ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس على احتمالات رد المقاومة على جريمة القنيطرة متناولة بشكل اساسي في هذا الاطار حالة الذعر التي تسود الكيان الصهيوني
لا يزال تركيز الصحف اللبنانية على احتمالات وشكل رد المقاومة على جريمة القنيطرة في الوقت الذي استكمل فيه حزب الله تشييع الشهداء الأبرار. وقد سلطت الصحف اليوم الضوء بشكل اساسي في هذا الاطار على حالة الذعر التي تسود الكيان الصهيوني وسط تخبط في تحليل سيناريوهات الرد بين المحللين الصهاينة الذين اطلقوا العنان لمخيلتهم في التبصير لما هو آتٍ فيما استمر على المستوى الأمني والعسكري التأهب والاجراءات الأمنية غير المعتادة شمالاً ما عكس القلق الواضح الذي ألمّ بأوساط العدو على اختلافها بعد الجريمة في القنيطرة.
الصحف تناولت كالعادة مواضيع سياسية وامنية لبنانية مختلفة والأوضاع السورية لكن برز في الملفات الاقليمية التطورات اليمنية المستجدة.
السفير
إسرائيل تطارد «الأشباح».. وذعر في مستوطنات الشمال
استكمل «حزب الله» وجمهوره أمس، تشييع شهداء الغارة الإسرائيلية على موكب الحزب في القنيطرة، واختتمت قيادته مراسم تقبّل التعازي والتبريكات في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما كان لافتاً للانتباه أن الرئيس فؤاد السنيورة «تجاوز نفسه» وقدم التعازي أيضاً عبر اتصال هاتفي أجراه مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل.
وفي طهران شيّع الإيرانيون الجنرال محمد علي الله دادي، على وقع تهديدات قائد الحرس الثوري بعاصفة مدمّرة ستهبّ على اسرائيل.
..أما وقد انتهت ترتيبات التشييع، فإن قلق اسرائيل من الردّ الآتي يسلك منحى تصاعدياً، ومتخذاً في بعض الاحيان شكل «نوبات عصبية» كما حصل أمس، في بعض المستوطنات الشمالية التي عاشت لحظات من الرعب والتوتر، وسط استنفار عسكري في مواجهة «الأشباح»، بعد تسريب أنباء عن تسلل أشخاص عبر الحدود اللبنانية، سرعان ما تبين عدم صحتها.
وفيما ألغى عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين زيارات الى الخارج، بسبب الوضع المستجد، قال رئيس بلدية مستوطنات «كريات شمونة» إنه من الصعب جداً للسكان الاستمرار في هذا التوتر والخوف.
وبدا واضحاً أن محاولة مصدر اسرائيلي، أمس الاول، الترويج لفكرة أن الجنرال الإيراني لم يكن مستهدفاً بالغارة الجوية، وأنه قتل عن طريق الخطأ، وُلدت ميتة ولم تجد أي صدى لها، لا لدى «حزب الله» وطهران، ولا لدى الأوساط الاعلامية الاسرائيلية التي تعاطت مع توضيح هذا المصدر بشيء من السخرية.
وتعبيراً عن ارتفاع منسوب المخاوف من تدهور واسع، علمت «السفير» أن السفير الأميركي ديفيد هيل طلب موعداً من الرئيس تمام سلام لإبلاغه قلق بلاده ومتابعتها عن كثب ما يجري من تطورات على طول الحدود السورية ـــ الإسرائيلية واللبنانية ــــ الإسرائيلية.
وشدّد هيل على أهمية التزام جميع الأطراف المعنية بالقرار 1701 وقال إن بلاده تجري اتصالات مع بعض العواصم المعنية من أجل الحث على ضبط النفس وإبقاء الموقف قيد السيطرة. ولاحظ أن نبرة الكلام الإسرائيلي عن خطأ في تقدير طبيعة الموكب هو خطوة إلى الوراء، نافياً أن تكون واشنطن على علم بالغارة مسبقاً.
في هذه الأثناء، عُلم أن الجهات المعنية في «حزب الله» ناقشت ليل أمس، إمكانية تنظيم احتفال مركزي في مجمع «سيد الشهداء» في الضاحية، يوم الأحد المقبل، لإحياء ذكرى اسبوع شهداء القنيطرة، على ان يلقي خلاله السيد حسن نصرالله «الكلمة المنتظرة».
تخبّط اسرائيلي
ومع استمرار صمت «حزب الله» حتى اليوم، ترك الإسرائيليون لمخيّلتهم أن تعمل بطاقتها القصوى، وذهب بعضهم الى «التبصير»، راسماً العديد من السيناريوهات الافتراضية حول طبيعة الرد!
وفي هذا السياق، أكّد المعلّق الأمني في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، رونين بيرغمان أن إسرائيل تخشى منذ زمن طويل من تسرّب صواريخ بر ـــ بحر روسية الصنع من طراز «ياخونت» من سوريا إلى «حزب الله».
وتقدّر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن توفّر هذه الصواريخ لدى «حزب الله» من شأنه أن يعرّض للخطر بشكل جوهري منصّات الغاز والنفط الإسرائيلية في البحر المتوسط.
ونقل بيرغمان عن مصادر استخبارية غربية تحذيرها من احتمال أن يرد الإيرانيون و»حزب الله» على الغارة الإسرائيلية باستهداف منصات استخراج الغاز الإسرائيلية في الحقول البحرية.
والى جانب الانشغال بتقدير الاشكال المحتملة للرد، ارتفعت في داخل كيان الاحتلال أصوات المنتقدين لغارة القنيطرة. وازدادت حدة الانتقادات على وجه الخصوص بعد الارتباك الذي طبع الأداء الرسمي لحكومة نتنياهو من ناحية، وبعد تزايد الشبهات بأن دوافع انتخابية، وليست عملياتية، وقفت خلف القرار بشنّ الغارة.
