02-11-2024 09:19 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 15-1-2015: مواقف مهمة للسيد نصر الله.. والوضع الامني

الصحافة اليوم 15-1-2015: مواقف مهمة للسيد نصر الله.. والوضع الامني

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 15-1-2015 العديد من المواضيع، كان ابرزها المواقف المهمة التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته مع قناة "الميادين"، بالاضافة الى الوضع الامني.

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 15-1-2015 العديد من المواضيع، كان ابرزها المواقف المهمة التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته مع قناة "الميادين" والتي تبث مساء اليوم، بالاضافة الى الجولة الثالثة من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل والوضع الامني في لبنان.


السفير:

نصرالله: أسجل للحريري موقفه.. ودولة نافذة وراء «داعش»

«الأمن السياسي» يواجه الإرهاب.. ومفاوضات «العسكريين» مستمرة

بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" اللبنانية التي كتبت "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثلاثين بعد المئتين على التوالي.
يستمر السباق بين الأحزمة الناسفة التي يحملها الانتحاريون، وأحزمة الأمان الحوارية التي تحاول التخفيف من عصف الإرهاب، فيما تستمر عيون مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية مفتوحة لحصر المخاطر، قدر الإمكان.
ويعقد «حزب الله» و«تيار المستقبل» غدا الجلسة الثالثة من الحوار الذي نجح حتى الآن في رفع منسوب «الأمن السياسي»، ما يسمح بحصر تداعيات أي عمل إرهابي، والحد من إمكانية توظيفه في «استثمارات مذهبية»، كما ثبت من خلال حرص جميع الأطراف الداخلية على احتواء ارتدادات التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن.
وترأس رئيس الحكومة تمام سلام، أمس اجتماعا لـ «خلية الأزمة»، تناول آخر التطورات المتعلقة بملف العسكريين المخطوفين، بعد البلبلة التي سادته في أعقاب دخول القوى الأمنية الى المبنى «ب» في سجن رومية، وما استتبع ذلك من بيان تهديدي لـ«جبهة النصرة» وعودة أهالي المخطوفين الى التحرك في الشارع.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» إن المفاوضات لاستعادة العسكريين جدّية ومستمرة، معتبرا أنه ليس هناك سبب لتنعكس عملية سجن رومية سلبا على المفاوضات، لأن السجناء لم يتعرضوا لأي أذى، بل لعل المبنى الذي نقلوا اليه أكثر نظافة مما كان عليه المبنى «ب».
وشدد المشنوق على أهمية الانجاز الذي حققته «شعبة المعلومات» من خلال القاء القبض على شربل جورج خليل المتهم بقتل ايف نوفل، بعدما فرّ الى بريتال مفترضا انه سيجد هناك الملاذ الآمن. وقال: هذا الانجاز سيكون بمثابة توطئة للخطة الأمنية في البقاع الشمالي، التي تم وضع تفاصيلها بالتعاون بين قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش اللبناني، وسيُباشر في تنفيذها خلال الايام القليلة المقبلة، بعدما جرى تحديد الساعة الصفر التي قررنا أن تبقى سرية.
وأكد المشنوق ان الامن ممسوك، برغم الاختراقات التي تحصل من حين الى آخر، مشددا على ان كل الاجهزة مستنفرة لتحصين الداخل في مواجهة كل أنواع التهديدات.
الى ذلك، عرض المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خلال اجتماع خلية الازمة نتائج زيارته لدمشق، حيث شرح للمسؤولين المعنيين طبيعة الإجراءات المتخذة على الحدود في شأن دخول السوريين إلى لبنان.
وقالت مصادر اللجنة لـ «السفير» إنه لا يوجد أي تعديل على التدابير المعلنة، مشيرة الى ان الجانب السوري يتجه تحو استيعابها والتعاطي معها بواقعية بعد التوضيحات التي قدمها ابراهيم.

إحباط اعتداء

وبعد 72 ساعة على التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف جبل محسن، وبعد 48 ساعة على تفكيك «إمارة» سجن رومية، نجا الشمال من هجوم إرهابي جديد، كان يستهدف على الارجح الجيش اللبناني، على طريق مجدليا – القبة، وفق تقديرات أوساط أمنية، ما يعزز صحة المعلومات حول وجود نية لدى خلايا «جبهة النصرة» لاستهداف الجيش، ما استدعى رفع مستوى الاستنفار والجهوزية لدى الوحدات العسكرية.
وتؤشر عودة العمليات الارهابية الى أن المجموعات المتطرفة التي تمّ في تشرين الأول الماضي تفكيك بنيتها التنظيمية والعسكرية بعد المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضدها في أسواق طرابلس الداخلية والتبانة، عادت لتنشط، سواء مباشرة أو بالواسطة، عبر بعض الخلايا النائمة.
وما يعزز هذه الفرضية أن طريقة إعداد العبوة الناسفة ضمن قارورة غاز خاصة بالمكيفات، جاءت مطابقة للعبوات التي كانت تزرع خلال فترة الفلتان الأمني في طرابلس لاستهداف الجيش.
وابلغت أوساط أمنية مطلعة «السفير» أن طريقة إعداد العبوة توحي بأنها معدة لاستهداف آليات عسكرية، من دون استبعاد فرضية استهداف ضابط كبير يسلك تلك الطريق بشكل شبه يومي، علما أن مكان العبوة يبعد عشرات الأمتار عن مركز للجيش عند مستديرة مجدليا.
وأكدت مصادر عسكرية لـ «السفير» أن العبوة محلية الصنع، وزنتها قدرت بنحو عشرة كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، موضحة ان الجيش كان قد عثر على مثيل لها لدى مداهمته مصلى عبدالله بن مسعود في التبانة، والذي كانت تسيطر عليه مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور.
ولا تستبعد المصادر أن يكون أمر عمليات جديد قد صدر من «النصرة» الى المولوي ومنصور، لمعاودة نشاطهما الإرهابي، مؤكدة أن منصور لا يزال ضمن نطاق طرابلس، لكنه يتوارى عن الأنظار ويبدّل في شكله، بينما يتوارى شادي المولوي، وهو العقل المدبر، ضمن مخيم عين الحلوة.

نصرالله: سوريا لم تستنزفنا

على صعيد آخر، يُطلق الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مواقف مهمة في المقابلة التلفزيونية المطوّلة التي أجراها معه الزميل غسان بن جدو وتبثّها قناة «الميادين»، عند الثامنة مساء اليوم.
وقال نصرالله في المقابلة إن «حزب الله» ليس مستنزَفاً عسكرياً في سوريا، كما يظن العدو الاسرائيلي، معتبراً أن هناك انشغالات للحزب خارج الحدود.
وأكد أن المقاومة في جهوزية تامة على جبهة الجنوب، وهي مستعدة لمواجهة أي احتمال، لافتا الانتباه الى أن جزءاً أساسياً من المقاومة متفرّغ بشكل تام لهذه الجبهة.
وسمّى نصرالله دولة إقليمية نافذة تقف وراء ظاهرة «داعش»، مشيراً الى أن هذه الدولة متورطة مع «داعش» في سوريا والعراق، لكنها تعاني الآن من أزمة بفعل موقفها.
وتناول نصرالله علاقة الحزب مع حركة «حماس»، واصفا هذه العلاقة بأنها «إيجابية»، ومؤكداً المضي فيها وفق رؤية إستراتيجية، لكنه لفت الانتباه الى أن «نهجنا مع «حماس» لا يرضي بعض حلفائنا»، موضحا أن ما بين «حماس» وسوريا لا يزال صعباً.
وأكد نصرالله أنه سبق له أن التقى، الى جانب المعارض السوري هيثم المنّاع، عدداً من المعارضين الآخرين، في إطار سعيه الى المساهمة في حل سياسي للأزمة السورية.
وكشف نصرالله عن أن دولة معنية بالملف السوري أبلغت الروس انها أصبحت مستعدة للقبول بكل شيء في سوريا، بما في ذلك بقاء النظام، لكن طلبها الوحيد هو إبعاد الرئيس بشار الاسد عن السلطة، وأنها لا تمانع في أن يأتي من بعده رئيس ينتمي الى الطائفة ذاتها.
وفي ما خص الاستحقاق الرئاسي، كرر نصرالله دعمه للعماد ميشال عون، مشيراً الى أن أي كلام في هذا الاستحقاق يجب ان يكون مع «الجنرال».
وشجع نصرالله الحوار بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية».
وتطرق نصرالله بإيجابية بالغة الى الحوار مع «تيار المستقبل»، وسجل للرئيس سعد الحريري انه ذهب الى الحوار برغم اعتراضات بعض الصقور في تياره. ولفت نصرالله الانتباه الى ان من بين ثمرات الحوار تخفيف التوترات الميدانية والمذهبية، وهذا ما تبين من خلال طريقة التعامل مع جريمة الاعتداء على جبل محسن، حيث أظهرت جميع الاطراف قدرا عاليا من ضبط النفس، وقال: لو لم يكن هناك حوار، لكان رد الفعل قد اختلف".

الاخبار:

بيروت لدمشق: لا فيزا... الإجراءات مــستمرة

بدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" اللبنانية "أكدت وزارة الخارجية اللبنانية في تعميم لها أن «الإجراءات الجديدة لدخول الرعايا السوريين لا تتطلّب الحصول على تأشيرة من أي نوع»، وقد عاد اللواء عبّاس إبراهيم من دمشق بعد زيارة وصفها وزير الداخلية بـ«الإيجابية»، مؤكداً أن الجانب السوري «تفهّم الإجراءات» الحدودية.

بدا تأكيد وزارة الخارجية والمغتربين أمس أن دخول السوريين إلى لبنان لا يتطلّب الحصول على تأشيرة من أي نوع، وزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لدمشق أمس، كأولى إشارات «الحلحلة» في مسألة الإجراءات الجديدة التي بدأ الأمن العام تطبيقها لتنظيم دخول السوريين إلى لبنان مطلع الشهر الجاري.

إذ عممت الوزارة على جميع البعثات والسفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، كتاب الأمن العام حول «التعليمات التطبيقية المتعلقة بالإجراءات الجديدة في شأن دخول الرعايا السوريين إلى لبنان»، مشيرةً إلى أنه «بموجب هذه التعليمات، لا يتطلب دخول الرعايا السوريين الحصول على تأشيرة من أي نوع، إنما الإعلان عن سبب الزيارة وحيازة المستندات المطلوبة».
وكان قد سبق تعميم الوزارة اتصال من وزير الخارجية جبران باسيل بالسفير السوري علي عبد الكريم علي لوضعه بالصورة، فيما يستمر وزراء 8 آذار بدراسة الإجراءات لإعادة البحث فيها، بالإضافة إلى وعود قدّمها رئيس الوزراء تمام سلام لإعادة النظر في الإجراءات بما لا يخالف الاتفاقات الموقّعة بين البلدين.
وعلمت «الأخبار» أنه يجري العمل على صيغة لم تتوضّح حتى الساعة، لا تتطلّب من السوريين الحصول على تأشيرة لدخول لبنان، بل تترك هامش التحرّك للأمن العام بما يراعي القوانين ويحدّ من دخول النازحين، وفي نفس الوقت لا يؤثّر على دخول الرعايا السوريين من غير النازحين. كذلك نقلت مصادر مواكبة لزيارة مدير الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم لدمشق أمس، أن الزيارة «كانت إيجابية جدّاً، وجرى البحث فيها في عدّة قضايا، بينها قضيتا المخطوفين والإجراءات الجديدة للأمن العام».
في المقابل، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«الأخبار» أن «لا عودة عن الإجراءات، وهذه الإجراءات لا تفرض تأشيرات، لكنها قواعد جديدة لتنظيم دخول السوريين من غير النازحين». وأشار المشنوق إلى أن إبراهيم «أوضح للجانب السوري الإجراءات، والسوريون أبدوا تفهمهم».
ونص كتاب وزارة الخارجية على أن «الإجراءات تهدف إلى التأكد من أن الرعايا السوريين الذين يدخلون لبنان ليسوا بنازحين، وهي لا تطاول أبداً الرعايا غير النازحين، وليست تأشيرة دخول إلى لبنان على الإطلاق، علماً بأن الحدود بين الدولتين تبقى مفتوحة كالعادة دون أي تغيير». وأشارت الخارجية في بيان لها إلى أن الإجراءات تأتي في سياق قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 تشرين الأول 2014، الذي اعتمد «ورقة سياسة النزوح السوري إلى لبنان»، التي تهدف إلى وقف النزوح وتقليص أعداد النازحين، وهي «تندرج في سياق ممارسة الحكومة اللبنانية واجبها السيادي بالتوفيق بين مصلحة لبنان ومصلحة الأخوة السوريين في انتظام حركة انتقالهم وحريتهم».
وطالب البيان البعثات الديبلوماسية بـ«إيضاح ما تقدم إلى سلطات البلدان المعتمدة لديها، وإلى كل المراجعين من رعايا سوريين وجهات رسمية، وإبلاغ شركات الطيران والنقل الجوي بهذا الأمر، لكي لا تشترط على الرعايا السوريين المسافرين إلى لبنان حيازة أي تأشيرة».

