أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 21-01-2015
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 21-01-2015
الديلي ستار: الغارة الاسرائيلية على القنيطرة
واصلت صحيفة الديلي ستار اللبنانية إفراغ مساحات كبيرة لتغطية تداعيات الغارة الاسرائيلية على القنيطرة وردود الفعل المحلية عليها ومراسم تشييع الشهداء في قرى الجنوب اللبناني. واشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن التكهنات والتعليقات على الغارة لا تزال مستمرة سيما بشأن الأهداف المقصودة. وقالت إن هناك مجموعة من العوامل المحيطة (الانتخابات الاسرائيلية والتقارب الاميركي الايراني، وتحول المناخ الدولي ضد اسرائيل بشكل مطرد) وأنه سيكون من المستغرب لو أن اسرائيل لم تستغل الظروف المواتية (التدخل الكبير لايران وحزب الله في الحرب السورية، وحالة الغضب والتوتر في لبنان، اضافة الى حالة الفوضى في سوريا) وتفعل ما فعلته يوم الأحد.
وفي الصحيفة نفسها وفي مقالات الرأي كتب رامي خوري تحت عنوان "رد حزب الله سيكشف الكثير عن أدواره المتعددة" أن الجواب السهل على الاسئلة المحيطة برد حزب الله هو أن الحزب سيرد بالطريقة التي يراها مناسبة. "ولكن هذا في الحقيقة ليس الجانب الأكثر أهمية للذي حدث". وربط خوري الأمر بظاهرتين ذات صلة هي "الديناميات المتشابكة لعلاقات حزب الله داخل لبنان وفي الشرق الأوسط، وحقيقة أن الهجوم الإسرائيلي في سوريا – وهو للأسف حدث روتيني تقريبا– يضرب في الواقع ثلاثة أهداف مرة واحدة، حزب الله، وسوريا وإيران". ولذلك، إن الأمر الهام هنا، وفقا لخوري، هو كيف أو كيف يمكن للأعضاء الثلاثة في جبهة المقاومة والردع الرد على إسرائيل "لأن ذلك يمكنه توضيح عواقب دور حزب الله في السياسة اللبنانية وفي جبهة المقاومة والردع بشكل اوسع في الشرق الأوسط ".
وتحدث خوري عن تطور حزب الله من حزب مقاوم الى حزب جعل المجتمع الشيعي يهمين على نظام الحكم الوطني من خلال تعطيل مرور القرارات التي لا يريدها حتى ينال ما يريد، والى لاعب مختلف واكثر تعقيدا. وهذا وفق كلام خوري " يعكس عناصر جديدة وواضحة في أبعاد الحزب الرئيسية والتي هي: حربه ضد إسرائيل. وقتاله للحفاظ على نظام الأسد. وقتاله ضد التكفيريين مثل جبهة النصرة داخل لبنان. وصلاته الهيكلية والاستراتيجية مع إيران. وحواره مع تيار المستقبل في لبنان للحد من الاستقطاب الداخلي وإعادة تكوين نظام حكم شرعي مع رئاسة وبرلمان فعال .
وأضاف خوري "إن العمل العسكري والاستخباراتي النشط لحزب الله في شمال شرق لبنان وتعاونه مع القوات المسلحة اللبنانية هو بعد جديد لأعماله وأولوياته، وهو بعد يشعر معظم اللبنانيين بالامتنان له للأنهم يعرفون أن قدراته العسكرية تشكل عنصرا قيما في صد الهجمات التكفيرية من قبل جماعات مثل جبهة النصرة... والجواب على السؤال الشائع عما إذا كان المواطنون اللبنانيون يؤيدون أم يعارضون حزب الله هو "قليل من الجانبين على حد سواء."
هذا التعقيد الذي حل الآن محل المواقف الصريحة سابقا وذات البعد الواحد تجاه حزب الله يشبه، وفقا لخوري، التشابكات الإقليمية المتعددة الأوجه. واضاف "من ناحية جيوستراتيجة إن حزب الله وسوريا وايران يشكلون وحدة حال... لذلك عندما قصفت اسرائيل هذه الأطراف الثلاثة في مرتفعات الجولان يوم الأحد، فإن ذلك يعني أن تحليل متى وكيف سيأتي الرد عليه أن يأخذ بعين الاعتبار حالة ومصالح وقدرات والمصالح الاستراتيجية الأوسع لحزب الله وسوريا وإيران" وأشار خوري إلى أنه وبالنظر إلى عدم وجود تاريخ لهجمات سورية أو ايرانية ضد اسرائيل، إن التركيز اليوم يعتمد إلى حد كبير على ما سيقوم به حزب الله.. "غير أن خيارات حزب الله مقيدة اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب قتاله وتفاوضه على المسرح اللبناني-السوري المضطرب حيث لا يزال الحزب يواجه ضغوطا كبيرة من قبل ملايين اللبنانيين الذين لا يريدون أن يشهدوا دمار بلادهم بسبب قرارات لحزب الله مدعومة من إيران وسوريا بمحاربة إسرائيل". واعتبر الكاتب أنه أمام حزب الله أيضا تحدي جديد وهو تشديد نظامه الأمني عقب إلقاء القبض على جاسوس إسرائيلي داخل صفوفه، مشيرا إلى أن احتمال وقوف المخابرات الإسرائيلية وراء هجوم يوم الأحد، يعكس استمرار التسريبات الأمنية في المنظمة التي كانت محكمة الاغلاق.
وختم خوري بالقول أنه بسبب كل هذه العوامل المحلية والإقليمية والعالمية المرتبطة، إن أي رد متوقع ضد إسرائيل في المستقبل القريب سيكشف الكثير عن وضع حزب الله وسوريا وايران وحال جبهة المقاومة والردع.
وفي صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور كتب نيكولاس بلانفورد اليوم تقريرا حول رد حزب الله على الغارة الاسرائيلية بنفس الافكار المطروحة امس في تقريره في صحيفة الديلي ستار اللبنانية. ويذكر ان بلانفورد قال، نقلا عن "مصدر شيعي مقرب من مسؤولين كبار في حزب الله" قوله "هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب لكن قيادة (المقاومة) حكيمة وتعرف كيف ترد".
الديلي تلغراف: هل اسرائيل وحزب الله على شفا حرب؟
تحت عنوان "هل اسرائيل وحزب الله على شفا حرب؟" تساءلت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية لماذا نفذت اسرائيل ضربتها الآن. وقال رافائيل ماركوس، كاتب التقرير، "في حين أن الدافع الحقيقي غير واضح، لقد قيل أن الغارة نُفذت من قبل إسرائيل لمنع وقوع هجوم كبير على إسرائيل من قبل حزب الله في منطقة الجولان السورية. والاحتمال الآخر هو أن إسرائيل، مع جهاز استخباراتها المتطور، اغتنمت الفرصة عندما رأت نشطاء كبار من حزب الله يسافرون معا مع جنرالات إيرانيين". والاحتمال المرجح، وفقا للتغراف، هو أن تصرفات حزب الله اُعتبرت خارج "قواعد اللعبة" من خلال العمل بوقاحة على مقربة من الحدود الإسرائيلية من داخل سوريا، بالتعاون مع ضباط الحرس الثوري الإيراني. وقد بدا أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون يؤكد ذلك، ملمحا إلى الإذاعة الإسرائيلية اليوم الأحد: "فليشرحوا لنا ماذا كانوا يفعلون في سوريا".
وعن رد حزب الله، قالت الصحيفة البريطانية، انه رغم الخطاب الناري لحزب الله إلا أنه من المرجح أن يرد الأخير في الاطار المرسوم ضمنا من قبل جانبي هذا الصراع المستعر، حيث قد يشن حزب الله في مرحلة مستقبلية ما هجوما بعبوة مزروعة على جانب الطريق على الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما حدث عام 2014. ووفقا للتلغراف، إن حزب الله قد ينفذ أيضا هجوما إرهابيا ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في الخارج، مثل تفجير حافلة بورغاس، بلغاريا،عام 2012 والذي نُسب إلى حزب الله.
وختمت الصحيفة بأنه وعلى الرغم من "قواعد اللعبة"، إن فرصة حصول تصعيد غير مقصود لا تزال قائمة. "حزب الله مشغول بمشاكله الداخلية فيما يشارك بنشاط في الصراع السوري ضد الجماعات السنية المتمردة. وعلى المقلب الاخر تتابع إسرائيل، في الفترة التي تسبق الانتخابات في شهر آذار، المفاوضات النووية الإيرانية، وعمليات الدولة الإسلامية في المنطقة، وخطر التصعيد مع حماس". بالتالي، والكلام للتلغراف، إن التمسك ب"قواعد اللعبة" من قبل كلا الجانبين، والقضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه اسرائيل وحزب الله قد تمنع، أو على الأقل تؤخر، حصول تدهور سريع وتصعيد باتجاه حرب.
ستراتفور: إسرائيل تستعد لرد حزب الله على الغارة الجوية
تحشد إسرائيل قدراتها الدفاعية على طول حدودها مع سوريا ولبنان بعد أن هاجمت إحدى طائرات الهليكوبتر التابعة لها سيارة في محافظة القنيطرة السورية يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل قائد رفيع في حزب الله وجنرال في الحرس الثوري الإسلامي. الخطوة المنطقية التالية بالنسبة لإسرائيل، بعد الغارة الجوية التي اصبحت جزءا من القصة الطويلة من الاغتيالات والردود بين إسرائيل وحزب الله هي إنشاء رادع امام أي رد محتمل. ومع ذلك، من المرجح أن تحتوي القدرة المحدودة لدى الجانبين لتصعيد الوضع إلى نقطة اشتباك مباشر التداعيات الفورية .
ووفقا لمصادر إسرائيلية لم يُكشف عنها، إن الهجوم وقع بعد أن شُوهدت السيارة بالقرب من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها اسرائيل وتم تحديدها على أنها سيارة معادية، فتم تدميرها من قبل مروحية تابعة للجيش الاسرائيلي. واستنادا إلى المعلومات المتاحة، ليس واضحا ما إذا كان هذا الكلام دقيقا أم أن الهجوم الذي وقع كان في الحقيقة اغتيالا استهدف شخصيات قيمة. ولن تكون هذه المرة الأولى التي تشارك فيها مروحية من الجيش الاسرائيلي في اغتيال زعيم من حزب الله. فقد قتلت غارة مروحية أباتشي إسرائيلية الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي عام 1992.
بغض النظر عما أدى الى وقوع الغارة الجوية، لقد نفت إسرائيل أن يكون الحادث عملية اغتيال وقالت انها لم تكن على علم بوجود عضو رفيع من الحرس الثوري الإسلامي. وتأمل اسرائيل عبر هذا المزاعم تجنب تصعيد يمكنه أن يستدرجها إلى الصراعات التي اجتاحت سوريا ولبنان بالفعل، وهو ما لا تريده، حيث إن من شأن ذلك تطلب موارد كبيرة مع الحفاظ على القدرة الأساسية للرد على التهديدات المحتملة الأخرى في الأجزاء الأخرى من البلاد.
ومع ذلك، لقد قضت إسرائيل ال 24 ساعة الماضية وهي تستعد للرد. حيث نشر الجيش الإسرائيلي نظام القبة الحديدية على الحدود الشمالية لإسرائيل، واستدعى وحدات الاحتياط لدعم نشر البطارية وإلغى إجازات الوحدات الأخرى. ومن جهة أخرى، هناك تقارير عن نشاط متزايد لسلاح الجو الإسرائيلي فوق جنوب لبنان وعن توجه شاحنات نقل تحمل دبابات وناقلات جند مدرعة الى شمال اسرائيل – (المناطق التي يتوقع أن يرد فيها حزب الله.)
احد العناصر النموذجية لهجوم انتقامي من قبل حزب الله هو إطلاق صواريخ على اسرائيل. وفيما تعترض بطارية القبة الحديدية المنشورة الصواريخ التي تشكل تهديدا لمواقع محددة، فإن حضورا أوسع للأصول الجوية، بما في ذلك طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر، من شأنه أن يردع أي عملية اطلاق صواريخ من جنوب لبنان. وبذلك سيتردد حزب الله في محاولة إطلاق صواريخ، لعلمه أنه لدى اسرائيل قدرة رصد عالية وتوافر فوري للطائرات لشن غارات جوية ردا على اي إطلاق ملحوظ، أو حتى اي عملية تحضير لواحد.
ومع اخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، فضلا عن تورط حزب الله والحرس الثوري الإسلامي في الصراع السوري، إن ردا كبيرا ليس مرجحا على المدى القصير. وقد أُفيد أن "عناصر لم تُذكر اسماءهم في حزب الله" قالوا لوسيلة اخبارية تابعة لحزب الله في لبنان أن هناك ردا ولكنه سيكون محدودا لتجنب التصعيد نحو حرب. ومع حجم القوى البشرية والموارد التي وضعها حزب الله جانبا من اجل العمليات الداعمة لبشار الأسد في سوريا، فضلا عن عملياته في لبنان نفسه، إن المجموعة ببساطة لا تستطيع أن تمدد نفسها بهذا الشكل عبر مواجهة مع إسرائيل. قد يكون لدى إيران مساحة أكبر من حزب الله للضغط من أجل الرد، ولكن الحرس الثوري الإسلامي يشارك بنشاط ايضا في الصراعات في كل من سوريا والعراق ويكرس اهتماما كبيرا للدفاع عن موقعه في الداخل.
على الرغم من أن حزب الله أو إيران قد لا يردان بشكل فوري أو مباشر، إلا أن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك أي رد. ففي المعارك بين إسرائيل وحزب الله، أُجلت هجمات انتقامية أو حتى نُفذت في أجزاء أخرى من العالم. على سبيل المثال، لقد هاجم حزب الله وإيران السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس ردا على قتل الموسوي. الوضع الحالي يمكن أن يسير بنفس الطريق. يمكن أن يحصل هجوم إرهابي ضد أي وجود إسرائيلي في أي مكان ينشط فيه حزب الله - شيء ما من قبيل تفجير حافلة بورغاس عام 2012، في بلغاريا - ربما بعد انقضاء فترة الحداد. وفي حين أن الجيش الإسرائيلي يستعد لحماية شمال اسرائيل من رد فوري، سيكون على أجهزة الأمن الإسرائيلية ان تركز ايضا على التهديدات المحتملة للمصالح الإسرائيلية في الخارج.
المونيتور: إسرائيل تترقب رد فعل حزب الله
فقط تصور سيناريوها هوليووديا يصور غارة جوية إسرائيلية ضد قافلة من المركبات في الجولان السوري.
في هذا السيناريو، تم قتل ستة مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله، بما في ذلك جهاد مغنية، نجل عماد مغنية - الذي قتل نفسه عام 2008 – إضافة الى ستة مسؤولين إيرانيين، بما في ذلك جنرال رفيع المستوى في الحرس الثوري الإسلامي. ثم، بعد بضع ساعات، يتم العثور على جثة المدعي العام الفيدرالي الأرجنتيني في منزله، ميتا بطلق ناري، قبيل ساعات قليلة فقط من شهادته لإثبات بأن حكومة بلاده برأت التورط الإيراني في الهجوم الارهابي الكبير على مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس في عام 1994. وبالمناسبة، هذا الهجوم الارهابي في بوينس آيرس نفسه عام 1994 نسب إلى سالف الذكر عماد مغنية. والآن، حاول العثور على استوديو في هوليوودي على استعداد لإنتاج هذا السيناريو "غير المنطقي" وتحويله إلى فيلم. سيكون الأمر صعبا جدا، بالتأكيد .
كما نعلم، الواقع يتغلب على الخيال. وفي الواقع، هذا السيناريو قد حصل فعلا صباح يوم 18 من الشهر الجاري. حيث انفجرت قافلة من ثلاث سيارات عسكرية، على مسافة قريبة من القنيطرة في مرتفعات الجولان السوري، بشكل مفاجئ. وذكرت التقارير الأولية في لبنان أن الهجوم نفذته طائرة أباتشي إسرائيلية، ولكنه تبين في وقت لاحق (من تقرير لمراقبي الامم المتحدة ') أن طائراتين من دون طيار عبرتا الحدود من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب السوري، ثم عادتا.
إن القاء نظرة خاطفة على ما تبقى من القافلة يؤكد التقييم أن أحدا لم ينج من الحهوم. وبعد مرور حوالي نصف اليوم تقريبا تبين أن منفذي الهجوم قد "فازوا بالجائزة الكبرى": فجهاد مغنية كان نجل رئيس هيئة أركان حزب الله عماد مغنية، الذي كان قد قتل في دمشق في شباط من العام 2008 في عملية نسبت الى اسرائيل. ولكن جهاد مغنية كان يرقة صغيرة بالمقارنة مع الآخرين . فقد كان معه في القافلة ايضا مسؤولين كبار من حزب الله والحرس الثوري، بمن فيهم الجنرال محمد اللهدادي، الذي كان يشغل منصب الملحق العسكري الايراني في الجيش السوري. كما تضمنت القافلة أيضا مسؤولين كبار في قوة الرضوان، التي تعد وحدة النخبة في حزب الله. وتعتبر هذه الوحدة ايضا "قوة التدخل السريع" لحزب الله. ويعول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشكل رئيسي على هذه القوة لمحاربة إسرائيل في الجولة المقبلة من الأعمال العدائية من خلال غزو أراضي إسرائيلية والاستيلاء على المراكز السكانية الإسرائيلية لأول مرة منذ عام 1948.
رسميا، تصر إسرائيل على التزام الصمت، حيث لا تؤكد ولا تنفي مسؤوليتها. وقد عنونت "اسرائيل هايوم" التابعة للحكومة الإسرائيلية، والمرتبطة بشكل مباشر بمكتب رئيس الوزراء، في 19 كانون الثاني بأن "قواتنا هاجمت وحدة إرهابية رفيعة المستوى في الجولان السوري". هذه أيام انتخابات في إسرائيل وأي شخص يربط العملية في سوريا بالحملة المتعثرة لحزب الليكود وبالموقف المحرج الذي وصل اليه رئيس الوزراء في غزة يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة...
من الصعب جدا إشراك جناح المخابرات في الجيش الإسرائيلي (جيش الدفاع الإسرائيلي)، والموساد، والشاباك، وهيئة الأركان العامة في الانتخابات في اشكالات يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط. فضلا عن أن رئيس الأركان اللواء بيني غانتز ينهي فترة ولايته في منتصف الشهر المقبل. ولذلك من الصعب أن نتصور بأن نتنياهو أو حتى وزير الدفاع موشيه يعلون (وهما يتشاطران نفس القارب السياسي الراشح) يمكنهما التفكير في غانتز لمغامرة عسكرية وسياسية من هذا النوع.
في الواقع، إن عملية على غرار تلك التي نُفذت في 18 كانون الثاني في سوريا جاءت نتيجة جهود استخابراتية الى جانب صدفة نادرة وفرصة أكثر ندرة قدمت نفسها.... ووفقا لتقارير أجنبية، لقد هاجمت إسرائيل أهدافا سورية منذ بعض الوقت. الخط الأحمر الاسرائيلي الجديد، والذي تحبط إسرائيل من خلاله أعمالا إرهابية، وتمنع انتقال "أسلحة تغير قواعد اللعبة" من يد الرئيس السوري بشار الأسد إلى حزب الله، تجر البلاد إلى الحرب الأهلية السورية. ولكن في الشرق الأوسط، كل شيء له ثمن ويفترض بإسرائيل أن تأخذ بعين لاعتبار الثمن التراكمي المحتمل للتصعيد.
ظهيرة اليوم 20 من شهر كانون الثاني نقلت وكالة رويترز عن مصدر اسرائيلي قوله أن الجنرال الإيراني لم يكن مستهدفا. وهذا يعني أن الاستخبارات الإسرائيلية فيما يتعلق بحركة القافلة في الجولان السوري كانت جيدة، ولكنها لم تكن ممتازة. إسرائيل لم تخطط لقتل جنرال من الحرس الثوري، ولو أنها عرفت مسبقا بوجوده، كان يمكن أن لا تنال العملية الموافقة. ويعتبر الإعلان الإسرائيلي بأنه محاولة إسرائيلية لتهدئة طهران. الآن، الجميع ينتظر رد حزب الله، الذي من المتوقع أن يرد باسم إيران أيضا. في 19 كانون الثاني نشرت اسرائيل بطارية نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية في الشمال وألغى الجيش الإسرائيلي كل اجازات مقاتليه وضباطه في هضبة الجولان وعلى طول الحدود مع لبنان. وصدرت تعليمات للمدنيين بمحاولة الابتعاد عن السياج الحدودي. ومع ذلك، هذا لا يزال بعيدا كل البعد عن حالة حرب.
وقال مسؤول أمني رفيع إن "التقييم الإسرائيلي هو أن حزب الله لا يمكنه السماح لنفسه بفتح جبهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة . فهو ممتد بالفعل بشكل يفوق طاقته في سوريا، وهو يحارب ضد الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في شمال لبنان. كما انه يتعرض لانتقادات شديدة داخل لبنان، ويعرف أن جولة دامية من القتال والدمار مع إسرائيل الآن قد تتطلب ثمنا ليس بامكانه أن يدفعه. من ناحية أخرى، لدى حزب الله سجل حافل من الأعمال الانتقامية وذاكرة طويلة. والتقدير هو أن الرد سيكون في قطاع الجولان، حيث يترك حزب الله لبنان ظاهريا خارج المعادلة، أو ضد هدف اسرائيلي أو يهودي في الخارج ".
لقد استغرق الأمر حزب الله أربع سنوات حزب الله للرد على مقتل عماد مغنية. لقد أحبط ما مجموعه 20 محاولة حتى هجوم عام 2012 الإرهابي في بورغاس، بلغاريا. كل هذا لا يقول شيئا عما يمكن توقعه الآن. لقد تعرض نصر االله للاذلال في مرتفعات الجولان يوم الأحد بشكل غير مسبوق من قبل تقريبا. حيث كان قد أعلن قبل يومين أن حزب الله ليس متورطا في الجولان، وليس له اي وجود هناك. وفي الوقت الذي كان يتحث فيه تقريبا، انفجر ست مسؤولين من حزب الله في قلب الجولان فيما كانوا يخططون مع جنرالات إيرانيين.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع مطلع "أقترح أن يسأل العالم نفسه، ماذا كان أعضاء الحرس الثوري وحزب الله يفعلون هناك على بعد بضعة كيلومترات فقط من الخط الإسرائيلي". "نحن لا نتحدث عن منطقة ذات أهمية استراتيجية لبقاء النظام السوري. الجولان ليس له أهمية تذكر في هذا الصدد. بدلا من ذلك، ونحن نرى مصلحة مشتركة لإيران وحزب الله بالاستمرار في إضعاف إسرائيل من خلال هجمات إرهابية عبر مرتفعات الجولان ".
الجنرال غيورا ايلاند، مستشار الأمن القومي السابق، قال لي في 19 كانون الثاني أن الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل في الجولة السابقة من القتال هو انها وافقت على عزل حزب الله عن لبنان وخاضت الحرب مع المنظمة الإرهابية فقط، دون ايذاء الدولة المضيف. وقال ايلاند انه سيكون على اسرائيل في المرة القادمة ان توضح بشكل جلي أن أي حريق أو هجوم إرهابي قادم من لبنان سيشكل اعلانا للحرب من الحكومة اللبنانية على إسرائيل وسيتم التعامل معه على هذا الأساس. يجب أن يعرف حزب الله انه لم يعد باستطاعته اشعال الشمعة من عكلا الطرفين وان لبنان سيدفع ثمنا باهظا جدا في اي حريق مستقبلي...
الاندبندنت البريطانية: إسرائيل "المتخبطة" تضرب قبل أن تسأل
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالاً لروبرت فيسك بعنوان "ضربة إسرائيل لحزب الله كالمثل القائل - اضرب أولاً ثم اسأل فيما بعد". وقال فيسك إن استهداف الطائرات المروحية الإسرائيلية لمن اسمتهم "الإرهابين" بالقرب من مدينة القنيطرة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع أثبت وجود تعاون إيراني مع حزب الله لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح كاتب المقال أنه قتل خلال هذه الضربة الإسرائيلية جنرال إيراني و6 من المسؤولين في حزب الله من بينهم جهاد مغنية، ابن عماد مغنية منظم عملية اختطاف الرهائن الأجانب في عام 1980 والذي اغتيل لاحقاً.
ويتساءل فيسك في مقاله عن سبب وجود الجنرال الإيراني محمد علي اللهدادي مع عناصر من حزب الله في بلدة مزرعة أمل قرب القنيطرة في سوريا. فتبعاً للحرس الثوري الإيراني في طهران فإن "الجنرال اللهدادي كان يساعد الحكومة السورية على محاربة التكفيريين السلفيين الإرهابيين". وأضاف فيسك أن حزب الله كان يقوم بنفس المهمة، إلا أن إسرائيل اعتبرت أنها استهدفت "إرهابيين". وأشار إلى أنه يمكن اعتبار أن الجنرال اللهدادي وجهاد مغنية كانا بلا شك يحاولان حماية مرتفعات الجولان من عناصر تنظيم داعش وإبقائها في أيدي الاسد، موضحاً أن هناك 2000 من أفراد الحرس الثوري الايراني والأفغان الشيعة الذين يقاتلون الى جانب قوات الرئيس السوري، فضلاً عن الآلاف من عناصر حزب الله الذين قاتلوا (وماتوا) في سبيل بشار الأسد. وأردف أنه لو كانت إسرائيل قتلت 7 من قادة تنظيم داعش عوضاً عن الجنرال الايراني وعناصر حزب الله لكانت اعتبرتهم أيضاً "إرهابيين"، مع أن "الإرهابيين" من تنظيم "الدولة" كانوا يحبون لو قتلوهم بأنفسهم. ويتوقف فيسك في نهاية مقاله عند هذه التناقضات في التوصيفات المستخدمة، فالأسد "الإرهابي"، ثم حزب الله "الإرهابي" وإيران "الإرهابية" بنظر إسرائيل تذهب للقتال معه، لكن إيران تساهم إلى جانب الولايات المتحدة في دعم القوات العراقية لقتال "إرهابيي" تنظيم داعش. والآن "الإرهابيين" الإسرائيليين بنظر إيران والأسد وحزب الله قتلوا "الإرهابيين" اللهدادي ومغنية الابن ورفاقهم. ويخلص إلى أنه ربما على المؤرخين أن يحلوا لنا هذا التناقض.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها