تبدي القيادة الفلسطينية انزعاجها من تركيز الإعلام اللبناني على مخيّم عين الحلوة كملجأ لإرهابيَين رئيسيَين مطلوبَين من الأجهزة الأمنية هما شادي المولوي وأسامة منصور.
«لا مانع من دخول الدولة إلى عين الحلوة»
مارلين خليفة
تبدي القيادة الفلسطينية انزعاجها من تركيز الإعلام اللبناني على مخيّم عين الحلوة كملجأ لإرهابيَين رئيسيَين مطلوبَين من الأجهزة الأمنية هما شادي المولوي وأسامة منصور.
وفوجئت القيادة الفلسطينية بإعلان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن وجود هذين الشخصين في مخيّم «عين الحلوة» قبل تبليغ السلطة الفلسطينية التي علمت بالأمر من وسائل الإعلام، قبل أن يبلغه رسمياً أحد المسؤولين اللبنانيين، أمس الأول، لعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف العام على الساحة في لبنان عزّام الأحمد الذي قصد بيروت خصوصاً للوقوف على حقيقة الأمر بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس.
اليوم سينعقد لقاء مصارحة بين الأحمد ووزير الداخلية نهاد المشنوق بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافّة، بما فيها حركة «حماس»، في رسالة سياسية فلسطينية ذات مغزى تفيد أن الفلسطينيين موحّدين حول مخيّمهم وفي مواقفهم المعلنة من التنسيق مع الدولة اللبنانية.
وفي حوار مع «السفير» في مقرّ السفارة الفلسطينية، أمس، قال الأحمد إنّ وجود منصور والمولوي داخل مخيّم عين الحلوة «أمر غير مؤكد لغاية اليوم».
ولفت إلى أن «لا أحد يمكنه الدخول الى المخيم بشكل شرعيّ إلا عبر الدّولة اللبنانية». مضيفاً: «حتى أنا شخصياً كمسؤول فلسطيني لست من سكان المخيم، لا يمكنني الدخول إلا بالتنسيق مع الدّولة اللبنانية، أما التسلّل فموضوع آخر، ونحن مستعدّون للتعاون مع الدولة اللبنانية ونحن لغاية الآن غير متأكدين بأنّ هذين الشخصين المطلوبين قد تسللا فعلياً الى داخل المخيّم، ولا يمكن الإعلان عن ذلك قبل إبلاغنا، وفي حال تسلّلهما فنحن لا نتحمّل المسؤوليّة».
وعن أفكار متداولة حول إمكانية تكرار تجربة سجن رومية في مخيم عين الحلوة من حيث دخول القوى الأمنية اللبنانية لجلب المطلوبين الإرهابيين قال الأحمد: «لم أسمع مثل هذا الكلام، لكنني أقول بوضوح: نحن مع بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافّة بما فيها المخيمات الفلسطينية، وأتمنى أن تستطيع الدولة ممارسة مهامها في كل زوايا مخيّم عين الحلوة وأن تقوم بأي أمر تريده، فهذا المخيم لا يقع في كوكب الزّهرة بل في أرض لبنان».
وكشف الأحمد أنه خاض والسفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبّور حواراً صريحاً مع المسؤولين اللبنانيين مشيراً إلى أنهم «كانوا متفهمين جدّاً للموقف الفلسطيني». ووصف الأحمد رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنه «الفلسطيني الأوّل، وهو متعاون الى أقصى الحدود». أما اللقاء الذي جمع الأحمد ودبور منفردين من دون الفصائل مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «فقد دام لساعات طويلة، تخللها الاتفاق على كلّ شيء، وللعلاقة مع اللواء خصوصيّة مميّزة، لكن لا تفاصيل تعطى عن مضمون اللقاء».
وقال الأحمد لـ «السفير»: «ثمة مطلوبون كثر في لبنان يهدّدون السّلم الأهلي، ونحن كفلسطينيين ملتزمون بأمن لبنان ومستعدّون للتعاون معه وبتسليم أي شخص خارج عن القانون، سواء أكان متهماً بقضايا جنائية أو أعمال تخريبية». وأضاف: «لا سمح الله أن يكون المخيّم ملجأ لمثل هؤلاء، فنحن ملتزمون باتفاقاتنا، والدولة اللبنانية لم تعلمنا بوجود أي مطلوب في مخيم عين الحلوة، وسمعنا بالأمر من خلال تصريحات الأخ وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، في حين أن لا علم لنا إطلاقا بهذا الأمر».
وقال الأحمد: «المخيم هو جزء من الأراضي اللبنانية والسيادة اللبنانية وتحت سلطة القانون، وإن دخل أحد المطلوبين إليه فهناك مطلوبون آخرون في مناطق لبنانية عدّة لا تعرف بهم الدولة، سواء في بيروت أو طرابلس أو سواهما من المناطق».
وأوضح الأحمد أنه وجد تفهّماً لبنانياً لوجهة النظر الفلسطينية «لأن المسؤولين اللبنانيين يدركون مدى عمق التعاون المشترك بيننا الى أقصى الحدود، بغية تجنيب المخيّم لأن يكون ملجّا لأي خارج عن القانون».
ولفت الى أهمية وجود القوة الأمنية المشتركة «التي سيتمّ تفعيل عملها وتعزيزها لتكون أكثر قدرة على القيام بواجباتها، وهذا ما اتفقنا عليه مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين».
وعن توحيد المرجعية الأمنية في ظلّ الانقسام الفتحاوي وعودة القائد السابق لـ «الكفاح المسلّح الفلسطيني» محمود عبد الحميد عيسى الملقّب بـ «اللينو» الى المخيم قال الأحمد: «لا يوجد انقسام فتحاوي، ثمة ضابط خرج عن القانون وصدر قرار بفصله منذ أكثر من سنة وانتهى الموضوع». وعن تنظيم «اللينو» لاحتفال مواز مضيئاً الشعلة في المخيم في الذكرى الخمسين لتأسيس «فتح»، قال الأحمد: «ليسأل عن الموضوع لأنه لا يعنينا. إما أن يكون الشخص ملتزماً بالقيادة الممثلة بحركة فتح في لبنان أو لا علاقة لنا به». ولفت الأحمد الى أن الخلافات الفتحاوية في فلسطين المحتلة بين القيادي الفلسطيني محمد دحلان والرئيس محمود عباس لا علاقة لها بمخيمات لبنان وليس لها تداعيات أمنية فيها، قائلا: «حتى العلاقة مع حماس في لبنان تتسم بالاتفاق، ولا مكان للخلافات الفلسطينية المعروفة للجميع لأننا مصرّون على إبعاد الساحة اللبنانية عنها».
http://assafir.com/Article/1/397625
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه