ومما يدل على نفاد صبر بروكسيل حيال الحكومة الجديدة، تحدث رئيس مجموعة اليورو يورين ديسيلبلوم أول من أمس هاتفياً لمدة 15 دقيقة مع فاروفاكيس في ختام اجتماع وزراء مال منطقة اليورو
أعلن رئيس الوزراء اليوناني الجديد اليساري المتشدد الكسيس تسيبراس أمس، تشكيلة حكومته الائتلافية بعد فوزه الساحق الذي أثار قلقاً في أوروبا إذ يمهد تحالفه مع حزب اليمين السيادي لمفاوضات صعبة مع الاتحاد الأوروبي. وأولوية الحكومة الجديدة ستكون إعادة التفاوض على ديون البلاد مع الجهات الدائنة الدولية.
ومنِحت وزارة المال الى الجامعي يانيس فاوفاكيس المؤيد لإنهاء «إجراءات التقشف» التي سببت «أزمة إنسانية» وفق قوله. وتولى مناهضو سياسة التقشف مقاليد السلطة في اليونان بقيادة تسيبراس (40 عاماً) وحذرت أوروبا من الآن من أنها غير مستعدة لشطب ديون البلاد التي يطالب رئيس الوزراء الجديد بإعادة جدولتها. ومع إعلان التشكيلة الحكومية أمس سيتمكن العالم من التعرف إلى الإدارة الجديدة التي تريد إعادة التفاوض على خطة إنقاذ البلاد ما يضعها في مواجهة مع الجهات الدائنة الدولية.
ومما يدل على نفاد صبر بروكسيل حيال الحكومة الجديدة، تحدث رئيس مجموعة اليورو يورين ديسيلبلوم أول من أمس هاتفياً لمدة 15 دقيقة مع فاروفاكيس في ختام اجتماع وزراء مال منطقة اليورو. وسيتوجه الى اثينا الجمعة للقاء تسيبراس ووزير المال الجديد. وصرح ديسيلبلوم ان «الانتماء الى منطقة اليورو يعني انه يجب احترام كل الاتفاقات الموقعة».
ويزور رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اثينا غداً للقاء رئيس الوزراء اليوناني الجديد ليصبح أول مسؤول أوروبي يلتقي تسيبراس منذ فوزه في الانتخابات الأحد.
و «سيريزا» هو أول حزب مناهض للتقشف يصل إلى السلطة في أوروبا لكنه لم يحصل على الغالبية المطلقة (151 مقعداً) بفارق صوتين فقط ما اضطره إلى التحالف مع حزب يميني صغير «اليونانيون المستقلون».
وهكذا يبدو أن النهج المتشدد حيال دائني البلاد، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، اعتمد مع إعلان اتفاق تشكيل حكومة بين «سيريزا» والحزب اليميني السيادي. لكن محللين اعتبروا أن التحالف «غير الطبيعي» بين الحزبين قد لا يعيش طويلاً. واعتبروا ان «حزب اليونانيين المستقلين» المعروف بهجماته العنيفة ضد ألمانيا، لا يمكن التكهن بتصرفاته، ومشاركته في الحكم يمكن ان تزعزع التوازن بين مختلف فصائل التيار اليساري التي يتشكل منها حزب «سيريزا».
وسيؤمن الحزبان غالبية من 162 مقعدا (149+ 13) من اصل مقاعد البرلمان ال300. وادى تسيبراس اليمين الدستورية أول من أمس رئيسا لوزراء اليونان، ليكون اصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.
وكسر تسيبراس الذي كان يرتدي بزة زرقاء بدون ربطة عنق كعادته، التقليد المتبع بأداء القسم الديني في اليونان البلد المسيحي الأرثودكسي، فاختار أداء قسم مدني متعهداً «خدمة مصالح الشعب اليوناني دائماً».