هي مرحلة عضّ الأصابع بين «حزب الله» والعدو الإسرائيلي. يحاول الطرفان رسم قواعد اشتباك للمرحلة المقبلة في «الميدان السوري»، بعد تثبيت هذه القواعد في المسرح اللبناني ـ الإسرائيلي، بعد حرب تموز 2006
عمار نعمة
هي مرحلة عضّ الأصابع بين «حزب الله» والعدو الإسرائيلي. يحاول الطرفان رسم قواعد اشتباك للمرحلة المقبلة في «الميدان السوري»، بعد تثبيت هذه القواعد في المسرح اللبناني ـ الإسرائيلي، بعد حرب تموز 2006.
تأتي العملية الإسرائيلية في الجولان، في هذا الإطار. وهي عملية جديدة بنوعيتها وجرأتها من حيث الأسلوب والمكان والاهداف.. «وهذه العملية الإجرامية تحتمل أكثر من رسالة»، حسب قيادي معني بالمقاومة في لبنان وفلسطين.
يلفت هذا القيادي، السياسي والعسكري في آن، والمطلع بدقة على الميدان السوري وتشابكاته الإقليمية، النظر الى ان العدو الإسرائيلي أراد من تصعيده الأخير العمل على اتجاهين اثنين: أحدهما نحو «حزب الله» والآخر باتجاه الداخل الإسرائيلي.
أما الرسالة التي أراد توجيهها الى المقاومة، فمفادها «أن حزب الله تخطى الحد المسموح به لحراكه في الملعب السوري، ومن غير المسموح أن تكون هناك بنى تحتية للحزب في الجولان المحتل. وأما الرسالة الثانية، فهدفها كسب الناخب الداخلي على أعتاب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، إذ أرادت العملية تحريك الواقع السياسي الإسرائيلي الداخلي».
على ان الرسالة الاولى تبقى ذات أهمية خاصة لكونها تفتح مسرح المنطقة برمّته على مشهد جديد، بالغ الدقة، تقوم المقاومة بدرسه بتأنٍ في معرض تصميمها على ردّ «لا بد وأن يأتي وهو سيكون بحجم الجريمة الإسرائيلية».
يشير القيادي المقاوم إلى أن ثمة فارقاً بين اغتيال العدو الإسرائيلي للقيادي المقاوم عماد مغنية (الحاج رضوان) في العام 2008، وبين عملية أمس الأول. وبينما اتسمت عملية اغتيال عماد مغنية بالطابع الأمني، تتصف جريمة الجولان بالطابع العسكري. إذاً، والحال هذه، سيكون رد الحزب عليها عسكرياً أكثر منه أمنياً.
هل سيذهب الوضع نحو التصعيد؟
يقول القيادي إن العدو فتح على نفسه حرب استنزاف، وما ستقوم به المقاومة سيتخطى الردّ، من دون أن يؤدي الى خوض حرب بالمعنى الدقيق للكلمة، علماً أن العدو الإسرائيلي يعلم حجم وقدرة واستعداد المقاومة وهو غير جاهز وغير قادر على الدخول في حرب شاملة اليوم، سواء عسكرياً، أم نتيجة هشاشة وضعه السياسي الداخلي.
من هنا، ستتسم دائرة المعركة بالتصعيد التدريجي، بالتحديد في الجولان ومزارع شبعا. في هاتين المنطقتين ستتمحور المساحة الأولية للمعركة، برغم أن الطرفين غير معنيين بتصعيد يستنزفهما معاً، مع تأكيد أن العدو الإسرائيلي هو الذي يتحمل عواقب ما حدث، في حال تطور الأمر، لكونه الذي قام بخرق قواعد اللعبة أولاً.
لكن القيادي نفسه يضع احتمال أن تكبر المعركة ككرة الثلج تتخطّى الخطوط الحمراء كافة لتشكل المنطقة جبهة للجميع في سوريا ولبنان وفلسطين، في إطار إعادة رسم خيوط اللعبة الإقليمية من أساسها.
على أن ثمة أمراً هاماً أيضاً «يتمثل في كون العدو الإسرائيلي بات شريكاً فعلياً في الحرب السورية، وباتت مصالحه متقاطعة مع بعض الفصائل السورية المسلحة المعادية لدمشق (تسليح ودعم لوجستي مكشوف)، وإن كان أيّ تصعيد سيدفع الأمور إلى حد استقطاب بعض فصائل المعارضة السورية الى جانب النظام السوري في معركة مع العدو الأول المفترَض للشعب السوري»، حسب القيادي المقاوم.
http://assafir.com/Article/1/396931
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه