23-11-2024 06:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: مشكلتنا في الَّذين يعيشون الدّين طقوساً وانغلاقاً وعصبيَّة

فضل الله: مشكلتنا في الَّذين يعيشون الدّين طقوساً وانغلاقاً وعصبيَّة

ورأى سماحته أنَّ مشكلتنا الراهنة تتمثّل في هؤلاء الَّذين يمارسون الإسلام طقوساً، ويعيشون الانغلاق والتعصّب، وفي الَّذين لا يعيشون قيم الدّين وآفاقه الواسعة، وانفتاحه على هموم الإنسان وحاجاته

فضل الله: مشكلتنا في الَّذين يعيشون الدّين طقوساً وانغلاقاً وعصبيَّةأقامت ثانويّة الكوثر احتفالاً حاشداً لمناسبة ولادة الرَّسول الأكرم(ص)، برعاية العلامة السيّد علي فضل الله، وبحضور الهيئة التعليميَّة والإداريَّة والطّلاب وذويهم.

بداية الاحتفال كانت مع آياتٍ من القرآن الكريم، فالنّشيد الوطنيّ، ثم قدَّم أطفال الثّانوية عدداً من الفقرات الفنيَّة، وباقةً من الأناشيد من وحي المناسبة. بعدها، كانت كلمة للعلامة فضل الله، قال فيها: "إنّ مؤسّسات جمعيّة المبرات، تستنير وتسترشد وتنهل من معين رسول الله محمّد(ص)، ومن سيرته العطرة".

وتابع: "نحن نقتدي به انفتاحاً وحبّاً وسعياً للتواصل مع الآخرين، بعيداً عن أية هواجس، ونعمل على هدم أيّ حواجز أو متاريس اصطناعيّة بين اللبنانيين. وهذه المؤسَّسات تحمل رسالة إنسانيّة تربوية أخلاقيّة، هدفها بناء شخصيّة واعية ومنفتحة، وتخريج أجيال تمزج بين العلم والإيمان والأخلاق، وتستطيع أن تقدّم الصّورة المشرقة للدّين، وتساهم في تطوّر المجتمع، وتقيه شرّ العصبيّات والانغلاق والحساسيّات، وتسعى إلى مدّ جسور التّواصل، لبناء وطن على أساس الشَّراكة والمواطنة، بعيداً عن أغلال الطّائفيّة والمذهبيّة المغلقة.

ورأى سماحته أنَّ مشكلتنا الراهنة تتمثّل في هؤلاء الَّذين يمارسون الإسلام طقوساً، ويعيشون الانغلاق والتعصّب، وفي الَّذين لا يعيشون قيم الدّين وآفاقه الواسعة، وانفتاحه على هموم الإنسان وحاجاته، مشيراً إلى أنّنا نواجه التّحدّي ممن يشوّهون صورة الإسلام في فكره ورسالته، ويسيئون إلى صورة رسول الله(ص)؛ نبيّ الرّحمة والسّلام والهدى، مؤكداً أنَّ مسؤوليّتنا كبيرة لتصحيح هذه الصّورة وهذه المفاهيم، بأن نقدّم الصّورة الصَّحيحة للإسلام، وأن يتمظهر هذا الدّين في سلوكنا وأخلاقنا، فلا نكون في وادٍ تحكمنا فيه العصبيّات والحساسيّات والغرائز، فيما الدّين في وادٍ آخر.

واعتبر أنَّ المطلوب في هذه المرحلة، أن نمتلك الوعي والقدرة على مواجهة هذه التّحدّيات، بالطّرق العلميّة والأساليب الحضاريّة، الَّتي نبيّن من خلالها عظمة هذا الدّين، داعياً إلى حوار الأديان والمذاهب والحضارات، لتأكيد الشّراكة فيما بينها، فالحياة تبنى بالتّكامل، لا بالصّراع الذي يدمّر الجميع، آملاً في أن تكون هذه المؤسَّسات نموذجاً رائعاً لخدمة هذا الدّين، وأن توفّق لتحقيق الأهداف السّامية الّتي أنشئت من أجلها.

وفي الختام، قام سماحته بجولة تفقدّيّة على الصّفوف، اطّلع خلالها على أساليب التّدريس وطرقها، وحاضر في طلاب المرحلة الثّانوية حول هموم الشّباب وتحدّيات المرحلة. ثم كان لقاء مع الهيئة التعليميّة، حيث أثنى على جهودهم في تأدية هذه الرّسالة الّتي حقّقت إبداعاً مستمرّاً، من خلال النّتائج الّتي تبرز كلّ عام.