تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة،في المقابل إعتبر نتنياهو أن مجلس الأمن يرأسه حزب الله.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة،وإعلانه عن الربيع الفلسطيني في المقابل إعتبر رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو أن الجمعية العامة غرفة مظلمة ومجلس الأمن يرأسه حزب الله .
السفير :
صحيفة السفير عنونت "نتنياهو يرتدي دور الضحية: الجمعية العامة غرفة مظلمة... ومجلس الأمن يرأسه حزب الله"و"طلب عضوية فلسطين: ما أكبر الفكرة... ما أصغر الدولة!"
وكتبت تقول "برغم الطابع التاريخي الذي حمله المشهد في نيويورك امس، بإعلان طلب «الدولة الفلسطينية»، وبرغم الاقتباس من محمود درويش «دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحد.. واحد.. واحد.. أن نكون.. وسنكون»، الا الاقتباس الذي ربما كان اكثر دقة للمشهد العام لمحمود عباس على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، للشاعر الفلسطيني الكبير نفسه وهو يقول «ما أوسع الثورة، ما أضيق الرحلة، ما أكبر الفكرة، ما أصغر الدولة»!"
وبرغم «قدسية» فكرة الدولة التي يفترض انها تتويج لنضال فلسطيني طويل، الا ان شيئا من «الإفلاس» كان حاضرا في الفكرة وفي الأداء، بعدما ظلت سيرة «مسيرة التفاوض السلمية» والرهان الفاشل عليها، طوال أكثر من عقدين من الزمن، الشغل الشاغل، لاهل السلطة ذاتها، التي قررت الآن، ولأسبابها الداخلية البائسة، والخارجية والاقليمية المعقدة، اللجوء الى الامم المتحدة لنيل «الشرعية»، لإحراج الراعي الاميركي الاكبر لعملية السلام، والعدو المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي، الذي لم تتعامل معه كعدو التهم 80 في المئة من فلسطين التاريخية.
وهكذا كان.. فقد وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، القضية الفلسطينية في أيدي الأمم المتحدة، وذلك في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة، تضمن طلباً بقبول «عضوية كاملة» لفلسطين، والتشديد على أن تكون «القدس الشريف»، لا «القدس الشرقية»، عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، والإصرار على «حل عادل ومتفق عليه» لقضية اللاجئين، وإن كان قد ربط قيام هذه الدولة بالمفاوضات مع إسرائيل، التي كرر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مطالبه المعروفة من الفلسطينيين، وذلك في خطاب متعجرف، وصف فيه الجمعية العامة بـ«الغرفة المظلمة»، معتبراً أن من يرأس مجلس الأمن اليوم هو «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى «حزب الله» والوفد اللبناني في نيويورك.
وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال عباس إن كل الجهود التي بذلت لاستئناف مفاوضات التسوية «كانت تتحطم دائماً على صخرة مواقف الحكومة الإسرائيلية،التي سرعان ما بددت الآمال التي بعثها انطلاق المفاوضات في أيلول الماضي»، مشيراً إلى أن «جوهر المسألة هنا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض اعتماد مرجعية للمفاوضات تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهي تواصل وتصعّد بشكل محموم عملية بناء المستوطنات فوق أراضي دولة فلسطين المستقبلية».
وحذر عباس من أن «الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في أرضنا وفق ما يريد، ولفرض أمر واقع على الأرض يُغيرُ حقائقها وشواهدها ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين»، محذراً من أن السياسات الإسرائيلية تقوض «فرص تحقيق حل الدولتين الذي تبلور إجماع دولي حوله»، وأن «السياسة الاستيطانية تهدد أيضاً بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية، بل وإنهاء وجودها».
وأضاف «بتنا نواجَه بشروط جديدة لم يسبق أن طرحت علينا سابقاً، وهي شروط كفيلة بتحويل الصراع المحتدم في منطقتنا الملتهبة إلى صراع ديني وإلى تهديد مستقبل مليون ونصف مليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، وهو أمر نرفضه بالقطع ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه».
وأضاف «لأننا نؤمن بالسلام، ولأننا نحرص على التواؤم مع الشرعية الدولية، ولأننا امتلكنا الشجاعة لاتخاذ القرار الصعب من أجل شعبنا، وفي ظل غياب العدل المطلق فقد اعتمدنا طريق العدل النسبي، العدل الممكن والقادر على تصحيح جانب من الظلم التاريخي الفادح الذي ارتكب بحق شعبنا، فصادقنا على إقامة دولة فلسطين فوق 22 في المئة فقط من أراضي فلسطين التاريخية، أي فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، وقد كنا بتلك الخطوة التاريخية التي لقيت تقدير دول العالم، نقدم تنازلاً هائلا من أجل تحقيق التسوية التاريخية التي تسمح بصنع السلام في أرض السلام».
واعتبر عباس أنه آن «الأوان لكي ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، حان الوقت أن تنتهي معاناة ومحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وأن ينتهي تشريدهم وأن ينالوا حقوقهم، ومنهم من أجبر على اللجوء أكثر من مرة في أماكن مختلفة من العالم»، مشيراً إلى أنه «في وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديموقراطية فيما عرف بالربيع العربي، فقد دقت أيضا ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال».
وختم «أود إبلاغكم أنني وقبل إلقاء هذه الكلمة تقدمت بصفتي رئيساً لدولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سعادة السيد بان كي مون الأمين العام للأم المتحدة بطلب انضمام فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، دولة كاملة العضوية إلى هيئة الأمم المتحدة. وهذه نسخة من الطلب... جئتكم اليوم أحمل رسالة شعب شجاع فخور.... فلسطين تبعث من جديد. هذه رسالتي.. فلتكن جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو يمضي بثبات نحو موعده التاريخي مع الحرية والاستقلال... الآن. وأرجو ألا ننتظر طويلاً».
وإثر خطاب عباس، الذي قوبل بتصفيق حار من قبل الحاضرين، قال المندوب اللبناني لدى الأمم المتحدة نواف سلام إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع بعد غد الاثنين، لعقد جلسة مشاورات أولى حول طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه نقل الطلب الفلسطيني إلى الدول الأعضاء الـ14 الآخرين في مجلس الأمن بعدما تسلمه من الأمين العام للأمم المتحدة.
وأعلن ستة من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين حتى الآن أنهم يعتزمون الموافقة على الطلب الفلسطيني، وهم الصين وروسيا والبرازيل والهند ولبنان وجنوب إفريقيا. والأعضاء المترددون أو الذين لم يعلنوا موقفهم بعد هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا ونيجيريا والغابون والبوسنة والبرتغال، فيما أعلنت كولومبيا أنها ستمتنع عن التصويت.
نتنياهو
وبعد ساعة على خطاب عباس، اعتلى نتنياهو منصة الجمعية العامة لإلقاء خطاب اتسم بنبرة متعجرفة، دفعت الكثيرين من المندوبين الدوليين في الأمم المتحدة إلى الخروج من القاعة. وبدأ نتنياهو خطابه بهجوم على منظمة الأمم المتحدة، قائلاً إن «إسرائيل تتعرض أكثر من أي بلد آخر في العالم للإدانة».
وأضاف «الحقيقة في بعض الأحيان لا تظهر... لكنني اليوم آمل أن يسطع ضوء الحقيقة، ولو لبضع دقائق، في قاعة لطالما كانت مكاناً مُظلماً بالنسبة إلى إسرائيل». وفي إشارة إلى تولي لبنان رئاسة مجلس الأمن الدولي، اتهم نتنياهو ما وصفه بـ«الإسلام الجهادي» بأنه «يسيطر على حزب الله من خلال منظمة حزب الله»، معتبراً أن «هناك منظمة إرهابية تسيطر على مؤسسة عالمية».
وبعد ذلك، سعى نتنياهو إلى تقديم إسرائيل على أنها الضحية التي يرفض الفلسطينيون السلام معها، قائلاً «أنا لم آتِ هنا لأحصل على تصفيق منكم بل لأقول الحقيقة، والحقيقة هي إن إسرائيل تريد السلام، والحقيقة أنني أريد السلام، الحقيقة هي انه في الشرق الأوسط في جميع الأوقات السلام يجب أن يقوم على الأمن، والحقيقة انه لا يمكن أن نحقق السلام عبر قرارات الأمم المتحدة بل عبر التفاوض المباشر، والحقيقة هي أن الفلسطينيين لا يريدون التفاوض، والحقيقة أن إسرائيل تريد التفاوض مع دولة فلسطين في حين أن الفلسطينيين يريدون الدولة من دون سلام».
وتابع «أمد يدي للشعب الفلسطيني الذي نسعى إلى سلام عادل ودائم معه... الحقيقة أن إسرائيل تريد السلام... الحقيقة أنني أريد السلام.. الحقيقة أننا لا نستطيع الوصول للسلام عبر قرارات الأمم المتحدة بل عبر المفاوضات. الحقيقة أن الفلسطينيين يرفضون حتى الآن التفاوض».
وتوجه نتنياهو إلى عباس قائلاً «دعنا نقم بالعمل، دعنا نتفاوض من اجل السلام... دعنا نلتق اليوم في الأمم المتحدة». وتابع «ليس بإمكاني أن اصنع السلام بمفردي. ليس بإمكاني أن اصنع السلام بدونك.. كلانا ابنان لإبراهيم.. مصيرنا مشترك».
وكرر نتنياهو المطلب الإسرائيلي بضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح، وأن تعترف بإسرائيل دولة يهودية، رافضا قول عباس في كلمته إن المستوطنات اليهودية تدمر فرص السلام. واعتبر أن «جوهر الصراع ليس المستوطنات.. بل المستوطنات هي نتيجة للصراع، وهي مسألة يتعين تناولها وتسويتها»، لافتاً إلى أن جوهر الصراع «كان دوما وما يزال رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية ضمن أي حدود». وتابع «يجب أن يعيش الفلسطينيون في دولة مستقبلية خاصة بهم، لكن يجب أن يكونوا على استعداد لتسوية».
الأخبار :
بدورها عنونت صحيفة الأخبار "بيان الرباعية يطيح طلب أبو مازن"و"عبّاس يؤكّد بدء الربيع الفلسطيني ونتنياهو يتهم حزب الله بالسيطرة على مجلس الأمن"
وكتبت تقول"بعد ساعات قليلة من تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب انضمام فلسطين ضمن حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أصدرت اللجنة الرباعية الدولية بياناً ينطوي على إجهاض لكل المبادرة الفلسطينية، وإرجاع القضية إلى طاولة المفاوضات مع تجميلات شكلية، عبارة عن جدول زمني لإنهاء التفاوض خلال عام".
وناشدت الرباعية، التي جمعت وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة، على نحو عاجل كافة الأطراف لكي تذلل العقبات القائمة «وتستأنف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الثنائية المباشرة دون إبطاء أو شروط مسبقة»، لكنها «تقبلت أن الاجتماع في حد ذاته لن يعيد بناء الثقة الضرورية لكي تكلل المفاوضات بالنجاح»، لذلك اقترحت اللجنة الخطوات التالية: أولاً عقد لقاء تحضيري بين الطرفين خلال شهر من أجل الاتفاق على جدول عمل وأسلوب المضي في التفاوض. ثانياً سيكون في الاجتماع التزام من الطرفين بأن أهداف أي مفاوضات يبقى بلوغ اتفاق ضمن إطار زمني متفق عليه من كلا الجانبين، على ألا يمتد إلى ما بعد نهاية عام 2012. قبل ذلك تتوقع الرباعية من الطرفين أن يتقدما بـ «اقتراحات شاملة خلال 3 أشهر بشأن الأراضي والأمن، وأن يحرزا تقدماً ملموساً خلال ستة أشهر»، وفي الختام وُعدت روسيا باستضافة مؤتمر دولي في موسكو بعد التشاور مع الأطراف «على موعد مناسب».
بيان من الممكن القول إنه أطاح المشهد الاحتفالي الذي كان في الجمعية العامة، حين اعتلى محمود عباس المنبر ليعلن تقديم طلب انضمام فلسطين. وخاطب أبو مازن ممثلي المجتمع الدولي شارحاً إحباطه من مفاوضات برهنت عن عقمها، طالباً من المجتمع الدولي فرض إرادته، مخاطباً الضمائر، وطالباً وضع حد لمعاناة شعب يقتّل ويشرّد ويستباح كل يوم من قبل دولة تتحدى كل الشرعية الدولية، وترفض القوانين والأعراف، وتتغذى بمفاهيم عنصرية. وشرح مجدداً مواصلة بناء المستوطنات «بتفاخر» في الضفة والقدس وجدار الفصل العنصري، بينما يجري التطهير العرقي «إلى حد إبعاد نواب فلسطينيين عن أراضيهم، ومنع المصلين من بلوغ المساجد والكنائس». وقال إن الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود وفق ما يريد ويغير الواقع ويقوض إمكان إقامة الدولة الفلسطينية.
كذلك حذر من أن شروط إسرائيل الجديدة، قاصداً الاعتراف بيهودية إسرائيل، إنما تهدف إلى تحويل الصراع في المنطقة إلى صراع ديني بغيض «يهدد مستقبل مليون ونصف مليون مسيحي ومسلم من مواطني إسرائيل»، رافضاً ذلك أو الانسياق فيه. وشرح كيف أن عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية بصورة أحادية إلى الضفة كسلطة عليا مخالف لكافة الاتفاقات السابقة، ويقوض السلطة الفلسطينية بالكامل.
وأعاد التذكير بخطاب ياسر عرفات عام 1974، وكرر مناشدة الأمم المتحدة قائلاً «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي». وذكّر المجتمع الدولي بما جرى عام 1988 في جنيف حين طرح برنامج السلام الفلسطيني. وأكد أن الفلسطينيين رضوا بـ «العدل النسبي بقبول 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية». تنازلوا من أجل «تسوية تاريخية تسمح بصنع السلام في أرض السلام». ثم ذكّر باتفاق أوسلوا قبل 18 عاماً والاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل «لكن كانت كل مبادرة ومؤتمر وتحرك يتكسر على صخرة المشروع التوسعي الاستيطاني الإسرائيلي». وأكد مواصلة الشعب الفلسطيني المقاومة السلمية بدعم نشطاء السلام من أجل تحقيق حلم الدولة المستقلة، باعتماد الخيار الدبلوماسي والسياسي «دون تفرد أو من أجل نزع شرعية إسرائيل»، لكن «لنزع الشرعية عن الاستيطان والتفرقة العنصرية». ورأى أن العودة إلى المفاوضات بدون برنامج زمني محدد ومرجعيات واضحة، ومع استمرار جيش الاحتلال على الأرض في تعميق احتلاله «أمر غير مقبول». وبعد القول «كفى كفى كفى وقراءة بيت الشاعر الراحل محمود درويش «واقفون هنا ...»، استوحى من الربيع العربي ليقول إنه «دقت ساعة الربيع الفلسطيني».
بدوره، سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة من المنظمة الدولية، ووصفها بأنها «مرتع للكذب وإدانة إسرائيل»، واتهم مجلس الأمن بأنه بات تحت سيطرة حزب الله، وأن أبو مازن يريد الدولة من دون السلام. وزعم أن إسرائيل مدت يد السلام منذ 63 عاماً، لكن العرب يرفضونها، وحذر من خطر الدولة الفلسطينية على وجود إسرائيل اليهودية.
