ذكرت وسائل الاعلام العبرية، امس، أن اسرائيل توسطت لدى الجانب الروسي للدفع في اتجاه التهدئة مع حزب الله وسوريا وايران
محمد بدير
ذكرت وسائل الاعلام العبرية، امس، أن اسرائيل توسطت لدى الجانب الروسي للدفع في اتجاه التهدئة مع حزب الله وسوريا وايران.
نقل أكثر من مصدر اعلامي عن مصادر سياسية في تل ابيب، أمس، ان اسرائيل أكدت لروسيا انها غير معنية بتردي الوضع الامني وصولاًً الى تصعيد شامل، وانها تريد ان تهدئ الاجواء للحؤول دون تأزم الوضع. واشارت القناة العاشرة الى أن اختيار موسكو وسيطاً مرده العلاقة الطيبة التي تجمع الجانب الروسي مع الجهات الثلاث في الجانب الثاني من الحدود.
الى ذلك، اشارت القناة الثانية العبرية امس، في نشرتها المسائية الرئيسية، نقلا عن مصادر عسكرية، ان اسرائيل تدرك جيدا بأن حزب الله سيرد لا محالة على اعتداء القنيطرة. وقالت إن رسالة اسرائيل الى حزب الله، أنه اذا كان الرد حتميا، فإنها معنية بألا يكون الهدف مدنيا. وان كان كذلك فإنها لن تستطيع الا الرد بشكل قاس. اما في حال كان الامر مخالفاً لذلك، كأن يكون الهدف جنوداً اسرائيليين، فهذا لا يعني أن اسرائيل لن ترد وانما ستعتبر ذلك نوعا من الالتزام المتبادل بقواعد الصراع القائم بين الجانبين.
الى ذلك، وبعدما أخفقت كل محاولات طمأنة الجمهور الإسرائيلي، ومع ارتفاع المخاوف من قرار حزب الله، لجأت إسرائيل إلى توجيه رسائل في اتجاهين: الأول ردع الخارج، والثاني طمأنة الداخل. إلا أن التهديدات لم تنطو على أي جديد، سواء على مستوى النيات والتوجهات، أو على مستوى القدرات، فيما زادت من منسوب القلق لدى الجمهور الإسرائيلي، لأنها أوحت بأن المنطقة قد تكون مقبلة على مواجهة قاسية.
وفي هذا السياق، حذّر وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون من أن إسرائيل «تعتبر الحكومات والأنظمة والمنظمات التي تقع وراء الحدود الشمالية (في إشارة إلى لبنان وسوريا)، مسؤولة عما يجري في أراضيها». وأضاف في جلسة تقدير وضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد: «علينا أن نعرف كيف نرد بشكل ملائم، ونوضح لكل من يحاول المس بنا أننا لن نتحمل أي تحدٍّ (...) وإسرائيل ستعرف كيف تجبي ثمناً في كل حالة يُمَسّ فيها بالسيادة الإسرائيلية، وبالمواطنين والجنود».
وخلال الجلسة التي شارك فيها قائد المنطقة الشمالية افيف كوخافي ورئيس شعبة العمليات اللواء يوآف هار ايفن وكبار ضباط المنطقة الشمالية، تلقى يعلون تقريراً عن استعدادات الجيش في المنطقة، وأكد الاستعداد لأي محاولة تحدٍّ نتعرض لها، خصوصاً في ضوء المواقف التي نسمعها من الطرف الثاني».
على الخط نفسه، أكد رئيس أركان جيش العدو بني غانتس، أن جيشه مستعد لتنفيذ أي عمل عسكري ضد سوريا أو لبنان. وأضاف، خلال زيارته لمقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد: «نحن جاهزون جداً ومتأهبون جداً ومستعدون لتنفيذ أي عمل مطلوب». وحاول غانتس أن يبث رسالة قوة، بالرغم من التقارير الإعلامية، فشدّد على أن «الشمال هادئ وقوي وصلب».
في هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل تنتظر لترى كيف سيتطور الانتقام الإيراني. وفي قيادة الجبهة الشمالية وهيئة أركان الجيش ولدى وزير الأمن، يجري تحليل المعلومات التي تتدفق إلى الأجهزة الاستخبارية، ويرسمون سيناريوات مختلفة ويستعدون لها. وهناك شعور بوجود قنبلة موقوتة لا يعرفون متى تنفجر وأين، وحتى ذلك الحين سيستمر الاستعداد والتوتر في الجبهة الشمالية.
http://www.al-akhbar.com/node/224536
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه