21-11-2024 07:15 PM بتوقيت القدس المحتلة

"إشارات" تدهش الأدباء وأهل الفن حول رؤية الإمام الخامنئي الفنية

دائماً ما يدهش الإمام الخامنئي متابعيه باهتمامه الكبير بالأدب والفن وبالأدباء والفنانين على اختلاف ميادينهم. هذه الورقة هي مداخلة قدّمها الدكتور محمد عليق في ورشة نشاط فني "رسالات"

 دائماً ما يدهش الإمام الخامنئي متابعيه باهتمامه الكبير بالأدب والفن وبالأدباء والفنانين على اختلاف ميادينهم. هذه الورقة هي مداخلة قدّمها الدكتور محمد عليق في ورشة نشاط فني يوم الأحد الماضي الذي أقامته "رسالات" تحت عنوان ".. فنقاوم .. يوم فني حول المقاومة ". 

إستعراض مختصر لأفكار مفتاحية حول رؤية الإمام الخامنئي للفن والجمال والعمل الإبداعي:

 1- الفن موهبة إلهية: هذه الموهبة لا تنحصر بالبيان والإظهار بل إن الإدراك والإحساس الفني سابق لها: أـ إدراك لحقيقة وجمال وحقائق لا يراها الآخرون

           ب ـ إبراز ما أدركه برح فنية وبلغة خاص.

2ـ التكليف الإنساني للفنان الأديب:
     كل نعمة وعطية إلهية يقابلها مسؤولية وتكليف من نوعها، الإنسان مسؤول عن ما مُنح من موهبة وإبداع "مما رزقناهم ينفقون"
    الإنفاق من نوع الرزق واجب وليس مجرد اختيار.

3ـ الفن الملتزم: هل هي عبارة متناقضة؟
الفن قائم على الخيال الحر، بينما الإلتزام يفرض قيودا!
الفنان هو إنسان قبل أن يكون فنانا، وكل إنسان لديه واجبات ومسؤوليات وإلتزام يضاف إليها إلتزام خاص يتعلق بالفن والموهبة الخاصة لديه.

4ـ الإلتزام في القالب والمضمون:
لغة الفن والأدب هي الإظهار والتبيين ، يجب على الأديب الإلتزام بعذا القالب وشروطه ومعاييره والسعي للخلق والإبداع في الشكل واللفظ والقالب دوما، فلا معنى للإلتزام فقط بالمضمون والقيم والمواضيع إن لم تقدم بلغة الفن والأدب الراقية والإبداعية.

5ـ الإلتزام بالحقيقة:
على الكاتب والمبدع أن يتعهد ويلتزم بالحقيقة،كلما كان عمق معرفتهوإدراكه للحق والحقيقة أكبر فإن آثاره ستكتسب جودة ونوعية وتأثيرا وخلودا أكبر. إن المعرفة والفكر والعلم لدى الفنان هي منطلق لقوة إبداعه في الآداب المختلفة (مثال حافظ الشيرازي)

6ـ إشكالية علاقة الفن والأدب بالدين:
العمل لا يكون دينيا عبر السطحية والتظاهر وتناول مواضيع دينية بالمعنى العرفي (صلاة، حجاب، عالم دين...) بل إن العمل الأدبي والفني يكون دينيا إذا عرض المفاهيم والأهداف الدينية العميقة (كالعدالة ـ الحق ـ التكامل المعنوي ـ التوحيد ـ الأخوة...) بشكل جذاب وصحيح ومؤثر دون خطاب مباشر وسطحية ووعظ جاف...

7ـ العمل الأدبي والأخلاق:
يقول "رومن رولان" :" على الكاتب أن يقدم 10% فن و90% أخلاق، هذا الكلام ليس دقيقا، بل يجب أن يكون الفن 100% فن و100% أخلاق ولا تنافي بينهما: الخلاقية توأم الأخلاق.

8ـ النظرة الجمالية الى الثورة والجهاد والمقاومة:
إن توقعنا وأملنا وانتظارنا من الكتاب والمبدعين أساسه النظرة الجمالية في مجال الفن، وهذا ليس طلبا مبالغا فيه. هل هناك أجمل من تضحيات الشهداء والمجاهدين وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم ؟ هل هناك أجمل من روح الفداء والتضحية والإخلاص؟ مثال: جان دارك والروايات العالمية. هل يمكن للفنان أن يكتب شعرا عن عشق البلبل للوردة ويمر مرور الكرام عن ملاحم المقاومة والشهادة؟>

9ـ " الفن للفن" وعدم أدلجة الأدب والإبداع:
إن الذين روّجوا لهذه المقولة هم أكثر من استخدم الفن لأهدافهم السياسية والإقتصادية ولفرض نمط حياتهم وثقافتهم على الآخرين... هل هناك عاقل لا يستفيد من الفن للوصول إلى أهدافه (سواء كانت حق أم باطل).... لقد تلقينا أكبر الضربات من الإستكبار الظالم بواسطة الفن والأدب والعلم، بينما البعض عندنا ينكر الغزو الثقافي والحرب الناعمة.

10ـ نفوذ الفن والأدب والقدرة على التأثير في مشاعر وسلوك وقيم الإنسان (الوصول الى ساحة خلوة الإنسان).
 إن فن البيان الأدبي هو الأكثر تأثيرا في التبليغ والدعوة والترويج والإقناع وصناعة الإنسان وتربيته أو ضلاله.

 11ـ وجوب مضاعفة الرصيد الفني الإبداعي وعدم  الإكتفاء بحقانية وأهمية القيم والقضايا:
من أهم آفات العمل الفني والأدبالإسلامي والثوري المقاوم ضعف الشكل على حساب المحتوى مما يؤدي الى الخطابية المباشرة والسطحية.

12ـ على الأدباء والكتّاب أن يهاجموا ولا يدافعوا
إن أسوأ حالة في العمل الثقافي أن يكون في موقع ردّة الفعل أو التوجه نحو الأعداء لإقناعهم أو إرضائهم!
على من يحمل قضية ويبيّنها إبداعيا أن يتوجه لجمهوره وأهله بالدرجة الأولى بكل ثقة بالنفس وعدم الخوف والرعب من الهجوم الثقافي والإعلامي والأدبي للآخرين مهما بلغوا من قوة، لأن خطاب الحق والخير والتوحيد جذاب ومؤثر وفطرة البشر متعطشة له. 

13ـ محورية اللغة وتقويتها والدفاع عنها
[ اللغة مخلوق حي كالإنسان] مميزات اللغة الفارسية (العربية) ومحاولات إضعافها والتقصير في حمايتها والدفاع عنها وتجديدها. 

14ـ نجاح وتميّز الأسلوب الأدبي والفني في نقل القيم المعنوية والروحية [للأطفال والكبار] (نموذج القرآن الكريم وبيانه القصصي والبلاغي المدهش] حيث يجب أن يكون العمل الأدبي والفني في خدمة التكامل المعنوي والتربية الإنسانية الإلهية الحقة.

15ـ ضرورة إمتلاك الفكر القوي والإطار النظري للعمل الأدبي والفني:
إن الحاجة ضرورية الى العمق الفكري والعقائدي والفلسفي خاصة فيما يتعلق بعلم الجمال وفلسفة الفن وكذلك في المواضيع والقضايا التي يريد الكاتب أن يتعرض لها، خاصة في أبعادها التوحيدية والعقائدية والأخلاقية المعنوية وارتباطها بكمال الإنسان والمجتمع . الفكر قبل العمل دائما.

16ـ التأمل والتدبر في سيرة المعصومين عليهم السلام وتعاملهم مع الشعراء وتكريمهمالإستثنائي [دعبل الخزاعي، حسان بن ثابت، الفرزدق...] لهم وتأكيدهم على الفن والأدب والبلاغة. وحفظ عاشوراء عبر الأجيال بواسطة الشعر والفن....]

17ـ إجتناب التقليد الأعمى للغرب في نماذجه الأدبية والفنية وعدم التبعية لسلطة المال والشهرة والجوائز والمهرجانات العالمية. وكذلك تجنب استرضاء الجمهور كيفما كان...

18ـ الخصائص الأخلاقية للكاتب والفنان الملتزم...
ـ الإخلاص والعمل لله وحده والتوكل عليه سبحانه
ـ بذل الجهد الهمة العالية في هذا الطريق الجهادي.
ـ الإستقام والثبات وعدم الإلتفات للذين لا يؤمنون بالفن الإسلامي والثوري
ـ محاربة هوى النفس والأنانية والوساوس الشيطانية
ـ عدم الخوف والرهبة والإحساس بالدونية والحقارة أمام الآخرين وخاصة الأعداء.
ـ رعاية الحدود الشرعية والاخلاقية
ـ بث روح الأمل دوما وطلب العلم والمعارف الإلهية.
العمل البنيوي والجاد على رفع المشكلات الحالية:
      ـ ضعف كتابة القصة والرواية والسيناريو
     ـ إعداد الكتاب الشباب والمواهب الجديدة
     ـ صناعة الشخصيات والنجوم وإبراز النماذج الناجحة.
    ـ عدم الوقوع في التكرار والرتابة والتوصيات الإدارية
   ـ المساهمة في رفع المستوى الفني والإبداعي عبر فتح المجال والمضامير بشكل حر وتنافسي بناء ومتنوع في الشعر والرواية والقصة....

    ـ تقديم واقتراح الأفكار والمواد الجديدة من زوايا متعددة والإطلاع على التجارب العالمية الناجحة.
ـ ضرور صناعة الجمهور والمخاطب وخلق الإهتمامات بالفن والأدب والثقافة كحاجات أساسية للإنسان لبناء الحضارة الإسلامية الجديدة. [ الكتاب عنوان الحضارات].
ـ حماية الشباب المؤمن والثوري ودعمه معنويا وماديا في بدايات طريقه الأدبي والفني وتشجيع التخصصات العلمية المناسبة له.

 ـ جذب الإستثمارات والرساميل المناسبة لترويج العمل الأدبي والفني بجميع أنواعه وفق معايير جود كما ونوعا.
ـ عدم توريط العمل الأدبي والفني من أزمة الأجنحة السياسية والإدارية والمؤسساتية الضيقة التي قد تستخدم الأعمال الأدبية والفنية لغايا ومآرب خاصة أو منحرفة.