07-02-2025 08:06 PM بتوقيت القدس المحتلة

اليمن: بعد عودة صالح اشتباكات دموية تعمّ صنعاء

اليمن: بعد عودة صالح اشتباكات دموية تعمّ صنعاء

تشهد أحياء صنعاء مواجهات دموية بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح ومعارضين له. واندلعت المواجهات إثر عودة صالح المفاجئة من المملكة العربية السعودية، في حين يسعى مجلس التعاون الخليجي إلى تطبيق خطته

تشهد أحياء صنعاء مواجهات دموية بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح ومعارضين له. واندلعت المواجهات إثر عودة صالح المفاجئة من المملكة العربية السعودية، في حين يسعى مجلس التعاون الخليجي إلى تطبيق خطته الهادفة إلى احتواء الأزمة.

أكدت لجنة تنظيم الإحتجاجات في اليمن مقتل أربعين شخصاً على الأقل اليوم في صنعاء حيث تدور معارك بين المؤيدين والمعارضين للرئيس علي عبد الله صالح. وسبق أن أعلنت مصادر طبية في اليمن أن سبعة عشر شخصاً قتلوا وأصيب أربع وعشرون آخرون في هجوم شنّه الجيش اليمني ليل الجمعة- السبت على ساحة التغيير في صنعاء حيث يعتصم متظاهرون منذ أواخر كانون الثاني/يناير.
  

وتحدثت حصيلة سابقة عن خمسة قتلى ثم ستة عشر في الهجوم الذي شنّته قوات الرئيس علي عبدالله صالح. وقال طبيب المستشفى الميداني، الذي أقامه المحتجون في ساحة التغيير، محمد الغبطي "قتل سبعة عشر شخصاً وأصيب أربع وخمسون آخرين بجروح".  وأوضح الغبطي أن بين القتلى عدد من المدنيين، إضافة الى عسكريين تابعين للواء المنشق علي محسن الأحمر المؤيد للحركة الاحتجاجية. وأكد معارضون في المكان أنه بعد ساعة من بدء الهجوم، عمدت قوات صالح الى قصف الساحة من كل الاتجاهات.
  

وأضاف المعارضون لصالح أن النار اندلعت في خيم في الجهة الجنوبية من الساحة، لافتين الى مواجهات بين قوات صالح وقوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر. كذلك أفاد سكان أن معارك تدور في شارع الستين المحاذي لساحة التغيير وغير البعيد من منزل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وفي السياق، اندلعت مواجهات أخرى في وقت متأخر ليلاً في حي الحصبة شمال العاصمة بين قوات الأمن ومناصرين للزعيم القبلي النافذ الشيخ صادق الأحمر. وأسفرت المواجهات في الحصبة صباحا عن مقتل ثمانية عشر شخصاً وإصابة ستاً وخمسين جريحاً، وفق ما نقل موقع الصحوة الإخباري التابع لحزب الاصلاح الإسلامي المعارض بزعامة رجل الأعمال النافذ حميد الأحمر شقيق الشيخ صادق.
    

كما أعلن مصدر عسكري يمني منشق أن قوات الحرس الجمهوري، وحدات النخبة في الجيش اليمني، قصفت اليوم محيط ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون، ما ادى الى مقتل احدى عشر جندياً من المنشقين وإصابة مئة واثني عشر آخرين. وأضاف المصدر العسكري أن القصف استهدف معسكراً للفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر وتقع قرب ساحة التغيير. ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من عودة الرئيس اليمني الى صنعاء بعد غياب أكثر من ثلاثة أشهر في السعودية حيث كان يعالج من جروح أصابته في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو.

من جهته، دعا المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى التوقيع "الفوري" على مبادرة المجلس للخروج من الأزمة التي تعصف ببلاده. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن المجلس أكد ضرورة التوصل الى "توافق للتنفيذ الفوري والأمين للمبادرة الخليجية كما هي وتطلعه الى توقيع صالح الفوري عليها وتنفيذ الإنتقال السلمي للسلطة بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة أراضي اليمن ويحترم إرادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والإصلاح".
  

وقد وضعت دول الخليج خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال شهرين. وندد الوزراء "بما يحدث في اليمن من اللجوء الى استخدام السلاح ضد المتظاهرين العزل، داعياً الى ضبط النفس والالتزام بالوقف التام والفوري لإطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الأخيرة التي ادّت الى قتل الأبرياء". وأوضحت الوكالة أن المجلس عقد "اجتماعاً استثنائياً" أمس في نيويورك برئاسة الشيخ وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان.
  

وأطلع المجلس على تقرير الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني بشأن الأوضاع في اليمن، الذي أعلن أثناء مغادرته اليمن أن الأخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق. وأضاف الزياني "حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الأطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن".