نشرت وسائل إعلام عديدة في العالم على سبيل التضامن الصفحة الأولى لعدد "شارلي إيبدو الجديد" التي تضمنت من جديد رسما مسيئاً للنبي محمد (ص)، وهو ما رأته دار الافتاء المصرية “استفزازا” بعد الهجوم على المجلة الساخرة.
نشرت وسائل إعلام عديدة في العالم على سبيل التضامن الصفحة الأولى لعدد "شارلي إيبدو الجديد" التي تضمنت من جديد رسما مسيئاً للنبي محمد (ص)، وهو ما رأته دار الافتاء المصرية “استفزازا” بعد الهجوم على المجلة الساخرة.
وفي إيران رأى موقع تابناك الإعلامي أن شارلي ايبدو “تسيء مجددا إلى النبي(ص)”. وكتب الموقع أن “موجة الإهانات للرموز المقدسة لدى الإسلام التي لعبت هذه المجلة دورا كبيرا فيها في الماضي تزداد في الغرب كما تزداد كراهية الاسلام”.
وعلى الصفحة الأولى للعدد الذي أعده “الناجون” من فريق تحرير شارلي ايبدو ويصدر اليوم الاربعاء، يظهر النبي محمد (ص) بلباس أبيض يذرف دمعة حاملا يافطة كتب عليها “انا شارلي” شعار ملايين المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع في فرنسا والخارج للتنديد بالهجوم على الصحيفة الذي اوقع 12 قتيلا في 7 كانون الثاني/يناير الجاري. وكتب على أعلى الرسم بالعنوان العريض “كل شيء مغفور”.
وتعرضت "شارلي ايبدو" لتهديدات متكررة منذ نشرها لأول مرة في العام 2006 رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد (ص). وفي فرنسا دعت المنظمات التي تمثل 3,5 الى 5 ملايين مسلم، المسلمين غلى “ضبط النفس وتفادي أي رد فعل انفعالي”.
وفي الخارج أثار هذا العدد استياء دار الافتاء المصرية التي “حذرت” من نشر هذا الرسم ورأت فيه “استفزازا غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي”. وقال ابراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية المصرية إن بلاده تدين العنف وتحترم حرية الرأي وإن على الطرف الأخر أن يفهم إننا نحب النبي محمد (ص).
هذا العدد الجديد الذي سيترجم الى عدة لغات منها العربية والتركية وتطبع منه ثلاثة ملايين نسخة ويشمل العدد 16 صفحة من المقالات التي تكرم ضحايا الهجوم على شارلي ايبدو والرسوم التي يسخر الكثير منها من "الجهاديين".
وقال دانيال سانكي رئيس تحرير موقع “نيوز دوت كوم” الاسترالي “إن نشر هذه الصفحة الأولى قد يشعر عدد من قرائنا بالإهانة، ومن جهة اخرى إذا لم ننشرها فاننا سنغضب عددا اكبر من قرائنا الذين يريدون أن نتخذ موقفا ضد ما مثلته هذه الهجمات في فرنسا”.
وفي معظم الدول الاوروبية نشرت الصحف والمواقع الالكترونية هذا الرسم الكاريكاتوري. وفي بريطانيا كانت صحيفة ذي اندبندنت الوحيدة بين الصحف الكبرى التي نشرته في نسختها غير الالكترونية. ففي فرنسا نشرت صحيفة لو موند على صفحتها الاولى رسما كاريكاتوريا لللرسام الشهير بلانتو يظهر فيه كاردينال وامام وحاخام يضحكون وهم يقراون العدد الجديد من شارلي ايبدو.
أما "ذي غارديان" فنشرته علىموقعها الالكتروني مؤكدة أن “كاتب الافتتاحيات الناجي في المجلة الساخرة الفرنسية اكد ان هذا الرسم يمثل دعوة للصفح عن الارهابيين الذين قتلوا زملاءه الاسبوع الماضي”. اما صحيفة الديلي تلغراف فقد شطبت صورة النبي محمد من الرسم الكاريكاتوري. من جهته دافع نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ عن الرسم الذي يتصدر هذا العدد معتبرا انه يندرج في اطار “معركة ايديولوجية” من اجل مجتمع حر.
وفي الدنمارك نشرت الصفحة الاولى لعدد شارلي ايبدو الجديد على مواقع عدة صحف منها برلينغسكي وبوليتيكن وانفورميشن واكسترا بلات فيما امتنعت صحيفة يلاندز بوستن عن ذلك. ورفضت هذه الصحيفة نشر رسوم شارلي ايبدو منذ التهديدات التي تلقتها بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد (ص) في 2005. وفي روسيا وحدها صحيفة كومرسنت نشرت هذا الرسم على موقعها الالكتروني. وفي تركيا اكتفت الصحف بوصف العدد الجديد لشارلي ايبدو لكن دون ان تنشره.