من جهة ثانية، نفت مصادر أمنية لبنانية ومصادر مقرّبة من «جبهة النصرة» أن يكون خاطفو العسكريين قد أقدموا على قتل العسكري المخطوف جورج خوري ليل أمس، على عكس ما جرى تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق «واتس أب». كذلك لم تنشر حسابات «جبهة النصرة» على مواقع التواصل الاجتماعي أي تأكيد للخبر. وفي ملف العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية في جرود عرسال المحتلة، أكدت مصادر «خلية الأزمة» أن «المفاوضات ماشية»، مشيرةً إلى أن «اللواء عباس إبراهيم تحدّث في السابق مع الجانب السوري حول اقتراح تبادل المخطوفين مع نساء موقوفات في السجون السورية بالإضافة إلى موقوفين في لبنان، وأبدى الجانب السوري استعداده للبحث في هذا الأمر فور تسلّمه أي لوائح اسمية». وعرض إبراهيم سابقاً ما توصّل إليه مع الجانب السوري خلال أحد اجتماعات خليّة الأزمة الوزارية المكلّفة متابعة ملفّ المخطوفين، غير أن الوزير وائل أبو فاعور عبّر عن تحفّظه على «إشراك النظام السوري» سياسياً في هذا الملفّ، ورأى أنه «لا مصلحة للبنان في هذا الأمر». ولاحقاً، لم يسلّم الخاطفون الوسطاء أي لوائح اسمية للنساء اللواتي يطالبن بالإفراج عنهن من السجون السورية، فتوقف عملياً البحث في هذا الجانب من المفاوضات.

غضب خليجي على كلام نصرالله

من جهة أخرى، لا تزال المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول البحرين واعتقال الشيخ علي سلمان تترك تبعاتها في دول الخليج، بعد استدعاء وزارة الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة لبنان لدى البحرين إبراهيم عساف قبل أيام، احتجاجاً على تصريحات نصرالله. واستدعى أمس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في الرياض عبد اللطيف الزياني السفير اللبناني في السعودية عبد الستار عيسى وسلمه مذكرة احتجاج على تصريحات نصرالله، داعياً الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات. كذلك استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير لبنان لدى أبو ظبي حسن يوسف سعد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية.


النهار:

بريتال بعد رومية: دومينو الخطة الأمنية جولة الحوار الثالثة نحو الملفّ الرئاسي

من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" انه "بعد يومين من تنفيذ الخطة الامنية الخاصة بسجن رومية، بدا الرهان متناميا لدى معظم المسؤولين على تثمير الزخم الذي وفره نجاح هذه الخطوة في دفع الوضع الامني خصوصا نحو مزيد من التحصين، علما ان الثغرة التي لا تزال تشوب هذا الرهان تتمثل في الشلل الذي يحاصر أزمة الفراغ الرئاسي والذي يثير تساؤلات عن توقيت طرح هذه الازمة في الحوارات الثنائية بين افرقاء اساسيين.
وفي هذا السياق تنعقد غدا في عين التينة جولة الحوار الثالثة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" وسط اجواء ارتياح الى نجاح خطة رومية وكذلك الى الاحتواء السياسي والشعبي للتفجير المزدوج الذي حصل في منطقة جبل محسن مما يؤشر بحسب مرجع سياسي بارز معني بالحوار تحدث الى "النهار" عشية هذه الجولة لاكثر من رغبة او قرار لدى اللبنانيين في عدم الانزلاق الى مناخات تفجيرية. واذ حدد المرجع عنوانا لجولة الحوار الثالثة هو استكمال البحث في الملف الامني وربما اعطاء اشارة الانطلاق لخطة البقاع الشمالي، كشف ان قطار الامن انطلق ولا عودة عن القرار السياسي المتخذ على مستوى قيادتي "المستقبل" و"حزب الله" بتخفيف الاحتقان وحماية الاستقرار الداخلي، الامر الذي يشجع على التفاؤل بتنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي التي يفترض ان تتضح معالمها في الفترة المقبلة، ومع ان لا معطيات دقيقة عن موعد لانطلاق هذه الخطة فان المرجع السياسي نفسه يؤكد ان "حزب الله" وحركة "أمل" التزما رفع الغطاء السياسي عن اي اخلال ومخلين بالامن على الساحة البقاعية تحديدا وفي مختلف المناطق اللبنانية عموما. كما رفض المرجع الحديث عن ربط او مقايضة بين عملية رومية وخطة البقاع، مشيرا الى ان الامرين اتفق عليهما سابقا.

وتوافرت معلومات ليل أمس(الاربعاء) لدى "النهار" عن ان جولة الحوار المقبلة سيبدأ خلالها البحث في العنوان السياسي المتعلّق بمعايير إنتخابات رئاسة الجمهورية وعملية إنتخاب رئيس جديد للدولة. وتأتي هذه الخطوة بعدما أنجزت الجولة السابقة تفاهما مشتركا على الملف الامني، اذ أكد البيان الصادر عنها "الاتفاق على دعم إستكمال تنفيذ الخطة الامنية على كل الاراضي اللبنانية" بما فيها البقاع الشمالي. كما علم أن عضو فريق "المستقبل" في الحوار النائب سمير الجسر لن يشارك في جولة غد لإضطراره الى السفر الى القاهرة.

بريتال "الطليعة"

ويبدو ان معالم "الدومينو" الامني برزت ليل أمس في تمكن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف شربل جورج خليل المتهم بقتل الشاب ايف نوفل قبل ايام في منطقة كفرذبيان الكسروانية وتبين انه لجأ الى بلدة بريتال البقاعية.
ووصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ"النهار" نجاح شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في القبض على المتهم بقتل الشاب إيف نوفل المدعو شربل جورج خليل في بريتال أمس بأنه"إنجاز كبير يفتح الباب أمام تنفيذ الخطة الامنية المنتظرة في البقاع الشمالي". وعلمت "النهار" ان مجلس الامن المركزي برئاسة الوزير المشنوق بحث في هذه الخطة الامنية التي سيشارك في تنفيذها الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي .وقد تحددت الساعة الصفر لإنطلاق التنفيذ ولكن لم تعرف حرصا على سلامة العملية الامنية.
وعلمت "النهار" ان عملية القبض على شربل خليل تمت من خلال عملية خاطفة نفذتها فرقة من القوة الضاربة في شعبة المعلومات من خارج المنطقة بمؤازرة من مخابرات الجيش في منطقة بعلبك. كما علمت ان خليل كان يقيم في منزل المدعو ح.م. عند أطراف بريتال، وقد رصدت "المعلومات" اتصالاً بينه وبين خليل كان الدليل الى تعقب المتهم. ووصف مصدر أمني العملية بانها نظيفة وانجاز نوعي بحيث جرت من دون اصابات ومن طريق المباغتة في غضون دقائق قليلة.
وفي ما يتعلق بخطة رومية، علمت "النهار" ان الاجتماع الامني الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الاحد الماضي في منزله في المصيطبة لمتابعة التحقيقات في التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن تلاه إجتماع مصغّر برئاسة الرئيس سلام وحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص ومدير شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان اتخذ خلاله القرار السياسي بإخلاء المبنى ب في سجن روميه من نزلائه ونقلهم الى مبنى آخر تمهيدا لإعادة تأهيله.
وفي الاطار الامني ايضا ترددت معلومات غير مؤكدة أمس عن امكان اثارة وزراء في فريق 8 آذار موضوع الاجراءات الجديدة على البوابات الحدودية مع سوريا، علما ان حركة تقييد برزت في اليومين الاخيرين لحركة التصدير البرية عبر الشاحنات على بوابة المصنع – جديدة يابوس من دون تفسيرات واضحة اذ عزيت الى سوء احوال الطقس والجليد".

البناء:

تقدم جوهري في محادثات كيري ـ ظريف... والتحالف الكردي أبرز المشاركين عن المعارضة السورية

ثلاثيات جنيف وموسكو تفتتح عام السياسة

تعميم الخارجية ينهي عاصفة التأشيرة للسوريين

وكتبت صحيفة "البناء" اللبنانية ان "كل المؤشرات التي رشحت من اجتماعات وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف تقول إنّ الأمور تسير نحو تتويج الحوار بتفاهم واسع وشامل، وفقاً لمصدر روسي متابع للحوار حول الملف النووي الإيراني، والمصدر الذي ينتظر موعد اجتماعات الدول المشاركة في الحوار مع إيران على مستوى الخمسة زائداً واحداً، يقول إن بلاده لعبت دوراً محورياً في التقريب بين الفريقين الأميركي والإيراني من خلال الاجتماعات التمهيدية التي شهدتها كل من طهران وجنيف، بين موفدين روس وكل من الوزيرين كيري وظريف.

يقول المصدر إن ثلاثية جنيف التفاوضية مع إيران الممتدة بين السادس عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري، والتي تبدأ غداً وتستمر حتى الاثنين المقبل تشكل علامة فارقة في جلسات التفاوض لأنها تأتي على خلفية تفاهم سياسي إيراني أميركي على رسم إطار للملف النووي في قلب الرؤية الأشمل لتبريد النقاط الساخنة، التي باتت عبئاً يحول دون تحقيق أعلى نسبة حشد للقدرات في حرب على الإرهاب يخوضها العالم كله وتشكل سبباً كافياً لتدوير زوايا الخلاف.

جاء كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التحذير من أي عقوبات جديدة يفكر بها الكونغرس بحق إيران، ليطمئن الجانب الإيراني إلى صدق الوعود التي أطلقها كيري في الاجتماع.

بالتوازي مع ثلاثية جنيف تنعقد بعد عشرة أيام ثلاثية موسكو المخصصة للأزمة السورية، وتستمر من السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، والتي ستشكل التمرين الأول لنزع راية التفاوض مع الحكومة السورية من موقع مقاعد المعارضة من يد الائتلاف وسلفه مجلس إسطنبول، وهما التشكيلان اللذان تقودهما تركيا والسعودية وتتناوبان عليهما، ويشكل الإخوان المسلمون العصب التنظيمي فيهما.

التحالف الكردي هو الجائزة الذهبية لتمرين موسكو، فهو القوة الوحيدة في المعارضة التي ينطبق عليها توصيف الأميركيين للمعارضة المعتدلة التي تملك قدرة قتالية، وتقف في خنادق المواجهة مع الإرهاب وما يجري في عين العرب كوباني كاف ليقول ذلك، والتحالف سيكون أول مشاركي حوار موسكو.

التجمعات الأخرى ليست إلا واحداً من ثلاثة، تشكيلات تابعة للإخوان المسلمين عسكرياً وتنظيمياً تملك حضوراً متواضعاً في مناطق مختلفة تتشارك فيها مع «جبهة النصرة» ولا تستطيع أن تقود فيها أي اتفاق لوقف النار، وتلعب في السياسة تحت العباءة السعودية والتركية اللتين تريدان مقايضات على إنجاح الحوار تفوق حجم قيمة البضاعة المعروضة التي تمثلها هذه التشكيلات ومكانتها في الساحة السورية شعبياً وعسكرياً، أو هي تشكيلات تنتمي لفكر «القاعدة» وتعمل تحت عباءة «النصرة» ضمناً وتفتح قنوات مع داعش، وهي بذلك ليست جزءاً من أي حل أمني أو سياسي في نهاية المطاف، وتبقى التشكيلات التي تمثل وزناً إعلامياً ومعنوياً وفي العلاقات العامة لكنها تفتقد للمكانتين العسكرية والشعبية، وتتساوى في ذلك في ما بينها سواء ما كان منها داخل الائتلاف أو خارجه.

موسكو تنشط على خط الفريق الثالث وتتجاهل الأولين، وتعتبر الائتلاف كخليط غير مشجع، فإذا كان شريكاً في الحوار سيكون سبباً كافياً للفشل المتكرر الذي تم في مؤتمري جنيف السابقين، ولذلك فهي لا تنزعج من الكلام عن مقاطعة الائتلاف على رغم مواصلة اتصالاتها ببعض مكوناته.

ثلاثية موسكو تلاقي ثلاثية جنيف في افتتاح العام السياسي وليس في اختتام السياسة فيه، فمسار السياسة سيستهلك العام حتى تنضج الملفات الساخنة والمترابطة بالتوازي والتزامن للتبريد من أوكرانيا إلى إيران وسورية، وتظهر بوادر تترجم كلام نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان عن أهمية الحوار الإيراني السعودي في حلحلة الملفات الإقليمية.

لبنانياً فوق الترقب لمتابعة الملفات الأمنية بين ما جرى في رومية وما سينتج منه في مكافحة الإرهاب، وفي ملف العسكريين المخطوفين المتأرجح بين القلق والأمل، حسم تعميم لوزارة الخارجية الجدل الذي أثارته عاصفة التأشيرة التي تضمنها قرار اللجنة الوزارية الخاصة بالنازحين السوريين، وفرض تطبيقها على السوريين الراغبين بالدخول إلى لبنان، وجاء التعميم المتفق عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وباقتراح من المديرية العامة للأمن العام، بعد كلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من نقطة المصنع الحدودية، أن لا تأشيرة تفرض على السوريين، وأبلغ التعميم إلى السفارات اللبنانية في الخارج ومضمونه، أن السوريين الراغبين بالمجيء إلى لبنان لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول.

بعد الانتقادات اللبنانية العنيفة للإجراءات التي اتخذها لبنان بحق السوريين، أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين في تعميم على جميع البعثات والسفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، أنه بموجب كتاب «تعليمات» المديرية العامة للأمن العام الصادر في 9-1-2015، «لا يتطلب دخول الرعايا السوريين الحصول على تأشيرة من أي نوع، إنما الإعلان عن سبب الزيارة وحيازة المستندات المطلوبة».

ونص الكتاب على أن «تلك الإجراءات تهدف إلى التأكد من أن الرعايا السوريين الذين يدخلون لبنان ليسوا بنازحين، وهي لا تطاول أبداً الرعايا غير النازحين، وليست تأشيرة دخول إلى لبنان على الإطلاق، علماً أن الحدود بين الدولتين تبقى مفتوحة كالعادة من دون أي تغيير».

إلا أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري أكد في حديث إلى «البناء» و«توب نيوز» أن «الإجراءات ما زالت مطبقة والأمن العام يبذل جهوداً كبيرة لتلطيف عملية تطبيقها»، موضحاً أن «إعادة النازحين السوريين تفرض التنسيق مع الحكومة السورية».

«بنتاغون» رومية

أمنياً، كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه بعد دخول القوى الأمنية إلى المبنى «ب» في سجن رومية، ضبطت عمليات تواصل بين السجناء، والانتحاريين المسؤولين عن تفجير جبل محسن، وأصدقاء الانتحاريين، مشيراً إلى أن القوى الأمنية اكتشفت غرفة عمليات حقيقية مجهزة بالمعدات المتطورة، حتى ظن السجناء أنفسهم في «البنتاغون».

إلا أنه على رغم العملية الأمنية في رومية، بقي التهديد بالتفجيرات حاضراً في الشارع، إذ فكك الخبير العسكري صباح أمس عبوة ناسفة معدة للتفجير كانت موضوعة إلى جانب طريق عام مجدليا القلعة طرابلس مؤلفة من قارورة غاز في داخلها نحو عشرة كيلوغرامات من المواد المتفجرة وموصولة بفتيل صاعق وشريط كهربائي.

ريفي سيحمي طرابلس

وتواكب هذا الأمر، مع تصريح لافت لوزير العدل أشرف ريفي الذي نفى أن تكون له أي علاقة بالانتحاريين في جبل محسن، لكنه أكد أنه «عندما تقصر الدولة سأحمي طرابلس مهما كلف الثمن». ورفض ريفي في حديث تلفزيوني كل الاتهامات التي توجه إليه، داعياً المواطنين إلى أن يحكموا على سلوكه، ومشيراً إلى أن هناك غرفاً سوداء تقف وراء هذا الموضوع. وأشار إلى أننا «في خضم منطقة متفجرة جداً ونحن لسنا في جزيرة معزولة»، لكنه أعلن أن هناك قراراً دولياً وإقليمياً وتوافقاً من كل القوى على حماية البلد، داعياً إلى عدم الخوف من الانفجار الشامل.

وعن عملية سجن رومية، قال ريفي إن الظرف في السابق لم يكن يسمح بذلك، لافتاً إلى أن أحداً لم يكن قادراً على تنفيذ هذه المهمة من دون وجود إجماع وطني وإمكانيات، ورأى أن لحظة الإجماع الوطني الحالية شكلت الغطاء الأساسي لعملية سجن رومية.

ورداً على سؤال عن تصرفه في حال استدعاء المحكمة الدولية عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، أكد أنه ملتزم بكل ما تطلبه المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن هناك قرارات قد لا يستطيع تنفيذها اليوم لكن سينفذها لاحقاً.

على صعيد آخر، تابعت خلية الأزمة التي اجتمعت أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام قضية العسكريين المخطوفين وما آلت إليه الاتصالات في هذا الشأن.

رسالة من الحريري إلى عون

سياسياً، لم يبرز أي تطور على صعيد لقاء رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سوى أن أوساطهما مرتاحة لأجواء الحوار الممهد للقاء، فيما أعلن جعجع أن يدنا مفتوحة للمصافحة.

وبرزت أمس زيارة الوزير المشنوق إلى الرابية ناقلاً رسالة من الرئيس سعد الحريري إلى عون يؤكد فيها، بحسب المشنوق «أهمية الحوار بين كل الأطراف والذي يشجع عليها، والجنرال ميشال عون هو جزء رئيسي من ضمانة أي حوار سواء بين أطراف لبنانية مسلمة أو بين أطراف لبنانية مسيحية».

وقال: «وضعت دولة الرئيس عون في أجواء الحوار الذي يقوم بيننا وبين حزب الله وبطبيعة الحال تحدثنا عن ايجابية الحوار الذي بدأ بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وبالطبع شرحت له عن العملية التي حدثت في سجن رومية وقد بارك كل الخطوات».


من جهته، أوضح عضو التكتل إبراهيم كنعان انه في اللقاءات مع «القوات» نبحث عن اللقاح المطلوب لداء الخلل المؤسساتي ونمد اليد لقواسم مشتركة تسهّل هذا المسعى، فبدأنا ببلورة ورقة مشتركة والمسألة تسير بجدّية وايجابية وتتطلب بعض الوقت»، معتبراً أن «موقف المردة إيجابي من حوارنا مع القوات والرأي العام المسيحي مؤيد لخطوتنا، وأن مبادرة مدّ اليد أبعد من الكراسي والمناصب وتهدف إلى تحقيق شبكة أمان للدولة والكيان».

من جهته، أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي أن «الرئاسة تدخل في سلة النتائج وليس في سلة مسببات الحوار».


الجمهورية:


مانشيت:جبل محسن ورومية «طبق» الحوار غداً والخلاف من السياسي إلى الحياتي


أما صحيفة "الجمهورية" اللبنانية فكتبت "الانجاز الذي حققته الحكومة في سجن رومية دلّ بوضوح أنّ المشكلة في لبنان تكمن في القرار لا التنفيذ، لأنه عندما يتخذ القرار لا شيء يعوق التنفيذ. وهذا ما حصل أخيراً في عرسال وطرابلس ورومية. والقرار يعني التوافق السياسي، وعندما يتم التوافق لا قوة تستطيع الوقوف في مواجهة الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أثبتت في محطات عدة قدرتها العالية وجهوزيتها الاستثنائية على حماية اللبنانيين وتوفير الاستقرار. ولا شك أنّ المناخ الحواري في البلد على الضفتين الإسلامية والمسيحية ساهم في تنفيس الاحتقان وتوفير المظلة السياسية للخطوات الأمنية. وقد تلقّى لبنان جرعة دعم أوروبية للحكومة والحوار. ولكن في موازاة التوافق السياسي-الأمني برز الخلاف في ملفين: الملف الأول النفايات الذي بعد أخذ وردّ طويلين نجحت الحكومة بطَيّه، وملف الحوض الرابع الذي تفاعل بشكل واسع في الأيام الأخيرة، ويرجّح أن يتحوّل إلى أزمة فعلية، خصوصاً في ظلّ وجود وحدة موقف مسيحي ضد ردم هذا الحوض تتقدّمها بكركي التي كَلّفت الأحزاب المسيحية الذهابَ بهذا الملف الى النهاية، خصوصاً أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كان التقى رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام قبل أيام للفتِ نظرِه إلى هذه القضية. ويبدو جليّاً أنّ الخلافات بين القوى السياسية انتقلت، منذ تأليف الحكومة وأخيراً الحوار، من القضايا السياسية إلى المواضيع الحياتية.

الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» يلتئم غداً في جلسته الثالثة في ظل تطورين سلبي وإيجابي: التطور السلبي يتمثل في التفجير الإرهابي في جبل محسن الذي شكّل تحدّ للحكومة والحوار، وقد جاء الرد سريعاً عليه بالتفاف وطني شامل واستثنائي، وبمضاعفة الجهود الأمنية من أجل استباق أي تفجير محتمل، إلّا أن القوى السياسية على اختلافها بَدت مطمئنة إلى الوضع عموماً، لأن لا بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان، فضلاً عن أنّ التكامل السياسي-الأمني كفيل بقطع الطريق على اي مخطط تفجيري واسع.

والتطور الإيجابي تمثّل في العملية الأمنية التي نفذت في سجن رومية ووضعت حداً لأسطورة عمرها سنوات، وقد ترافقت هذه الخطوة التي لقيت ترحيباً واسعاً داخلياً وخارجياً بالكلام عن توجّه لمَدّ الخطة الأمنية من الشمال باتجاه البقاع، كما عكست ارتياحاً لجهة قدرة الدولة على ضبط الأمن وترسيخ الاستقرار. ولا شك أنّ هذين التطورين سيشكلان الطبق الرئيس للحوار، فضلاً عن مواصلة البحث في المظاهر الحزبية في بيروت ومواضيع أخرى.

بري: المناخ الايجابي نتيجة للحوار

وفي هذا السياق جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري التنويه بعملية سجن رومية، مؤكداً على استكمال الخطة الامنية في البلاد. وقال أمام النواب في لقاء الاربعاء انه يجب ان يقترن الامن بالانماء ليشمل المناطق كافة لا سيما تلك المحرومة منذ زمن طويل.

ونقل النواب عنه انّ المناخ الايجابي النسبي في لبنان هو نتيجة للحوار، متمنياً تحقيق المزيد من الانجازات والخطوات على الصعد كافة، وفي مقدمها موضوع الاستحاقاق الرئاسي.

سلام

وتلقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جرعة دعم قوية من سفراء الإتحاد الأوروبي برئاسة سفيرة الإتحاد لدى لبنان أنجلينا إيخهورست التي قالت بعد اللقاء من السراي: «إنّ ردات الفعل على الإعتداءات التي حصلت في طرابلس كانت مهمة جداً وأعطت رسالة قوية عن الوحدة في لبنان، ونحن هنّأنا الرئيس سلام ومجلس الوزراء على الإجراءات المهمة التي تمّ اتخاذها في سجن رومية، وهذا كله يُظهر انّ لبنان جاهز لمكافحة الإرهاب ومكافحة الراديكالية وجاهز للعمل بقوة وبتصميم على خلق مناخ أمني جيّد للشعب اللبناني».

كما شجعت إيخهورست الحوار القائم، وقالت: «انّ الحوار بين مختلف الأحزاب السياسية يقرّب في وجهات النظر ويساعد في تهدئة الوضع المتشنّج على كل المستويات، ونأمل كإتحاد أوروبي ان يكون للبنان رئيس في أقرب وقت ممكن وأن تعمل المؤسسات، وأن يتمكّن البرلمان من إقرار القوانين الضرورية وإقرار الموازنة الوطنية لأنها أمور مهمة يجب القيام بها». وكان ترأس سلام أمس اجتماعاً لخلية الازمة الوزارية، وبحث في آخر التطورات المتعلقة بموضوع العسكريين المخطوفين.

وفي مجال آخر نجحت الحكومة في تثبيت قرار التمديد ثلاثة اشهر اضافية لمطمر الناعمة، من اجل الانتهاء من تنفيذ خطتها لإيجاد مطامر بديلة. هذا النجاح سمحت به موافقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي استضاف أمس في دارته في كليمنصو اجتماعاً وزارياً مصغّراً ضمّ وزراء الصحة العامة وائل ابو فاعور، المال علي حسن خليل، الزراعة أكرم شهيّب، والبيئة محمد المشنوق، النائب طلال ارسلان، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، بالإضافة الى ممثلين عن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار.

وبنتيجة الاجتماع أعلن وزير البيئة انّ ما حصل في اللقاء يعطي فرصة حقيقية للبنان لكي يخرج من مسألة النفايات ويعطي هذه الحكومة الفرصة لإخراج البلاد من هذه الأزمة.

أمّا جنبلاط فاختار التشديد على انه وبعكس الشائعات التي تسري «لن يكون هناك مطمر في سبلين لا من قريب ولا من بعيد». وأعلن الموافقة على خطة التمديد لمطمر الناعمة لثلاثة اشهر.

الحوض الرابع

في موازاة ملف النفايات، برز ملف الحوض الرابع في مرفأ بيروت الذي قفز إلى الواجهة وتحوّل بين ليلة وضحاها الى ملف سياسي محتدم، يكاد يتحوّل الى قضية وطنية من دون ان تتضِح تماماً الخلفيات والتداعيات والاسباب التي استدعت هذا الاستنفار، سواء من قبل المعارضين او المتمسكين بمشروع رَدم هذا الحوض.

وتتمّةً لما نشرَته «الجمهورية» أمس عُقد الاجتماع الوزاري – الإداري المقرّر للبحث في هذا الملف في إحدى قاعات السراي الكبير عند الثالثة من بعد ظهر امس في الموعد المقرّر بغياب رئيس الحكومة الذي حضر ممثّلاً بوزير التربية الياس ابو صعب، كما غاب وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر وحضر ممثّلو الأحزاب المسيحية الخمسة الوزراء آلان حكيم عن حزب الكتائب اللبنانية، روني عريجي عن حزب المرَدة، الوزير آرتور نازاريان عن حزب الطاشناق، والوزير السابق نقولا صحناوي عن التيار الوطني الحر، غسّان حاصباني ممثّلاً عن حزب القوات اللبنانية. وحضرَ المدير العام للمرفأ حسن قريطم وأعضاء الهيئة المؤقّتة لإدارة المرفأ وخبراء.

وبعد مقدّمة للوزير بو صعب تحدّث فيها عن الظروف التي دفعَت رئيس الحكومة الى تكليفه بإدارة الإجتماع وأبلغَ المجتمعين انّ فريقاً من الخبراء من مجلس الإنماء والإعمار تفقّدَ المرفأ بتكليف من سلام للاطّلاع على الوضع في الحوض الرابع.

وبعدَها أعطِي الكلام للمدير العام للمرفأ حسن قريطم الذي قدّم عرضاً للأسباب التي دفعَته الى اتّخاذ القرار بردم الحوض الرابع والظروف التي رافقَت هذه الخطوة، لافتاً الى الحاجة لتوسيع القدرة الإستيعابية في محطة المستوعبات في المرفأ وعدم الحاجة الى هذا الحوض رغم الأموال التي أنفِقت منذ إنشائه في العام 1996.

جدَل بين ناظاريان وقريطم

وعلمَت «الجمهورية» أنّ جدلاً قام بين قريطم والوزير ناظاريان ممثّل حزب الطاشناق الذي سأله عن الأسباب التي تحول دون إقامة محطة الحاويات على مساحات برّية شاسعة شمال الأحواض وتحديداً شمال نهر بيروت بدل أن يكون لردميات النفايات. فردّ عليه قريطم بأنّ عمق المياه يبلغ 70 متراً في المنطقة وهناك صعوبات بردم البحر.

فردّ نازاريان مجدّداً: وكيف سيردم البحر هناك من أجل إقامة محطة تكرير المياه المبتذلة كما بالنسبة الى ردم المنطقة بموجب «مشروع لينور» من مكبّ برج حمود إلى مارينا خوري في الضبية.

كما شهدَ اللقاء مواجهة أخرى بين عريجي وقريطم عندما توقّف عريجي امام بعض الشؤون الإدارية المتصلة بسلامة ممارسة أعضاء ما يسمّى بـ«الهيئة الإدارية المؤقّتة لإدارة مرفأ بيروت» لمهمّاهم الملتبسة والمنتهية منذ سنوات عدّة.

وهي الهيئة المؤقّتة التي عيّنت في العام 2001 وما زالت تمارس مهامها بشكل غير قانوني وغير طبيعي من دون تحديد الكادر الإداري والتي لم ترقَ بعد الى وضع المؤسسة العامة بالمفهوم القانوني.

كما سأل عريجي عن الصفة القانونية التي سمحَت لمجموعة من سبعة أشخاص لا مقرّ لها ولا صفة معنوية ولا تخضع لرقابة ديوان المحاسبة بإبرام العقود لردم الحوض بملايين الدولارات وكيفية إدارة أرباح سنوية بمبالغ طائلة تتراوح ما بين 250 و300 مليون دولار طيلة السنوات الثلاث عشرة الأخيرة.

وانتهت المصادر الى القول إنّ الاجتماع بقيَ محصوراً في طرح وجهات النظر المختلفة، وانتهى الى التحضير لمجموعة من الدراسات لمناقشتها في إجتماعات لاحقة، وتعهّدت إدارة المرفا بوقفِ عمليات الردم الى تلك اللحظة.

وقال أحد المشاركين بعد اللقاء لـ«الجمهورية» إنّ مَن شاركوا فيه خرجوا بسيلٍ من الإنطباعات السلبية والخطيرة. وبقيَت سلسلة من الأسئلة بلا أجوبة، لكنّ الوزراء الذين شاركوا في اللقاء عبّروا عن هول وحجم المخالفات المرتكبة وأيقنوا أنّ هناك قطَباً مخفية كبيرة وخطيرة للغاية سيُصار الى كشفِها في وقت لاحق بوجوهها الإدارية والمالية والقانونية، ما سيؤدّي الى اكتشاف الكثير من الفضائح التي باتت اقربَ الى الواقع، وهو ما سيكون مدار بحثٍ بين ممثلي الأحزاب المسيحية الخمسة التي شاركت في اللقاء.

وانتهى الى القول إنّ عمليات الردم التي نُفّذت الى اليوم لا تشكّل خطراً على الحوض ويمكن إعادة سحبِها من قعره دون كِلفة باهظة، لكنّ الأخطر أنّ الإدارة ماضية في المشروع من دون رادع وقد دفعَت الى اليوم ما يساوي 30 مليون دولار من أصل 130 مليوناً، وأنّ كمّيات كبيرة من الردميات نقِلت الى الرصيف 14 الذي أقفِل امام حركة الملاحة البحرية ويمكن رميُها في الحوض تحت جنح الظلام، وهو ما أدّى الى تحذير المشرفين على العملية من القيام بأيّ عمل من هذا النوع قبل البَتّ النهائي بالملف.

عريجي

من جهته، لفتَ وزير الثقافة روني عريجي لـ«الجمهورية» أنّ «هناك تساؤلات حول الموضوع، والاحتجاجات وصلت الى بكركي، فطلب البطريرك من كل الاحزاب المسيحية التحرّك والتحرّي عن الموضوع، فاجتمعنا مع إدارة المرفأ للاستفسار، وفي اليومين المقبلين هناك اجتماع تقييمي بيننا كأحزاب مسيحية لأخذ الموقف المناسب».

ولفتَ عريجي الى أنه «تمّ رَدم الحوض الخامس، وهناك مخطط لردم الحوض الرابع وجعله أرصفة للكونتينرات، ما سيُعيق عملية الشحن لغير الكونتينرات»، مؤكداً أنّ «هذا الملفّ ليس مسيحياً بل هو وطني، لكنّ بكركي مهتمّة كثيراً بهذا الملف وكلّفت الأحزاب المسيحية الذهاب به الى النهاية لتبيان آثاره».

حاصباني

من جهته، أوضح ممثل «القوات اللبنانية» غسان حاصباني لـ«الجمهورية» انّ «ادارة المرفأ قالت انها تريد ردم الحوض الرابع لأسباب تقنية من اجل توسيعه وتطويره، لكن هذا الامر يستحق مزيداً من الدراسة»، لافتاً الى أنّ «الموضوع ليس مسيحياً بحتاً بل هو ملف وطني يتعلّق بالتنمية العامة في البلاد والسياسة الإقتصادية».

وعن تحرّك الاحزاب المسيحية منفردة في هذا الموضوع، قال حاصباني: «إسألوا بقية الجهات ونحن نقوم بالدراسات والابحاث اللازمة، وهذا موضوع وطني»، مشيراً الى انّ «هناك توصية من اللجنة النيابية التي تضمّ جميع الطوائف لدرس المشروع أكثر، ونحن نبحثه ايضاً في ما بينا لنخرج بالقرار المناسب».

مصدر عسكري

الى ذلك، اكّد مصدر عسكري لـ«الجمهورية» أنّ «السيارة التي فُككت في مجدليا تأتي ضمن سياق أعمال التخريب التي تتبعها الشبكات الإرهابية، فهي تستمرّ في مخططها لخربطة الساحة اللبنانية وهزّ الاستقرار والقول إنها موجودة»، لافتاً الى أنّ «التحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر السيارة والشبكة الإرهابية التي تقف خلفها».

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها