أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 26-01-2015
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 26-01-2015
ديلي ستار: رأس بعلبك يقف صفا واحدا ضد داعش
كانت شوراع رأس بعلبك هادئة بشكل مخيف. هدوء لا يعترضه سوى أصوات المركبات العسكرية للجيش اللبناني في بعض الأحيان، تتبعها من على مسافة قريبة سيارات الدفع الرباعي التابعة لسرايا المقاومة في حزب الله ... ويقول إيلي مراد، وهو مدرس من البلدة، إن السكان ليسوا خائفين من داعش أو جبهة النصرة، وأضاف أن دور سرايا المقاومة - مجموعة من شباب رأس بعلبك تدربت على يد حزب الله - كان مراقبة مداخل رأس بعلبك لمنع الأفراد المشبوهين من الدخول..... وقال طانيوس وهو عضو رفيع في سرايا المقاومة إن السرايا تساعد في حراسة والدفاع عن رأس بعلبك عبر القيام بمناوبات ليلية لحماية الجانب الشرقي من القرية، وكله تحت إشراف حزب الله، متسائلا "لو لم نحمل السلاح، الن نواجه نفس مصير مسيحيي سوريا والعراق؟". وقال طانيوس انه انضم الى السرايا الصيف الماضي عندما بدأ الجهاديون يتموضعون على مشارف القرية وبدأوا خطف السكان مقابل فدية، سيما عمال المقالع. وأضاف أن حزب الله بات حليفا طبيعيا للمسيحيين في لبنان بعد أن أصبح داعش عدوا مشتركا.
المونيتور: هل يمكن للضربة الإسرائيلية لحزب الله أن تحفز المحادثات النووية الإيرانية؟
... قد تشكل الغارة الجوية الاسرائيلية على القنيطرة، حافزا للمحادثات النووية بين مجموعة الخمسة زائد واحد وايران ولنقاش أوسع للتصدي لوضع الأمن الإقليمي المتدهور، بما في ذلك سقوط اليمن... . ويزعم مسؤولو الولايات المتحدة وايران على حد سواء أن مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد تقتصر على القضايا النووية، على الرغم من أنه كان هناك وبحسب ما ورد محادثات "جانبية" وجيزة حول الدولة الإسلامية (IS)، فضلا عن المطالب الاميركية العادية للافراج عن الأمريكيين المحتجزين في إيران ، بما في ذلك جيسون رضانيان من صحيفة واشنطن بوست.
بإمكاننا، وربما يجدر بنا، ، تخيل محادثات أكثر اتساعا، في مكان ما، بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران لنزع فتيل الأزمة على حدود اسرائيل. فجميع الأطراف لديهم مصلحة في تجنب مواجهة بين إسرائيل ولبنان وسوريا، والتي من شأنها أن تهدد التقدم الذي احزر بشق الأنفس حتى الآن في المحادثات النووية الاصطفاف المتزايد بين الولايات المتحدة، والتحالف والتحركات الايرانية في المعركة ضد داعش والقاعدة في سوريا والعراق. على سبيل المثال، لا بد أن الولايات المتحدة وحلفائها يريدون من إيران استخدام نفوذها لكبح جماح حزب الله، بحيث يقتصر رد نصر الله الناري، لاسترضاء أنصاره المتطرفين، سواء كان إعلان حرب أو رد على الكلام، لا الأفعال.
وقد يقول المفاوضون الايرانيون أن غياب التقدم في المحادثات النووية، جنبا إلى جنب مع مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، سيقيدان على الارجح الساسة والدبلوماسيين الايرانيين الذين يدفعون باتجاه ابرام صفقة نووية.
وبعبارة أخرى، إن الفريق الايراني سيقول انه بحاجة إلى تقدم في الاتفاق النووي لعمل اللازم لكبح جماح حزب الله. ومجموعة الخمسة وائد واحد ستقول ان المحادثات لا يمكنها تحمل حريق يشمل كل من حزب الله وإسرائيل. يتعين على الجانبين ايجاد سبيل لتسريع وتوسيع، الحوار النووي... وسبق للموقع أن كتب في شباط من العام 2014، أن المفاوضات حول صفقة نووية مع إيران ترتبط بشكل حتمي بنقاش أوسع حول سوريا وحزب الله. يجب ان يحصل هذا النقاش الآن أكثر من أي وقت مضى..
الغارديان البريطانية: الولايات المتحدة لم تعد تطالب بسقوط الاسد في سوريا
نشرت صحيفة الغارديان تحليلاً لسايمون تسيدال بعنوان " الولايات المتحدة لم تعد تطالب بسقوط الاسد في سوريا". وقالت الصحيفة إن " الدعم الامريكي الاخير لمفاوضات السلام السورية التي تجري برعاية الحكومة الروسية هذا الاسبوع، يعكس تخلي واشنطن بهدوء عن مطلبها الطويل الامد بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لبدء هذه المفاوضات". واضاف تسيدال أن "روسيا دعمت نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ اندلاع الحرب الاهلية في عام 2011، وحتى بعدما اثبتت الامم المتحدة بأن الاسد متورط بجرائم حرب". وكانت الحكومة الامريكية والمعارضة السورية مدعومة من بريطانيا والاتحاد الاوروبي وتركيا والسعودية اشترطوا بأن "التوصل الى سلام في سوريا لن يتحقق الا بتنحي الاسد عن منصبه".
وتطرق كاتب التحليل الى تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي تعود لشهر اكتوبر /تشرين الاول الذي شدد خلالها انه لن يكون هناك اي سلام في سوريا "ما دام الأسد باقياً في سدة الرئاسة"، إلا أن كيري لم يتطرق الى موضوع تغيير النظام في سوريا خلال لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا. وأوضح تسيدال أنه " من اولويات الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم هو محاربة تنظيم الدولة الاسلامية التي تسيطر على نصف سوريا وجزء كبير من العراق ثم الحرب الاهلية في سوريا أو التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني"، مضيفاً أن "روسيا لطالما وضعت مكافحة الارهاب في سوريا والدول المحيطة في مقدمة اهتمامتها، لذا يستضيف وزيرالخارجية الروسي اليوم قمة في موسكو لمدة 3 ايام في محاولة لايجاد سبل لدحر الارهاب". ويرى محللون امريكيون وروس أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما أجندة مشتركة الا وهي دحر الارهاب والتوصل الى وقف لاطلاق النار لأغراض انسانية في سوريا وإحياء اتفاقية جنيف. وختم تسيدال بالقول إن "الأسد لا يمثل تهديداً كبيراً الآن، بل تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيعمل على شن عمليات ارهابية على الدول الغربية".
وفي السياق نفسه، طالبت صحيفة النيويورك تايمز في افتتاحيتها امس بالتخلي ولو مؤقتا عن المطالبة برحيل الأسد. وقالت «حتى تشرين الأول الماضي كان وزير الخارجية جون كيري يقول أن لا سلام ممكنا في سوريا «طالما بقي الأسد في السلطة» وحتى اليوم لا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون على رحيل الأسد لتحقيق حل سياسي دائم، لكن الحقيقة المقلقة أن الديكتاتور القاسي لا يزال متمسكا بالسلطة، وستعيش الولايات المتحدة وحلفاؤها معه، في الوقت الحالي على الأقل». وقالت إن كيري يعترف تكتيكيا بهذا الواقع عندما دعا الأسد لتغيير سياساته وحذف من كلامه الدعوة له لمغادرة السلطة. وقالت الصحيفة إن الوضع في سوريا قد تغير بشكل سريع ودراماتيكي منذ العام الماضي، فتنظيم الدولة الإسلامية يحتل نصف البلاد فيما عزز النظام من مكاسبه وأصبحت المعارضة المدعومة من الغرب ضعيفة. وتعلق «لا توجد فرصة كي يغادر الأسد السلطة طواعية أو تقوم المعارضة غير الجهادية بإجباره على الخروج إلا في حالة تدخل أمريكي مباشر، وهو مسار رفضه الرئيس أوباما». وقالت إن التهديد الأكبر لم يعد الأسد بل الدولة الإسلامية حالة واصلت توسعها في سوريا وجذب مقاتلين أجانب يتخذون من مناطقها نقطة انطلاق للهجوم على الغرب.
وتقول دراسة أعدها مركز «راند» الذي يقوم بأبحاث للحكومة الأمريكية أن سقوط نظام الأسد، غير محتمل الآن، سيكون «أسوأ نتيجة ممكنة» للمصالح الأمريكية، وسيحرم سوريا مما تبقى لديها من مؤسسات حكم ويفتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتطرفين. وهو سيناريو لم يتوقعه أحد عندما بدأت الثورة السورية بشكل سلمي، ولكن الديكتاتور الذي طالبته الولايات المتحدة والغرب بالرحيل رد بقوة السلاح مدعوما من روسيا وإيران. وهو ما أدى لانزلاق البلاد في حرب أهلية قتل فيها أكثر من 200.000 سوري. وترى الصحيفة أن الوضع في سوريا يفرض على الإدارة الأمريكية أسئلة صعبة. ويظل مدخل أوباما للحرب في سوريا غير مكتمل. ففي الوقت الذي تتشارك فيه واشنطن والأسد بعدو مشترك إلا أنه لا يوجد تعاون بينهما.
وفي الوقت نفسه تقوم الطائرات الأمريكية باختراق الأجواء السورية مما يدعو للتساؤل عن إمكانية تعاونهما في مرحلة ما. وتقول الإدارة أنها ستدرب المعارضة المعتدلة، لكن أفرادها لن يكونوا جاهزين إلا بعد عدة أشهر، وهناك شكوك حول تأثيرهم على الساحة القتالية. وتواجه الإدارة مشكلة أخرى تتعلق بتصور مستقبل سوريا. فإذا كانت الإدارة الأمريكية تقول إن إنهاء الحرب الأهلية لن يتم بدون تشكيل جبهة واحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتوصل لحل سياسي يشمل روسيا وإيران وتركيا والسعودية فما الذي يجب عليها فعله لتقوية موقعها حتى تحقق هذا؟ وفي هذا السياق يرى المسؤولون الأمريكيون إجماعا دوليا لحل دبلوماسي طويل الأمد بين الأسد وجماعات المعارضة المعتدلة، وهناك اهتمام بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال. وهناك محاولة روسية لجمع المعارضة والنظام نهاية الشهر الحالي لإحداث تغير تدريجي في سوريا.
ولا تزال المقترحات غير واضحة حول كيفية جمع قطع الحل لدى جميع الأطراف بمن فيهم الجمهوريون الذين يهاجمون أوباما بسبب سياسته الخارجية، لكن ما هو واضح هو أن فكرة معارضة سورية «معتدلة» قادرة على الإطاحة بنظام الأسد كانت «فانتازيا» رغم استمرار نواب مثل السناتور جون ماكين بالإيمان بها. وتدعو الصحيفة الكونغرس في غالبيته الجمورية للعب دور في تقديم النصح حول كيفية شن هذه الحرب الجديدة. لكنه يتهرب من واجبه بعد أشهر من بداية الحرب الجوية في سوريا والعراق ولم يصدر قرارا بعد لتشريع الحرب هناك.
معهد واشنطن: برنامج التدريب والتجهيز غير كافٍ لقوى الثورة السورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة
في الوقت الذي تفيد فيه الأنباء بأنّ برنامج التدريب والتجهيز الذي أعدته الولايات المتحدة لقوى الثورة السورية التي خضعت لتدقيق أمني يشارف على الانطلاق بعد أن طال تأجيله، ما زالت عدة أسئلة متعلقة بطبيعته وهدفه دون أجوبة. فتحديد المهمة الجديدة للقوات واستراتيجيتها وقدراتها وعمليات التزامها وعلاقتها بقوى المعارضة الأخرى على ساحات المعركة السورية جميعها خطوات أساسية لضمان نجاح تلك القوات.
ماذا ستكون المهمة الموكلة إلى القوات؟ أفاد الناطق باسم البنتاغون أن القوات الجديدة ستتولى ثلاث مهام على الأقل: الدفاع عن المدنيين وتنفيذ عمليات هجوم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») ودعم المعارضة السياسية. وتستثني هذه المهام أي مهمة معلنة ضد قوات بشار الأسد، مع أن ذلك قد ينضوي في إطار المهمة الدفاعية. فسواء أكان يُنظر إلى الاشتباكات مع النظام كمحتّمة أو لا، لا بد من أن تكون واشنطن واضحة فيما يتعلق بتوقعاتها منذ البداية، إذ أن محاربة كل من «داعش» والنظام قد تشكل مهمة ضخمة للغاية تتطلب أعداداً كبيرة من العناصر وأسلحة ثقيلة ودعماً واسع النطاق، ووفقاً لجميع الاحتمالات دعماً جوياً.
إلى أي درجة سيتم تدريب القوات وتجهيزها؟ من غير الواضح ما إذا كانت القوات ستتألف من وحدات مناورة كبرى أو من وحدات صغرى بحجم الكتيبة أو السرية، وما إذا كانت القوات ستقتصر على جنود مشاة مجهزين بأسلحة خفيفة أو ستضم عناصر "متعددة الأسلحة" مجهزة بأسلحة ثقيلة وتشمل جنود المشاة وقدرات الرمي غير المباشر ومقاومة الدروع والطائرات. وتجدر الإشارة إلى أن حجم القوات مهم، فوحدات المناورة الأكبر هي أكثر قدرة على الصمود أو التقدم وإلحاق الهزيمة بقوات العدو من الوحدات الأصغر حجماً.
وتنتشر الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى بكثافة على ساحات القتال في سوريا وتحظى القوات البرية التابعة للنظام بدعم جوي ملحوظ. ولمواجهة هذه الأسلحة، لا بد من أن تتمتع القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة إما بقدرات واسعة خاصة بها أو بدعم خارجي تؤمنه الطائرات و/أو القوات البرية الأجنبية. وقد تجلى ذلك في خلال المعركة للسيطرة على مدينة كوباني في محافظة حلب، حيث كان المقاتلون الأكراد في موقفٍ ضعيف جداً أمام الأسلحة الثقيلة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى أن قُلبت المعادلة مع تدخل القوات الجوية التابعة للتحالف. عموماً تطرح العمليات الهجومية المزيد من التحديات وتتطلب مستوىً أعلى من التدريب وعمليات ضبط وتحكم أفضل وقدرات لوجستية أفضل. وتفرض العمليات المتواصلة شروطاً صعبة. فكيف سيتم نقل هذه القدرات إلى القوات وإلى أي مدى؟
من سيضع استراتيجية القوات ويوجه عملياتها؟ يُفترض ألا تكون القوات الجديدة مجرد مجموعة مسلحة أخرى، إذ سيتوجب عليها العمل ضمن استراتيجية معينة ولا بد من أن يتم التحكم بعملياتها وربما دمجها مع عمليات أخرى في سوريا وربما العراق، على أمل أن يجري ذلك بشكلٍ يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة/ التحالف. ولكن في الوقت الراهن، ليس هناك منظمة سياسية أو عسكرية تابعة للمعارضة قادرة على تأدية هذه الأدوار. وبالتالي، هل ستعمل القوات الجديدة تحت سلطة الولايات المتحدة/ التحالف أو وفق ترتيب خاص موضوع لهذا الغرض، على غرار جهاز "غرفة العمليات العسكرية" المستخدم حالياً للتنسيق بين عمليات الثوار في بعض أنحاء سوريا؟
متى ستكون القوات جاهزة؟ يبدو الإطار الزمني المتوقع لإنشاء القوات طويلاً ويتضمن ثلاث زيادات سنوية يصل عددها إلى حوالي ٥٤٠٠ جندي يخضعون للتدريب والتجهيز. صحيح أن هذه المقاربة المطولة زمنياً قد تتلاءم مع رأي واشنطن الحالي، إلا أن الأوضاع القائمة في سوريا قد تشهد تغييراً جذرياً، مما يؤثر على مهمة القوات ومتطلباتها. وسيربح المقاتلون في سوريا المعارك والأراضي ويخسرونها في السنوات الثلاث المقبلة بشكلٍ يحدد مصيرهم والسياق الذي ستعمل فيه القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة.
متى وأين ستُنشر القوات؟ إنّ نشر القوات الجديدة تدريجياً وتوكيلها بمهام فائقة الطموح، و/ أو نشرها في أراضي معركة متنازع عليها بشدة قد يؤدي إلى فشلها أو تفككها [القضاء عليها] في وقت مبكر. لذلك يمكن القول إنه من الضروري الالتزام بنشر وحدات كبيرة نسبياً بشكل أولي وحذر ضمن مناطق هادئة نسبياً أو أقل عرضة للخطر في سوريا. ويجب ألا تسمح واشنطن وشركاؤها بأن يحتم الضغط السياسي أو متطلبات العمليات انتشاراً سابق لأوانه أو غير ملائم للقوات. هل يُعتبر حجم القوات كافياً؟ يبدو العدد المؤلف من ١٦٠٠٠ عنصر تقريباً صغيراً بالنسبة إلى أي قوات تسعى إلى التأثير بصورة حاسمة على الحرب في سوريا. فقد يبلغ عدد خصومها المحتملين عشرات الآلاف وستضطر على الأرجح إلى أن تقسم عملياتها إلى عمليات هجومية ودفاعية على مساحات شاسعة من الأراضي، فتضطلع على الأرجح بمهام تفوق قدرتها. ويمكن التخفيف من حدة هذه العوامل من خلال اتباع استراتيجية جيدة والقيام بعمليات مدروسة، ولكن ينبغي التصدي إليها بشكل مسبق كما يجب إدارة التوقعات المتعلقة بتلك القوات.
كيف ستؤمَّن استمرارية هذه القوات؟ من المرجح أن تنخرط القوات في صراع طويل الأمد داخل سوريا، لذلك من الضروري تأمين استمرارية وحدات القتال على ضوء هذا الواقع. وستتكبد هذه الأخيرة إصابات وستُستنفد تجهيزاتها (الذخائر والأدوية والطعام وغيرها) وستُدمر معداتها ويتم الاستيلاء عليها وتفكيكها، وهذه كلها أمور يجب أن تعوض عنها القوات إذا أرادت المحافظة على فعاليتها. وبالنسبة إلى العمليات الهجومية، لا بد من نقل جميع المعدات إلى مكان قتال الوحدات وتوقع ازدياد الحاجة إلى إعادة التجهيز. ويعني ذلك ضرورة وجود نظام لوجستي متين لدعم القوات المقاتلة. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيؤمَّن هذا النظام عن طريق فاعلين خارجيين، على الأقل لغاية عبور الحدود السورية؟ مهما كانت الدرجة المتوقعة لتوفير القوات معداتها اللوجستية الخاصة، فإنها ستحتاج إلى رجال وتنظيم ومعدات لهذه الغاية. ويعني ذلك انخفاض عدد القوات المتاحة للقتال. بالإضافة إلى ذلك، هل يمكن الاعتماد على تركيا والأردن لتأمين النفاذ الضروري إلى سوريا خلال فترة الانتشار؟
كيف سيتم دعم هذه القوات؟ نظراً لنطاق المهام المتوقعة من القوات وصعوبتها، فهي ستحتاج بشكلٍ شبه مؤكد إلى دعم القتال من قوات الولايات المتحدة/ التحالف. وإذا ما واجهت عناصر الثورة صعوبات خلال المعركة، وهذا سيحصل على الأرجح، لا بد من إنقاذها. لقد سبق وأن أظهرت الحرب الحاجة إلى كميات كبيرة من القوة النارية لمجابهة أسلحة العدو الثقيلة وكسر المقاومة الصلبة. ولا تستطيع قوات مدربة على يد الولايات المتحدة أن تتحمل تكاليف الانخراط في عمليات مطولة زمنياً شبيهة بالحصار كما فعلت وحدات كثيرة تابعة لقوى الثورة أو للنظام. فيجب أن تتمكن من طلب دعم النيران الثقيلة لكسر المقاومة التي تواجهها بسرعة أو الرد على هجمات مكثّفة. ويمكن التخفيف من هذه الحاجة عبر توفير قدرات متينة من الأسلحة الثقيلة للقوات، ولكن قد يتعذر القضاء عليها كلياً. ويستدعي ذلك تأمين العناصر والمنظمات والإجراءات الكفيلة بضمان توفير الدعم الكافي في الوقت المناسب. وفي الواقع، سيتوجب دمج القوات ضمن العمليات الجوية التابعة للولايات المتحدة/ التحالف وربما العمليات البرية. فضلاً عن ذلك، يجدر بالتحالف أن يأخذ في عين الاعتبار على الأقل احتمال أن يحتاج أحياناً إلى القيام بتدخل بري لإنقاذ عناصر قوى الثورة الصديقة. فتنظيم «داعش» وقوات النظام ستسعى على الأرجح إلى التدمير السريع لأي وحدات خضعت لتدريب من قبل الولايات المتحدة. ولا تستطيع واشنطن أن تسمح بحصول مثل هذا السيناريو بما أنه قد يقضي على العملية بكاملها.
كيف سترتبط القوات بقوى المعارضة الأخرى؟ غالباً ما تتصف أراضي المعركة في سوريا بالتعقيد وبتواجد مجموعة واسعة من المعتدلين والمتطرفين الإسلاميين وقوات النظام. هل سيتم إطلاع الوحدات المدربة من قبل الولايات المتحدة على القوات التي تستطيع التعاون معها وفي ظل أي ظروف، أو هل سيتمتع قادتها بالمرونة والقدرة على اتخاذ مبادرات للعمل مع عناصر معارضة أخرى كما ترتأي؟ ما الذي سيكون أهم بالنسبة إلى واشنطن: التغلب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في المعارك أو المحافظة على "طهارة" القوات التي دربتها؟ وهذا السؤال ليس نظرياً، لأنه يُعتقد أن جماعات أخرى يُقال أنها تلقت مساعدات من الولايات المتحدة قد تعاونت عملياً مع جماعات تابعة لـ تنظيم «القاعدة» أمثال «جبهة النصرة».
الخلاصة إن إنشاء قوات مدعومة من قبل الولايات المتحدة ونشرها للمحاربة بشكل فعال في سوريا يتخطى مهمة التدريب والتجهيز. يجب على واشنطن أن تتوقع أن تواجه القوات صعوبات كبرى وتحديات مباشرة من قبل خصوم متمرسين ومجهزين بأسلحة ثقيلة. ولا بد من التصدي لجميع المسائل المتعلقة بالاستراتيجية والعمليات والقدرات وتأمين الاستمرارية والدعم مع تطور البرنامج. ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تتكبد تكاليف غزو فاشل آخر في سوريا - على غرار غزو "خليج الخنازير" الذي فشلت فيه القوات التي درّبتها الولايات المتحدة في غزو كوبا - بحيث تتعرض فيه قواتها الجديدة للاندحار أو التدمير نتيجة اعتمادها استراتيجية خاطئة أو مفهوماً غير مدروس في عملياتها أو ضعف قدراتها أو نقص الدعم المقدم لها. يمكن أن يكون المخططون الأمريكيون قد بدأوا بالتصدي لبعض هذه المسائل أو ربما سيعالجونها مع تطور البرنامج. وعلى أي حال، يُعتبر إنشاء قوات تحظى بدعم أمريكي ونشرها للمشاركة في المعارك جهداً لا يجوز الاستخفاف به. ولا بد من إتمام ذلك من خلال قيام أهداف سياسية وعسكرية واضحة واستراتيجية عسكرية ملموسة لتحقيقها، ومن الأخذ بعين الاعتبار حالات الطوارئ المحتملة في العمليات. ولغاية اليوم، لم ترتكز المقاربة التي اتبعتها إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا على هذه الخصائص.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها