ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 24-1-2015 للحديث عن ما حصل امس في منطقة جرود رأس بعلبك حيث تمكن الجيش اللبناني من صد هجوم المجوعات التكفيرية الارهابية
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 24-1-2015 للحديث عن ما حصل امس في منطقة جرود رأس بعلبك حيث تمكن الجيش اللبناني من صد هجوم المجوعات التكفيرية الارهابية التي كانت تهدف للسيطرة على النقطة العسكرية لفتح خط امداد لهم وايضا لاسر المزيد من العسكريين. الجيش اللبناني تمكن بفضل بسالة جنوده وضباطه صد الهجوم وتكبيد المسلحين خسائر بشرية فادحة.
دوليا، لا يزال خبر موت الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وتعيين خلفه الملك سلمان بن عبد العزيز يتصدر ايضا عناوين الصحف حيث تحدثت عن الموضوع باسهاب.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
هبَّة شعبية في مواجهة المجموعات الإرهابية
الجيش يحمي بدمه تلال رأس بعلبك
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والأربعين على التوالي.
..ومن بين طيات الفراغ المتمادي، أطل الإرهاب مجدداً ليستهدف الجيش اللبناني، ومن خلاله منطقة البقاع الشمالي خزان المقاومة والمؤسسات العسكرية والأمنية.
ومجدداً، رسم عدد من العسكريين بدمائهم وتضحياتهم، حكايات بطولة دفاعاً عن وطنهم، فيما تحاول المجموعات الإرهابية، سواء بعملياتها الانتحارية أو هجماتها العسكرية المتتالية، استنزاف المؤسسة العسكرية ومعها المقاومة، لتضعهما بين حدي الخطرين الماثلين عند الحدود وفي الداخل، ناهيك عن الدور العسكري الذي يلعبه «حزب الله» على أرض سوريا.
وعلى مسافة ستة أشهر من «واقعة عرسال»، وكل ما تلاها من محاولات لخلق وقائع ميدانية جديدة، على طول خط الحدود اللبناني الشرقي، نفذت صباح أمس مجموعات من «النصرة» هجوماً شاملا ضد موقع عسكري لفوج الحدود البري في «تلة الحمرا» شرق بلدة رأس بعلبك، استخدمت فيه القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، وجرت عمليات التحام بين المهاجمين والمدافعين عن الموقع الذين سقط منهم عدد من الشهداء والجرحى، وانقطع الاتصال بمجموعة منهم.
ولم تكد تمضي فترة قصيرة على سيطرة «النصرة» على الموقع، حتى شن الفوج المجوقل في الجيش اللبناني هجوما ساندته فيه مروحيات الجيش بصواريخ جو ـــ أرض، وسلاح المدفعية بعشرات القذائف، وأدى قرابة الخامسة والنصف من عصر أمس، إلى إعادة إحكام قبضة الجيش على «تلة الحمرا».
وفيما يعتبر هجوم المجموعات هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر على المنطقة نفسها، بهذا الحجم الواسع، لاحظ مراسل «السفير» في الهرمل أن المهاجمين منيوا بخسائر فادحة، وسقط منهم العشرات بين قتيل وجريح، كما تم تدمير عدد من آلياتهم، وأشار الى سقوط 5 شهداء و14 جريحاً للجيش نقلوا الى عدد من مستشفيات المنطقة.
ولاحظ مراسل «السفير» أن المهاجمين يأخذون في الحسبان في هجماتهم بعض نقاط الضعف، سواء على صعيد انتشار القوى العسكرية اللبنانية، أو القدرة على تحريك القوى في المنطقة المستهدفة، اذ إن المستهدف في معظم الأحيان هو حرس الحدود البري، وليست قوات النخبة في الجيش.
ضغط ..واستعراض
ونقل مراسل «السفير» عن مصادر أمنية وجود تقديرات مسبقة بوقوع الهجوم، وأن ثمة هجمات أخرى ستتكرر على هذا الموقع، وعلى مواقع أخرى في منطقة البقاع الشمالي، وكلها في سياق الضغط على الجيش اللبناني و»حزب الله» واستعراض قدرة المجموعات المسلحة في جرود عرسال ومشاريع القاع والقلمون على التحرك وفرض وقائع جديدة على الأرض، وبالتالي استنزاف الجيش و»حزب الله» الذي نفذ، أمس، استنفاراً في الخطوط الخلفية، ترافق مع استنفار الأهالي ومبادرة عشرات الشبان الى حمل السلاح الفردي في القرى تحسباً لأية تطورات دراماتيكية. كما عاد معظم رجال رأس بعلبك من بيروت إلى بلدتهم «تحسباً لأي هجوم عليها»، وفق ما أكد لـ «السفير» مختار البلدة سهيل نعوم.
ولاحظت مصادر أمنية متابعة في المنطقة أن هذا الهجوم يأتي في توقيته على مسافة خمسة أيام من «عملية القنيطرة» التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد مجموعة من «حزب الله» وعلى مسافة حوالي عشرة أيام من «عملية روميه» التي نفذتها قوى الأمن الداخلي في سجن روميه المركزي، وشكلت بقرارها ونتائجها عنصر استفزاز كبيراً لتنظيم «النصرة» الذي توعد بعدها بالانتقام، موجهاً رسائل تهديد لكل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
كما جاء هجوم الأمس، غداة الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي، صباح يوم الأربعاء الماضي إلى منطقة البقاع الشمالي وتفقد خلالها الوحدات العسكرية المنتشرة في عرسال واللبوة ومحيطيهما، وأعلن خلالها «أننا على استعداد تام لمواجهة الأحداث وهي لن تكون أصعب من تلك التي مررنا بها سابقاً».
ويمتد جرد رأس بعلبك من شرق البلدة، وبالتحديد بعد «كنيسة السيدة» باتجاه الحدود مع منطقة قارة السورية بطول يصل إلى نحو 16 كيلومتراً، وبمساحة 23 هكتاراً تقريباً، ويعتبر الجرد الأكبر بعد جرد عرسال في منطقة البقاع الشمالي على الحدود مع سوريا.
وتقع على بعد ستة كيلومترات من «كنيسة السيدة»، منطقة «الوسعة» التي تحد تلتي «الحمرا» و»النجاصة» اللتين شهدتا معارك عنيفة في الساعات الأخيرة.
وفيما فرض الجيش اللبناني طوقاً من التكتم حول مجريات العملية العسكرية وخسائره، اكتفت مديرية التوجيه ببيان تضمن الآتي: «على أثر الكمين المتقدّم الذي نفذته وحدة من الجيش ليل الأربعاء الفائت، لعدد من المسلحين المتسللين باتجاه حاجز وادي حميد في منطقة عرسال، وأوقع أربعة قتلى في صفوفهم، وعدداً آخر من الإرهابيين في جرود المنطقة، بالإضافة إلى إحباط الجيش محاولة نقل سيارة مفخخة إلى الداخل اللبناني بتاريخ 22/1/2015، هاجمت مجموعات من التنظيمات الإرهابية صباح اليوم (أمس)، مركز مراقبة متقدماً جداً للجيش في «تلّة الحمرا» في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية ـ السورية.
وبنتيجة الاشتباكات العنيفة التي حصلت بين قوى الجيش والمجموعات الإرهابية، أحكمت هذه القوى ظهر اليوم (أمس) سيطرتها على التلّة المذكورة، بعد أن طردت العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعةً في صفوفها عدداً كبيراً من الإصابات بين قتيل وجريح. وقد سقط للجيش من جراء الاشتباكات عدد من الشهداء والجرحى».
ولاحقا نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، عدداً من العسكريين الذين استشهدوا نتيجة الاشتباكات وهم: الملازم الأول الشهيد أحمد محمود طبيخ (من مواليد 15/1/1987 دورس – قضاء بعلبك، متأهل من دون أولاد)، الرقيب الشهيد محمد نيازي ناصر الدين (من مواليد 20/6/1983 الكواخ – قضاء الهرمل، متأهل وله ولد واحد)، الجندي الشهيد بلال خضر أحمد (من مواليد 1/11/1986 شان – قضاء عكار، متأهل وله ولد واحد)، المجند الشهيد محمد علي علاء الدين (من مواليد 11/2/1995 جديدة مرجعيون، عازب)، المجند الشهيد حسن رمضان ديب (من مواليد 25/3/1992 تكريت – عكار، عازب).
وتلقى قائد الجيش، الذي كان يتابع المواجهات لحظة بلحظة، من غرفة العمليات في قيادة الجيش، اتصالا من رئيس الحكومة تمام سلام، أبلغه خلاله دعمه الكامل للجيش في كل ما يقوم به دفاعاً عن لبنان وصوناً لأمن اللبنانيين، وشدد سلام على أن اللبنانيين يقفون صفاً واحداً وراء جيشهم «وليس أمامهم خيار سوى الانتصار في هذه المعركة المفروضة عليهم ولن يسمحوا لحفنة من الإرهابيين بكسر قناعتهم الوطنية والعبث باستقرارهم».
انفجار في محكمة لـ «النصرة»
الى ذلك دوَّى صوت انفجار قوي، قبيل منتصف الليل، في عرسال، وتبين ان الانفجار وقع في داخل المحكمة الشرعية التابعة لـ «النصرة» في وادي عطا في اطراف عرسال، من دون وقوع اصابات، علماً أن مبنى المحكمة كان مغلقاً امس لكونه يوم جمعة.
عبدالله يوارى في الثرى.. ومحمد بن نايف يدخل الحكم.. ومتعب باقٍ في «الحرس»
السعودية في عهد سلمان: عودة السُديريين
دخلت السعودية عهد الملك السابع سلمان بن عبد العزيز بسلسلة قرارات عززت قبضة «السديريين» على السلطة مع بقاء احتمالات تبدل مشهد الحكم السعودي قائما في المدى المنظور، وانفتاح الباب للمرة الاولى أمام «الجيل الثاني» للوصول الى السلطة مع تعيين وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وسط عاصفة من التغييرات والتحديات الداخلية والإقليمية.
وعلى الرغم من مشهد التشييع الهادئ للملك الراحل عبدالله في الرياض، ومشاركة وفود وزعماء من حول العالم، الى جانب أمراء عائلة آل سعود، ما يعكس تشعب مصالح المملكة والرهان على استقرارها داخليا، إلا ان تساؤلات كثيرة أثيرت حول سرعة الملك الجديد في إجراء التعيينات التي أعلن عنها، خصوصا في ما يتعلق بابنه الامير محمد بن سلمان الذي تولى وزارة الدفاع الى جانب رئاسة الديوان الملكي، و «إعفاء» خالد التويجري الذي تردد انه غادر السعودية فورا، في وقت كان جثمان الملك الراحل عبدالله لم يوارَ في الثرى بعد.
ومهما يكن، فإن المملكة السعودية اقتربت للمرة الاولى من خلال تولي الملك سلمان الحكم، بذلك من نهاية مرحلة «السديريين الأوائل» ودخول الشخصية الاولى من «الجيل الثاني»، من خلال محمد بن نايف، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الاميركيين، الى أبواب الحكم، ما يثير حرارة التجاذبات حول مسار السلطة في ما بعد الملك سلمان المعروف باعتلاله صحيا، والدور المستقبلي لولي العهد الامير مقرن الذي لا ينتمي الى السلالة السديرية.
وسيكون على الملك السعودي الجديد العمل على مسارين متوازيين في المرحلة المقبلة: الاول الاستمرار في تعزيز مفاصل سلطته، وثانيا التعامل مع ملفات شائكة تشمل المشهد السعودي الداخلي أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، الى جانب الوضع الاقليمي المضطرب في جنبات المملكة، من اليمن جنوبا والبحرين شرقا وصولا الى مصر غربا والعراق وسوريا شمالا، بالإضافة الى ضبط إيقاع التنافس مع ايران الداخلة في مرحلة جديدة من علاقاتها مع الولايات المتحدة، «الحليف الاول» للسعوديين.
وبينما تدفقت وفود وزعماء دول عربية وغربية للمشاركة في مراسم التعازي، وهو ما سيستمر اليوم، أعلنت دول عربية الحداد، فيما صدرت مواقف تعزية من مختلف دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة واسرائيل وفرنسا وروسيا وبريطانيا ومصر وتركيا، وايران التي ستوفد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى الرياض لتقديم العزاء. (تفاصيل صفحة 8).
مشهد انتقال الحكم
لا تزال قاعدة «يتولى المُلك الأصلح بين أولاد عبد العزيز»، القاعدة المعتمدة في نظام الحكم السعودي. ولا تزال البيعة للملك، ومن بعده لولي العهد. نظام الحكم شهد تعديلات، لكنّها لم تغيّر القاعدة، وتم تأسيس مجلس عائلي للبيعة ولإدارة العلاقات والخلافات بين أفراد العائلة الحاكمة التي تجاوز عديد أفرادها، مع الفروع، العشرين ألفا.
يسجّل للنظام الملكي السعودي أنه أتاح انتقالاً هادئاً وسلساً للسلطة، لا يحصل عادة في أنظمة حكم مماثلة. صحيح أن أروقة القصر الملكي وباقي القصور، شهدت حراكاً وتسويات بقيت طيّ الكتمان، إلا أنّ القرارات الملكية الصادرة بعد ساعات على رحيل الملك، وقبل دفنه، كشفت حجم المداولات بين الأمراء وخطورتها. وكشفت سرعة صدورها حساسية هذه العلاقات.
الجديد هو تعيين محمد بن نايف ولياً لولي العهد، وهو المنصب الذي استحدثه الملك الراحل، ليضمن وصول مقرن بن عبد العزيز إلى سدة الحكم بعد سلمان، كون بيعة الأخير لا تعدّل.
ومع تقدم سلمان وعبدالله في العمر، انتقل الصراع على الحكم في المملكة إلى الأقوى بين الأحفاد. إذ ان الصغير بين أبناء عبد العزيز تجاوز الثمانين من العمر باستثناء مقرن الذي كانت حظوظه بالحكم شبه معدومة نظراً لكون والدته يمنية الجنسية. أما أحمد بن عبد العزيز ومشعل وطلال، وهم من أبناء عبد العزيز، فمستثنون من الحكم، وإن كان لهم دور كبير داخل مجلس البيعة ومجلس العائلة.
انحصر السباق إلى كرسي الملك بين أبناء عبدالله من جهة، ومحمد بن نايف من جهة أخرى. ويعتبر محمد رأس حربة الأحفاد السديريين السبعة، أي أولاد حصة السديرية، وهم الملكان فهد وسلمان ووليا العهد الراحلان سلطان ونايف والأمراء أحمد وتركي وعبد الرحمن.
ولأبناء الملوك وولاة العهد المتعاقبين على الحكم نفوذ متفاوت، أبرزهم أولاد فيصل (اغتيل في العام 1975): سعود الفيصل وخالد الفيصل، الأول يدير بحكم منصبه، كوزير للخارجية، شبكة علاقات واسعة، لكنّها لن تسعف حالته الصحية. والثاني تولّى إمارات محدودة الحجم، وبرز في الشعر. وهناك أولاد فهد، أبرزهم: عبد العزيز القابض على ثروة تعدّ الأكبر من نوعها في المملكة وربما العالم، ويسيطر عبر آل الإبراهيم، أي أخواله، على محطة «أم بي سي» ومتفرعاتها. وهناك أبناء سطان ـــ ولي العهد الراحل الذي كان الأقوى ولكنه فارق الحياة باكراً ـــ وأبرز أبنائه: خالد، صاحب جريدة «الحياة» والذي فشل فشلاً ذريعاً في حرب اليمن عندما كان على رأس وزارة الدفاع، وبندر السفير ورجل الأمن.
ومع تولي سلمان منصب الملك، ومحمد بن نايف ولاية العهد الثانية، يعود نفوذ السديريين إلى الواجهة. لكن آليات الحكم والسلطة تبدّلت. وسلمان ملكاً، هو غيره ولي العهد ولو كانت صحته متدهورة، حاله حال سلفيه الراحلين، يبقى قادراً على فرض تسويات جديدة، علماً أن الصراع الحقيقي هو بين أحفاد حصة من جهة، وأبناء عبدالله من جهة ثانية.
متعب هو رئيس للحرس الوطني، وهو الجهاز العسكري الداخلي الأقوى الذي أسسه الملك الراحل قبل نحو أربعين عاماً، وظلّ على رأس قيادته إلى أن سلّم القيادة لمتعب. ويقال إنه كان يعرف أفراد الحرس فرداً فرداً، ويدينون له بولاء مطلق، وسهر على تجهيزهم بأحدث المعدات، ووفر لهم مدناً سك