في غضون ذلك، أكّد وزير الحرب الاسرائيلي، موشيه يعلون، أن «التوترات مع «حزب الله» لن تؤدي الى حرب في نهاية المطاف»، مشيراً في لقاء مع موقع «اسرائيل نيوز 24» العبري، إلى أن الحزب «لا يزال قادراً على تفجير عبوات في مزارع شبعا واطلاق الصواريخ».
ورداً على سؤال حول التهديدات التي أطلقها الحزب انتقاما لشهدائه، قال يعلون إن أصابع الاتهام دائماً توجّه الى إسرائيل في أي نشاط في المنطقة، وعلينا بالتالي أن نكون على استعداد دائم للردّ.
أما بالنسبة لشهداء القنيطرة، فاكتفى يعلون بالقول: لا تعليق.. فهؤلاء أشخاص ينتمون إلى محور الشر.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تساحي هنغبي في مقابلة مع القناة العبرية الأولى، إن «حزب الله» يعرف جيداً «المعادلة التي أرستها إسرائيل بعد حرب لبنان الثانية والتي تنص على أن أي مساس بالمدنيين يعني إعادة لبنان عشرات السنين إلى الوراء»، متوعداً بضربة قاسية للبنى التحتية اللبنانية في حال حصول «أي استهداف لإسرائيل سواء أكان من الحكومة اللبنانية أو من جزء منها».
لكن، وفي مقابل سعي المسؤولين الاسرائيليين الى التخفيف من وطأة الاحتمالات المقبلة، اعتبرت «يديعوت أحرونوت» أن «اسرائيل» جلبت لنفسها موجة من العمليات المقبلة، كانت في غنى عنها.
وأشارت في مقالها الافتتاحي الى أنه عند اختبار نتيجة الفعل الاسرائيلي في القنيطرة، لا بدّ من القول إن هناك خللاً ما، وربما خللين صاحبا وسبقا القرار بتوجيه الضربة، خللاً عملانياً استخباريا، الى جانب خلل في اتخاذ القرار.
وتطرقت الصحيفة الى كلام المصدر الأمني الاسرائيلي رفيع المستوى لوكالة «رويترز» والذي أكد فيه أن تل أبيب لم تكن تقصد اغتيال الجنرال الايراني، فرأت ان «نصف الاعتذار الذي صدر عن مسؤول أمني إسرائيلي لم يخفف الخلل الأول، بل فاقمه».
وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة اليكس فيشمان أن «تعامل اسرائيل مع عملية القنيطرة تحول من ارتباك الى ذعر».
واعتبر فيشمان انه «إذا لم تكن إسرائيل تعلم بوجود الجنرال الايراني في الموكب المستهدف في القنيطرة، فإن المسألة تتعلق كما يبدو بخلل استخباري، وفي حال اعترفت بالخطأ، فينبغي ان يكون هناك من سيحاسب ويدفع الثمن».
وختم فيشمان بأن «رائحة غير جيدة ونتنة تفوح من طريقة اتخاذ القرار، ومن مستوى الاستخبارات، ومن إدارة الأمور بعد العملية».
وطرح المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل مجموعة أسئلة على لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ومن بينها: هل مغنية كان الهدف لهذا الاغتيال أم أن منفذي العملية خططوا مسبقا للتعرض لحياة الجنرال الايراني الذي سافر معه في القافلة؟ هل الاستخبارات العسكرية عرفت أن الجنرال الإيراني كان هناك؟ وهل الربح المتوقع من اغتيال مغنية الشاب، يفوق الضرر المحتمل في حالة تدهور الوضع؟
وتساءل عن مدى استعداد الجبهة الداخلية الاسرائيلية لمواجهة نشوب الحرب التي يهدد فيها «حزب الله» باطلاق عشرات آلاف الصواريخ والقذائف على المراكز السكانية؟
وفي «معاريف الأسبوع» كتب بن كسبيت ان الفضيحة بلغت الذروة حينما أبلغ مصدر مسؤول وكالة «رويترز» أن «اسرائيل لم تعرف بوجود الجنرال الايراني رفيع المستوى في القافلة التي تم تفجيرها، وأن هذا الجنرال لم يكن هدفا».
وأضاف كسبيت: هذا التسريب لـ «رويترز» حطم كل الأرقام القياسية للضحك. فقد أعلنت اسرائيل أنها لم تستهدف قتل الجنرال الايراني في ذلك التفجير الذي لم تنفذه. هناك في القدس من خشي من تهديدات الانتقام الايرانية وسارع الى الهمس بأننا لم نقصد ذلك، لكنه بالطريقة التي استخدمها بعدم الوضوح جعل من نفسه أضحوكة.
فلسطيني يطعن 7 إسرائيليين
أعلن مسؤولون إسرائيليون أمس، أن فلسطينياً طعن سبعة أشخاص في حافلة في وسط تل أبيب، في ساعة الذروة الصباحية، قبل أن يطلق جندي احتلال النار عليه ويصيبه في ساقه.
وقال ركاب كانوا في الحافلة إن المهاجم، ويدعى حمزة محمد حسن متروك (23 عاماً) من طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، طعن السائق ثم آخرين عند تقاطع طرق معاريف، وهو واحد من أكثر المناطق ازدحاماً. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن سبعة أشخاص أصيبوا بطعنات بينهم أربعة حالتهم خطرة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه «نتيجة مباشرة لنشر التحريض السام في السلطة الفلسطينية ضد اليهود وبلدهم».
من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريغيف إن «الهجوم الإرهابي في تل أبيب مدفوع بنفس الكراهية التي كانت سبباً في وقوع مثل هذه الهجمات في باريس وبروكسل وحول العالم».
وأضاف، تعليقاً على ترحيب «حماس» بالعملية، «تظهر حماس مرة أخرى بامتداحها هجوم اليوم ماهيتها كمنظمة إرهابية وحشية. والآن لا يمكن للرئيس محمود عباس أن يجمع بين الأمرين. لا يمكن أن يضع يديه في أيدي قادة العالم في باريس لإدانة الإرهاب ثم يضع يديه في أيدي حماس».
