قالت المقاومة كلمتها في شبعا ومضت نحو مزيد من العزة والاقتدار رافعة معادلات قوية بوجه العدو..
احمد شعيتو
قالت المقاومة كلمتها في شبعا ومضت نحو مزيد من العزة والاقتدار رافعة معادلات قوية بوجه العدو.. ظن العدو انه سيكبل المقاومة او يحرجها فإذ بما ارتكبه بالقنيطرة ينقلب عليه. ورغم ألم الخسارة بفقد هؤلاء الابطال فإن دماءهم رسمت معالم قواعد متقدمة في الصراع والتصدي. فنجيع الشهداء يصنع انتصارات دوماً وها هي دماء الابرار ازهرت بشكل عاجل.
عرفت قيادة الكيان الصهيوني السياسية والعسكرية ان ما ارتكبته في القنيطرة كان خطوة الى الوراء وذلك عندما وقفت على أمرين:
- الغارة لم توهن من عزيمة المقاومين وقيادتهم في مسار خطوط المجابهة ولم تفلح في تكريس واقع ميداني جديد.
- عملية مزارع شبعا كانت انجازا نوعيا امنيا وعسكريا رغم كل الاحتياطات والاجراءات وكانت رداً فهمه العدو جيدا.
وقف العدو مكتوف اليدين بعد العملية في توسيع دائرة اعتداءاته بحيث ان اي مس بالمدنيين كان سيفتح ابواب النار عليه وهو عرف ذلك من رسائل التأهب والميدان وهذا دل من جديد على قدرة المقاومة على ردعه.
جاء خطاب الامين العام لحزب الله طلقة اخرى في صدر العدو بعد طلقة مزارع شبعا إذ انه أبرزَ معادلتين: التحرر من كل ما يسمى قواعد اشتباك وثانيا اننا سنرد على اي اغتيال لمقاومين ولو بعملية عسكرية. فلو فكر نتنياهو الذي اطلق تهديدات بأن "من يقف وراء العملية سيدفع الثمن" أنه سيقدم على اغتيالات يتحرر بعدها من عبء مواجهة ورد عسكري فإنه يكون واهما. أما اي مغامرة عسكرية فسيكون بشأنها كلام كبير وكبير جدا يصنعه المقاومون.
في هذا الاطار استقرأ موقع قناة المنار نظرة من شخصية لها ثقلها وخبرتها السياسية والعسكرية.. انه العميد مصطفى حمدان، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون:
- كيف قرأتم خطاب السيد نصر الله بالامس خاصة لناحية الرد على اي اغتيال وتجاوز قواعد الاشتباك والرد في اي مكان؟
ما سمعناه البارحة من فصل الخطاب من السيد حسن نصرالله حول الرد على العقل الإجرامي الإسرائيلي لا يعتبر معادلتين جديتين من ناحية تجاوز قواعد الإشتباك والرد في أي مكان ، فالمقاومة في صراع استخباراتي وعسكري مستمر على مدار الساعة والايام والأشهر والسنوات وهذا الصراع لم يتوقف ولن يتغير حتى تحقق المقاومة أهدافها في تحرير فلسطين كل فلسطين وقدسها الشريف.
ما قاله السيد البارحة وما قاله قبل في المقابلة الإستراتيجية العليا في الميادين هو تذكير لمن نسي أو يتناسى هوية هذه المقاومة ومسارها ومصيرها في تحقيق الإنتصار الكبير النهائي على أرض فلسطين، وما استشهاد المقاومين الستة مع القيادي في فيلق القدس إلا تأكيد إلهي على سعي هذه المقاومة الدائم من أجل تحرير فلسطين من براثن الغدة السرطانية اليهودية على أرض فلسطين العربية.
- كيف قيمتم عملية شبعا وما سبقها وكيف تنظرون الى مرحلة ما بعد العملية على صعيد العدو والمقاومة على السواء؟
إن اغتيال الشهداء في القنيطرة وما تبعها من قيام المقاومين بتنفيذ عملية شبعا نضعها في سياق الصراع العربي الصهيوني العام، وبالتالي ما قاله السيد حسن نصرالله البارحة كان دقيقاً وشديد الوضوح في تقييم ما جرى في الزمان والمدى الجغرافي المحدد بمزارع شبعا وكفرشوبا اللبنانية المحتلة.
كما اننا ومن خلال المتابعة لتفاصيل ما قاله سيد المقاومة وتعليقات الإعلام الإسرائيلي والخبراء العسكريين الإسرائيليين نميل إلى الإعتقاد بأن هناك ضغوطات كبيرة دولية واقليمية واسرائيلية داخلية لكبح جنون نتانياهو من استخدام الدم الإسرائيلي في صناديق الإقتراع في الإنتخابات الإسرائيلية القادمة، وربما قد استعاض عن ذلك بالسماح لقطعان المستوطنين باستباحة أرض الضفة الغربية وإقامة مئات المساكن على أرضها .