وانتقد الجمعية العامة والأمم المتحدة كمكان تُنتقَد إسرائيل فيه، وتدان أكثر من كافة الدول مجتمعة. ثم اتهم مجلس الأمن بأنه يدار من قبل «حزب الله الذي يسيطر على لبنان». وشكك في الشرعية الدولية ممثلة في الأمم المتحدة، التي تسمح أنظمتها بأن تقاد من حزب الله، وأن تعد القدس محتلة. واتهم الفلسطينيين بأنهم يريدون «دولة من دون سلام». وإن «الإسلام الخبيث يستغل ديناً عظيماً للقتل والإرهاب». وهاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يمكن أن يمتلك قنبلة نووية. عندها، قال «سيتحول الربيع العربي إلى شتاء إيراني». وعلى هذا الأساس لا يستطيع المقامرة بمستقبل إسرائيل، ويرفض فكرة الدولة الفلسطينية. لأن الفلسطينيين يريدون دولة ولا يريدون السلام. وأضاف «العالم حول إسرائيل أصبح أكثر خطورة بعد سيطرة العسكر الإسلامي على لبنان وغزة، لذا خير لإسرائيل أن تتلقى دعاية إعلامية سيئة من أن تتلقى تأبيناً جيداً»، مثيراً قضية المساحة الجغرافية الضيقة كنقطة ضعف استراتيجية يجب على العرب حلها بالمفاوضات. وأوضح أنه بدون الضفة إسرائيل صغيرة جداً لا يمكن حمايتها «وخاصة بوجود جيران كهؤلاء». وشدد على أن إسرائيل غير قابلة للدفاع عن نفسها بدون السيطرة على مناطق استراتيجية في الضفة. فمجال إسرائيل الجوي لا يتجاوز 3 دقائق، وتساءل «كيف نقلصه إلى النصف بالتخلي عن الضفة؟... وكيف يمكن وقف التهريب إلى الجبال بأنفاق؟». وركّز على نقاط ضعف إسرائيل كسبب لرفض السلام. وقال «يتعين على الفلسطينيين إقامة سلام مع إسرائيل ثم نقيم الدولة»، وناشد أبو مازن التفاوض معه مباشرة في الأمم المتحدة.
النهار :
أما صحيفة النهار فعنونت"عباس يطرق باب فلسطين من الأمم المتحدة" و"مجلس الأمن يناقش العضوية الكاملة الاثنين"و"الرباعية تضع جدولاً زمنياً للتوصل إلى إتفاق بحلول نهاية 2012"
وكتبت تقول"أنجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس وعده بنقل مطلب الشعب الفلسطيني دولة مستقلة الى الامم المتحدة بعدما أدرك ان 20 سنة من المفاوضات لم تكن كفيلة بتحقيق هذا الهدف".
وبعيد تسليمه طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة الى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون، ألقى الرئيس الفلسطيني خطابا تاريخيا أمام الدورة العادية الـ66 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، قال فيه إن الشعب الفلسطيني هو آخر شعب يرزح تحت الاحتلال، وإن "ساعة الربيع الفلسطيني قد دقت، ساعة الاستقلال". وأعاد الى الاذهان كلمة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات امام الجمعية العمومية عام 1974 التي قال فيها "لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي". وقوبل عباس بالتصفيق وقوفا من وفود كثيرة في القاعة، بينما انسحب بعض أعضاء الوفد الاسرائيلي.
وبعد أقل من ساعة ألقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا من المنبر عينه، حمل فيه الفلسطينيين تبعة توقف المفاوضات، مؤكدا ان الدولة الفلسطينية لا يمكن بلوغها عبر الامم المتحدة وانما عبر المفاوضات مع اسرائيل .
وفي ايقاع متسارع للاحداث، صرح الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق بأن الامين العام سلم الطلب الفلسطيني الى مجلس الامن.
ولاحقا، أعلن المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس، أنه نقل الطلب الفلسطيني الى الدول الاعضاء الـ14 الأخرى بعدما تسلمه من بان كي – مون. وقال: “وزعت رسالة (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ودعوت أعضاء المجلس لعقد جلسة مشاورات في هذا الموضوع الاثنين الساعة 15:00 (19:00 بتوقيت غرينيتش).
ويتوقع ان تستغرق عملية التصويت على هذا الطلب في مجلس الامن أسابيع وتأمل الولايات المتحدة ألا تضطر الى استخدام حق "الفيتو" الذي سينعكس سلبا على صورتها في الشرق الاوسط.
أما الفلسطينيون، فيتطلعون الى الحصول على تسعة أصوات على الاقل من أصل 15 في مجلس الامن، وهو الحد الادنى المطلوب لاصدار "توصية" بطلبهم الى الجمعية العمومية مما يسمح لها بدورها بطرح الطلب على أعضائها للتصويت.
وأعلن ستة من أعضاء مجلس الامن الدائمين وغير الدائمين حتى الآن انهم يعتزمون الموافقة على الطلب الفلسطيني، هم الصين وروسيا والبرازيل والهند ولبنان وجنوب افريقيا.
والاعضاء المترددون او الذين لم يعلنوا موقفهم بعد هم بريطانيا وفرنسا والمانيا ونيجيريا والغابون والبوسنة والبرتغال، فيما أعلنت كولومبيا انها ستمتنع عن التصويت.
الرباعية
ومن تداعيات الخطوة الفلسطينية، كان توصل الرباعية الدولية للشرق الاوسط الى صيغة بيان مقتضب دعا الفلسطينيين واسرائيل الى عقد اجتماع خلال شهر للاتفاق على جدول أعمال لمفاوضات سلام جديدة توصلا الى اتفاق بحلول نهاية 2012.
وقال انه يريد أن يرى مقترحات شاملة خلال ثلاثة أشهر في شأن الارض والامن وتقدم ملموس في غضون ستة أشهر.
وردا على البيان صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: “اننا مستعدون لتحمل مسؤولياتنا بموجب خريطة الطريق والقانون الدولي. ولكن على اسرائيل تحمل مسؤولياتها هي ايضا، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
واكتفى مسؤول اسرائيلي بالقول: “اننا في صدد درس اعلان" الرباعية.
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجانبين الى "اغتنام" اعلان اللجنة لمعاودة المفاوضات.
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل"أكد أن المستوطنات اليهودية تهدّد حلّ الدولتين وبقاء السلطة"و"عباس يعلن الربيع الفلسطيني من الأمم المتحدة"
وكتبت تقول "وفي اليوم المنتظر، وقف الرئيس محمود عباس على منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة أمس معلناً الربيع الفلسطيني ، ومؤكداً أن شعبه سيواصل المقاومة السلمية للاحتلال الاسرائيلي، بعدما تقدم بطلب رسمي للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية،على وقع التظاهرات التي عمت الضفة الغربية دعماً له، في حين دعت واشنطن للعودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل التي أبدت الأسف حيال قيام أبو مازن بتقديم طلب العضوية إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون".
ففي كلمة له أمام الدورة الـ66 للجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد تسليم طلب عضوية فلسطين رسميا إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، قال عباس "تقدمت بصفتي رئيسا لدولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سعادة بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة بطلب انضمام فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، دولة كاملة العضوية الى هيئة الأمم المتحدة".
وأضاف عباس، الذي قوبلت تصريحاته بوابل من التصفيق من الحضور "أطلب من السيد الأمين العام العمل السريع لطرح مطلبنا أمام مجلس الأمن، وأطلب من أعضاء المجلس التصويت لصالح عضويتنا الكاملة، كما أدعو الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن تعلن اعترافها". وتابع "لا اعتقد أن احدا لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ... بل وعلى دولة مستقلة".
وقال ايضا "وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديموقراطية في ما عرف بالربيع العربي، فقد دقت أيضا ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال".
وأكد عباس "ان الفلسطينيين سيواصلون المقاومة السلمية الشعبية "للاحتلال الاسرائيلي"، محذراً من ان "بناء المستوطنات اليهودية يهدد بتقويض حل الدولتين وبقاء السلطة الوطنية الفلسطينية".
واتهم عباس الحكومة الاسرائيلية بنسف جهود السلام، وقال: ان "جهودنا ومساعينا للسلام كانت دائما تتحطم على صخرة الحكومة الاسرائيلية"، مؤكدا استعداده للتفاوض "على الفور" مع اسرائيل على اساس حدود 1967 ووقف الاستيطان.
وحذر عباس بشدة من أن سياسة الاستيطان التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ستنهي وجود السلطة الفلسطينية قائلا: "وهنا أحذر وبصوت عال من هذه السياسية الاستيطانية التي تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الفلسطينية بل وإنهاء وجودها".
وقال: "إن الفلسطينيين باتوا يواجهون بشروط لم يسبق أن طرحت عليهم من قبل كفيلة بتحويل الصراع المحتدم في منطقتنا الملتهبة إلى صراع ديني وإلى تهديد مستقبل مليون من مواطني إسرائيل وهو أمر نرفضه بالقطع ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه".
وتابع" "ان الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في أرضنا وفقا لما يريد ولفرض أمر واقع على الأرض يغير حقائقها وشواهدها ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين وفي نفس الوقت تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها المشدد على قطاع غزة واستهداف مواطنينا بالاغتيالات والغارات الجوية والقصف المدفعي مستكملة ما خلفته حربها العدوانية قبل ثلاث سنوات على القطاع من تدمير هائل للمنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد، فضلا عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى".
أما اسرائيل فتبنت خطاباً تحريضياً على عكس الخطاب التاريخي للرئيس عباس، فقد أبدت "الاسف" للطلب الفلسطيني، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه يمد يد السلام للشعب الفلسطيني، غير انه اتهم الرئيس عباس برفض جهود السلام بعد التقدم بطلب العضوية.
وقال نتنياهو امام الجمعية العمومية: "امدّ يدي للشعب الفلسطيني الذي نسعى الى سلام عادل ودائم معه"، وأضاف "الحقيقة ان اسرائيل تريد السلام، الحقيقة انني اريد السلام.. الحقيقة اننا لا نستطيع الوصول للسلام عبر قرارات الامم المتحدة بل عبر المفاوضات. الحقيقة ان الفلسطينيين يرفضون حتى الان التفاوض".
وتابع نتنياهو "جوهر الصراع ليس المستوطنات.. بل المستوطنات هي نتيجة للصراع، وهي مسألة يتعين تناولها وتسويتها"، معتبرا ان جوهر الصراع "كان دوماً وما يزال رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية ضمن أي حدود".
وفي وقت لاحق، سلم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الطلب الفلسطيني الى مجلس الامن، على ما اعلن الناطق باسم المنظمة الدولية فرحان حق.
وقال حق للصحافيين ان بان "نقل الطلب الفلسطيني الى بعثة لبنان" التي تتولى هذا الشهر الرئاسة الدورية لمجلس الامن.
البناء :
بدورها عنونت صحيفة البناء"عبّاس يطلب رسمياً الاعتراف بالدولة الفلسطينية والفيتو الأميركي جاهز لإسقاطه"
وكتبت تقول "بقيت نيويورك محط الأنظار، أمس، حيث الحدث الأبرز في مجلس الأمن، من خلال الإصرار الفلسطيني على طلب عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مقابل رفض أميركي غير مسبوق لهذا الطلب، إرضاء لحكومة المتطرفين في الكيان الصهيوني".
ومن المتوقع أن تمارس واشنطن "حق النقض ـ الفيتو" في جلسة اليوم لإسقاط الطلب الفلسطيني، على الرغم من كل المساعي التي يبذلها بعض الدول العربية ودول أخرى مثل روسيا، وخصوصاً المسعى الذي يبذله لبنان كونه يرأس الدورة الحالية للمجلس.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن أمام أعلى هيئة دولية الطلب الرسمي للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وقبول عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، بعد أن كان قد قدم الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة نهاراً.
وما إن أعلن عباس ذلك، حتى دوّت القاعة الكبرى بتصفيق طويل حاصر "إسرائيل" والولايات المتحدة وتلك الدول التي تتربص بفلسطين والقضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم.
"الفيتو" الأميركي
لكن التصفيق والتأييد سيذهبان أدراج الرياح مع كمين "الفيتو" الأميركي، هذا السيف المصلت على رقاب الناس، الذي سيتربص للطلب الفلسطيني في مجلس الأمن.
ومع بدء المداولات في المجلس، فإن حصول هذا الطلب على تسعة أصوات يعني أن "الفيتو" الأميركي سيكون حاضراً لإفشاله، وربما سيكون هذا الأمر مرتباً مع دول أخرى لتحقيق الإفشال قبل ذلك.
وفي كل الحالات، فإن الوقائع التي نشهدها في الأمم المتحدة تكشف زيف التأييد الأميركي لما يسمى الربيع العربي وللثورات العربية السوداء والبيضاء، وتؤكد أن هذا التأييد هو مجرد أوهام في عقول الذين صدقوا واشنطن ودعاياتها في بعض الفضائيات العربية أو أولئك الذين يراهنون على "العم سام" لتحقيق مكاسب سياسية أو غير سياسية في بلدانهم وللقبض على السلطات في تلك البلدان.
إذاً، هذا هو المشهد الذي عكسته وقائع نيويورك، وهو المشهد نفسه الذي بتنا نحضره أسبوعياً مع بعض التحولات والحركات المشبوهة التي تحاول النيل من المقاومة والممانعة لا سيما في سورية.