شهدت منطقة بني وليد اليوم اشتباكات بين مقاتلي المجلس الوطني الإنتقالي وقوات موالية للعقيد معمر القذافي
شهدت منطقة بني وليد اليوم اشتباكات بين مقاتلي المجلس الوطني الإنتقالي وقوات موالية للعقيد معمر القذافي. وأعاد الثوار تمركزهم في مواقع لهم خارج بني وليد كانت تعرضت للقصف بصواريخ غراد أمس، في وقت تراجعت فيه أعداد المقاتلين في النقطة التي كانوا يتمركزون عندها والتي تبعد حوالى عشرين كلم عن بني وليد.
ورغم إعلان مسؤولين في المجلس الإنتقالي أن "معركة حاسمة" للسيطرة على بني وليد قد تنطلق خلال الساعات المقبلة، فإن أعداد المقاتلين والآليات على الأرض لا توحي بذلك. ويواجه الثوار صعوبات في السيطرة على بني وليد منذ دخولها قبل أيام، وهي صعوبات تتمثل في المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل قوات القذافي وسوء التنظيم والتنسيق الذي يعمّ صفوفهم. وأبلغ قادة ميدانيون فرانس برس أنهم أطلقوا حملة "إعداد وتنظيم" من أجل خوض "معركة حقيقة" في بني وليد، على أن يقوموا قبل أي هجوم كبير جديد بدراسة "طبيعة الأرض" التي يقاتلون فيها. وأدّت اشتباكات دارت أمس في بني وليد إلى مقتل ثلاثة من الثوار وإصابة حوالى خمسة عشر بجروح.
وفي السياق، قال قائد ميداني لوكالة فرانس برس اليوم إن قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا توقفت عن قتال الموالين للعقيد معمر
القذافي على الجبهة الشرقية لمدينة سرت بسبب نقص الذخائر. وأكد مصطفى بن درداف الذي ينتمي الى الوحدة التي تقدمت خمسة كيلومترات بعد بلدة سلطانة التي استولى عليها الثوار شرق سرت، أن رجاله اوقفوا القتال لمدة أسبوع. وتابع بن درداف أن الهدف حالياً هو تعزيز المكاسب على الأرض وإقامة "خط دفاعي قوي في سلطانة على بعد ثلاثين كلم شرق سرت"، موضحاً "استخدمنا جرافات أمس لحفر خنادق". ورداً على سؤال عما اذا كانت المعارك ستتوقف على الجبهات الأخرى لسرت في الغرب والجنوب، قال بن درداف "طلبنا من الجبهات الأخرى وقف إطلاق النار لتنسق تحركنا بشكل أفضل لكن ليست لدينا معلومات عن نواياهم".
من جهة أخرى، أعلن قائد عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال الكندي شارل بوشار أن الحلف واثق من إنهاء العملية في ليبيا في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. كما صرّح الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أن" المقاتلات ستظل في الجوّ طالما أن المدنيين يواجهون خطراً، إلا أن الحلف سيواصل تقييم المهمة ويمكن أن يوقفها في أي لحظة". وصرّح راسموسن "نحن مصممون على مواصلة مهمتنا أطول فترة ضرورية مع استعدادنا لإنهائها في أسرع وقت"، مشيراً الى أن التمديد "قرار تقني في المهمة التي استمرت ستة أشهر". وتابع راسموسن أن أي قرار بإنهاء الضربات الجوية سيتمّ بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبالتوافق مع إرادة السلطات الليبية". وقال قائد العمليات في الحلف إن "هذا القرار يوجه رسالة واضحة الى الشعب الليبي نحن هنا ما دام هذا الأمر ضرورياً ولكننا لن نبقى يوماً واحداً اضافياً فيما تمسكون المستقبل بين أيديكم بهدف ضمان عملية انتقالية سلمية نحو ليبيا جديدة".