انفراج يمني .. والخليجيون يندّدون استباقياً
الحرب النفطية التي تقودها المملكة السعودية، بفاعلية، برغم غياب الملك عبدالله في مشفاه، تفترض في ما تفترضه، التزام الصمت على جريمة القنيطرة والدور المشبوه لتمدد تنظيمات الارهاب في الجنوب السوري، لكنها للمفارقة في الوقت ذاته تحتم اللقاء الخليجي العاجل في قاعدة عسكرية في الرياض، للتنديد بما سُمّي «انقلاب» الحوثيين في اليمن!
العجالة الخليجية والسعودية، لمحاصرة الحراك الثوري في صنعاء والإصرار على إلباسه لباساً مذهبياً، وفرض إملاءات استباقية على المخارج السياسية الممكنة للازمة المستحكمة التي تلف اليمن، تطرح تساؤلات عن سر فورة الحماسة هذه، في الوقت الذي كان فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لا يزال مجتمعاً بممثلي القوى وبينهم الحوثيون، لاحتواء تداعيات الاشتباك الأخير الذي قاد مسلحي «انصار الله» و «اللجان الشعبية» الى مداخل ما يُسمّى «دار الرئاسة» (وهو ليس قصر الرئاسة ولا هو مقر الرئيس هادي المقيم حالياً في شارع الستين في العاصمة).
فلماذا التعجيل الخليجي للتنديد بـ «انقلاب» لم يحدث، ورئيس لم تتم إطاحته، وحكومة لم تُخلع، ومؤسسات لم يتم الاستيلاء عليها؟!
ولكي تكتمل المفارقات، كان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يصدرون بياناً إملائياً واستنكارياً لتطورات المشهد الأمني في العاصمة اليمنية، يعكس مشهداً تصادمياً، وكان الرئيس اليمني يصدر في الوقت ذاته تقريباً بياناً يتبنّى فيه سلسلة من المطالب المشروعة التي نادى بها «أنصار الله» ومؤيدوهم، ضمن تفاهمات سياسية سابقة ولم يتم الالتزام بها من جانب الحكم اليمني، ما ساهم في تنفيس أجواء الاحتقان التي تفاقمت خلال الأيام الماضية.
وأكدت دول «مجلس التعاون» في بيان صادر عن اجتماع استثنائي في الرياض، أن دول المجلس «تعتبر ما حدث في صنعاء... انقلاباً على الشرعية». وشدّد الوزراء على دعم دول الخليج التي رعت اتفاق انتقال السلطة في اليمن «للشرعية الدستورية متمثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي»، و «رفض كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني».
ووصف وزراء الخارجية الخليجيون التصعيد الحوثي بأنه «عمليات إرهابية»، وندّدوا بما نتج عن ذلك من «تقويض للعملية السياسية في الجمهورية اليمنية الشقيقة القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل وتعطيل العملية الانتقالية السلمية».
واشترط الوزراء الخليجيون انسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزلَي الرئيس ورئيس مجلس الوزراء و «رفع نقاط التفتيش المؤدية إليها وإطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة»، لإيفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون «للتواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل».
يلخص سياسي يمني المشهد بالقول: الصراع بين ائتلاف قوى النظام القديم وبين القوى الصاعدة المطالبة بالتغيير الشامل كـ «انصار الله» و «الحراك الجنوبي» والذين تجاهلت المبادرة الخليجية المدعومة سعودياً منذ عامين، مطالبهم الأساسية، حماية لهياكل المنظومة السابقة، وأعادت في المقابل ترتيب أوراق النظام القديم بكل مصالحه الأمنية والاقتصادية والعسكرية.
لكن «عقدة المنشار» كما يقول عضو المجلس السياسي لـ «انصار الله» عبد الملك العجري لـ «السفير»، تظل في خطة تقسيم الأقاليم التي يقول كثيرون إنها، بصيغتها الحالية، ستقود اليمنيين الى مرحلة من التشرذم والاقتتال الأهلي.
سايمون هندرسون في تقريره الأخير في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، بشأن اليمن والموقف السعودي، يتحدث عن تقاسم الأدوار في المملكة بين وزارة الداخلية التي يقودها الأمير محمد بن نايف ووزارة الدفاع التي يتولاها ولي العهد الأمير سلمان، والتي تتولى شراء النفوذ السعودي بين القبائل اليمنية. لكنه يشير ايضاً الى أن من بين وصايا الملك المؤسس عبد العزيز لأبنائه وهو على فراش الموت في العام 1953، الا يسمحوا لليمن الذي كان وقتها يمنين، بالوحدة.
لا يمكن فهم الحركة السعودية إزاء اليمن من دون التطلع الى المسار التاريخي لمواقف الرياض مما تعتبره «حديقتها الخلفية»، او من خلال تجاهل «الحنق» السعودي من الدور الإقليمي لايران، من القنيطرة وصولاً الى باب المندب في اليمن، واحتمالاته المفتوحة في ما لو كتب للتفاهمات الاميركية - الايرانية ان تبصر النور.. باتفاق نووي شامل وما يمكن ان يتعداه سياسياً.
ولهذا فإن تقسيم الاقاليم المقترح، يشكل عصب الصراع القائم الآن. يقول عبد الملك العجري لـ» السفير» إن التقسيم المقترح الآن «يستهدف انصار الله تحديداً، وهو كيدي، ويؤدي الى صراعات مستقبلية وتنفيذ اجندات قوى اقليمية ودولية».
يعتبر العجري أن الخليجيين «متخوّفون اكثر من اللازم من انصار الله. مخاوفهم متضخمة من نفوذ ايران. هؤلاء لديهم مخاوف من فقدان منطقة تعتبر الحديقة الخلفية للرياض. هذا يفسر بيانهم الاستنكاري الصادر أمس». ويتساءل العجري وهو أيضاً رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني، عن سبب تسمية ما يجري في صنعاء بأنه انقلاب بينما ما حصل في مصر مثلاً ليس انقلاباً! مشيراً الى ان الرئيس هادي موجود في مقرّ سكنه ولم تتم الإطاحة لا بالرئيس ولا الحكومة والمؤسسات تعمل كالمعتاد، وأن المسألة متعلقة اساساً بمواجهة ممارسات تخالف الاتفاقات الموقعة سابقاً كمقررات الحوار الوطني واتفاقية الشراكة والسلم في ايلول الماضي.
من جهته، يقول عضو المكتب السياسي لـ «انصار الله» محمد البخيتي لـ «السفير» رداً على سؤال بشأن الموقف السعودي، «نرفض أي تدخل خارجي لمصلحة طرف أو ضد أي طرف آخر، لأن ذلك ستكون له آثار عكسية. سنتعامل مع أيّ تدخل بما يناسبه، واليمنيون حريصون على عزتهم وكرامتهم».
وحول الموقف من خطة الأقاليم، قال البخيتي إن مشروع التقسيم الحالي «سياسي الأهداف ويتعارض مع مصلحة البلاد والمعايير التي اتفق عليها في الحوار الوطني... حيث تعمّد التقسيم حرمان بعض الاقاليم من أي مقومات وموارد اقتصادية، ووضع بذور تقسيم اليمن في المستقبل».
وعلى سبيل المثال، يوضح أن الخطة المطروحة حالياً، تشمل «سلخ المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة عن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بشكل غير مبرر... وفي حضرموت وسبأ مثلاً هما تشكلان 70 في المئة من مساحة اليمن، بينما لا يتعدّى سكانهما نسبة 13 في المئة من سكان اليمن، وهذا يخلق صراع هويات جدية، بين الفقراء والأغنياء، ويخلق فراغاً تسعى دول مجاورة الى ملئه بهدف تفكيك اليمن والاستيلاء على المزيد من أراضيه».
ولهذا، يخلص عضو المكتب السياسي الى القول «لا يمكن ان نقبل به ونطالب بتعديل شامل لمشروع الاقاليم يما يتوافق مع مصلحة اليمنيين».
وفي هذا السياق، توصل الرئيس اليمني مساء أمس، إلى اتفاق مع الحوثيين، يغادر بموجبه الحوثيون دار الرئاسة، ويطلقون سراح مدير مكتب هادي الذي خطف السبت الماضي، على أن يتم في المقابل إدخال تعديلات على مشروع الدستور الذي يعارضه الحوثيون.
وقال بيان صادر عن الرئاسة اليمنية إن «الدستور مسودة مفتوحة للتعديل والوضع في صنعاء سيطبع بالعودة السريعة لمؤسسات الحكومة»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «الحوثيين ملتزمون بسحب اللجان الشعبية من جميع المناطق المطلة على القصر الرئاسي وعلى منزل الرئيس الخاص». وأقر البيان بـ «حق الحوثيين والحراك الجنوبي في التعيين في جميع مؤسسات الدولة».
النهار
توقّعات إسرائيلية لضرب الغاز إيران: الغارة لن تمرَّ من دون ردّ
رام الله - محمد هواش
في أجواء التأهب والحذر، أعلن مساء امس الجيش الاسرائيلي ان مجموعة لبنانية تسللت الى شمال اسرائيل من منطقة القطاع الاوسط وأوعز الى سكان المنطقة الحدودية بأن يلتزموا منازلهم ويأخذوا الحيطة والحذر". ولكن بعد وقت قصير قال الجيش الاسرائيلي انه "لم يرصد أي تسلل لمجموعة عسكرية من لبنان الى شمال البلاد". بينما حذر مسؤولون ايرانيون من ان اسرائيل لا بد ان تلقى عقابها على هجوم القنيطرة.
وأفادت معلومات في اسرائيل أن "الجيش كان قد رصد تحركا مشبوها في الجانب اللبناني من الحدود وتاليا تقرر رفع حال التأهب في المنطقة الحدودية والايعاز إلى سكان جميع القرى المحاذية للحدود بملازمة منازلهم. واستدعي أفراد وحدات الأمن في هذه القرى وقامت قوات الجيش بأعمال تمشيط في المنطقة الحدودية".
وفي خطوة لافتة، قرر امس رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس الغاء مشاركته في مؤتمر مشترك لنظرائه من جيوش الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بسبب توتر الأوضاع على الحدود اللبنانية".
وصرح وزير الشؤون الاستخبارية الاسرائيلي يوفال شتاينتس بان "اسرائيل غير معنية باشتعال الأوضاع على حدودها الشمالية، بل إنها تدافع عن نفسها في مواجهة التهديدات الارهابية كلما اقتضت الضرورة ذلك". وأعرب عن اعتقاده أن "سوريا وحلفاءها سيتصرفون بعقلانية" رداً على الغارة الجوية على القنيطرة. ورأى أن "هذه الجهات تركّز حالياً جل اهتمامها على حماية نظام بشار الأسد".
ومع ذلك تستمر حال التأهب لقوات الجيش الاسرائيلي على امتداد الحدود الشمالية مع لبنان تحسبا لرد من "حزب الله". وبدات "قيادة الجبهة الداخلية" الاسرائيلية تمرينا في محيط بلدة أور يهودا بوسط اسرائيل يحاكي تعرض المنطقة لسقوط صواريخ واندلاع حرائق واصابات في صفوف المدنيين. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن جهات امنية غربية ترجيحها احتمال ان يهاجم الحزب منشآت التنقيب عن الغاز والنفط الاسرائيلية في البحر.
التزام القرار 1701 لتجاوز عاصفة القنيطرة؟
قهوجي من عرسال: جاهزون لكل الاحتمالات
على رغم عاصفة الجدل الواسع التي أعقبت العملية الاسرائيلية ضد موكب لـ"حزب الله" والحرس الثوري الايراني في القنيطرة لجهة خطر انزلاق لبنان الى مواجهة مع اسرائيل، لا تبدو الأجواء والمعطيات التي تجمعت عشية انعقاد مجلس الوزراء اليوم منبئة بهزة حكومية جراء امكان اثارة هذا التطور في الجلسة. وإذ استبعدت أوساط وزارية ان يتجاوز النقاش في هذا الموضوع في حال طرحه من خارج جدول الاعمال السياق التقليدي الذي بات يطبع المشاورات الوزارية حتى في الملفات الخلافية بحيث لا يؤثر على مسار استمرار الحكومة، بدا ان المعطيات المتوافرة لدى معظم المعنيين عن استبعاد حصول تطورات دراماتيكية انطلاقاً من الاراضي اللبنانية او عبرها ساهمت في تبريد المخاوف وتاليا السعي الى اظهار الحكومة في مشهد متماسك بالحد الادنى الممكن ولو ان ذلك لا يحجب وجود وجهات نظر سلبية ومعروفة في موضوع تورط "حزب الله" في سوريا.
لكن دخول العامل الاسرائيلي على الخط والاستمرار في تشييع ضحايا الحزب لليوم الثالث ساعدا في ابقاء الاتصالات مفتوحة بين العديد من القوى الداخلية والحزب، الى جانب تقديم التعازي له، الأمر الذي أتاح على ما يبدو تلمس بعض المؤشرات التي لا توجب التسرع في استباق الامور. ولفت في هذا السياق اعلان المكتب الاعلامي للحزب ان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل امس بقيادة الحزب معزياً بضحايا الغارة الاسرائيلية في القنيطرة. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر ان "اسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجياً ووضعت ايران على حدودها وعلى تماس مباشر بمواجهتها"، مشدداً على ان "لا تداعيات لجريمة القنيطرة على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل".
وعلمت "النهار" ان الاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء تمام سلام عشية الجلسة العادية للمجلس اليوم كانت حصيلتها عدم القلق مما سيدور من نقاشات في الجلسة. وقالت مصادر وزارية في هذا الصدد إن هناك من يريد أن يحوّل الخوف الامني الى خوف سياسي، علماً ان جميع مكوّنات الحكومة حريصون على بقائها وتالياً فإن ما سيطرح من نقاش سياسي اليوم سيبقى في الاطار المتبع الذي يجنّب الحكومة أية تأثيرات سلبية. وفهم ان بعض الوزراء سيثيرون التحريض الايراني على المواجهة مع اسرائيل من لبنان ولن يتناولوا ما إذا كان "حزب الله" سيرد على الغارة الاسرائيلية أم لا. وقد جرى التشاور امس في هذه المسائل بين عدد من الكتل الممثلة في الحكومة. وعلمت "النهار" ان الاتجاه لدى عدد من الوزراء هو التركيز في جلسة اليوم على التزام لبنان القرار 1701 وهو قرار سبق للبنان أن أعلن التزامه اياه وذلك لحماية نفسه من أية إنعكاسات سلبية للتطورات الميدانية الاخيرة في القنيطرة بالجولان.
من جهة أخرى، من المنتظر ان يثير بند النفط والغاز المدرج على جدول اعمال الجلسة جدلا لأن دون إقراره عقبات ليس لاسباب تقنية أو تجارية بل لاسباب سياسية.
السفير الاميركي
كذلك علمت "النهار" ان تحرك السفير الاميركي ديفيد هيل ولقاءه امس الرئيس سلام ينطلقان من زاوية الحرص على الاستقرار في لبنان والتحذير من المس به. ويقول متابعون لهذا التحرك ان العلاقات الأميركية - الاسرائيلية تمر بفترة حرجة وعلى الذين يريدون تصعيد الموقف ألا يتكلوا على واشنطن للجم اسرائيل في حال دفع الامور الى المواجهة، خصوصاً ان ما جرى في القنيطرة يقرأه البعض من زاوية انه قد يشكل رسالة سياسية الى واشنطن بمقدار ما هي رسالة أمنية الى إيران و"حزب الله".
قهوجي في عرسال
وسط هذه الاجواء، اكتسبت جولة قائد الجيش العماد جان قهوجي امس على الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشرقية في منطقتي عرسال واللبوة اهمية من حيث تسليط الضوء على الواقع الميداني في تلك المنطقة التي تشهد منذ آب من العام الماضي مواجهة مباشرة بين الجيش والتنظيمات الارهابية المنتشرة في جرود عرسال والقلمون. وأكد العماد قهوجي خلال جولته على المواقع العسكرية "عزم الجيش على منع امتداد الارهاب الى لبنان مهما كلف ذلك من دماء وتضحيات"، لافتا الى ان "سهر الجيش على ضبط الحدود والانجازات اليومية التي يحققها على صعيد مكافحة الخلايا الارهابية في الداخل هي التي حمت وستحمي وحدة لبنان من خطر الفتنة والفوضى". ودعا العسكريين الى "مزيد من الاستعداد والجهوزية لمواجهة مختلف الاحتمالات والتحديات"، قائلاً: "لبنان لا يمكن ان يتغير ولا يمكن ان يكون جزءاً من الصراع الذي يعصف بالمنطقة بفضل ثباتكم هنا وبفضل تماسك الجيش وقوته". وأضاف: "حققنا العديد من الانتصارات والانجازات الوطنية الباهرة ولكن هذا لا يعني اننا انتهينا من الأحداث والأزمات ونحن على استعداد تام لمواجهتها وهي لن تكون اصعب من تلك التي مررنا بها".
الخطة الأمنية
على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة ان الخطة الامنية في البقاع أظهرت انها متواضعة وقد أتت على قياس مستلزمات الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" وليس على قياس حاجات البقاع نفسه. وقالت ان نسبة الاعتقالات لا تزال متدنية على رغم القيام بعمليات دهم كبيرة بحثا عن المطلوبين.
الأخبار
ذعر في إسرائيل
انتقلت إسرائيل أمس من مرحلة القلق إلى مرحلة الذعر، بعدما أخفقت محاولة احتواء غضب إيران وحزب الله، عبر تقديم مبررات تخفيفية «مخادعة»، و»اعتذار» غير مباشر، كما ورد على لسان مصدر أمني رفيع أول من أمس. فيما سيطرت على المستوطنات الشمالية أمس حال من الهلع بعد تداول المستوطنين أنباءً على اجتياز مجموعة من حزب الله للحدود، لتنفيذ عمليات «خطف»
يحيى دبوق
شيعت المقاومة الاسلامية امس، آخر شهيدين من المجموعة التي اغتالتها طائرات العدو في القنيطرة الاحد الماضي. بينما بوشرت التحضيرات لاحتفال مركزي يقام الاحد المقبل في الضاحية الجنوبية، لمناسبة مرور اسبوع على استشهادهم. ونفت مصادر لـ «الأخبار» ما تردّد عن كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تعرض رؤية الحزب لخلفية الاعتداء وتحدد موقف المقاومة من طريقة التعامل معه.
في هذه الاثناء، واصلت الجهات المعنية في حزب الله التدقيق في تفاصيل الاعتداء، ودرس المعطيات المحيطة بالعدوان، ووضع مقترحات امام قيادة الحزب بشأن رد بات الجميع يتصرف على انه حاصل حتما.
وتتصرف المقاومة بوضوح ازاء نتائج العدوان. وهي لا تقف امام كل «التوضيحات» او «التفسيرات» او «الاعتذارات» التي يقدمها العدو، وتجد نفسها، كما كل مرة، معنية بتثبيت قواعد الردع والعقاب مع العدو. مع الاخذ في الاعتبار الاستحقاق المتعلق هذه المرة بتوسع حدود الجبهة الشمالية من شبعا في لبنان الى كامل حدود الجولان السوري المحتل.
وكان اللافت محلياً، حصول بعض الاتصالات غير المعلنة، والتي لم تترافق حتى الان مع تصريحات علنية، لكنها تركز من جانب فريق 14 اذار في الحكم وخارجه، على « الا يرد حزب الله على العدوان باعتباره حصل خارج الاراضي اللبنانية».
في هذه الاثناء، عاشت المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، أمس، حالاً من الذعر والهلع، بعد تداول المستوطنين أخباراً عن اجتياز مجموعة من حزب الله الحدود في اتجاه إحدى المستوطنات لتنفيذ «عملية خطف». وزاد من مستوى الهلع التعزيزات العسكرية الإسرائيلية التي انتشرت في القطاع الأوسط من الحدود، وإقفال الطرق، والطلب من المستوطنين البقاء في منازلهم حتى انتهاء عمليات البحث والتمشيط.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية بأن الذعر دفع المستوطنين إلى إقفال محالّهم التجارية، فيما خلت الطرقات من المارة والسيارات، وأغلقت الشرطة والجيش الطرق الرئيسية ومفترقاتها. وأعلنت المؤسسة العسكرية رفع حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان، واتباع الإجراءات المتخذة مسبقاً لمواجهة حالة تسلل عدائية لخطف جنود ومستوطنين.
وبعد ساعات من الاستنفار، أعلن الجيش الإسرائيلي عدم رصد أي مجموعة تسللت من لبنان إلى المستوطنات، وتحديداً في منطقة سلسلة جبال «راميم» في القطاع الأوسط، وطلب من المستوطنين استئناف حياتهم الطبيعية، وأُعيد فتح جميع الطرقات. وأشارت وسائل إعلام إلى أن الشائعات عن عمليات تسلل دفعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، إلى إلغاء مشاركته في مؤتمر قادة جيوش الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
بدء النقاش
إلى ذلك، بدأ الإعلام العبري يرفع الصوت بانتقاد قرار الهجوم المتسرع في القنيطرة الأحد الماضي، لعدم موازنته بين الفائدة والثمن المقدر دفعه، وسط مطالبات بالتحقيق في الخلل الاستخباري الذي لازم الهجوم، وفشل أداء المؤسسة السياسية في أعقابه.
ودعا معلق الشؤون العسكرية في «هآرتس»، عاموس هرئيل، أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إلى التفرغ للتداول في «الأزمة الأمنية المقبلة»، وتحديداً التهديدات العلنية لإيران وحزب الله، وطرحا مجموعة من الأسئلة يجب على من أصدر قرار الهجوم الإجابة عنها: هل كان (جهاد) مغنية هدف الهجوم أم أن القرار يشمل أيضاً التعرض لحياة الجنرال الإيراني (العميد محمد علي الله داد)؟ وهل علمت الاستخبارات الإسرائيلية بالفعل بوجوده في الموكب؟ وهل أضرار بقاء مغنية تزيد على الأضرار المحتملة لاغتياله، مع إمكان تدهور الوضع الأمني مع حزب الله؟ وأضاف هرئيل أنه يجب أيضاً الإجابة عن مدى جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة احتمال نشوب الحرب التي يهدد حزب الله بأنه سيطلق خلالها عشرات الآلاف من الصواريخ في اتجاه المراكز السكنية الإسرائيلية، وكذلك الإجابة عن الاستعدادات المسبقة لمواجهة كهذه ونوعية الخطط العملية للجيش في المعركة.
وانتقد معلق الشؤون السياسية في «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، الاعتداء في القنيطرة، مؤكداً أنه يعاني خللاً واضحاً. وأوضح: «الحدث في الجولان السوري وقع نتيجة خلل. والاعتذار من محفل إسرائيلي مغفل أمس (الأول)، بأن الجنرال الإيراني اغتيل خطأ، لم يغطِّ على الخلل الأول، بل فاقمه. وهو دليل على أن الإعلاميين المشككين ليسوا وحدهم من يعتقدون بأن الخلل قائم، بل وأيضاً محافل في المؤسسة الأمنية». وأضاف أن «من المحتمل أن تكون العملية قد شابها خلل عملياتي، وخلل في عملية اتخاذ القرارات، إذ لا يمكن تنفيذ عمل كهذا من دون إذن من المؤسسة السياسية، أي رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ما يعني أن القيادة السياسية هي المسؤولة في نهاية المطاف».
معلق الشؤون العسكرية في «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، أشار من جهته إلى أن تعامل إسرائيل مع العملية تحول من ارتباك إلى ذعر، إذ بدت إسرائيل كشخص مصاب بمرض انفصام الشخصية، فمن جهة لا تعترف بأنها شنت الهجوم، ومن جهة أخرى تعترف بأنها اغتالت الجنرال الإيراني خطأ، أي جراء الهجوم الذي لا تعلن مسؤوليتها عنه!
صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقربة من بنيامين نتنياهو، تصدّت للدفاع عن قراراته ومحاولة إسكات المنتقدين، بذريعة المصلحة الإسرائيلية، وأشارت في مقال تحت عنوان «على إيران الكفّ عن إطلاق التهديدات»، إلى أن إسرائيل لا تستطيع التوقف عن محاربة التنظيمات الإرهابية، وليس لها إلا أن تقوم بين حين وآخر بإرسال رسالة إلى زعماء الإرهاب، بأنهم لا يستطيعون العيش بأمن مطلق.
اجتماع القاهرة اليوم والمعلم «لا يقيم له وزناً»
«موسكو 1» بلا رسميين روس ولا وثيقة ختامية
لم تخرج موسكو في الحديث عن مبادرتها حيال الأزمة السورية عن الإطار العام الذي سبق أن حددته، لكنها تحدثت بنحو واقعي فرض خفض مستوى التوقعات. جاء ذلك قبل يوم من انطلاق المشاورات التي تحتضنها القاهرة اليوم
تبدأ اليوم في القاهرة الاجتماعات المتوقع أن تجمع طيفاً واسعاً من المعارضة السورية بهدف التوصل إلى «رؤية مشتركة» في ما بينها، في وقت وضعت فيه موسكو، أمس، إطاراً محدداً لما يمكن أن تخرج منه الاجتماعات الذي ستحتضنها ما بين 26 و29 من الشهر الحالي.
ولا تعتبر اجتماعات القاهرة رسمية، إذ لا تنظمها وزارة الخارجية المصرية مباشرةً، بل يجتمع الحاضرون تحت رعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، وتستمر الاجتماعات حتى يوم السبت المقبل.
وبانتظار ما ستؤول إليه اجتماعات القاهرة، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي خصص لعرض نتائج الديبلوماسية الروسية لعام 2014 أمس، إلى أهمية تزايد قناعة الغرب بحتمية الحل السياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار الأخطاء السابقة في مؤتمري جنيف ومونترو، عند إجراء لقاء موسكو. ورأى أن «الأهم حالياً هو مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فهذه مهمة أولى وأولية قبل أي تغيير أو تشكيل لأي نظام جديد في سوريا».
وفي نقطة مهمة، أعلن لافروف أن بلاده لن تشارك رسمياً في المفاوضات، لافتاً إلى أن خبراء سيمثلونها فيها. وأوضح أنه «لن يكون هناك أي ممثلين رسميين عن روسيا. سيقوم خبراؤنا، الذين يعرفون جيداً المعارضين السوريين، بمساعدتهم في ترتيب الكلمات (عملية التنظيم)، ولكن (المباحثات) سيقوم بها السوريون بأنفسهم». وأشار إلى أنه «لا يُخطَّط للخروج بوثيقة مشتركة في ختام المحادثات. المعارضون سيتوصلون إلى فهم أنهم يريدون العيش بسوريا المستقلة، موحدة الأراضي، وجميع القوميات والطوائف فيها محمية بشكل متساو».
وأضاف أنه «بعد ذلك يمكن أن يلتقوا (المعارضون) مع ممثلي الحكومة بشكل غير رسمي وإن استطاعوا الوصول إلى أي معادلة جديدة في المجال السياسي، فهذا سيساعد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن يجد صيغة جديدة للعملية».
وكان الوسيط الروسي في المحادثات التي ستجرى في موسكو، فيتالي نومكين، قد استبق حديث لافروف ليحدد أهدافاً متواضعة لنتائج الاجتماع. وقال إنه سيعتبره ناجحاً إذا عمل الجانبان سوياً واتفقا على الاجتماع مرة أخرى، مضيفاً، في مؤتمر صحافي عقده قبل يومين: «إذا كنت سورياً وطنياً، فلماذا لا تريد استغلال حتى أدنى إمكانية للمجيء والتحدث... حتى إذا كنت منتقداً للموقف الروسي؟».
وقال نومكين، وهو أكاديمي يتحدث العربية، إن موسكو وجهت الدعوة في بادئ الأمر إلى 20 مندوباً عن «جماعات مختلفة من المعارضة والمجتمع المدني». وأضاف أنها تتوقع الآن زيادة المشاركة، رغم أن القائمة النهائية للمشاركين لن تتضح إلا بعد اجتماع للمعارضة في وقت لاحق من الأسبوع الحالي في القاهرة.
ورأى أن «الفكرة هي أن الأشخاص العقلاء يجب أن يقوموا بالترتيبات سوياً... لا أحد لديه آمال كبيرة». وسئل عما سيعتبره نجاحاً للمحادثات، فقال: «أولاً إذا جلس الأشخاص الذين يرفضون بعضهم للتحدث ومناقشة الموضوعات... بدلاً من التشاحن حول الطاولة. ثانياً إذا تواصلت هذه العملية... إذا اتفقوا على مواصلة مثل هذه المشاورات».
دمشق: لم نخفض مستوى التمثيل
من جهته، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن دمشق ستبذل «كل جهد ممكن لإنجاح لقاء موسكو»، لافتاً إلى أن أهداف اللقاء محددة برسالة الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية إلى الأطراف المشاركة، وهي «توافق على عقد حوار سوري ــ سوري لوضع صورة سوريا المستقبل».
وأضاف المعلم، في حديث متلفز مساء أول من أمس: «في موسكو هناك معارضة دعيت بصفة شخصية وهي أرض صديقة لذلك لا توجد في لقاء موسكو دول تتدخل أو تدعم فئة أو طرفاً ضد طرف آخر... هو حوار بين سوريين... لقاء بين سوريين... وفد حكومي وشخصيات معارضة»، مشيراً إلى أن «الهدف واضح، وهو الاتفاق على حوار سوري سوري مستقبلاً».
وأوضح المعلم أن دمشق لم ترفض «أي شخص وجهت له الدعوة ليشارك»، موضحاً بالقول: «اتفقنا أساساً في موسكو مع الوزير سيرغي لافروف على أن يكون التمثيل بمعارضة الداخل والخارج، إضافة إلى مجموعة من المستقلين، إضافة إلى وفد الحكومة، هذا ما نأمل أن نراه في موسكو».
وبعد يومين على حديث «هيئة التنسيق السورية» حول إمكانية عدم حضور المنسق العام للهيئة الاجتماعات في موسكو في حال عدم مشاركة وزير الخارجية السوري، نفى المعلم خفض الحكومة مستوى التمثيل في الوفد المشارك، وقال: «هو وفد عالي المستوى ويتمتع بخبرة ديبلوماسية واسعة».
ورداً على سؤال عن اجتماع القاهرة الذي يبدأ اليوم، قال وزير الخارجية السوري: «لم نستشر لعقد مثل هذا اللقاء وأي شيء لا نستشار به لا نقيم له وزناً ولا نأخذه بالاعتبار، فنحن حكومة ودولة، وأي جهد يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكانية التسوية السياسية في سوريا».
وفي سياق حديثه المتلفز، استعرض المعلم «الإصرار القطري ــ التركي على التآمر على سوريا»، قائلاً: «أذكر في آخر لقاء لي مع أمير قطر السابق، كان يقول لي شهران ويسقط النظام في سوريا... الآن نحن سندخل السنة الخامسة والدولة السورية تزداد تماسكاً». وأضاف: «ألا يستحق ذلك وقفة من أمير قطر الجديد ليرى أنه يلعب لعبة أكبر من قطر بكثير».
في غضون ذلك، يبدأ اليوم في العاصمة البريطانية لندن اجتماع لعشرين وزير خارجية من دول «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بهدف «بحث الجهود التي بذلت من أجل التصدي» لهذا التنظيم.
وسوف تتركز المحادثات خصوصاً على خمسة مواضيع، هي: المقاتلون الأجانب، والحملة العسكرية ضد أهداف تنظيم «الدولة الاسلامية»، ومصادر تمويل هذه المجموعة واتصالاتها الاستراتيجية والمساعدة الإنسانية، حسب ما أعلن مسؤول بريطاني كبير.
المستقبل
إسرائيل ترفع حالة التأهب على الحدود مع لبنان
رفع العدو الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود مع لبنان في محيط مستوطنتي كفار جيلعادي ومسجاب عام، بعدما أعلن أنه رصد خمسة لبنانيين حاولوا التسـلل إلى الأراضي المحتلة.
وألقى العدو الاسرائيلي قنابل مضيئة على المنطقة الحدودية في القطاع الغربي وفوق البحر من الناقورة في اتجاه القاسمية شمالا.
وأفادت محطة "العربية" بأن لا مؤشرات على عبور المتسللين إلى داخل إسرائيل، بينما ألغى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس سفره إلى الخارج بسبب توتر الوضع في شمال الأراضي المحتلة.
وهرعت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى الموقع وطلب من سكـان المستوطنات القريبة ملازمة بيوتهم، هذا وقد تمّ إغلاق الشوارع في المنطقة الحدودية.
ولليوم الثالث على التوالي، تحتجب الدوريات الإسرائيلية المعتادة والتحركات العسكرية الظاهرة على طول الحدود بين كفركلا وعديسة حتى حركة العمال في البساتين توقفت أيضا لتبدو الحدود فارغة تماما، ولكن بحسب شهود عيان فإن القوات الإسرائيلية تعزز مواقعها في الخطوط الخلفية البعيدة عن الحدود، بينما شوهد تحرك لعدد من ناقلات الجند عند تلة مسكافعام المطلة على بلدة عديسة، وتمركزت في بعض النقاط الخلفية المشرفة على الجانب اللبناني الذي شهد اليوم دوريات مكثفة للجيش واليونيفيل كذلك داخل القرى، كما حلقت مروحية دولية فوق الخط الأزرق.
وفي منطقة شبعا، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق منطقة مزارع شبعا، فيما غابت الدوريات والتحركات العسكرية عن الحدود قبالة شبعا.
وفي الجانب اللبناني، جال وفد من المراقبين الدوليين على طول الحدود، وتوقف قرب بركة النقار المحاذية للشريط التقني، وراقب ضباط الفريق بواسطة المناظير الحدود.
دول الخليج تدين المتمردين وتعلن حماية أمنها باليمن
أعلنت دول الخليج، مساء الأربعاء، من خلال اجتماع استثائي عقد في الرياض لوزراء خارجيتها، أنها ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقراراها ومصالحها الحيوية في اليمن، وإدانتها للتمرد الحوثي.
وأوضح البيان الصحافي الصادر بعد انتهاء الاجتماع " دعم دول المجلس للشرعية الدستورية متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي ، ورفضها كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ، ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني ، داعياً الحوثيين إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية ، والانخراط في العملية السياسية ،مهيباً بكافة الأطراف والقوى السياسية تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وتجنيب اليمن الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف بما يزيد من معاناة الشعب اليمني".
وشدد البيان على" ضرورة تنفيذ مجلس الأمن الدولي لكافة قراراته ذات الصلة باليمن ، خصوصاً وأن ما يجري في اليمن الآن يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم كله".
ودان البيان الإنقلاب الذي نفذه المتمردين الحوثيين في اليمن، وأن "دول مجلس التعاون تؤكد أن أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون وأن استقرار اليمن ووحدته يشكل أولوية قصوى لدول المجلس".
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها