26-11-2024 10:35 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 20-1-2015: العدو كما أهل المقاومة: ترقّب للردّ الأكيد

الصحافة اليوم 20-1-2015: العدو كما أهل المقاومة: ترقّب للردّ الأكيد

تمحور حديث الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 20-1-2015 الحديث عن الغارة الاسرائيلية التي استهدفت موكباً لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية

 

 

تمحور حديث الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 20-1-2015 عن الغارة الاسرائيلية التي استهدفت موكباً لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية مما أدى الى ارتقاء ستة شهداء من بينهم نجل الشهيد القائد الحاج عماد مغنية الشهيد جهاد مغنية والتحليلات حول رد المقاومة على الإعتداء.

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير

 

«لعبة النار» تُغرق العدو بهواجس الرد وساحته وتوقيته

الجبهة تتمدّد إلى الجولان بالدم .. و"معادلات مغنيّة"



بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والأربعين بعد المئتين على التوالي.

للقلب السحري لوالدة عماد مغنية، كما لوالده، أن يُعْفِيَ الناسَ من الكلام والعزاء.

وللكلمات السحرية يخاطبون بها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن تختصر قضية المقاومة. هما من جيل لم يُكتَب له فخر الشهادة، لكنهما غالبَا العمر، فإذا بهامتَيهما لا تشبهان إلا هامات الكبار. سقط جهاد وفؤاد وعماد. "لم يبقَ لنا أولادٌ نقدمهم شهداء. أعذرْنا يا سيدَ المقاومة، فلقد جاء دورُ جهاد الأصغر وباقي الأحفاد".

إنها المرة الرابعة التي يقف فيها أبو عماد وأم عماد في موقع التبريك والعزاء. الضاحية نفسها. القبضات والحناجر نفسها. العنوان نفسه. إنها المرة الرابعة التي سيجد فيها السيد حسن نصرالله نفسه خطيبًا في منبر الشهداء، وذلك بعد إنجاز الترتيبات المتعلقة بالتحقيقات في جريمة القنيطرة ووداع الشهداء وصوغ قرار الرد الذي اتخذ منذ اللحظة الأولى، على أن يبقى التنفيذ رهن الميدان.

بالأمس، شيعت الضاحية الجنوبية لبيروت و "حزب الله"، جثمان الشهيد المقاوم جهاد مغنية إلى جوار والده الشهيد عماد مغنية ("الحاج رضوان") في روضة الشهيدين، ومن المقرر أن يُشَيَّعَ، اليوم، جثمان الشهيد محمد أحمد عيسى ("أبو عيسى")، في بلدته عربصاليم، على أن تُحَدَّدَ مراسمُ تشييع الشهداء علي حسن إبراهيم ("إيهاب")، عباس إبراهيم حجازي ("السيد عباس")، محمد علي حسن أبو الحسن ("كاظم") وغازي علي ضاوي ("دانيال") بعد اكتمال الإجراءات اللازمة، فيما أعلن "حزب الله" عن تقبل التعازي والتبريكات بالشهداء الستة في مجمع الإمام المجتبى في الحدث اليوم وغدًا من الثانية بعد الظهر ولغاية الخامسة عصرًا.

وكان لافتًا للانتباه الاتصال الذي أجراه رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، بالمعاون السياسي للأمين العام لـ "حزب الله" الحاج حسين الخليل وقَدَّمَ خلاله التعازي باسمه وباسم الحكومة إلى قيادة "حزب الله". وتلقت قيادة الحزب سيلًا من اتصالات التعزية والتبريك من عدد كبير من الأحزاب والشخصيات اللبنانية والعربية والإسلامية.

ولليوم الثاني على التوالي، ظل السؤال متمحورًا حول ما بعد عملية القنيطرة، وأية قواعد اشتباك ستنتج منها، ما هي طبيعة رد المقاومة اللبنانية، في أية ساحة وفي أي توقيت، وبأي أسلوب، هل بالأمن أم بالعسكر أم بهذا وذاك؟

عمليا، هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها "حزب الله" عن استهداف مقاوميه بالنار الإسرائيلية على أرض سوريا في سياق استهداف عسكري مباشر (وليس أمنيًّا على طريقة استهداف الشهيد عماد مغنية).

إذًا، صارت "الجبهة" واحدة من الناقورة إلى القنيطرة، ولعل أبلغ إشارة إلى ذلك تعمد الإسرائيليين تسريب اسم أحد المقاومين (ابو علي طباطبائي) بوصفه المستهدف بالهجوم، وهو ممن كان يجري تداول إسمهم دائما في الإعلام الإسرائيلي بصفته مسؤولًا عن "كل" الجبهة الشمالية.

 

"وحدة الجبهة" قاعدة الرد المقبل

وعلى قاعدة "وحدة الجبهة"، يمكن للمقاومة أن تضع معطيات جديدة، أبرزها أنه من حقها أن ترد في الجولان السوري المحتل، ما دام استهداف المقاومين حصل على هذه الأرض، غير أن ذلك يستوجب الانتقال إلى أسئلة من نوع آخر، يتجاوز "الحق" إلى دور كل أطراف "الجبهة" في الرد، وهنا، لا بد من سؤال سوري محوري حول المصلحة والقدرة على تحمل مواجهة من هذا النوع، وماذا إذا تدحرجت الأمور وإلى أين يمكن أن تصل؟

زد على ذلك أسئلة أخرى مرتبطة بتقصد "الحرس الثوري" الإيراني، للمرة الأولى، الإعلان عن استشهاد العميد محمد علي الله دادي، أحد مستشاري قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني للشؤون السورية، وهل ينطوي ذلك على رسالة معينة انطلاقًا من كلام السيد نصرالله الأخير عبر شاشة "الميادين" بشمولية رد "المحور" على أي اعتداء إسرائيلي في سوريا، وهل تجد إسرائيل نفسها أمام احتمال رد ثنائي، خصوصًا أنها جعلت نفسها والمنطقة أمام سيناريو "حافة الهاوية"؟

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن "حزب الله" قد أنجز تحقيقه الذي سيجيب على الكثير من الأسئلة سواء حول طبيعة الشخصية المستهدفة، بمعزل عن أهمية من سقطوا بالصاروخين (وبينهم قائد القطاع الشهيد محمد عيسى) وهل حصل خطأ تقني ـ أمني (من نوع الإعلان المسبق عن زيارة المجموعة) أم حصل خرق أمني كبير (عملاء على الأرض)، خصوصًا أن العملية سبقها ورافقها تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي الإسرائيلي في سماء المنطقة المنزوعة السلاح، وعلى بعد نحو 500 متر من أحد مراكز "الأندوف"، أي أن الموكب ربما كان قيد الرصد قبل وصوله إلى المنطقة؟

الضربة أكثر من موجعة لـ "حزب الله" الذي يعتبر الرد عليها "بمثابة تحصيل حاصل"، ولكن إذا كان للعملية الإسرائيلية ظروفها وتوقيتها وأسلوبها، فإن الرد "له ظروفه وتوقيته وأسلوبه والسيد نصرالله سيطل، لكن التوقيت غير محسوم، فلقد كان مقررًا قبل العملية أن يتحدث في احتفال الذكرى السابعة لاغتيال الشهيد عماد مغنية في 16 شباط المقبل، أما الآن، فقد صار مرجحًا أن يتحدث في احتفال مركزي يجري التداول بإقامته في الضاحية يوم الأحد المقبل".

 

إسرائيل صامتة رسميًّا حتى الآن

في غضون ذلك، لم يصدر عن إسرائيل أي اعتراف رسمي بعملية القنيطرة، فيما انشغلت الصحافة الإسرائيلية بتقديم تحليلات حول أبعادها وتداعياتها، فوصفها بعض المعلقين بأنها "لعبة نار" و "مجازفة خطيرة"، وذهب المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إلى حد اعتبار العملية "حدثًا دراماتيكيًّا" قد يقود إلى تصعيد شامل، مشيرًا إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي "ترى أن "حزب الله" سوف يرد وإن كان ليس معلومًا بعد مستوى الرد".

وفيما لَمَّحَ نائب رئيس الأركان سابقا والمرشح الأمني على قائمة "كلنا"، الجنرال يؤآف غالانت إلى وجود شبهات بأن ثمة دوافع انتخابية خلف الغارة، كتب عاموس هارئيل أن الغارة كانت مفاجئة، وقد تؤدي إلى تصعيد حقيقي في الشمال.

واللافت ايضا ما أورده المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان في مقالة حملت عنوان "يلعبون بالنار" حيث اعتبر ما جرى بأنه أشبه بـ "أحد ما ألقى بعود ثقاب نحو برميل بارود والآن ينتظر أن يرى ما إذا كان سينفجر أم لا"؟ وخلص للقول: "إن المواجهة ستحصل، والسؤال متى، هل هذه السنة، أم بعد أن تتضح الصورة في سوريا"؟

وأَقَرَّ المعلق العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد أن إسرائيل فتحت بهذه العملية "جبهة جديدة"، وقال: "ليست هنالك إمكانية لأن يستوعب "حزب الله" ضربة كهذه من دون رد".

وسأل المعلق الأمني في "معاريف الأسبوع" يوسي ميلمان: "هل العملية خطوة جريئة أم مجازفة خطرة"، وقال: "نرجو ألا يندم من اتخذ قرار التصفية، وان يكون خرق إسرائيل كما يبدو لقواعد اللعب هو خطوة جريئة وليس قرارا مغامرا يؤدي إلى حريق كبير في الحدود الشمالية".

والأكيد، بحسب الاستنتاجات الأولية، أنه مهما كان التوقيت وحجم الرد، فإن أقصى ما يمكن أن تطمح إليه إسرائيل في أي مواجهة مقبلة هو الحد من حجم الدمار في جبهتها الداخلية، خصوصًا أنها في مواجهة جبهة تقوم منذ سنوات بتعزيز آليات عمل غرفة عمليات مشتركة تعتمد أسلوب عماد مغنية الهادئ والحاسم في الرد في لحظة معينة... من خارج الحسابات والتوقعات الإسرائيلية."

 

النهار


ما الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى استفزاز "حزب الله"؟


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "
في نهاية السنة الماضية كان لافتاً تركيز التوقعات الإسرائيلية العسكرية على احتمال ان تحمل سنة 2015 مواجهة عسكرية جديدة مع "حزب الله" رغم الادعاءات الإسرائيلية بأن ليس من مصلحة إسرائيل اليوم الدخول في مواجهة مع "حزب الله" وأنه من الافضل ترك الحزب يغرق في اتون الحرب الاهلية السورية وفي مواجهة المخاطر المحدقة به في لبنان من جانب التنظيمات الجهادية المتشددة.

لكن في الوقت عينه فقد اجمعت جميع هذه التوقعات على ان "حزب الله" في الوقت الراهن يشكل بترسانته الصاروخية التي تشمل اكثر من 100 الف صاروخ يمكنها ان تصل الى اي نقطة في إسرائيل، وبالخبرة القتالية التي اكتسبها من خلال مشاركته في الحرب في سوريا، اهم قوة عسكرية في المنطقة تهدد إسرائيل، بعد تفكك الجيش السوري جراء سنوات الاقتتال الداخلي، وانشغال الجيش المصري بمعالجة مشكلاته الداخلية.

فما الذي دفع بالقيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل اليوم الى تنفيذ هذا الاغتيال الذي يشكل تحدياً كبيراً للحزب واستفزازاً لأمينه العام؟ والى اي حد تشكل حادثة الاغتيال محاولة إسرائيلية لاستدراج الحزب للرد وبالتالي اشعال الحدود مع لبنان؟

في ظل الصمت الإسرائيلي الرسمي عن الاعتراف بالعملية، تشير تعليقات الصحف الإسرائيلية الى ان القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل قد درستا جميع الاحتمالات واخذتاها في الحسبان قبل تنفيذ الهجوم، من الرد المحدود مروراً بالهجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج، وصولاً الى رد شامل ومواجهة عسكرية واسعة النطاق.

لكن عملية الجولان طرحت تساؤلات داخل إسرائيل في شأن صلتها بالمعركة الانتخابية الدائرة وما اذا كان هدفها زيادة التأييد لنتنياهو زعيم الليكود الذي أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تراجعه، وهل هجوم الجولان هو مجازفة خطيرة قد تجر نتائج وخيمة على إسرائيل؟ والى اي حد يمكن الاعتماد على عدم رغبة إيران والحزب اليوم في التورط في مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل وهل ما حدث بداية تصعيد خطير على الحدود مع لبنان سيدفع ثمنه الإسرائيليون كلهم؟"

 

الاخبار


العدو كما أهل المقاومة: ترقّب للردّ الأكيد


وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "
الجميع في حال ترقب. وإذا كان العدو في قلق إزاء ما يتوقعه من رد فعل المقاومة على جريمة الاغتيال في القنيطرة السورية، أول من أمس، فإن جمهور المقاومة يعيش حالة ترقب. لكن الواضح أنها، أيضاً، حالة استعداد لتحمل المسؤولية إزاء ما يجب القيام به رداً وردعاً للعدو.

أمس، أمضى الجميع يوماً في متابعة تفاصيل الجريمة. جهات معنية عملت على التدقيق في تفاصيل التفاصيل. تحقيقات ضرورية تجرى الآن لفحص كل ملابسات حركة المقاومين قبل وصولهم الى النقطة التي تعرضوا فيها للقصف بالصواريخ. وهو فحص له وقته وأشكاله. وفي جانب مواز، ثمة فحص لنيات العدو من وراء هذه الضربة اللئيمة، وعن أي هدف كان يبحث، وإلى أي نتيجة كان يريد الوصول، وهل وصل فعلاً الى هدفه أم لا؟

وفيما كانت بيروت تشيّع الشهيد جهاد مغنية، ابن القائد العسكري الراحل عماد مغنية، وعائلات بقية الشهداء تنجز الترتيبات لتشييعهم اليوم في أكثر من منطقة، أعلنت طهران، رسمياً، استشهاد جنرال في الحرس الثوري خلال العدوان نفسه، قالت إنه كان مستشاراً عسكرياً لدى الحكومة السورية.

العدو بقي صامتاً على المستوى الرسمي. وتولت الرقابة العسكرية منع خروج أي معلومات من شأنها رفع سقف الاتهام. لكن وسائل الاعلام لم تكن قادرة على تجاهل حالة القلق التي تسود الاوساط السياسية والعسكرية والامنية. وكل النقاشات تركزت حول طبيعة الرد، لكن أياً منها لم يخرج بأي إضافة نوعية عمّا قيل في الساعات التي تلت الجريمة. إلا أن كثافة التعليقات، واستمرار ورود معلومات خاطئة على لسان المراسلين، دلّا على حالة من التوتر تعكس نقصاً في التقدير حول المرحلة المقبلة، وإن كان بعض الاصوات دعا الى ترقب ردّ حزب الله حتى يتبين حجم الحماقة التي ارتكبت.

وفيما لزم حزب الله الصمت، وتداول الجمهور أخباراً غير دقيقة عن مواقف ستصدر عن قيادة الحزب في الساعات المقبلة، فإن أي أمر لم يتقرر على هذا الصعيد. كما أن من الصعب، بل من غير المسبوق، أن يعرف الجمهور مسبقاً خطوات الحزب المقبلة. فكيف وطبيعة الجريمة تحتاج الى هدوء للتدقيق والتفكير في الخيارات المقبلة؟ غير أن الأمر المؤكد، كما بات واضحاً في صفوف الحزب وجمهوره، أن الرد آت، بل إن هناك من وصف اللحظة الراهنة بأنها تمثل «لحظة المنعطف».

ومع أن المقاومة بقيت مشغولة في تحضيرات وترتيبات خاصة بتشييع الشهداء وتقبّل التعازي في أكثر من مكان، إلا أن الجميع يتصرف على أساس أن «المقاومة غير ملزمة بإعطاء أي إشعار حول الوقت الذي تحتاج إليه لاتخاذ القرار» على حدّ قول معنيين قالوا إن «المقاومة ليست مضطرة إلى بحث أي اجتهادات من جانب العدو أو الآخرين. وهي تعرف أنها معنية برد يتناسب مع حجم الجريمة، ولها وحدها حق التقدير حول الكيفية والتوقيت».

وما رفع منسوب التوتر لدى العدو، إعلان طهران المباشر عن استشهاد ضابط إيراني كبير الى جانب مجاهدي المقاومة. وفي ذلك رسالة واضحة الى العدو بفتح صفحات جديدة في الحساب المفتوح مع إيران ومحور المقاومة. فكيف إذا أضيفت الى ذلك تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين عن حتمية ردّ المقاومة.

وسجلت أمس درجة أعلى من الاستنفار العسكري والامني عند العدو، شمل كل مناطق الجليل والحدود مع لبنان والجولان المحتل، إضافة الى إجراءات خاصة بسكان المستوطنات لمنعهم من القيام بتحركات تعرضهم لاحتمال الأسر من قبل المقاومة. وترافق ذلك مع نشاط ملحوظ لقوات «اليونيفيل» التي اهتم ضباط كبار فيها، أمس، بالسؤال نفسه: كيف وأين ستردّ المقاومة؟"

 

اللواء


 


وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "
يشيع حزب الله اليوم القيادي الشهيد محمّد أحمد عيسى (أبو عيسى) في بلدته عربصاليم، كما سيتم تشييع الشهداء الأربعة الآخرين في الخيام والغازية وعين قانا، بعدما كان شيع أمس جهاد عماد مغنية في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، على وقع هتافات الحزب المعتادة «الموت لاسرائيل» و«الموت لاميركا»، وسط مشاهد حزن غير مسبوقة وذرف الدموع على الشهداء، وارتفاع نبرة التحدي والدعوة إلى الثأر من إسرائيل.

وفيما تركزت الأنظار على ما يمكن ان يكون عليه ردّ «حزب الله» إزاء الاعتداء غير المسبوق بتوقيته وحجمه، والذي وصف بأنه موجه الىايران وحزب الله، نسبت وكالة «فرانس برس» إلى ما وصفته بمعلومات موثوق بها ان ستة عسكريين ايرانيين قتلوا في الهجوم الصاروخي، وبينهم أحد أبرز مساعدي «لواء القدس» في الحرس الثوري الإيراني العميد محمّد علي الله دادي.

وأوضح مصدر ميداني سوري للوكالة عينها، ان عناصر الحزب والحرس الذين قضوا في القصف الصاروخي من المروحية، كانوا في موكب من ثلاث سيّارات عندما تعرضوا للغارة الإسرائيلية في «مزرعة الامل» الواقعة على بعد 6 كيلومترات من الخط الفاصل بين الجزء السوري المحتل من الجولان والمحرر.

وفي اليوم الأوّل بعد العدوان، وفيما انشغل الحزب بوضع الترتيبات اللازمة لدفن شهدائه وفتح سجل للتعازي اليوم وغداً في مجمع الامام المجتبي في الضاحية، شهد الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل يوماً هادئاً، في ظل دوريات مؤللة «لليونيفل» وتواري جنود الاحتلال خلف الدشم المحصنة على الجانب الآخر من الحدود، وتركزت تحليلات الإسرائيليين حول مدى حدوث ردّ الحزب، انطلاقاً من ثابتة ان الحزب سيرد، فيما لم يسجل في دائرة الاتصالات المعلنة ما يشير إلى تدخلات دولية لضبط النفس، أو استنكار الاعتداء على مجموعتي «حزب الله» و«الحرس الثوري الايراني».

وإذا كان لبنان الرسمي اكتفى بادانة الاعتداء واجراء ما يلزم من اتصالات للنأي بلبنان عن أية مضاعفات عسكرية على أراضيه، توقع رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي ان انتقام مجاهدي حزب الله من العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسياً. وفي السياق نفسه كانت رسالة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الذي اعتبر أن «الجريمة تظهر مرّة أخرى التواطؤ بين المجموعات الإرهابية والكيان المحتل للقدس في الهجوم على محور المقاومة الإسلامية في مختلف الميادين».

اما عضو المكتب السياسي للحزب محمود قماطي فقال للصحافيين الذين شاركوا في تشييع الشهيد مغنية: «لن نصمت طويلاً، وأن الرد على هذا العدوان الكبير والنوعي سيكون في الوقت والزمان والكيفية المناسبة»، مشيراً إلى أن «العدو الإسرائيلي عاجز عن القيام بأي حرب عسكرية واسعة على لبنان».

ما هي الاحتمالات؟

خبراء استراتيجيون يحللون،  وفقاً لمعلومات قليلة، أن لا إسرائيل ولا «حزب الله» في وارد دفع المنطقة إلى انفجار كبير، فالحزب لا يريد حرباً مفتوحة الآن.

ويعتقد المسؤول السابق في الجيش الإسرائيلي يورام شوتير، أن هناك خيارات عدّة للحزب للرد، من دون الحاجة إلى المواجهة الواسعة في الوقت الحالي، لكن العارفين بالتحوّل الذي احدثه اعتداء القنيطرة في التفكير الاستراتيجية لقيادة «حزب الله» يستبعدون تماماً أن يكون الرد شبيهاً بعبوة توضع في جنود الاحتلال في مزارع شبعا، على غرار الرد على عملية عدلون، لكن الرد أيضاً يحاذر أن يقع في فخ ينصبه رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لجر الحزب الى حرب شبيهة بحرب العام 2006 لأغراض انتخابية، كما انه سيحاذر أن يكون من الأراضي اللبنانية، على اعتبار ان الوضع اللبناني لا يحتمل رداً عسكرياً، سيكون أوّل ضحاياه أهل الجنوب.

واستناداً إلى هذا التحليل، فان ردّ الحزب والذي قالت مصادره انه سيكون سريعاً، أكبر من ضربة موجعة، وأقل من حرب، وفي إطار عملية عسكرية محدودة لا بدّ انها ستحتاج إلى وقت لتجميع معلومات استخباراتية، شبيهة بالخرق الاستخباري الذي احتاجت إليه إسرائيل لتنفيذ عمليتها في القنيطرة.

ومهما كان من أمر، فان الحركة السياسية التي غابت تماماً، ظلت في وضع الترقب لما سيكون عليه ردّ الحزب على رغم الإجماع الوطني اللبناني على إدانة الاعتداء، وتركزت الاتصالات، في هذا السياق، على ان تكون الحكومة حاضرة لمواجهة كل الاحتمالات، وأن ت تسعى في الوقت عينه لتفادي انعكاس هذا الرد على اللبنانيين وعلى السيادة اللبنانية، على حدّ تعبير وزير الاتصالات بطرس حرب، الذي أعلن بعد زيارته للرئيس تمام سلام أنه «ليس من مصلحة أحد أن تفتح جبهة وأن يدخل لبنان في حرب، في وقت تمر فيه المنطقة بظروف دقيقة»، آملاً من كل الأطراف أن يكون الجو تعاونياً لتفادي الوقوع في مشكلة.

وزاد حرب، بعد زيارته لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب: «إن من واجبنا كحكومة أن نحاول التوافق على موقف محايد لتفادي انزلاق لبنان نحو مواجهة غير محمودة العواقب، وبالتالي الحفاظ على الأمن القومي اللبناني قدر الإمكان».

ولم تستبعد مصادر سياسية أن يكون موضوع الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، موضع نقاش في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس، في حال أثار أحد الوزراء ما جرى، من زاوية الخشية من تداعياتها على لبنان، واصفة المسألة بالدقيقة في حال توسع النقاش، ما قد يستجلب ردات فعل غير محبذة، تنعكس سلباً على التضامن الوزاري، الأمر الذي يسعى الرئيس سلام إلى تجنبه.

ولفتت المصادر إلى أن أي اتصالات من شأنها تجنّب إثارة الموضوع في جلسة الحكومة، قد تكون واردة، أما إذا كانت هناك رغبة في طرحه داخل الجلسة، فإن ذلك سيتوقف على مدى الاستجابة لها أو التأييد لذلك، مع العلم أن هناك من الوزراء من تحدث صراحة عن أهمية أن تكون الحكومة حاضرة لمواجهة انعكاسات ما جرى، وأن تسعى لتفادي هذه التداعيات، في إشارة إلى تصريحات حرب.

وعوّلت المصادر على حسن إدارة الرئيس سلام لمعظم جلسات الحكومة، ومساهمته بعدم تفلّت الأمور، ومن الطبيعي أن تنسحب على هذا الموضوع الحساس أيضاً

الحوار

وإلى ذلك، انشغل المراقبون في رصد تداعيات اعتداء القنيطرة على الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» والذي تقرر أن يعاود جلساته في جلسة رابعة الاثنين في 26 كانون الثاني الحالي، الا أن المعلومات المستقاة من مصادر مستقلة أكدت انه ماض، بغض النظر عن التطورات الأخيرة، والتي تندرج اصلاً في خانة الملفات الثلاثة المربوط فيها النزاع مع الحزب، وهي السلاح والتدخل في سوريا والمحكمة الدولية.

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري لـ «اللواء» أن الحوار مستمر ولا علاقة له بما جرى في القنيطرة، على اعتبار أن هذا الأمر من الأمور المختلف عليها، والتي تبقى خارج إطار الحوار، لكنه قال: «نحن في مرحلة ترقب لما تؤول إليه الامور».

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر مطلعة، أن الحوار بين الطرفين ما زال على ضفة النقاش في الأمور الأساسية، وهو يدور في ما يمكن وصفه بـ «اعلان نوايا».

اما بالنسبة للحوار بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» فأكد النائب إبراهيم كنعان أن الطرفين اقتربا من إنهاء ورقة العمل في ظل مصارحة مشتركة على ملفات عدّة، مشيراً إلى انه بعد الانتهاء من هذه الورقة سيتم الاتفاق على موعد اللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور جعجع.

ملف النفط

وعلى صعيد آخر، ترأس الرئيس سلام عصراً في السراي اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس ملف النفط، حيث تابعت درس مرسومي البلوكات النفطية العشرة، ودفتر الشروط النموذجية لاتفاقية الاستكشاف والانتاج، من دون التوصل الى الانتهاء من درس الملف بشكل كامل، لا سيما وأن مرسوم البلوكات يحتاج أيضاً الى اعداد مشروع قانون إدارة الضرائب البترولية، والتي يفترض ان تحيله الحكومة إلى مجلس النواب، والقيام بحملة علاقات عامة ترويجية بهدف جذب الشركات التي حولت وجهتها وانتقلت من لبنان إلى موقع نفطي آخر، مع التأكيد في المحافل الدولية على الحقوق النفطية والتمسك بها كاملة.

لكن مصادر نيابية لفتت إلى أن الجو أصبح الآن أفضل وأكثر تفاؤلاً، بأن إقرار المراسيم في مجلس الوزراء من شأنه أن يعطي إشارة جيدة بانطلاق الملف النفطي."

 

المستقبل

نتنياهو أمر بغارة الجولان والقبة الحديدية على حدود لبنان

تهديد إيراني واستنفار إسرائيلي


علي البغدادي ـ أحمد رمضان



وكتبت صحيفة "المستقبل" تقول "
فيما أجمعت الأوساط السياسية والأمنية ووسائل الإعلام الإسرائيلية على وصف الغارة التي شنتها مروحية أول من أمس على مجموعة قيادية من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني في الجولان، بأنها ضربة موجهة للطرفين المستهدفين وتستوجب بالتالي إجراءات استنفار قصوى، استغلت إيران الحادثة لتوجيه تهديدات لإسرائيل التي نشر جيشها قرب الحدود اللبنانية منظومة القبة الحديدية في سياق مواجهة أي تحرك محتمل من الجهة الشمالية.

فقد أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بأن «التجربة اثبتت ان المقاومة سترد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني.»

وقال شمخاني خلال لقاء جمعه بوزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان الذي يزور طهران حالياً أنه «على الرغم من الدعم الاستخباري والتسليحي والمالي من جانب بعض الدول لـ»داعش« فما زالت الوتيرة مستمرة للقضاء الكامل على الإرهاب في العراق وإرساء الأمن والاستقرار فيه بسرعة ملحوظة.»

وبخصوص غارة الجولان السوري قال المسؤول الإيراني ان «هذا الإجراء جاء في سياق التعاون مع الإرهابيين ويعتبر مكملاً لنهج حكام تل أبيب في استخدام تيار الإرهاب لإيجاد منطقة عازلة في حدود الكيان المصطنعة.»

واعتبر أن «العدوان الصهيوني والدعم التسليحي الأميركي للجماعات الإرهابية عبر انزال المساعدات اليها جوا في المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش« في العراق، من مؤشرات عدم الصدقية في محاربة الإرهاب«، مشيراً إلى ان «التجربة الماضية اثبتت ان تيار المقاومة سيرد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على اعتداءات الكيان الصهيوني الإرهابية.»

وأكد الحرس الثوري الإيراني في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أن «عدداً من مقاتلي وقوات المقاومة الاسلامية مع الجنرال محمد علي الله دادي تعرضوا لهجوم بمروحيات النظام الصهيوني اثناء تفقدهم منطقة القنيطرة (...)، هذا الجنرال الشجاع وعناصر آخرون من حزب الله استشهدوا«. ولم يأتِ البيان على ذكر قتلى إيرانيين آخرين في الهجوم.

وكان مصدر مقرب من «حزب الله« أعلن في وقت سابق أن ستة عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة.

وأثارت عملية اغتيال مجموعة من قيادات «حزب الله« وإيران، تنديداً لدى الفصائل الشيعية المسلحة والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحزب ولا سيما ان أغلبها كان على علاقة مع القيادي اللبناني الحاج ابو عيسى المشرف على الملف العراقي والسوري والذي كان ضمن المجموعة التي استهدفت.

وأعرب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر عن أمله بأن «لا تكون هذه العملية الشرارة الأولى المتعمدة لصب جام غضب إسرائيل على الشعب اللبناني المظلوم»، فيما اعتبر زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» مقتل عدد من قيادات «حزب الله« بغارة اسرائيلية في سوريا بأنه «انعكاس لإفلاس إسرائيل.»

وفي فلسطين المحتلة، وفيما لم تعلق الجهات الرسمية الإسرائيلية على الغارة، نقلت الإذاعة الإسرائيلية امس عن وزير الدفاع موشيه يعلون قوله إن «حزب الله مطالب بتقديم توضيحات حول تواجد عناصره في الأراضي السورية إذا ما صحت الأنباء المتداولة حول الغارة«.

بيد ان ما صمتت عنه الحكومة الاسرائيلية تولت وسائل الاعلام توضيحه، حيث اعلنت «ان إسرائيل، نجحت بقتل الرجل الذي وصفته الخطير، الذي يقلق نوم الجيش الاسرائيلي«.

وقال مراسل القناة العاشرة للشؤون العسكرية الإسرائيلي ألون بن دافيد: «صحيح أن الضربة استهدفت جهاد مغنية، إلا أنّ الهدف الأساسي لعملية التصفية كان أبو علي الطباطبائي، الشخص الذي يبني القوة الهجومية لحزب الله، والذي يدرّب رجاله لاجتياح الجليل واحتلال المستوطنات». وتابع: «السؤال الذي يشغل بال كلّ إسرائيلي في هذه اللحظة، هو: كيف سيردّ نصر الله على الهجوم، وكيف سيردّ على مقتل الطباطبائي«.

وقال محلل القناة التلفزيونية «إنّ الضربة التي تلقاها حزب الله باغتيال مُغنية هي ضربة كبيرة. ومنذ عدة شهور تعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أن نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق لحزب الله هو من يُشرف على قيادة قوات حزب الله المنتشرة في الجزء غير المحتل من الجولان السوري، بل إن أمان قالت إن جهاد مغنية مسؤول عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من الحدود«.

وبحسب تقديرات محللين إسرائيليين، فإن من قرر استهداف جهاد مغنية هو رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتيياهو بعد أن وصله هذا المقترح من وزير جيش الاحتلال موشي يعلون، وبالنسبة لنتنياهو فإن اغتيال جهاد مغنية بالإمكان استثماره في تعزيز شعبيته عشية الانتخابات الاسرائيلية.

ولفت يؤاف غلنات القائد السابق للواء الجنوب بجيش الاحتلال إلى أن توقيت اغتيال جهاد مغنية له علاقة بالمعركة الانتخابية في إسرائيل.

قالت مصادر اسرائيلية إن الجيش الاسرائيلي نشر بطارية لمنظومة «القبة الحديدية» الصاروخية الخاصة باعتراض الصواريخ قصيرة المدى في المنطقة الشمالية بالقرب من الحدود اللبنانية. ويأتي نشر القبة الحديدية بعد نشر الجيش الإسرائيلي منظومة رادار «أورن أدير» الخاصة بمنظومة «حيتس» المضادة للصواريخ، في سياق الاستعداد للتعامل مع أي رد فعل من «حزب الله« على خلفية الغارة الإسرائيلية الأخيرة على محافظة القنيطرة السورية.

وقالت الأمم المتحدة الاثنين إن جنود حفظ السلام الدوليين المتمركزين في مرتفعات الجولان على امتداد الحدود السورية الإسرائيلية رصدوا طائرات بدون طيار قادمة من الجانب الإسرائيلي قبل وبعد ضربة جوية قتلت العديد من الشخصيات القيادية في جماعة «حزب الله«.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين إن تحليق الطائرات بدون طيار في المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان يمثل انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار لعام 1974 بين سوريا واسرائيل."

 

البناء

 

المقاومة تشيّع شهداءها وتستعدّ مع جمهورها للمواجهة... و«إسرائيل» تنتظر

الإعلان عن الشهداء في دمشق وبيروت وطهران يربك العالم

تل أبيب افتتحت مواجهة تخطف الأضواء عن الحرب على الإرهاب

 

أما صحيفة البناء فكتبت تقول "العالم كله سيحبس أنفاسه مع مرور ذكرى أسبوع على سقوط شهداء المقاومة في عملية القنيطرة، الذين شيّع منهم أمس الشهيد جهاد عماد مغنية، ويشيّع اليوم الشهداء الخمسة الآخرون، والتوقعات تدور حول إطلالة محتملة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الأسبوع، ليبدأ بعدها العدّ العكسي لردّ يبدو حتمياً وبحجم يعادل تأكيد المعادلات التي أعلنها السيد نصرالله، والتي جاءت العملية الإسرائيلية للردّ عليها، وهنا كان لافتاً كلام رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان عن اتجاه إلى تغيير قواعد اللعبة مع العدو وفرض قواعد جديدة للاشتباك، ما يعني احتمال دخول المنطقة في درجة عالية السخونة، يصير احتمال الانزلاق للحرب فيها من جانب «إسرائيل» تحدياً بين تجرّع مرارة الردّ أو التهوّر والمخاطرة بالهزيمة الكاملة، التي يجمع المحللون العسكريون الإسرائيليون على اعتبارها النتيجة الحتمية لأيّ اشتباك مفتوح على احتمال الحرب الشاملة.

اللافت في قراءة المحللين للوقائع، واستقراء طبيعة الردّ، هو أنّ الإعلان عن الشهداء والعملية، في دمشق وبيروت وطهران تخطى ما كان في الماضي القريب بمثابة خطوط حمراء للقيادتين السورية والإيرانية وقيادة المقاومة، وكان يمكن تفادي الإعلان عن الغارة كاستهداف للمقاومين، وحصرها إعلامياً باستهداف مواقع سورية مدنية من جانب دمشق، ونعي شهداء المقاومة كشهداء المعارك في الداخل السوري، وتجاهل إيران لنعي شهيدها العميد في الحرس الثوري، ويبدو أنّ الحساب الإسرائيلي قام على هذه الفرضية، أيّ أنّ تفادي «إسرائيل» إصدار أيّ إعلان رسمي عن العملية، لترك مضمونها كرسالة يحقق أغراضه من دون التدحرج نحو التصعيد، فيرتضي محور المقاومة المساومة ويلتزم الصمت في المقابل، فجاءت مفاجأة الإعلان بالطريقة التي تقول إنّ سورية وإيران والمقاومة كمحور مقاومة في جبهة الجولان معاً، وإنّ العملية منحتهم فرصة إشهار هذا التواجد المتلازم، وهذا أول الحصاد الإسرائيلي من العملية، التعامل مع الوجود المقاوم لحزب الله والحرس الثوري على جبهة الجولان كأمر واقع منحته فرصة الإشهار والشرعية كأمر واقع لم يعد بحاجة إلى مبرّر وجود، فالأمر ترجمة لقرار سبق وأعلنه الرئيس السوري بشار الأسد بعد عملية جمرايا قبل عام أنّ جبهة الجولان ستفتح أمام المقاومين.

الإعلان كما تمّ يعني جاهزية لقرار كبير بردّ لن يكون تقليدياً ولا مجرّد انتقام، بل ردّ بحجم تغيير معادلات، وأول هذا التغيير هو الخسارة التي مُني بها الغرب وفصائل القتال في سورية ضدّ الجيش والدولة، فالغرب خسر الأضواء التي كانت مسلطة على عنوان عالمي واحد هو الحرب على الإرهاب ودماء ضحايا باريس لم تجفّ بعد، لتخطف الأضواء مخاطر التصعيد بين المقاومة و«إسرائيل» صدارة المشهد الإقليمي والدولي، ويسيطر القلق من مخاطر حرب إقليمية تخلط الأوراق، تسبّبت بها العملية الإسرائيلية وربما صار صعباً تفادي التدحرج نحوها، والفصائل التي تقاتل الجيش السوري تحت عنوان إسلامي، ظهرت كمجرّد طابور خامس «إسرائيلي» مكشوف، فهي تطعن في الظهر من يقفون قبالة العدو الأول لشعوب المنطقة وما تمثله «إسرائيل» في الوجدان الديني للمسلمين والمسيحيين، وصار التعاون القائم عبر جبهة الجولان بين «جبهة النصرة» والاحتلال، استحضاراً لدور جيش العميل أنطوان لحد في جبهة جنوب لبنان قبل التحرير في العام 2000.

بينما تستمرّ على الحدود بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة، حال الحذر والترقب لتداعيات العدوان «الإسرائيلي» على القنيطرة في الجولان، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التأبيني لشهداء الحزب الستة الأسبوع المقبل للحديث عن العدوان وموقف الحزب منه.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ السيد نصر الله سيعلن موقفاً واضحاً من العدوان، لجهة أنّ حزب الله يحتفظ بحق الردّ في المكان والزمان وكيفية الردّ، موضحة أنّ أيّ تحديد لوقت الردّ هو غير دقيق ويدخل في إطار التكهّنات، فلا يعقل أنّ عملية اغتيال بهذه الطريقة، أدّت إلى استشهاد ضباط كبار في المقاومة وعميد إيراني، أن يردّ عليها في اليوم الثاني أو الثالث بصاروخ»، مشدّدة على «أنّ الردّ لا بدّ أن يوقع الألم الشديد في صفوف العدو، وبالتالي لا بدّ أن يصيب كوادر عسكرية متقدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهذا يحتاج إلى وقت».

واعتبرت مصادر أخرى لـ«البناء» أنّ «العدوان الإسرائيلي استهدف كامل محور المقاومة، فهو وقع على الأرض السورية واستهدف لبنانيين وإيرانيين وسوريين، ما يعني أنّ المحور بكامله هو المستهدف. ولفتت إلى أنه «أمام هذا الاستهداف فإنّ الردّ لن يكون بقرار من أحد المكوّنات منفرداً، إنما من قبل المحور بكامله». وشدّدت على «أنّ مواجهة إسرائيل سترتقي من العمل المنفرد إلى العمل الجماعي، وستكون لذلك تداعيات هامة على الصعيد الميداني والاستراتيجي على حدّ سواء». وأكدت المصادر أنّ «توقيت الردّ سيبقى طيّ الكتمان لدى المعنيين حتى تنفيذه، فمن الخفة بمكان أن يعلن شيء لجهة تحديد الزمان والمكان والوسيلة والمدى».

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن عن استشهاد العميد محمد علي الله دادي في الغارة «الإسرائيلية»خلال تفقده وعناصر حزب الله منطقة القنيطرة السورية والإطلاع على حجم الدعم الذي تقدمه «إسرائيل» للجماعات الإرهابية ومعاينة الاعتداءات «الإسرائيلية» اليومية على مواقع الجيش السوري في تلك المنطقة. في وقت شيّع الحزب وجماهير المقاومة الشهيد جهاد عماد مغنية في موكب حاشد إلى روضة الشهيدين. وأمّ رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد الصلاة على جثمان الشهيد وسط حضور سياسي وقيادي وحزبي عسكري وإعلامي محلي وإقليمي ودولي قبل أن يُوارى في الثرى إلى جانب والده القائد الشهيد عماد مغنية وإخوة السلاح. إلى ذلك يشيّع حزب الله اليوم الشهيد محمد أحمد عيسى «أبو عيسى» في بلدته عربصاليم، كما تتحضر بلدات جنوبية أخرى لتشييع عدد من الشهداء.

وقدم رئيس مجلس الشوری الإسلامي علي لاريجاني في رسالة وجهها إلی السيد نصر الله التعازي بشهداء حزب الله. وقال لاريجاني: «إن هذه الجريمة المروعة تظهر مرة أخری التواطؤ بين المجموعات الإرهابية والكيان المحتل للقدس في الهجوم علی محور المقاومة وغضبهم من التنامي المتزاید لحزب الله في مختلف الميادين».

وفي رسالة مماثلة، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری الإسلامي علاء الدين بروجردي في رسالة إلی الأمين العام لحزب الله «أن جريمة الصهاينة في جنوب سورية تأتي بهدف إضعاف محور المقاومة ضد الإرهاب والاحتلال في المنطقة».

ورأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنّ يُكمّل مساعي كيان العدو للاستفادة من الإرهابيين لإيجاد منطقة عازلة في المنطقة الحدوديّة.

وتوالت أمس ردود الفعل المستنكرة للعدوان معتبرة أنه يشير إلى إصرار «إسرائيل» على استهداف المقاومة في أي زمان ومكان، لافتة إلى «أن العدو الإسرائيلي يشكل، مع التنظيمات المسلحة التي تستهدف سورية، وجهين لإرهاب واحد». لكنها شددت على أن حزب الله لن يترك هذه العملية تمر، وأن رده على هذا الاعتداء الفاضح، سيكون قوياً.

 

حردان: العدوان يدفع المقاومة إلى تغيير قواعد الاشتباك

وفي السياق، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ المعركة بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، هي معركة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، وأن العدوان الإرهابي الصهيوني الذي استهدف السيادة السورية والمقاومة في آن، هو تصعيد خطير يدفع محور المقاومة إلى تغيير قواعد الاشتباك على أكثر من صعيد.

وأكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في تغريدة عبر «تويتر»: «أننا لم نكن بحاجة لمجزرة القنيطرة لنكتشف سلوك إسرائيل الإرهابي فهذا مسارها التاريخي».

في المقابل، اعتبر النائب السابق مصطفى علوش لـ«البناء» أن «العدوان على حزب الله حصل على الأرض السورية، لذا الرد يجب أن يكون من خلال الأراضي السورية بغض النظر عن الجهة التي سترد».

ولفت، إلى أن حوار تيار المستقبل حزب الله لن يتعدى المواضيع المحلية، مشدداً على «أن تيار المستقبل سيحافظ على الخيط الرفيع من الحوار مع الحزب لتحقيق ولو بعض الاستقرار على الساحة الداخلية».

 

صراع ريفي- المشنوق

في سياق آخر، وبعد أقل من 48 ساعة من استقبال وزير العدل أشرف ريفي ذوي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية الذين نقلوا من المبنى «ب» إلى المبنى «د»، شهدت منطقة باب التبانة تظاهرة على خلفية العملية الأمنية في السجن المذكور.

وأدرجت مصادر شاركت في لقاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس مع وفد طرابلسي برئاسة رئيس «هيئة علماء المسلمين» الشيخ سالم الرافعي، زيارة أهالي الموقوفين الإسلاميين ريفي والتظاهرة، في ما وصفته بـ«الصراع الخفي» بين وزيري الداخلية والعدل، لافتة إلى أن «هذا الصراع ليس جديداً، لكنه ظهر جلياً بعد عملية سجن رومية».

وكان المشنوق عرض مع الوفد الطرابلسي أوضاع الموقوفين الإسلاميين بعد العملية الأمنية الأخيرة في سجن رومية.

وأكدت مصادر المجتمعين لـ«البناء» «أن وفداً من المشايخ سيزور اليوم السجن لتقديم الملابس للسجناء والاطمئنان إلى صحتهم»، ولفتت المصادر إلى تأكيد المشنوق أن كل الحديث عن الحالة السيئة للسجناء هو حديث مضخم، وأن لا حالات تستوجب نقل أي من السجناء إلى المستشفى لتلقي العلاج. وهذا ما أكدته لجنة طبية أرسلها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص إلى السجن للإطلاع على أوضاع الموقوفين ولا سيما من الناحية الصحية."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها