«الله ينصرك يا نصرالله، اضربهم اضربهم وما ترحمهم»، بصوت عال باركت الحاجة أم محمد الصوراني العملية، وراحت تقول: «هذا هو نصرالله وهاي المقاومة. كل المقاومة اللبنانية والفلسطينية اللي ما بتسمح لإسرائيل ترفع راسها
بصوت المشتاقين إلى انتصارات حزب الله، رفع الغزيون رايات الحزب وأصواتهم بالتكبير فرحاً بعملية المقاومة في شبعا. النازحون الذين فقدوا بيوتهم وأبناءهم تقدّموا، إلى جانب السياسيين، ليعبّروا عن ابتهاجهم بالعملية، مقارنين حال الجيش الإسرائيلي في غزة، لو فكّر بحرب على لبنان.
في لحظة الاستحقاق الكبيرة على محور المقاومة، جاء الرد الأول من حزب الله ليجد صداه في غزة، تماماً كما في لبنان، خصوصاً أن الأولى خرجت، قبل أشهر قليلة، من حرب الـ50 يوماً التي واجهت فيها الإسرائيلي بقوة النار والمفاجآت.
في جانب أول، غيّب ردّ المقاومة «أصوات نشاز» كانت تقارب المعركة ضد إسرائيل خارج إطار الحرب في سوريا، ليقابلها المستوى الشعبي الكبير بالخروج في شوارع القطاع ورفع رايات حزب الله، إلى جانب توزيع الحلويات، بعد ظهور على استحياء في سنوات الأزمة السورية.
على الجانب السياسي، سارعت الفصائل الفلسطينية إلى مباركة العملية، وخاصة حركة «حماس» التي تدفع عن نفسها «أخطاء الماضي». فأصدرت منذ الساعة الأولى للعملية بياناً مباركاً تزامن مع بيانات أخرى لـ«الجهاد الإسلامي» والجبهتين الشعبية والديموقراطية ولجان المقاومة، وكذلك «فتح».غطت أصوات الفرحة في غزة على الدمار الباقي على حاله، ولم يفاجئ الغزيين هذا التكتيك المحكم والدقيق لحزب الله، إذ تعودوا نجاعة المقاوم اللبناني.
في حيّ الشجاعية المدمر، دخلت الفرحة إلى قلوب الأمهات اللواتي أثقلهن فقد الأبناء والمأوى، ليتذكرن الأيام التي مُرّغ فيها أنف الإسرائيلي في تراب الشجاعية. المشهد نفسه يتكرر مع رؤيتهم الجيبات المحروقة وبكاء الجنود الإسرائيليين.
«الله ينصرك يا نصرالله، وينصرك يا حزب الله... اضربهم اضربهم وما ترحمهم»، بصوت عال باركت الحاجة أم محمد الصوراني العملية، وراحت تقول: «هذا هو نصرالله وهاي المقاومة. كل المقاومة اللبنانية والفلسطينية اللي ما بتسمح لإسرائيل ترفع راسها قدامهم». وأم محمد فقدت أبناءها الثلاثة وعدداً من أحفادها الصغار، وهي الآن تبيت في «كارفان» حديدي.
كذلك لم تغب رسائل التضامن والمساندة للمقاومة اللبنانية عن الفضاء الإلكتروني، إذ قاد ناشطو التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم حملة إسناد كبيرة، مع سخرية من الرهان الإسرائيلي على ضعف المقاومة، ومقارنة ما جرى بالجيش الإسرائيلي في غزة، وكيف سيكون شكل المواجهة في أي حرب مقبلة ضد لبنان.
هذه الفرحة توّجتها الفصائل الإسلامية والوطنية بتنظيم وقفة مسائية وسط غزة، داعية إلى تشكيل جبهة مقاومة فلسطينية ــ لبنانية موحدة للرد على أي عدوان إسرائيلي.
القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» التي كانت أبرز الداعين إلى الوقفة، خالد البطش، أكد أن «جبهة المقاومة من لبنان إلى شبعا إلى القنيطرة والقدس وإلى غزة... جبهة موحدة، وأي جهة يستهدفها الاحتلال ستصبح مشتعلة». وقال البطش: «حزب الله بذكائه وضع إسرائيل في مأزق، فإما أن تسكت وإما أن ترد وتذهب إلى حرب واسعة... في كل الحالات بنيامين نتنياهو يغامر بمستقبله السياسي».
وحضر قياديون من «حماس» في الوقفة، ومنهم المتحدث الرسمي، سامي أبو زهري، الذي قال إن العملية «حق ورد طبيعي على جرائم الاحتلال، وهي تمثل سعادة للشعب الفلسطيني»، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية تدهور الأوضاع نتيجة صمته عن جرائم الاحتلال المتكررة.
ولم تغب «فتح» التي يشغلها النزاع مع «حماس» عن الوقوف تحت رايات حزب الله ولبنان وفلسطين، إذ حضر المتحدث باسم الحركة في غزة، فايز أبو عيطة، مؤكداً رفض «فتح أي عدوان يطال الأشقاء العرب»، كما استنكر اغتيال قيادات حزب الله في القنيطرة الأسبوع الماضي، مؤكداً حق حزب الله في الرد «بالطريقة التي يراها مناسبة».