بالرغم من تدهور العلاقات الروسية ـ الغربية في ضوء الأزمة في اوكرانيا واحتدام الاشتباك الروسي الأميركي الأوروبي، تواصل روسيا طرح «أجندة بنّاءة» على الصعيد العالمي
«محاربة الإرهاب تمرّ بالتنسيق مع سوريا»
مارلين خليفة
بالرغم من تدهور العلاقات الروسية ـ الغربية في ضوء الأزمة في اوكرانيا واحتدام الاشتباك الروسي الأميركي الأوروبي، تواصل روسيا طرح «أجندة بنّاءة» على الصعيد العالمي، بما في ذلك في الشرق الاوسط. ويقدّم الروس المشاورات السورية في موسكو نهاية الشهر الجاري بنداً أساسياً في هذه الأجندة.
ووسط حتميّة طول أمد الصراع السوري وانتشار الإرهاب في المنطقة، يبقى لبنان في عين الزوبعة.
وفي هذا الإطار يقول السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين لـ «السفير»: «نؤيد الإجراءات التي اتخذت من قبل السلطات اللبنانية بهدف قطع المدّ الإرهابي الى الداخل اللبناني، ونقدّر مواقف الحكومة والجيش والأجهزة الأمنيّة، كما نقيّم إيجابياً الحوار القائم حاليا بين حزب الله وتيار المستقبل بما يؤمّن استمرار تعزيز التلاحم في المجتمع اللبناني».
ويلفت زاسبكين الى أن «التحصين السياسي اللبناني يتطلّب انتخاب رئيس للجمهوريّة، وتجب معالجة هذا الملفّ عن طريق تنقية الأجواء وإيجاد القواسم المشتركة بين اللبنانيين، ومن هذه الزاوية المطلوب تطوير الحوار المسيحي».
لا يبدو أنّ الخلافات الروسية - الأميركيّة تنعكس على الوضع في لبنان، «يهتمّ الأطراف الدوليون بالاستقرار في لبنان لأسباب مختلفة ولكن النتيجة جيدة حتماً، لان المناخ الدّولي تجاه لبنان يعطي بعداً استراتيجياً لمهمة توفير الأمن التي تحققها السلطات اللبنانية».
مؤتمر موسكو التشاوري
ينال الحراك الروسي حول المشاورات السورية التي تنظمها موسكو نهاية الشهر الجاري، قسطاً وافراً من التكهنات والتعليقات والتوقعات، وهي من وجهة نظر السفير الروسي «غير دقيقة».
يقول في حديثه إلى «السفير»: «لا تنظر روسيا الى مسار موسكو التشاوري كنوع من المفاوضات الرسمية في شأن حلّ نهائي للأزمة السورية، بل تدرجها في خانة تبادل الآراء، وذلك لترك هامش أوفر من الحرية أمام المجتمعين، خصوصا من المعارضة حيث يتم تمثيلها بلا منافسة وبلا قيود شكلية».
انطلاقاً من هذه القناعة حرصت موسكو على أن تكون الدعوات ذات طابع شخصي، «لكن لا مانع أن يعلن ممثّلو الأحزاب او القوى السياسية أنهم يتحدّثون باسم منظماتهم وليس بصفة شخصية».
تحرص موسكو على أن يكون الحوار «موضوعياً، ولا يختصر بإطلاق التصريحات على غرار الاجتماعات السابقة».
وبالتالي فإن أبرز هدف للمشاورات «هو بناء الثقة، والمؤتمر الأول لن يكون الأخير، بل سيكون إيذاناً بمسار لقاءات متعددة كجزء من العملية السياسية التي بدأت في جنيف وليس بديلاً عنها، إذ تأخذ روسيا بالاعتبار أنّ مسار جنيف له بعد إقليمي ودولي».
ويؤكد السفير زاسبكين «ان كل ما تفعله روسيا يهدف الى نتائج ملموسة، انطلاقاً من سعيها الى تخفيف معاناة الشعب السوري وإقرار السلام في البلاد. ومن المفهوم أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب مزيداً من الوقف والجهود من قبل جميع الاطراف المعنية، واليوم من الضروري الإفادة من الفرصة المتاحة لإجراء الحوار في موسكو».
يضيف: «نريد توحيد صفوف الوطنيين في سبيل إنقاذ سوريا وإيقاف هجمات الإرهابيين الذين يسعون إلى الاستيلاء على الحكم ومواصلة التوسع غير المحدود في المنطقة».
تقبّل الأسد مبكر
وعن بروز تطور في الموقفين التركي والأميركي تجاه النظام السوري، يقول السفير الروسي: «ثمة قناعة بدأت تتولّد دولياً بأن محاولات إسقاط النظام فشلت، ومنطقياً أن الحالة الجديدة تفرض تغييراً في مواقف اولئك الذين كانوا يعتمدون على القوة، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن إلا بظواهر تجميلية. وهنا لا بدّ من تأكيد الحقيقة أن قضية تحسين الأوضاع في الشرق الاوسط، خصوصاً وضع حدّ لموجة الإرهاب، تتطلب التعاون بين جميع الدول المعنيّة، وبدرجة أولى التنسيق مع سوريا».
http://assafir.com/Article/1/396698
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه