين التي تقوم بمهمّة الكنس واللم في 296 بلدة في جبل لبنان بالإضافة إلى بيروت وتنقلها إلى برج حمّود حيث تقوم "سوكومي" بموجب عقد ثالث بمعالجة النفايات ونقلها إلى مطمر الناعمة. وسوف يطبق التمديد التقني على هذه العقود الثلاثة لأنها تشكّل عناصر مترابطة ضمن آلية العمل". وفي ما يخص رفض أهالي الناعمة التمديد قال: "نطلب منهم التفهّم وليتركوا الحل يأخذ مجراه، صحيح أن مطمر الناعمة سيصبح من الماضي، ولكن ثمّة إجراءات مفروضة علينا سنصل مع انتهائها إلى إقفال المطمر".


الكتائب

وعلمت "النهار"، ان اتصالاً جرى ليل أمس بين الرئيس أمين الحميّل والرئيس سلام عقب التصريح الذي أدلى به رئيس حزب الكتائب وأشاد فيه برئيس مجلس الوزراء، بعدما كان الاخير الغى موعداً للنائب سامي الجميل السبت. وفي موازاة ذلك، أجرى الوزيران سجعان قزي ورمزي جريج اتصالات مع وزير البيئة محمد المشنوق وسط معطيات تفيد ان الامور تتجه نحو الحلحلة. وأبلغ الوزير قزي "النهار" أن قسماً كبيراً مما طلبه حزب الكتائب أخذ به، وابرزه ان تبقى الدولة المرجع الذي يحدد المطامر من خلال وزارة البيئة ومجلس الوزراء و"الصيغة التي تظهر ذلك متوافرة في اللغة العربية التي لن تكون بخيلة في هذا المضمار".


مواقف

وفي الملف أيضاً، قال الرئيس بري: "وفق معلوماتي ان الجلسة تتجه نحو حسم هذا الملف بالتوافق أذا امكن أو التصويت. ونحن مع الرئيس تمام سلام. واذا كان هناك من يعترض فليتحفظ اذا تعذر التوافق. ملف النفايات لا يحتاج الى مماطلة، والا ستجتاح روائحها البلد بعد أسبوع. وعلى مجلس الوزراء تحمل مسؤولياته. هل يجوز ان تصبح النفايات جزءا من التوازنات الطائفية اللبنانية؟ هذا مقرف".

من جهة أخرى، توقع الوزير ريفي أن ينجز مجلس الوزراء اليوم ملف النفايات واعتبر الامر"مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن مواجهة جرائم الانتحاريين".


الحوار

وفي برنامج الحوارات، قال الرئيس بري إن الجلسة الثالثة من الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" ستلتئم هذا الاسبوع ويحدّد الطرفان أي بند سيناقشانه"، وان الجلسة الثانية "كانت منتجة على صعيد تنفيذ الخطة الامنية في كل المناطق وسرايا المقاومة والمطلوبين وتمّ الانتهاء من هذه النقاط".

في الجهة المقابلة، يزور اليوم رئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي الرابية حيث يلتقي العماد ميشال عون والنائب ابرهيم كنعان، لعرض نتائج اجتماع معراب الذي استمر أكثر من ساعتين السبت الماضي. وفي معلومات لـ"النهار" ان الجهد ينصب على التوصل الى ورقة مشتركة، وقد تبودلتا اوراق عمل في ملفات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والاصلاح واللاجئين والحضور المسيحي في الدولة.


مشاركة باريس

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سلام كان عازما على المشاركة في تظاهرة باريس أمس، لكنه عدل عن ذلك بعد العملية الانتحارية في طرابلس وذلك لمتابعة التطورات على هذا الصعيد، ولإبلاغه مشاركة رئيس وزراء اسرائيل في التظاهرة، فكان القرار بتكليف وزير الخارجية جبران باسيل تمثيل لبنان.



باريس "عاصمة العالم" في ردّ غير مسبوق على الإرهاب


سار ملايين من الفرنسيين يتقدمهم زعماء وممثلون من 50 دولة في أضخم تظاهرة في تاريخ فرنسا لإظهار العزم على مواجهة الارهاب الذي ضرب البلاد ثلاثة ايام الاسبوع الماضي وأوقع 17 قتيلاً. وبعدما تحولت باريس "عاصمة العالم" على حد تعبير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كانت مسيرات تضم مئات الآلاف تجوب شوارع المدن الفرنسية الاخرى لتكريم ضحايا الهجمات الارهابية في مجلة "شارلي ايبدو" ومتجر الأغذية اليهودية في العاصمة الفرنسية، كما انطلقت تظاهرات اخرى في عواصم ومدن اوروبية وحول العالم تضامناً مع فرنسا.

ومن ساحة لاريبوبليك (الجمهورية) في وسط باريس الى ساحة لاناسيون (الامة) على مسافة ثلاثة كيلومترات، سار الزعماء في باريس مشبوكي الأذرع يتوسطهم هولاند، ونحّى بعضهم خلافاتهم جانباً ليظهروا اتحادهم في مواجهة الارهاب، مثل الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزرا