عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى صنعاء بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر في السعودية كثرت خلالها التوقعات بعدم عودته.
عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى صنعاء بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر في السعودية كثرت خلالها التوقعات بعدم عودته.
وأعلن التلفزيون اليمني اعلن عن عودته المفاجئة بعد ان كان توجه للعلاج في الرياض في الرابع من حزيران/يونيو اثر تعرضه لهجوم في قصره في صنعاء اصيب على اثره بجروح. وقد غادر في مطلع اب/اغسطس المستشفى العسكري في الرياض حيث تلقى العلاج وكان يمضي منذ ذلك الحين فترة نقاهة في السعودية.
ودعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إثر عودته الى صنعاء الى هدنة لوقف الاشتباكات من أجل التوصل الى تسوية سلمية للنزاع. وقال مسؤول في القصر الرئاسي، رفض ذكر اسمه، إن الرئيس يدعو جميع الفرقاء السياسيين والعسكريين الى وقف للنار".
وتأتي عودته المفاجئة فيما شهدت العاصمة صنعاء منذ الاحد معارك عنيفة بين مناصريه ومعارضيه اوقعت حوالى مئة قتيل بعد ثمانية اشهر على بدء حركة احتجاج واسعة تطالب برحيله عن السلطة. وصباح الجمعة كانت معارك تجري في الحصبة شمال صنعاء التي كانت مسرحا لمعارك منذ ايام بين القبائل المعارضة والموالية لصالح كما قال سكان محليون.
ميدانياً، قتل شخصان ليلاً اثر سقوط قذيفة على ساحة التغيير مركز حركة الاحتجاج في صنعاء منذ شباط/فبراير كما افاد مصدر طبي. وصالح الذي يتعرض لضغوط قوية اقليمية ودولية يحكم اليمن منذ 33 عاما وقد رفض حتى الان التنحي او توقيع المبادرة الخليجية التي تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. كما أعلن مصدر أمني مقتل عنصر في أجهزة الاستخبارات اليمنية بالرصاص اليوم في المكلا، كبرى مدن حضرموت، جنوب شرق البلاد. وأضاف المصدر نفسه أن مسلحاً يستقل دراجة نارية أطلق النار على الجندي صبري بمعيد الذي كان هو الآخر يستقل دراجة نارية في وقت مبكر من صباح اليوم. ورجح المصدر وقوف تنظيم القاعدة وراء هذا الهجوم.
من جهة ثانية، أعلن مصدر سعودي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس أن الرئيس علي عبد الله صالح عاد الى صنعاء بهدف "الإعداد
للإنتخابات" و"ترتيب البيت اليمني". وأضاف المصدر الذي طالب عدم ذكر اسمه "لقد توجه الى صنعاء لترتيب البيت اليمني والإعداد للإنتخابات على أن يغادر بعدها". ورفض المصدر الكشف عن مزيد من التفاصيل، كما ولم يوضح ما اذا كانت المغادرة تعني السلطة أم اليمن، ولم يحدد ما اذا كانت الانتخابات رئاسية أم تشريعية أو الاثنين معاً. وقال مسؤول في القصر الرئاسي اليمني إن صالح يعتبر أنه "لا يوجد حلّ آخر سوى الحوار والمفاوضات من أجل وقف إراقة الدماء والتوصل الى تسوية".
من جهتها، بثت وكالة الأنباء الرسمية نداء صالح مضيفة أنه سيلقي "خطاباً مهماً للشعب بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لثورة 26 أيلول/سبتمبر". ومن المحتمل أن يلقي صالح كلمته الأحد المقبل عشية حلول ذكرى الانقلاب الذي أطاح بآخر أئمة اليمن معلناً قيام الجمهورية. وفي السياق، قال مصدر يمني في السعودية رداً على سؤال حول مغادرة صالح بشكل مفاجئ "لقد طلبت منه إحدى الجهات الذهاب الى صنعاء"، مشيراً الى أن طائرة خاصة كانت حطت في مطار الرياض قبل أيام لهذا الغرض.
وكردّ فعل دولي على عودة صالح، دعا البيت الأبيض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى "بدء عملية انتقالية كاملة للحكم" اثر عودته المفاجئة الى بلاده. ودان المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "استخدام القوة" ضد المتظاهرين، داعياً كافة الأطراف للإمتناع عن تصعيد القتال. وقال كارني للصحافيين "في ضوء عدم الإستقرار الراهن في اليمن نحثّ الرئيس صالح على البدء بعملية انتقالية كاملة للحكم والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام في إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي".
من جانبها، قالت المتحدثة بلسان الخارجية الأميركية فيكتوريا نالاند "نودّ أن يتحرك اليمن الى الأمام". وتابعت نالاند "سواء كان الرئيس صالح في البلاد أو خارجها، فهو قادر على إحداث ذلك عبر التنحي عن السلطة والسماح للبلاد بالمضي قدماً".