تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الوضع الأمني في لبنان.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الوضع الأمني في لبنان.
السفير
غطاء لخطة البقاع.. وجنبلاط لمواكبتها بالإنماء
الأمن يلاحق «الأحزمة»: توقيف ثلاثة إرهابيين
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والثلاثين بعد المئتين على التوالي.
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "..وفي اليوم الثاني على استعادة سجن رومية الى كنف الدولة، تكشّف المزيد مما كانت تتضمنه إمارة المبنى «ب» من «امتيازات» خدماتية وتقنية لأمراء الإرهاب، فيما بقيت دلالات عملية الاقتحام النظيفة تتفاعل في الاوساط السياسية، التي أجمعت على ان أهم ما في هذه العملية انها حررت الهيبة المعتقلة للدولة.
وإذا كان ما تحقق إنجازا نوعيا بكل المعايير، فإن التحدي الآن يتمثل في البناء عليه لاستكمال ترميم صورة الدولة التي تعاني من تشوهات كثيرة، وتحسين شروط المعركة الطويلة مع الإرهاب.
وبينما أعلنت قيادة الجيش عن توقيف أحد الانتحاريين (ب. ح. ن.) في محلة المنكوبين في طرابلس، أفاد مراسل «السفير» في البقاع أن الجيش أوقف على حاجزه في وادي حميد في خراج بلدة عرسال شخصين تبين أن أحدهما مجهز بحزام ناسف ومستعد لتفجير نفسه والثاني ينقل مواد لتصنيع أحزمة ناسفة.
وقال مصدر أمني لـ «السفير» إن التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة أظهرت أن التقديرات الأمنية حول وجود انتحاريين آخرين «هي تقديرات في محلها»، وأوضح أن الجيش شدد إجراءاته الأمنية في منطقة عرسال وجردها، كما في الشمال ومعظم المناطق.
وأشار المصدر إلى أن وحدات القوى الأمنية التي تمسك بمداخل الضاحية الجنوبية ومعظم مناطق البقاع الشمالي رفعت وتيرة الإجراءات الأمنية، بالتنسيق مع «حزب الله»، في أعقاب التفجير الانتحاري المزدوج في محلة جبل محسن في طرابلس.
ويبدو ان زخم النجاح في تحرير سجن رومية من قبضة الموقوفين المتطرفين، سيقود الى تنفيذ إجراءات أمنية حازمة في البقاع الشمالي قريبا، في محاولة جديدة لإنهاء ظاهرة سرقة السيارات والخطف «على الفدية» والقتل العبثي وتواري المطلوبين.
ولعل أبرز ما تحتاجه الدولة في البقاع استعادة مصداقيتها المفقودة بعدما تكررت سابقا الخطط الامنية من دون نتائج حقيقية، وهو الامر الذي جعل ثقة الاهالي في أي كلام حول تدابير جديدة او إضافية، شبه معدومة.
والمحك الآخر الذي يواجه الحكومة ككل يتمثل في تحصين أي تدابير أمنية بورشة إنمائية، لان أي خطة ميدانية ستظل ناقصة ومحدودة التأثير ما لم يواكبها إنماء، يحقق نهوضا اقتصاديا واجتماعيا ويؤمن فرص عمل وصولا الى معالجة أسباب الوضع القائم في البقاع، بدل الاكتفاء باحتواء النتائج.
وعلمت «السفير» ان «حزب الله» مستعد لتسهيل أي إجراءات أمنية في البقاع الشمالي بغية وضع حد لجرائم السرقة والخطف، وتوقيف المطلوبين، وهو يؤكد لكل مستفسر ان الغطاء مرفوع عن أي مخل بالامن، قبل الحوار مع «تيار المستقبل»، وخلاله، وبعده، «وبالتالي فان الدولة طليقة اليدين لتفعل ما تشاء في البقاع الشمالي، ولا يوجد أي مانع سياسي يمكن ان يحول دون بسط سلطة القانون على المنطقة».
ووفق المعلومات، فإن «حزب الله» متعاون الى أقصى الحدود لتفعيل الخطة الامنية في البقاع الشمالي، انطلاقا من انه صاحب مصلحة في حماية بيئته وتنقيتها من المجرمين الذين يشكلون تهديدا لها، بالدرجة الاولى.
ولكن الحزب يعتبر في الوقت ذاته انه ليس من مسؤوليته ان يتولى هو ملاحقة المطلوبين وتوقيفهم، «لان ذلك يصب في خانة الامن الذاتي، في حين ان المطلوب من الدولة ان تتحمل مسؤولياتها على هذا الصعيد».
المشنوق.. الى البقاع در
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» إن مجلس الامن المركزي بحث خلال اجتماعه أمس، في التدابير الامنية التي ستتخذ في البقاع الشمالي لفرض الاستقرار، موضحا انه تم الاتفاق مع كل القوى السياسية على هذا الامر، ومتوقعا ان يبدأ التنفيذ في وقت قريب.
ولفت الانتباه الى انه جرى التطرق خلال اجتماع مجلس الامن المركزي الى إمكانية إيجاد مراكز احتجاز في ثكنات الجيش وقوى الامن، لتخفيف الضغط عن سجن رومية والسجون الاخرى المكتظة.
وأشار الى ان عملية التفتيش والتدقيق في المبنى»ب» ستستغرق أياما عدة، «على ان نبدأ بعد قرابة عشرة أيام في عملية إعادة تأهيله التي يُفترض ان تُنجز خلال ثلاثة اشهر».
وكان المشنوق قد جال أمس، على أجنحة المبنى «ب» في السجن، حيث استمع الى شروحات من الضباط المعنيين عن الحاجات المطلوبة للترميم والتأهيل، وفق المواصفات التي تتطلبها القواعد الانسانية والمعايير الدولية، لاعادة وضعه في الخدمة من جديد.
بري: الحوار يغطي الامن
وأكد الرئيس نبيه بري امام زواره أمس، أن الخطة الامنية ستشمل البقاع الشمالي، معتبرا انه لم يعد جائزا ان تستمر عمليات سرقة السيارات وغيرها من الارتكابات في وضح النهار، وقد حان الوقت لإنهاء هذه الحالة الشاذة ومعالجتها جذريا.
وأشار الى ان الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» وضع سقفا سياسيا للامن الوطني العام، وتحت هذا السقف تتم الإجراءات وتتخذ القرارات المتعلقة بضبط الوضع الامني، معتبرا ان الحوار الذي يجري بجدية، وسيُستأنف يوم الجمعة المقبل، منح غطاء شاملا وقوة دفع للتدابير الميدانية.
ورأى ان عملية سجن رومية تشكل واحدة من إفرازات مناخ الحوار، وهي أثبتت انه توجد دولة فعلية، لكن الامر كان يتطلب قرارا سياسيا، ما ان صدر، حتى تهاوى «فندق رومية» من دون ان تسقط نقطة دم واحدة، لافتا الانتباه الى ان أفضل ما في هذه الخطة انها أحيطت بالكتمان.
وتمنى بري ان يتكامل الحواران، بين «حزب الله» و «المستقبل»، و «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» في اتجاه تعزيز الاستقرار وانتخاب رئيس الجمهورية.
جنبلاط: نعم للحشيشة
وقال النائب وليد جنبلاط لـ «السفير» إنه يجب ان يتركز جهد الدولة بعد طي ملف سجن رومية على تثبيت الامن والاستقرار في منطقة البقاع، لكنه شدد على ان المعالجة لا تكون أمنية فقط، بل يجب ان يواكبها إنماء، «وأنا لا أزال عند رأيي بضرورة شرعنة زراعة الحشيشة، لان نظرية الزراعات البديلة «ما مشيت» «. ولفت الانتباه الى ضرورة ان تكون هناك خطة إنمائية للنهوض بطرابلس أيضا، خصوصا الاحياء الفقيرة فيها.
وأشاد بما تحقق في سجن رومية، قائلا: وأخيرا، انتهينا من هذه البؤرة في إنجاز أمني جريء وحاسم يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق والقوى الامنية في سياق محاربة الارهاب، وما حصل أشعرنا بان هناك دولة قوية فعلا، لكن المعركة ضد الارهاب ستكون طويلة.ويتوقع الأكراد ألا تستجيب موسكو للمطالب المطروحة، وقد تتصلب على العكس من المنتظَر. ومن الصعب على «الهيئة» أن تتخذ قراراً بعدم الذهاب من دون «حزب الاتحاد الديموقراطي»، خصوصاً أن رئيسه صالح مسلم محمد، هو نائب المنسق العام لـ «الهيئة»، وسيكون نافراً سياسياً ومصداقياً، أن تقرر الهيئة البقاء في دمشق، في ما يذهب نائب رئيسها إلى موسكو.
وقال مسؤول كردي بارز لـ «السفير» إنه «لا ينبغي تفويت فرصة لقاء تشاوري، يمثل نقلة نوعية، لأنها ستكون المرة الأولى، التي نلتقي فيها كسوريين، من دون أجندة مسبقة، أو بيان ختامي معدّ سلفاً».
النهار
الجيش يتلقى أسلحة وآليات قديمة الطراز؟
خطة رومية يغطيها التوافق وتنطلق إلى البقاع
وتناولت صحيفة النهار الوضع الأمني في لبنان وكتبت تقول "احتضان اللبنانيين العملية الامنية التي نفذت في سجن رومية تجسد أمس في بلوغ عدد المتتبعين عبر موقع "تويتر" ما يزيد على 7 ملايين شخص حيوا وزير الداخلية نهاد المشنوق على الخطوة التي اعادت بعض الاعتبار الى هيبة الدولة، وفتحت المجال أمام المضي في تنفيذ خطط امنية لاحقة ابرزها في البقاع، اضافة الى متابعة تنفيذ الخطة الامنية شمالا، وخصوصاً بعد التفجيرين في جبل محسن السبت الماضي. وقد أوقف الجيش اللبناني أمس في محلة المنكوبين المواطن بسام حسام نابوش للاشتباه به في محاولة تفجير نفسه. وفي معلومات لـ"النهار" ان الاجهزة الامنية كانت تبحث منذ لحظة التفجير عن الشاب حسام النابوش (19 سنة) بعد معلومات اعتبرته اليد اليمنى لمنذر الحسن الذي قتل في "السيتي كومبلكس" في طرابلس. وقد ذهب النابوش منذ نحو سنة الى سوريا للانضمام الى "جبهة النصرة" من طريق الحسن، لكنه فشل في الوصول اليها، فمكث يومين مع "الجيش السوري الحر" ثم عاد الى لبنان ونشط محلياً الى حين اعتقاله شهرين وبعدما اطلق نشط الى جانب الحسن بشكل قوي. وكانت تربطه علاقة بطه الخيال الذي فجّر نفسه السبت الماضي. وتخوفت القوى الامنية من ان يكون الاخير أعد نفسه لعملية انتحارية بعد عملية سجن رومية كردّ من التنظيمات التكفيرية ولاظهار قدرتها على التحرك في "الساحة اللبنانية".
وكشفت تقارير محاولة لتحريك الوضع الامني في طرابلس، لكن الاجهزة الامنية وفق مصادرها تمكنت من وأد هذه المحاولة في المهد فكانت هناك في الساعات الـ48 الاخيرة سلسلة توقيفات مهمة لشبكات إرهابية كانت على تواصل مع جماعة سجن روميه و"النصرة". وقد خلقت هذه التوقيفات ارتياحا عند الطرابلسيين الذين لمسوا تصميم الدولة على تنفيذ خطتها الامنية.
وفي رومية، استكملت العملية الامنية أمس، وحققت نتائجها المرجوة بقطع تواصل عدد من الارهابيين بعضهم مع البعض، ومع ادوات التنفيذ في الخارج بعدما اثبتت التحقيقات مع الموقوفين في تفجيري جبل محسن، تلقيهم توجيهات من محركين في السجن. وبدأ العمل باجهزة التشويش على الاتصالات الخليوية. وقد تفقد الوزير المشنوق السجن، واستمع الى شروح من الضباط المعنيين عن الحاجات المطلوبة للترميم والتأهيل وفق المواصفات التي تتطلبها القواعد الانسانية والمعايير الدولية، وذلك لإعادة وضعه في الخدمة من جديد بعد إنجاز عمليتي الترميم والتأهيل.
وصرح بأن "هدف الزيارة هو ان نرى ميدانيا ما يمكن القيام به بهذا المبنى كي يعود سجنا طبيعيا فيه الحد الادنى من المقومات الانسانية. لقد تم نقل المساجين الى مبنى افضل من المبنى الذي كانوا فيه. فما من سلاح في السجن نهائيا والاسطورة كلها كانت غير صحيحة".
وقد تحرّك ملف السجون لجهة أهليتها لإيواء السجناء والموقوفين. ففي حين أن السجون الحالية تتسع لـ2200 سجين، فهي تضم 8 آلاف سجين مما استدعى تحركا جديدا لتنفيذ الخطة التي وضعها مجلس الوزراء في آذار الماضي وقضت ببناء ثلاثة سجون جديدة بتمويل عربي ومحلي وهذا الامر عكسته مداخلة وزير الداخلية في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "عملية سجن رومية تشكل احد تداعيات الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، واثبتت ان الدولة موجودة بالفعل. وكان الامر يتطلب قرارا سياسيا وتم. وما إن اتخذ القرار حتى جرى تنفيذه وافضل ما فيه هو الكتمان ولم تسقط قطرة دم واحدة على رغم ما اشاعه السجناء. ولو لم يكن هذا الحوار لربما أدى تفجير جبل محسن الى موجة جديدة من القتال بين الطرابلسيين. وهذا ما يؤكد جدية الحوار الذي يوفر الغطاء الكامل للاجراءات التي ستتخذ. ومن التداعيات الاخيرة والايجابية، استمرار تطبيق الخطة الامنية في كل المناطق وخصوصا في البقاع". ورأى بري ان "سطرين وردا في بيان أديا الى وقف حال الاحتقان في البلد وتطبيق الامن الوطني، وتحت هذا السقف اتخذت قرارات لتطبيق الخطة الامنية التي ستقرن بالافعال وليس بالاقوال فحسب".
في غضون ذلك، ستعقد الجلسة الثالثة بين "المستقبل" و"حزب الله" الجمعة المقبل.
العسكريون المخطوفون
وفي ملف متصل أعيد تحريكه أمس، بناء على تهديدات من "النصرة" و"داعش"، نشطت الاتصالات في ملف العسكريين المخطوفين بعد الخطوة التي شهدها سجن رومية. وعلمت "النهار" ان الاتصالات التي قام بها بعض الوسطاء لم تكن إيجابية من جماعات في عرسال على تواصل مع "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". وفي حين قال مصدر أمني إن "الاتصالات عادت الى نقطة الصفر"، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان "المفاوضات باتت في مرحلة عميقة ومتقدمة". لكن الاهالي غير المطمئنين الى مسار التفاوض يدرسون، بعد عودتهم الى ساحة رياض الصلح، تصعيد تحركهم الجمعة المقبل.
الجيش
وفي شأن امني ايضا، علمت "النهار" ان الجيش اللبناني تسلّم أخيرا أسلحة أثارت تساؤلات عن نوعيتها ومدى ملاءمتها وحداثتها والسبب انها دون المستوى المطلوب. ففي حين كانت التوقعات تشير الى ان الهبة السعودية الاولى البالغة ثلاثة مليارات دولار والهبة الثانية البالغة مليار دولار ستؤمنان للبنان أسلحة من القرن الحادي والعشرين تبيّن ان ما وصل الى الجيش الى الان، آليات قديمة الطراز.
مجلس الوزراء
من جهة أخرى، ينعقد مجلس الوزراء غداً في جلسة عادية بجدول الأعمال السابق الذي كان يتضمن ملف النفايات الذي أنجز أول من أمس. وعلم ان غياب نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل عن الجلسة الاخيرة سببه كسر في إحدى يديه بسبب حادث سقوط في زوريخ بسويسرا.
الأخبار
عون وجعجع: قصة 12 جلسة حوارية
وحول الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كتبت الأخبار تقول "منذ خمسة أشهر يتحاور التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. اللقاءات التي بدأت تشاورية وشخصية بين مقربين من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، حول الوضع المسيحي، سرعان ما تحولت بارقة أمل لدى جمهورَيهما بإمكان اللقاء أخيراً بعد صراع يكاد ينهي عقده الثالث. كيف بدأت اللقاءات وإلى أين يمكن أن تؤدي؟
12 اجتماعاً رسمياً عُقدت حتى الآن بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، في أول حوار جدي من نوعه بين القوتين المسيحيتين اللتين تتصارعان منذ نحو ثلاثة عقود.
لا شك في أن المسؤولية الملقاة على عاتق العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، في حوارهما ولقائهما المرتقب، كبيرة، لأن الآمال المعلقة عليهما أيضاً كبيرة، وهي بحجم المخاطر المحدقة بلبنان والمسيحيين.
وإذا كانت أوساط سياسية مطلعة قد وصفت هذا الحوار بأنه مصيري، فإن الزعيمين المسيحيين يدركان تماماً، كما يدرك موفداهما الرسميان النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي، أن أنظار المسيحيين شاخصة إليهما، كي تُفقأ دمّلة الصراع المسيحي وتُطوى صفحة الأحقاد بينهما مرة أخيرة.
كيف بدأ هذا الحوار، وأي نقاط مشتركة تجمع الخصمين التاريخيين؟
قبل نحو خمسة أشهر، عقد كنعان والرياشي، بحكم الصداقة التي تجمعهما، سلسلة لقاءات بدأت في مراحلها الأولى بصفة غير رسمية. وكان محور الكلام بينهما التشاور في الوضع المسيحي عموماً وأزماته المتعددة، وانطلاقاً من الكلام المتداول في أوساط المسيحيين أنفسهم. لم يتوقع الرجلان أن تكون لقاءاتهما باباً لمبادرة على مستوى المصالحة العونية ــــ القواتية، قياساً إلى التجارب السابقة التي قامت بها شخصيات مسيحية وباءت بالفشل.
مع توسّع النقاش، بدا أن ثمة أفقاً يُعوّل عليه، فتوسعت دائرة الكلام وسط تكتم شديد، خصوصاً أنه تزامن مع مبادرة جعجع الداعية إلى نزوله وعون إلى المجلس النيابي وانتخاب أحدهما، وقوله سابقاً إنه مستعد لزيارة الرابية، «ولو حافياً»، وردّ عون عليه بـ»أهلا وسهلاً»، ومن دون شروط.
في لحظة تصاعدية، ارتقى الحوار بين كنعان والرياشي، بعلم عون وجعجع بطبيعة الحال، إلى مرتبة أعلى. جاء الرياشي موفداً رسمياً من جعجع للكلام عن إمكان النقاش الجدي. رحّب عون بالمبادرة، وكلّف كنعان متابعة الحوار، فزار الرياشي الرابية حيث التقى عون في حضور كنعان، وبدأت اللقاءات تتوالى بينهما ليبلغ عددها ثمانية حتى الآن، عقدت بداية في منزل عون، ومن ثم في منزل كنعان، إلى أن تطورت المحادثات فزار كنعان معراب.
انطباع الرياشي الأولي عن عون، أنه دقيق الملاحظة وسريع البديهة ويعرف ماذا يريد. وانطباع كنعان عن جعجع، أنه جدي في الحوار وإيجابي ويطرح الأمور بأكبر قدر من الصراحة. أسهم الطابع الشخصي للعلاقة بين الموفدين الوحيدين اللذين خوّلهما عون وجعجع التنسيق ووضع أسس الحوار وتفاصيله، في دفع الأمور نحو التقدم المطّرد، ولا سيما أنهما أديا دوراً رئيسياً في تقريب وجهات النظر بين الخصمين.
انطلقت المفاوضات من كلام في الشأن المسيحي العام، ولم تكن رئاسة الجمهورية محورها فحسب، وإن كان المسيحيون جميعهم يعوّلون على هذا البند وحده أساساً للخروج من الازمة الراهنة. لكن المحاورين أرادا إعادة القراءة منذ لحظة الخلاف بينهما وحتى اليوم، والغوص في ملفات أساسية، يجب التوصل إلى قواسم مشتركة بينهما حولها لحماية الوضع المسيحي واللبناني، من دون أن يعني ذلك أنهما تجاهلا موضوع رئاسة الجمهورية أو دارا حول الموضوع مواربة. بل إنهما طرحاه بصراحة ومن دون شروط مسبقة ومن دخول في الأسماء.
رؤية عون أن الموضوع مطروح على خلفية تقويم المرحلة السابقة منذ الطائف وإمكان الخروج بخلاصة مشتركة لتوصيف موقع الرئيس ودوره وشخصه، وعمّا إذا كانت هذه الأمور الثلاثة على مستوى تطلعات المسيحيين، وعمّا إذا كان التمثيل المسيحي منذ ذلك الوقت يعبّر عن المسيحيين فعلاً.
ورؤية جعجع أن رئاسة الجمهورية هي في سلّة النتائج وليست في سلّة المسببات، ليبنى على معالجة الأسباب تثمير النتائج. والقوات لا تعترض على نظرة عون للرئيس القوي، خصوصاً أن رئيسها قدّم ترشيحه تحت عنوان الجمهورية القوية.
حدّد عون معادلة الحوار بضرورة التفاهم حول الجمهورية، ولاقاه جعجع موافقاً. لذا تعدّدت عناوين البحث إلى أن اختصرت بورقتي عمل قدمها الطرفان، وتناولت عملية تكوين السلطة، وخيارات المسيحيين السيادية والوطنية بأبعادها كافة، والإصلاح، قانون الانتخاب، اللامركزية الإدارية الموسعة، الإنماء المتوازن، وملف النازحين وتداعياته.
ومع كل جلسة نقاش، كانت المحادثات تتقدم تدريجاً، لتنكسر معها كل الخلفيات السابقة، ويتكشّف تدريجاً أن ثمة نقاط التقاء غير قليلة وقواسم مشتركة تحتاج إلى بلورة، حول الإصلاح والإنماء وقانون الانتخاب الذي يبدو أن هناك قاعدة يمكن الالتقاء حولها عليه. وهناك إشارات تبشّر بإمكان الوصول إلى تقارب، رغم تمايز لا بأس به في بعض الملفات الأخرى، ومنها السيادية. ولدى زيارة كنعان الأخيرة لجعجع، قدم إليه ورقة عمل تختصر النقاشات ونقاط الالتقاء بين الطرفين والقواسم المشتركة في نظرتهما إلى المواضيع التي حدد البحث فيها، ومكامن الخلل والاختلاف.
يحيط الطرفان محادثاتهما بسرية تامة، ولا سيما عند انطلاقها، وعملاً على إبعاده عن الضوء الإعلامي والسياسي، في ظل السهام التي يمكن أن تطلق عليه. وهذه السرية جعلت عون وجعجع يمتنعان في الأسابيع الأولى للقاءات كنعان والرياشي عن الإجابة بالإيجاب عن أي سؤال عن هوية المفاوضين وحقيقة ما يجري. وقد أدى كشف الحوار وموجباته لاحقاً غرضاً إيجابياً، إذ إن حلفاء الطرفين باركوا المسعى الحواري وأيّدوه. إلا أن الفريقين ينفيان نفياً قاطعاً أن يكون أي طرف عربي أو غربي أو فاتيكاني قد دفع في اتجاه الحوار، «فهو شأن داخلي وانطلاقته محلية بحت». لكن معظم السفارات انشغلت في رصده لاحقاً، وأكثر الديبلوماسيين المعتمدين من الاستفسار حول طبيعته ومستقبله.
ما هي مسببات الحوار التي دفعت عون وجعجع إلى الحوار اليوم وما هو هدفه، وخصوصاً أن الفريقين يتكئان على تأييد من جمهورهما؟ وأي قواسم مشتركة تجمعهما، وهل الأولوية فقط لرئاسة الجمهورية؟
لا شك أن الفراغ الرئاسي أسهم كثيراً في دفع الأمور، وكذلك خطورة الوضع الإقليمي والاستهدافات الأمنية التي جعلت المسيحيين يعون حقيقة أهمية الحوار. ويقول كنعان: «أي مبادرة تهدف إلى التلاقي من أجل تحقيق الحد الأدنى من التوافق من أجل الوحدة المسيحية مرحب بها في أي وقت كان». وبدوره يرى الرياشي «أن الفراغ الرئاسي سبب مباشر للحوار، لكنه ليس المحور الوحيد للنقاش السياسي، وهو سيكون نتيجة من نتائجه، لأن الهدف تقليص مساحات اللاثقة الهائلة المتراكمة منذ سنوات بين الطرفين».
وقد حفلت الأيام الأخيرة بتكهنات حول عقد اللقاء بين عون وجعجع ومكانه وزمانه. وثمة خشية أن تُسهم كثرة اللغط والتأويلات، وحتى اللقاءات، بإبطال مفعول اللقاء أو حتى بالتعامل معه بأقل مما يستحق من جدية. نظرة الطرفين مختلفة. يقول كنعان: «نتفهم ضغط الرأي العام المسيحي المتعطش لرؤيتنا على توافق، لكننا حرصاً على نجاح الخطوة، لن يخضع عون وجعجع، ونحن أيضاً لضغط الرأي العام. نحن مع سرعة التحرك ولسنا مع التسرع، فعقد اللقاء بين عون وجعجع لن يكون خاتمة المطاف، لأن الجهد لم ينصبّ على عقد الاجتماع بينهما، بل على الوصول إلى تقارب سياسي بين التيار والقوات حول الدور المسيحي والملفات السيادية وغيرها».
ويلفت الرياشي إلى «أننا بدأنا الحوار انطلاقاً من أربعة معايير أساسية: المصارحة الكاملة، النقاش دون أفكار مسبقة، وعدم جعل الاختلافات سبباً للخلاف، وتحصين آداب الخطاب السياسي وتحسينه بطريقة حضارية تليق بالمسيحيين. أما لقاء جعجع وعون فهو جزء من مسار المحادثات لكي يأتي تتويجاً لمراحلها الأولى واستكمالاً لها».
النتيجة الأولية للحوار أن القوات والتيار أسقطا نحو 140 دعوى قضائية رفعت منذ أن بدأ الخلاف بينهما، وهي بادرة ستتبع اليوم بتمثيل رسمي، هو الأول من نوعه، لعون في الاحتفال الذي تقيمه القوات في معراب. قد يعتقد البعض أنهما خطوتان رمزيتان. لكن ما يحصل حتى الآن نوعي بحسب الطرفين اللذين يصران على أنهما، ولو اختلفا على رئاسة الجمهورية، فإنهما طويا صفحة الماضي ويريدان بناء مستقبل جديد قائم على حق الاختلاف وعلى عدم التماهي والالتقاء على الحد الأدنى من النقاط التوافقية.
من عاش حقيقة الصراع الدموي والسياسي والإعلامي بين الطرفين المسيحيين يريد فعلاً أن يصدق أن ما يحصل حقيقة، ولو لمرة واحدة.
اللواء
«تفكيك الإرهاب» يمهِّد لتفكيك خلايا اللصوص وسلاح الأحياء
الحوض الرابع بند تجاذبي أمام مجلس الوزراء .. ولا عودة عن إجراءات منع النزوح غير الشرعي
صحيفة اللواء كتبت تقول "مع تقدّم التفاهم بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» لنزع الألغام الأمنية المزروعة، والتي كوّنت غيوماً من الاحتقان المذهبي، كشفت مصادر ذات صلة «بالتيار الوطني الحر» لـ «اللواء» أن التحضيرات لعقد لقاء بين رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تسير في الطريق الصحيح، وهي تبشّر بالخير، وفقاً لما أبلغه عضو التكتل النائب سليم سلهب لـ «اللواء».
ومن الثابت أن عدوى اللجوء إلى الطاولة بين اللاعبين الرئيسيين في البلاد، ما تزال تفعل فعلها لإنتاج تفاهمات تحمي الاستقرار اللبناني، بصرف النظر عن قدرتها على إنتاج تسوية، أو مقاربة عملية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
عملية وشبكة
وقالت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن هذا المناخ الإيجابي في البلاد، مرشّح لأن ينقل الدولة من الحماس لبسط سلطتها إلى فرض هذه السلطة بقوة أجهزتها بعد إنهاء إمارة المبنى «ب» في سجن رومية، ووضع اليد على تفاصيل عملية التفجير التي استهدفت مقهى في جبل محسن في طرابلس.
وأكدت هذه المصادر أن قوة الدفع التي ترتبت عن عملية المبنى «ب»، والتوقيفات والملاحقات التي حدثت في الشمال، بعد مساء السبت الماضي، جعلت عملية إعادة هيبة السلطة إلى البقاع الشمالي موضوعة على النار، وبإشراف مباشر من وزير الداخلية نهاد المشنوق، وبرفع الغطاء عن المخلّين بالأمن من قبل قيادتي حركة «أمل» و«حزب الله»، بما في ذلك «شذّاذ الآفاق»، بحيث يمكن للقوى الأمنية أن تتحصّن بالقرار السياسي الرسمي والشعبي لإنهاء «المقاطعات الخاصة» لهؤلاء، سواء في ما يتعلق بسرقة السيارات أو محميات «مافيا» السرقات والخطف وارتكاب الجرائم.
وأضافت المصادر أن ما تم من إجراءات جعل عملية البقاع الشمالي لا تحتاج إلى مناقشة على جدول الحوار في الجلسة الثالثة بين «المستقبل» و«حزب الله» بعد غد الجمعة، خصوصاً وأن الفريقين تفاهما في الجلسة الثانية على تعميم الخطة الأمنية بحيث تشمل كافة المناطق اللبنانية.
وينسب إلى وزير معني أن خطة بيروت مطروحة أيضاً على جدول الأعمال، سواء في ما خصّ مجلس الأمن المركزي أو وزارة الداخلية من جانب أن تحويل بيروت إلى مدينة منزوعة السلاح يقتضي أن يقتنع «حزب الله» أنه لا يمكن إقفال المقاهي أو المكاتب في الأحياء السكنية التي يمكن أن تتحوّل إلى أوكار، على غرار ما حصل في مقهى جبل محسن لتنفيذ عمليات تستهدف المدنيين ما لم ينزع سلاح الأفراد أو المجموعات، ومن بينها سلاح «سرايا المقاومة»، ومن شأن ذلك، وفقاً للوزير المعني، تخفيف الاحتكاك في الاحياء، ونزع الإعلام الحزبية والشعارات الدينية، مما يمنع الاحتكاك ويحول دون الاشتباكات.
المشنوق في المبنى «ب»
وفي إطار متابعة تفكيك أجهزة اتصال السجناء الإسلاميين في سجن رومية، ومنع أي إمكانية لاتصالهم مع العالم الخارجي، تفقد الوزير المشنوق المبنى من أجل إعادة العمل إليه ليعود سجناً طبيعياً بمقومات إنسانية على حد تعبيره، كاشفاً ان مجلس الوزراء سيبحث مجدداً في صرف مبلغ 30 مليون دولار لإعادة تأهيل المبنى، مشدداً على ان لا عودة الى الوراء، وأن تأجيل المبنى للسجناء يجب إنجازه في غضون ثلاثة أشهر.
ونفى المشنوق أن يكون قد حدث أي إطلاق نار داخل المبنى أثناء العملية، لأن السجناء لم يكن لديهم سلاح، مكرراً بأن العملية كانت «نظيفة» مائة في المائة، ومن دون إراقة نقطة دم واحدة.
لكن لوحظ أثناء تفقده للمبنى ان الطبقة الثالثة التي كانت تضم السجناء الإسلاميين، قد احترقت بالكامل، نتيجة التخريب في اثاثه واضرام النار في «الفرش» من قبل السجناء.
تجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية باشرت أمس عملية تنظيم توزيع السجناء المنقولين من مبنى «ب» إلى المبنى «د» في شكل متقن ومدروس يعيق التواصل في ما بينهم، وتحضيرهم اعمالاً مخلة بالأمن، كما واصلت هذه القوى عمليات البحث عن ممنوعات في المبنى «ب» وعن وثائق قد تظهر اعداد السجناء لعمليات إرهابية. وتوقعت بعض المعلومات ان تعرض المضبوطات امام وسائل الاعلام بعد انتهاء عمليات المسح كلياً، ومن ثم المباشرة في اعمال ترميم المبنى.
وكشف وزير الاتصالات بطرس حرب لـ «اللواء» أن وزارته كان لها دور في منع المسجونين من استخدام هواتفهم النقالة، بفضل أجهزة التشويش التي تم تشغيلها في السجن، بحيث بات السجناء مفصولين تماماً عن العالم الخارجي، ويصعب، بل يستحيل عليهم تشكيل خلايا إرهابية جديدة.
وكان المشنوق ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي في حضور أعضائه، درس توقيت وجهوزية ما وصفه تفعيل الخطة الأمنية في البقاع الشمالي للقبض على المطلوبين ومصادرة المسروقات.
وفي السياق عينه، نقل عن مصادر قضائية أن ملف محاكمات الإسلاميين ستنجز في أقل من تسعة أسابيع، باعتبار أن 85 في المائة من الاحكام الخاصة بهم صدرت، وأن 24 منهم حوكموا بالبراءة و23 صدرت احكام غيابية بحقهم، وواحد فقط حكم وجاهياً.
أهالي العسكريين المخطوفين
تزامناً، علمت «اللواء» أن خلية الأزمة المكلفة متابعة قضية احتجاز العسكريين لدى تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» في جرود عرسال، ستعاود اجتماعاتها في الخامسة من بعد ظهر اليوم الأربعاء برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي الكبير، في وقت أعاد فيه أهالي هؤلاء العسكريين نصب الخيم في ساحة رياض الصلح، بعدما استأنفت جبهة «النصرة» تهديداتها بتصفية العسكريين المحتجزين لديها، على اثر عملية إنهاء «إمارة سجن رومية»، وقطع الاهالي طريق السراي الكبير، فيما رفعت قوى الامن الاسلاك الشائكة في محيط موقع اعتصام الأهالي الذين امهلوا الدولة يومين لاطلاعهم على مسار المفاوضات، قبل العودة إلى التصعيد الذي سيوجع الحكومة، ولن يكون عابراً على حد تعبير الأهالي.
الحوض الرابع
وقبل 48 ساعة من جلسة مجلس الوزراء العادية في السراي الكبير، والتي تبحث في جدول أعمال عادي تأجل البحث فيه من الأسبوع الماضي، لغرض الانتهاء من إقرار خطة النفايات الصلبة، برزت عقدة جديدة تتعلق بالحوض الرابع في مرفأ بيروت، حيث نقلت معلومات من أن الاحزاب المسيحية الممثلة في الحكومة، اضافة الى «القوات اللبنانية» متفقة على رفض ردم هذا الحوض، وهي ستسعى للاجتماع مع الرئيس تمام سلام لشرح موقفها له، من زاوية ان لا حاجة لتوسعة المرفأ، وان الحكومة يجب ان تعالج الموضوع من زاوية توصية لجنة الاشغال النيابية.
وذكّر تكتل الإصلاح والتغيير، بعد اجتماعه الأسبوعي، بموقف لجنة الاشغال التي طالبت بوقف العمل في المرفأ. واعتبرت أن التوسيع غير ضروري ولا حاجة إلى تلزيمه اليوم، مشيراً إلى أن الملف يعالج في مجلس الوزراء، فما صدر بمرسوم لا يلغى الا بمرسوم، عملاً بمبدأ «موازاة الصيغ».
ونفت مصادر وزارية وجود توجه لدى المجلس بحق موضوع ردم الحوض الرابع، مرجحة عقد اجتماعات بين المؤيدين له والمعترضين عليه في أقرب وقت.
وعلمت «اللواء» أن تكتل الإصلاح والتغيير تطرق إلى هذه المسألة حيث دار بحث في سلبياتها وايجابياتها والبدائل المتوافرة، كما جرى البحث في ما دار في جلسة مجلس الوزراء أمس الأوّل بخصوص اقرار ملف النفايات الصلبة.
وفي هذا الشأن، أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي عن اجتماع تشاوري حول ملف النفايات ومطمر الناعمة سيعقد عند العاشرة والربع من قبل ظهر اليوم في كليمنصو، في حين أكدت البلديات المحيطة بموقع مطمر الناعمة واتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار على ضرورة الالتزام بموعد اقفال المطمر في الموعد المحدد، أي 17 الشهر الحالي.
ومن المقرّر أن يُشارك في اجتماع كليمنصو إلى جانب النائب وليد جنبلاط وزراء البيئة محمّد المشنوق والداخلية نهاد المشنوق والمالية علي حسن خليل ووزيرا الحزب الاشتراكي.
وفي حين شدّد رئيس بلدية الناعمة أمين فخرالدين على أن قرار إقفال المطمر نهائي، رجحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن يوافق جنبلاط على التمديد التقني للمطمر لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد مرّة واحدة، بحسب قرار مجلس الوزراء، طالما ان الحكومة وافقت على خطة كاملة لملف النفايات، مشيرة إلى ان فترة الستة اشهر فترة معقولة، من أجل ان يصار خلالها إلى تحضير ملف المناقصات والتلزيمات.
ولم يستبعد مصدر في وزارة الطاقة أن يُصار إلى وضع ملف النفط على جدول جلسة هذا الخميس أو الذي سيليه، بعدما أنهت اللجنة الوزارية وضع ملاحظاتها على إعادة درس المرسومين المتعلقين بالبلوكات العشرة والضريبة على النفط، وأرسلتها الى هيئة إدارة قطاع البترول التي لم تأخذ، وفق بعض المصادر، بكل هذه الملاحظات، ورفعت القضية إلى مجلس الوزراء.
إلى ذلك، أبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «اللواء» أنه سيثير في جلسة الحكومة الأسبوع المقبل قضايا إنمائية تتصل بمدينة طرابلس، على خلفية ما جرى في جبل محسن.
وشدّد درباس على أن لا عودة عن الإجراءات الحدودية بخصوص دخول السوريين إلى لبنان، مشيراً إلى أن النزوح السوري توقف، وبات اليوم صفراً. وقال أن التدابير على الحدود مستمرة وتسير بسلاسة وسنطورها، في حال وجدنا انها تحتاج إلى ذلك، لافتاً إلى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار المصنع أمس الأوّل، وقال أن كل الملاحظات تؤخذ بالاعتبار، وما يحتاج إلى تعديل سنعدله.
المستقبل
جنبلاط مرتاح لحل «النفايات».. واجتماع كليمنصو اليوم لـ «التبريد» بحضور وزيري المالية والبيئة وارسلان
بعد «تحرير» روميه.. البقاع الشمالي
من جهتها كتبت المستقبل تقول "بمزيد من العزم والحزم تواصل الدولة خطواتها الواثقة في اتجاه فرض سطوة قواها الشرعية، وتفكيك كل ما يعترض طريقها من حالات شاذة وطنياً وأمنياً تتلاقى على مختلف مسمّياتها بين «مربّعات» و«سرايات» و«عصابات» و«إمارات» عند تقاطع واحد وهدف واحد: استضعاف الدولة وتقويض سلطانها. فبعد الفتح المبين لسجن رومية على يد قوى الأمن الداخلي وتحريره من «الإمارة» الإرهابية الترهيبية التي كانت قائمة فيه، ها هي الدولة تستعد لـ«تحرير» البقاع الشمالي من مربّعات وعصابات القتل والسطو والسلب والخطف التي تسجن المنطقة وتأسر أهاليها في بوتقة مقفلة من الإرهاب والترهيب حالت دون تطبيق مفاعيل الخطة الأمنية في البقاع حتى الساعة. وكشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل» أنّ الدولة بعد إحكام قبضتها على سجن رومية بدأت «التجهيز والاستعداد لتنفيذ الخطة الأمنية في منطقة البقاع الشمالي»، موضحاً أنّ اجتماع مجلس الأمن المركزي الذي ترأسه أمس «ركّز بشكل أساس على هذا الموضوع».
وإثر انتهاء جولته الميدانية أمس داخل المبنى «ب» في سجن رومية متفقداً نتائج العملية الأمنية المحترفة التي نفذتها فرقة الفهود وشعبة المعلومات وأسفرت عن نقل السجناء المتشددين إلى المبنى «د»، أكد المشنوق لـ«المستقبل» أنّ القوى الأمنية بعد إخلاء المبنى «ب» من نزلائه لم تعثر فيه «على أسلحة ولا أموال»، كاشفاً في المقابل عن ضبط «غرفة عمليات تقنية تحتوي أجهزة كمبيوتر وغيرها من المعدات ووسائل التواصل المستخدمة في العصر الحديث بما يشمل طبعاً أجهزة الاتصالات الخلوية». وفي معرض إشارته إلى أنّ الكشف الأمني على المبنى بعد إخلائه لم ينتهِ بعد، لفت المشنوق إلى أنّ «القوى الأمنية تقوم حالياً بجردة دقيقة لتحديد محتويات طوابق المبنى الثلاثة وهي ستستكمل هذه المهمة اليوم، بينما سيحتاج صدور التقرير النهائي الذي يفنّد نتائج هذه الجردة إلى بضعة أيام إضافية».
وكان وزير الداخلية قد استعرض خلال الجولة «الحاجات المطلوبة لترميم وتأهيل مبنى السجن وفق المواصفات التي تتطلبها القواعد الانسانية والمعايير الدولية» إيذاناً بإعادة وضع هذا المبنى في الخدمة من جديد «خلال 3 أشهر كحد أقصى»، متوجّهاً بالشكر في هذا المجال إلى «كل الذين أنشأوا صندوق جمعية تأهيل السجون».
توقيف «انتحاري» مفترَض
توازياً، وبينما تستمر مظاهر الوحدة والاتحاد الأهلي بين طرابلس وجبل محسن في مواجهة التطرف والإرهاب، وفي آخر تجلياتها أمس الوقفة التضامنية في منطقتي التبانة وجبل محسن مع أهالي الشهداء الذين سقطوا في الهجوم الانتحاري الأخير، يواصل الجيش في الوقت عينه عمليات الدهم والتفتيش بحثاً عن مطلوبين ومشتبه بهم في الانتماء إلى تنظيمات إرهابية. ولفت الانتباه في هذا السياق توقيف القوى العسكرية في محلة المنكوبين «المواطن بسام حسام نابوش للاشتباه بمحاولة تفجير نفسه» وفق ما أوضح بيان قيادة الجيش.
أهالي العسكريين يصعّدون
في المقابل، نجح التهديد الأخير الذي وجّهه تنظيم «جبهة النصرة» بحق العسكريين الأسرى في استثارة الأهالي وإثارة قلقهم على مصير أبنائهم فبادروا خلال الساعات الأخيرة إلى تصعيد تحركاتهم الميدانية في محيط السرايا الحكومية، متوعّدين بعد جولة على نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمزيد من التصعيد بعد 48 ساعة في حال لم يتلقوا إجابات واضحة من الحكومة حول مسار المفاوضات الجارية لتحرير العسكريين.
«النفايات».. والمطمر
أما على الصعيد البيئي المتداخل سياسياً وبلدياً، فقد برزت غداة إقرار مجلس الوزراء خطة معالجة النفايات تحركات واجتماعات للبلديات المحيطة بمطمر الناعمة للتأكيد على مطلب إقفال المطمر في السابع عشر من الجاري، وأفادت مصادر معنية «المستقبل» أنّ وزير الزراعة أكرم شهيب واكب هذا الملف خلال الساعات الأخيرة بحركة نشطة شملت نواب المنطقة وفاعلياتها وهيئاتها البلدية في سبيل بلورة موقف موحّد إزاء التمديد التقني لفترة العمل في مطمر الناعمة وتأكيد التوجّه إلى اعتماد خطة شاملة في إطار حل هذا الموضوع.
وعشية الاجتماع التشاوري الذي دعا إلى انعقاده اليوم في كليمنصو حول ملف النفايات ومطمر الناعمة، أعرب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط عن ارتياحه للحل الذي اعتمده مجلس الوزراء حيال ملف النفايات واصفاً لـ«المستقبل» هذا الحل بـ«المقبول».
في حين علمت «المستقبل» أنّ اجتماع كليمنصو الذي ينعقد صباح اليوم بحضور وزيري المالية علي حسن خليل والبيئة محمد المشنوق والنائب طلال ارسلان يهدف جنبلاط من ورائه بشكل أساس إلى التشاور مع الهيئات البلدية للاستماع إلى آرائهم حيال الخطة المعتمدة لمعالجة النفايات والوقوف عند تطلعاتهم ومطالبهم، بحيث سيعمد خلال الاجتماع إلى «تبريد الأجواء المحتقنة ولملمة الأوضاع المتشنجة» على خلفية التمديد التقني لمطمر الناعمة، من خلال استعراضه أهمية الاتفاق الأساس الذي تم في مجلس الوزراء لناحية اللامركزية المعتمدة مناطقياً لمعالجة النفايات، مع الإشارة في ما يتعلق بالمطمر إلى أهمية ما تم إنجازه في مقابل التمديد تقنياً لفترة استخدامه باعتبار أنّ الغاية الرئيسية من الضغوطات التي مورست هي إيجاد حل نهائي لهذا الموضوع وليس تعقيد الحلول وتعميق الأزمة وافتعال المشاكل. في حين أفيد أنّ البحث مع وزير المالية خلال الاجتماع سيتناول مسألة الأموال المرصودة والمستحقة للبلديات المحيطة بمطمر الناعمة بما يشمل عملية إعداد المراسيم اللازمة للإفراج عن هذه الأموال وصرفها للبلديات.