إعتبر قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح أن"المقاومة هي الطريق الوحيدة المتاحة لتحرير الأرض واستعادة الحقوق، نافياً أن تكون حركة فتح قد أسقطت هذا الخيار في يومٍ من الأيام"
رسالة الرئيس اللبناني كانت "أقوى من الرصاصة"
الفيتو الأميركي كان متوقعاً والمجتمع الدولي ظالم
لا جدوى من مجلس الأمن.. ولا بديل عن المقاومة
أوباما أوحى أنّ الفلسطيني هو المحتل والمعتدي
المفاوضات مع الاحتلال عبثية ولا توصل لأي مكان
أبو مازن قد يعلن المقاومة الشعبية المتدحرجة
اتفاق أوسلو لم يلبّ طموح الشعب الفلسطيني
أعلن قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح أنّ الفيتو الأميركي ضدّ مشروع إعلان الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي كان متوقعاً، منتقداً خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تحدّث وكأنّ الفلسطيني هو المحتلّ والمعتدي فيما الاسرائيلي هو المظلوم والمعتدى عليه، مستغرباً ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي الذي يدعم الاحتلال الصهيوني ويذهب لحدّ التغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أكّد اللواء المقدح أنّ المقاومة هي الطريق الوحيدة المتاحة لتحرير الأرض واستعادة الحقوق، نافياً أن تكون حركة فتح قد أسقطت هذا الخيار في يومٍ من الأيام، مشيراً إلى أنّ الحركة تعتبر أنّ هذا الخيار هو خيار مقدّس، معتبراً في المقابل أنّ المفاوضات مع العدو الصهيوني عبثية ولم تؤت أيّ حق على مدى أكثر من عشرين سنة.
وفيما استشهد المقدح بجنوب لبنان كنموذج حيّ يؤكد أنّ المقاومة المسلّحة وحدها كفيلة بتحرير الأرض، أشاد برسالة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان من الأمم المتحدة والتي تجسّدت فيها المقاومة بشكل حقيقي، معتبراً أنّ هذه الرسالة كانت أقوى من الرصاصة.
لا جدوى من الأمم المتّحدة
اللواء منير المقدح أكّد لموقع المنار أنّ الفيتو الأميركي ضدّ مشروع إعلان الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي كان متوقعاً ولم يكن مفاجئاً، لافتاً إلى أنّ هذا الفيتو يأتي ليشكّل دليلاً إضافياً على أنّ هذا المجتمع الدولي ظالم، وهو الداعم بشكل دائم للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية. وشدّد المقدح على أنّ "لا جدوى من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن الدولي"، موضحاً أنّ كلّ قرارات مجلس الأمن تصبّ أولاً وأخيراً في خدمة الاحتلال، معتبراً أنّ المجتمع الدولي لا يدعم الاحتلال فقط بل يغطي جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل أيضاً.
وإذ شدّد المقدح على وجوب عودة الفلسطينيين لوحدتهم باعتبار أنّ الرهان على المجتمع الدولي لا يمكن أن يكون مجدياً في أيّ حال من الأحوال، مشيراً انطلاقاً من ذلك إلى أن لا بديل عن المقاومة في سبيل تحرير الأرض، سأل أي دولة هي تلك التي تقوم على مبدأ مصادرة أكثر من ثمانين بالمئة من أرض فلسطين التاريخية.
أوباما حوّل الحق إلى باطل!
وانتقد اللواء المقدح الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعلن صراحةً بالأمس أنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) بوجه إعلان الدولة الفلسطينية، معتبراً أنّ الرئيس أوباما تحدّث في خطابه وكأنّ الفلسطيني هو المحتل والمعتدي، فيما الاسرائيلي هو المظلوم والمعتدى عليه، في قلب فاضح لحقائق الأمور التي لم تعد تنطلي على أحد، مستغرباً كيف يمكن لأوباما أن يحوّل الحق لباطل والباطل لحق بهذه البساطة. وخلص إلى أن لا جدوى من الرهان على الأمم المتحدة، داعياً في المقابل للرهان على شعوبنا العربية المقاومة التي لن تحيد عن بوصلة القضية المحقة، مشيداً بما حصل في سفارة الكيان الصهيوني في مصر مؤخراً، مشدداً على أنّ المقاومة هي الطريق الوحيدة التي يمكن أن توصل إلى تحرير فلسطين.
ورداً على سؤال عن المغزى من طرح الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن في ظلّ هذه القناعات، لفت المقدح إلى أنّ توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية الدولة الفلسطينية فيها هو جزء من الحراك السياسي الذي تنتهجه السلطة في سبيل رفع الصوت عالياً، مجدداً القول أنّ الفيتو الأميركي كان متوقعاً، ملاحظاً أنّ المفاوضات لم توصل إلى أيّ نتيجة على مدى أكثر من عشرين سنة ولم تعد أي حق للشعب الفلسطيني.
خيار المقاومة بالنسبة لنا مقدّس!
ورداً على سؤال عن الخطوات المقبلة التي قد يتمّ اللجوء إليها، لفت اللواء المقدح إلى أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أعلن عن وجود عدد من الخيارات التي يتمّ درسها، وفي مقدّمها حلّ السلطة الفلسطينية واعتماد المقاومة الشعبية المتدحرجة، مشيراً إلى أنّ هذه المقاومة الشعبية لا بدّ أن توصل في نهاية المطاف إلى المقاومة المسلّحة لأن هذه المقاومة المسلّحة تبقى الطريق الوحيدة المتاحة لتحرير الأرض واستعادة الحقوق في ظلّ مجتمع دولي لا يحترم إلا القوي كما يحصل حالياً.
وعمّا إذا كان ذلك يعني أنّ حركة "فتح" قرّرت العودة إلى خيار المقاومة، قال المقدح: "لا بدّ من هذا الخيار. وأصلاً، هذا الخيار لم يسقَط يوماً في حركة فتح. خيار المقاومة هو بالنسبة لنا خيار مقدّس". وفيما أعطى جنوب لبنان كمثال يؤكد صحة كلامه باعتبار أنّ هذا الجنوب لم يكن ليتحرّر لولا قوة المقاومة التي فرضت معادلات جديدة على المحتل والمغتصب، أشاد برسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي وجّه من قلب الأمم المتحدة رسالة "أقوى من الرصاصة"، على حدّ تعبير المقدح، الذي لفت إلى أنّ المقاومة تجسّدت بحق في هذه الكلمة الواضحة بدلالاتها ومعانيها.
زوبعة في فنجان
اللواء المقدح تمنى أن تكون ردود الفعل التي صدرت هنا وهناك على خطوة التوجه إلى الأمم المتحدة دون التنسيق الكافي بين مختلف الفصائل الفلسطينية مجرّد زوبعة في فنجان، مشدداً على ضرورة أن يعود الشعب الفلسطيني إلى وحدته قبل أي شيء آخر باعتبارها شرطاً أساسياً لمواجهة العدو الذي يواصل ممارساته الاستيطانية ويستمرّ بسياسة تهويد الأراضي دون حسيب أو رقيب، ودون أن يردعه أحد. وشدّد على حاجة الشعب الفلسطيني للوحدة بمعناها العميق، وذلك لتنسيق الموقف ووضع استراتيجية جديدة في ظلّ التغييرات الحاصلة في المنطقة والموقف الدولي الداعم للاحتلال، وهو ما لم يعد خافياً على أحد.
وعمّا إذا كان من الممكن أن تكون الدولة الفلسطينية التي كان الرئيس عباس يسعى إليها رغم المخاطر التي تنطوي عليها، وهو ما حذرت الفصائل الفلسطينية منه، جدّد المقدح أنّ التوجه إلى الأمم المتحدة كان حراكاً سياسياً لا أكثر في ظلّ تعثر المفاوضات وذلك ليكون الفلسطيني موجوداً وحاضراً في الخريطة الدولية. ورفض مبدأ إعادة تحريك المفاوضات، مؤكداً أن المفاوضات مع هذا الاحتلال هي مفاوضات عبثية لن توصل إلى أيّ نتيجة، لافتاً إلى أنّ اتفاق أوسلو بالأصل لم يلبّ طموح الشعب الفلسطيني.
غضب واستياء عارم في المخيّمات
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هذه المواقف تعبّر عن موقف حركة "فتح" الرسمي، أكّد اللواء المقدح أنه شخصياً ضد اتفاق أوسلو وضدّ خيار المفاوضات وهذا هو موقفه المعلَن منذ العام 1993، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ حركة فتح لم تسقِط يوماً خيار الكفاح المسلّح، موضحاً أنّ هذا الخيار مقدّس وسيبقى موجوداً كما ستبقى حركة فتح حركة مقاومة.
وعن وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان في ظلّ هذا الحراك السياسي، لفت اللواء المقدح إلى أنّ الشعب الفلسطيني في المخيّمات مستاء من كل هذه المفاوضات، متسائلاً أين ما يسمى بالقرار 194 وأين حق العودة. وتحدّث عن استياء وغضب عارم في صفوف اللاجئين الفلسطينيين من الادارة الأميركية وما يُسمّى الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ مواقف هذه المنظمة الدولية من كل الصراعات التي تنشب في المنطقة هي مواقف منحازة لصالح العدو الصهيوني، متسائلاً لماذا لا يتمّ الضغط على الاحتلال لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة السابقة والتي بقيت حبراً على ورق.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان هذا الاستياء العارم سينعكس على أرض الواقع على شكل مظاهرات أو اعتصامات هنا وهناك، تحدّث اللواء المقدح عن برنامج حراك كبير في المخيّمات والمدن اللبناني على أن يتمّ الكشف عن تفاصيله خلال الأيام القليلة المقبلة.