أعلن رئيس المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل اليوم أنه سيتمّ الإعلان عن الحكومة المؤقتة الليبية خلال الأسبوع القادم وأن أعضاء من المجلس الانتقالي سيتولون حقائب فيها
أعلن رئيس المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل اليوم أنه سيتمّ الإعلان عن الحكومة المؤقتة الليبية خلال الأسبوع القادم وأن أعضاء من المجلس الانتقالي سيتولون حقائب فيها. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي "نعم هناك اختلاف في وجهات النظر، هناك عدة حقائب يرى المجلس أنه لا لزوم لها حالياً فنحن لا زلنا في مرحلة تحرير، والأمر الثاني الذي عطل الحكومة هو عقلية الليبيين التي تربوا عليها خلال أكثر من أربعين عاماً، فالكل يريد نصيبه من الحكومة".
وأضاف عبد الجليل أن"النضال ليس معياراً في إسناد الحقائب، هذه مرحلة أزمة ويجب أن يتولاها الأكفاء". وتابع عبد الجليل "ربما سيكون هناك مزج بين المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي لإدارة الأزمة الحالية"، مشيراً الى أنه سيتمّ عقد اجتماع بين المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي لحسم هذه الأمور. كما أعلن عبد الجليل عن منح مالية لأسر الشهداء والمقاتلين والجرحى وعن اجراءات لتوفير العلاج في الأردن وايطاليا لكل الجرحى. وعن الوضع على جبهتي سرت وبني وليد، أكد عبد الجليل أن مهلة التسليم انتهت وأن "الثوار هم من يدير المعركة وهم الذين يقدرون التفاوض أو الحرب".
وعقد المجلس الوطني الإنتقالي اليوم في بنغازي اجتماعاً وصف بالحاسم لاستكمال المشاورات حول تشكيل الحكومة المؤقتة، بعدما ارجئ إعلانها الى أجل غير مسمى بسبب خلافات داخلية. ومن المفترض أن يلي اجتماع المجلس الوطني في بنغازي مؤتمراً صحافياً يعقده رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال مصدر مسؤول لوكالة فرانس برس إن الاجتماع "سيبحث تركيبة الحكومة كما سيطلع فيه رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الأعضاء على نشاطه ومشاوراته في نيويورك لدى مشاركته في اجتماع الجمعية العامة".
في المقابل، أكد مساعد لأحد أعضاء المجلس أن "اجتماع اليوم سيكون حاسماً بالنسبة لإعلان الحكومة المؤقتة"، مشيراً إلى أنه "يتعين الإتفاق على تركيبة هذه الحكومة قبل تحرير كافة الأراضي الليبية، وإلا اذا حصل التحرير فإنه لن تعود هناك إمكانية لتشكيل حكومة مؤقتة بل يتعين حينها تشكيل حكومة انتقالية". غير أن مسؤولاً ثالثاً في المجلس الإنتقالي قال إنه "لم يحصل أي اتفاق حتى الآن على تركيبة الحكومة أو عدد أعضائها". وأضاف المسؤول أن "هناك العديد من المقترحات وقد يحصل الاتفاق في اجتماع اليوم وقد لا يحصل وهذا ما أرجحه بالنظر الى المعطيات المتوفرة حالياً".
وسبق أن أعلن رئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل في 21 أيلول/سبتمبر في نيويورك، أن الحكومة سوف تشكل في ليبيا في غضون "أسبوع الى عشرة أيام". وأشار جبريل في مقابلة مع صحيفة الحياة في عددها الصادر أمس، الى أن الكثير من الأطراف السياسية في ليبيا "قلبت الأولويات وبدأت التنافس على السلطة قبل الأوان وقبل استكمال تحرير الأراضي الليبية"، مشبهاً ذلك بالصراع على تقاسم "كعكة قبل أن تدخل الفرن". كما أعلن جبريل الأحد الماضي، عقب اجتماع بين المجلس الإنتقالي والمكتب التنفيذي في بنغازي، إرجاء إعلان الحكومة الانتقالية في ليبيا الى أجل غير مسمى لإجراء مزيد من المشاورات.
يذكر أن المجلس قد أعلن أنه سيتولى قيادة البلاد الى حين انتخاب جمعية تأسيسية بعد ثمانية أشهر، على أن تجري انتخابات عامة بعد ذلك بعام. ولن يبدأ الإعلان عن هذا الجدول الزمني سوى بعد تحرير كامل أراضي البلاد، وهو ما لم يحصل بعد، إذ لا تزال قوات المجلس تواجه مقاومة شرسة من قبل أنصار للقذافي خصوصاً في مدينتي بني وليد وسرت.
ميدانياً، أفاد مراسل لفرانس برس أن القوات الموالية للقذافي أطلقت صواريخ من بني وليد باتجاه موقع للثوار على بعد نحو خمسة كيلومترات وسط المدينة. ولم تحرز قوات النظام الجديد سوى تقدم طفيف على جبهة بني وليد منذ عدة أسابيع. وفي سرت، تراوح الأمور مكانها، وتمكّن المقاتلون على الجبهة مساء أمس من الوصول الى أبواب المدينة، بعدما حققوا تقدماً بطيئاً على طول الطريق الساحلي. وقال أحد القادة الميدانيين أسامة مطاوع صويلي "نحاول إخراج جميع العائلات، ونقوم بتسيير ما بين أربعمئة إلى خمسمئة سيارة يومياً، كما نحاول نوعاً ما تجويع قوات القذافي".
وأكد الطبيب مبروك كرناف اليوم أن ثلاثين مقاتلاً من الثوار لقوا مصرعهم منذ بداية المعارك قبل أسبوعين للسيطرة على بني وليد. وقال قائد الجبهة الشمالية ضو صالحين الجدك إن خمسين من الثوار اصيبوا في المعارك.
من جهتها، أعلنت ابنة العقيد الفار عائشة القذافي مساء أمس، في رسالة صوتية بثتها قناة الرأي، إن والدها "بخير ويقاتل"، حاملة على قادة المجلس الوطني الانتقالي الذين اتهمتهم بأنهم "خانوا العهد". ولجأت عائشة وشقيقاها هنيبال ومحمد وصفية الزوجة الثانية لمعمر القذافي نهاية آب/أغسطس الى الجزائر "لأسباب محض انسانية"، كما أكدت الجزائر، فيما لجأ شقيقها الساعدي الى النيجر. ولا يزال معمر القذافي متوارياً وكذلك ابناؤه الآخرون.