تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 4-2-2015 الحديث حيث لا تزال قضية الحوض الرابع في مرفأ بيروت تتفاعل منذ نحو الاسبوع، كما تطرق الصحف الى ملف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 4-2-2015 الحديث في بعض الملفات المستجدة حيث لا تزال قضية الحوض الرابع في مرفأ بيروت تتفاعل منذ نحو الاسبوع، كما تطرق الصحف الى ملف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل في جلسته الخامسة التي عقدت ليل أمس .
اقليميا، تناولت الصحف خبر حرق داعش للطيار الاردني معاذ الكساسبة ما يبرهن من جديد وحشية هذا التنظيم.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
جيرو «يغرق» في الملف الرئاسي.. وتعويم «ملتبس» للمرفأ
الحوار يتجاوز الرصاص و«التشويش»
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والخمسين بعد المئتين على التوالي.
حسناً فعل أهل السياسة والطوائف بأن توصلوا إلى «مخرج فضفاض وملتبس» لقضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت، وإلا كادوا يُقحمون الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو بمحاولة استنباط وصفة لها، لعله بذلك يعزّي نفسه ببديل عن «جواب رئاسي» يبحث عنه في بيروت والرياض وطهران وروما وباريس وواشنطن.. ولا يجده حتى الآن.
بهذا المعنى، تصبح زيارة جيرو نوعاً من التمرين الذهني للبنانيين حتى يتذكروا أن كرسي الرئاسة الأولى لا يزال شاغراً وأن المخارج الدستورية التي يبحثون عنها لأمور عدة، بينها التصويت على القرارات في مجلس الوزراء، يمكن أن تتوافر بكبسة زر واحدة تضع حداً لواقع الفراغ الرئاسي الذي انسحب على مجلس نيابي قرّر التمديد مشكوراً لعطلته المفتوحة منذ سنوات.
جلسة الحوار
ووسط استمرار المراوحة في الملف الرئاسي، عُقدت أمس جلسة الحوار الخامسة بين وفدَي «حزب الله» و«تيار المستقبل»، بحضور الوزير علي حسن خليل، واستُكمل البحث في كيفية تخفيف الاحتقان المذهبي، من دون أن تتأثر بالأجواء السلبية التي أشاعها البعض في «14 آذار» قبل الجلسة، لاسيما بعد عملية مزارع شبعا والخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله.
وأبلغت مصادر مطلعة على أجواء الجلسة الخامسة «السفير» أن النقاش في هذه الجلسة استمرّ على النسق ذاته من الجدية والمسؤولية والصراحة والهدوء، مشيرة الى ان الامور كلها، نوقشت بمنطقية وموضوعية.
ولفتت الانتباه الى أنه تمّت مقاربة النقاط الخلافية بروحية إيجابية، استكمالاً للمسار الذي بدأ منذ انطلاقة الحوار.
وأوضحت المصادر أن النقاش في الجلسة الخامسة بقي متمحوراً حول بند تنفيس الاحتقان المذهبي وتطبيقات الخطة الأمنية.
وأكدت أن نقطة إطلاق النار في المناسبات حُسمت بسرعة، بعدما اتفق المتحاورون على رفض هذه الظاهرة وأعربوا عن انزعاجهم الشديد منها، لافتة الانتباه الى أن هذا الموقف يتصل بكل مناسبة أو منطقة معنية بهذه الظاهرة، ولم يكن موجهاً في اتجاه واحد.
وشدّد المتحاورون، وفق المصادر، على التزامهم بما جرى الاتفاق عليه مسبقاً لناحية إزالة الصور والأعلام والشعارات الحزبية في المدن الرئيسة، وعلى طريق المطار (أوتوستراد حافظ الأسد).
واعتبرت المصادر ان هذه الخطوة تنطوي على أهمية فعلية، وليست شكلية كما قد يعتقد البعض، لأن الصور والأعلام والشعارات تكاد تكون مقدسة بالنسبة الى البعض ممن يجدون فيها معاني رمزية قيّمة، وبالتالي فإن تصميم «حزب الله» و «تيار المستقبل» و «حركة امل» على إزالتها يؤشر الى جدية في السعي الى تنفيس الاحتقان المذهبي.
وتوقعت المصادر أن تعقد الجلسة السادسة للحوار يوم الجمعة من الأسبوع المقبل، لكنها أوضحت ان هذا الموعد أوليّ.
وصدر عن المجتمعين بعد الجلسة بيان مقتضب، جاء فيه:
«استكمل المجتمعون النقاش حول عدد من النقاط بصراحة ومسؤولية، ورحبوا بالخطوات التنفيذية لإزالة الصور والملصقات في بيروت وغيرها من المناطق.
وتابعوا التحضيرات المتعلقة باستكمال الخطة الأمنية.
ومن جهة أخرى أكد المجتمعون رفضهم إطلاق النار في المناسبات كافة وعلى كل الاراضي اللبنانية، وأياً كان مبرره».
بري: سالكة وآمنة
وقال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس إن طريق الحوار بين «الحزب» و «المستقبل» سالكة وآمنة، ولم تتأثر بالقنص السياسي، مؤكداً أن القرارات التي تتخذ في جلسات الحوار ستنفذ، ومن بينها قرار إزالة كل العلامات والإشارات الحزبية في بيروت والمدن الأخرى والطريق الساحلية الى الجنوب والشمال وطريق المطار.
وأضاف: لقد أعطيت توجيهاتي إلى الجهات المختصة في «حركة أمل» للمباشرة فوراً في إزالة كل الأعلام والشعارات والصور العائدة الى الحركة من مناطق تواجدها، وبالفعل بدأت إزالتها أمس، برغم أن الموعد المقرر للمباشرة في التنفيذ هو الخميس.
ورداً على سؤال حول تعليقه على قول البعض إن الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله انعكس سلباً على مناخ الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، أجاب: ما قاله السيد نصرالله يندرج في إطار تعزيز مناعة لبنان في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، وهذا الامر يجب ان يكون مصدراً للاطمئنان وليس للقلق.
جولة جيرو
في هذه الأثناء جال الموفد الفرنسي جيرو على عدد من المسؤولين والقيادات السياسية، في إطار استشراف أفق الاستحقاق الرئاسي، تتمة لزيارته السابقة إلى لبنان والتي تلتها جولة إقليمية.
والتقت أوساط الشخصيات اللبنانية التي التقاها جيرو أمس على القول لـ «السفير» إنه لم يحمل جديداً حسياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وإنه اكتفى بعرض نتائج الجولة التي سبق أن قام بها الى كل من الرياض وطهران والفاتيكان، من دون أن يقدّم أي أفكار جديدة، من شأنها تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي المعلومات أن جيرو شدّد على أهمية الحوار الداخلي وضرورة المضي به، خصوصاً بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، لعله يقود الى تفاهم داخلي حول الرئيس المقبل، في تعبير عن تعذّر الوصول حتى الآن الى توافق إقليمي - دولي، يمكن أن يشكل رافعة للاستحقاق الرئاسي.
وأمام استعصاء التقاطع الخارجي حول تسوية رئاسية تُفرض على الداخل، ظهر جيرو وكأنه يحرّض اللبنانيين على استعادة المبادرة وتفعيل دورهم في اختيار الرئيس، مع إبداء استعداد فرنسا للمساعدة قدر الإمكان، في هذا الإطار.
وأبلغ مرجع سياسي التقى جيرو «السفير» أن «ما يحمله الموفد الفرنسي في جعبته هو على طريقة «حاول ثم حاول ثم حاول» لعل الحل ينبلج في احدى المحاولات»، مشيراً الى»ان كل ما يُستنتج من زيارته أن لبنان ليس متروكاً».
ونُقل عن جيرو قوله لبعض من التقاهم «إنه انطلق في زيارته الحالية الى لبنان بناء على نتائج إيجابية تحققت خلال محادثاته في إيران وشعوره أن القيادة الإيرانية مهتمّة بالملف الرئاسي وباستقرار لبنان، وهذا همّ مشترك بين فرنسا وإيران».
الحوض الرابع
الى ذلك، نجحت الاتصالات والمشاورات التي جرت أمس على أكثر من مستوى في احتواء أزمة مرفأ بيروت، إذ علّقت نقابة أصحاب الشاحنات في المرفأ، أمس، الإضراب الذي أدّى الى إقفال المرفأ لمدة 24 ساعة، وذلك مقابل وعد بعرض الأمر على مجلس الوزراء في جلسته اليوم لاتخاذ القرار المناسب، فيما توقع متابعون للملف أن يحصل أصحاب الشاحنات على وعد بعدم مسّ منظومة مصالحهم في المرفأ إذا استكملت عملية الردم.
وجاءت العودة عن الإضراب نتيجة تدخل بعض المرجعيات السياسية والدينية، وأبرزها بكركي ورئاسة الحكومة التي كانت أيّدت المضي في تنفيذ مشروع توسعة مرفأ بيروت وتطويره.
وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر لـ «السفير» إن تنفيذ ردم الحوض الرابع هو مرحلة من مراحل تطوير المرفأ وتوسعته، في إطار ترجمة قرار متخذ منذ العام 2007 و2009، وملزم للجهات المعنية، لا سيما أن الشركة الملتزمة لديها أمر مباشرة بالعمل منذ العام 2013 تقريباً.
وأكد زعيتر أن المشروع ملزم، وبدأ العمل فيه، وأنه يحاول منذ سبعة أشهر تقريب وجهات النظر، لاسيما أن الأمر يقع ضمن صلاحيات إدارة المرفأ التي تقوم بالعملية، بناء لمرسوم اتخذ في مجلس الوزراء، وان الأمر لا يحتاج إلى قرار جديد من مجلس الوزراء حالياً. وأوضح أنه سيبلغ مجلس الوزراء أن المشروع لا يلحق الضرر بأي جهة من القوى العاملة في مرفأ بيروت.
وقالت مصادر وزارية معنية لـ «السفير» إن عرض الموضوع على مجلس الوزراء، «يأتي فقط من باب رفع العتب، على اعتبار ان وزير الاشغال سيعرض نتائج الاتصالات التي أجراها، وسيبلغ مجلس الوزراء بأن ما يجري حالياً يأتي ضمن قرار تطوير مرفأ بيروت وتوسيعه، مع تأكيد عدم وجود إمكانية لوقف تنفيذ مشروع ملزم، وتحمل الشركة المعنية أمر مباشرة من الادارة المعنية».
وأكدت المصادر أن زعيتر أبلغ المراجع المعنية أن غاية المشروع تنشيط عمل المرفأ وعمليات التفريغ، بمعنى إنهاء تفريغ الباخرة والحاويات خلال يوم واحد، بدلاً من انتظار أربعة أيام لمجيء الشاحنات وتحميل البضائع المفرغة.
فوضى التوحّش تهدّد الأردن بنيرانها
كشف تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، مجدداً أمس عن أكثر وجوهه رعباً وقسوة، مضيفاً على سجله الحافل المزيد من التشويه للإسلام، حيث فاقت طريقة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة أسوأ التوقّعات، فلم يخطر في بال أحد أن يتخلّى «داعش» عن «سكين الزرقاوي»، ويستبدلها بأسلوب أكثر وحشية، وهو إحراق الاسير بالنار وهو داخل قفص.
وهكذا، وبعد أسابيع من المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الأردنية، قرّر «داعش» إغلاق ملف الكساسبة عبر الكشف عن جريمة الحرق التي نفذها قبل شهر، بينما كان لا يزال يفاوض على إطلاق أنصار له من السجون الاردنية.
وبينما سارعت العديد من عواصم العالم الى التنديد بالجريمة، وخرج الملك عبدالله الثاني بكلمة متلفزة من واشنطن التي كان يزورها، توعّدت حكومته بـ «ردّ مزلزل» على الجريمة التي أصابت الأردنيين بالصدمة، وطرحت تساؤلات بشأن خيارات عمان من «الحرب على الإرهاب»، خصوصاً ما يجري في كل من سوريا والعراق، وسط مخاوف من اهتزاز الاستقرار الأردني داخلياً مع تداعيات الخطر الإقليمي المتمدد.
وبينما أكدت السلطات الأردنية إعدام «داعش» للكساسبة، إلا أنها أشارت إلى أنه قتل منذ شهر، متعهدة «برد حازم ومزلزل وقوي». ويبدو أن أول الخطوات ستكون إعدام الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي، التي كان «الدولة الإسلامية» يطالب بالإفراج عنها، بالإضافة إلى عدد من أعضاء تنظيم «القاعدة».
ونشرت «مؤسسة الفرقان»، الذراع الإعلامية المركزية لـ «داعش»، أمس، مقطع فيديو بعنوان «شفاء للصدور»، تضمّن مشاهد مرعبة لعملية إحراق الكساسبة، وهو داخل قفص حديدي بينما النار تلتهم جسده من كل جهة.
وجاء إعدام الطيار، الذي أسره «داعش» في 24 كانون الأول الماضي، بهذه الطريقة الوحشية غير المسبوقة، بعد يومين من انتهاء آخر مهلة منحها «الدولة الإسلامية» للحكومة الأردنية حتى تُفرج عن الريشاوي مقابل الإبقاء على حياة الكساسبة وإطلاق سراح الرهينة الياباني كينجي غوتو، الذي أعدم بعد ساعات من انتهاء المهلة من دون الاستجابة لمطالبه، حيث أصرّت الحكومة الأردنية على وجوب إعطائها دليلاً يثبت أن طيارها ما يزال على قيد الحياة مع إبداء استعدادها لمبادلته، سواء مع الريشاوي أو مع غيرها من المعتقلين، وهو على ما يبدو أن «داعش» لم يكن مستعداً لتقديمه.
وقد استهلّ الفيديو بالتذكير بالدور الأردني في «قتال المجاهدين»، واشتراكه في قصف المسلمين من أفغانستان إلى حرب العراق، وانتهاء باشتراكه في التحالف الدولي الذي يقود حرباً جوية ضد «الدولة الإسلامية».
وظهر الكساسبة، وهو يعرّف عن نفسه والمنطقة التي ولد وترتع فيها (الكرك في جنوب الأردن) وكيف تدرّج بالدراسة حتى تخرّج برتبة طيار عملياتي. وبدا متعباً، وآثار كدمة تحت عينه اليسرى، لكنه كان يتحدث بطلاقة وباللغة العربية الفصحى.
وتحدث مطولاً عن التحالف الدولي والدول الغربية والعربية المشاركة فيه، ودور كل دولة فيه، مع التركيز على الدول العربية، خصوصاً الخليجية، ونوع الطائرات المشاركة في الحرب ضد «داعش». وذكر الكساسبة أن قطر تلعب دوراً محورياً، ويتواجد فيها «تجمّع» لرسم الخطط والأحداث وتوزيع المهام على الدول الأخرى. كما ذكر أسماء المطارات التي تنطلق منها طائرات التحالف لتنفيذ ضرباتها لمعاقل «داعش» في سوريا والعراق، ومن بينها مطار تركي من دون أن يسمّيه، لكنه قال إنه يبعد عن الحدود السورية حوالى 100 كيلومتر.
ودعا التنظيم في الشريط إلى قتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي، مورداً أسماء ومواقع منازل قال إنها لطيارين أردنيين، مع عبارة «مطلوب للقتل».
وفي التبريرات الأولية التي ساقها أنصار «داعش» لاستخدام طريقة الإحراق بالنار، فقد ذكر بعضهم أن ابن تيمية الذي يعتبر المرجع الأول للسلفيين، كان يقول «من غرضنا غرضناه ومن حرقنا حرقناه»، بينما ردّ عليهم البعض بالقول «لا يعاقب بالنار إلا ربّ النار».
لكن وبكافة الأحوال، يعتقد أن «داعش» لجأ إلى هذه الطريقة لسببين، الأول ما يعتبره معاملة بالمثل، فالقصف على معاقله يؤدي إلى إحراقها بمن فيها، وبالتالي تكون عقوبة مَن يفعل ذلك الموت بالطريقة ذاتها، والثاني أن «الدولة الإسلامية» لم يعد يستطيع التراجع عن سياسة الرعب التي انتهجها منذ انطلاقته، ومن المتوقع أن يستمر في ابتكار أساليب جديدة كلما فقد أسلوب ما رهبته، أو كلما تطلّبت المرحلة زيادة ما يعتقد أنه جرعة خوف.
الأردن يهدّد بردّ مزلزل
وقال الملك الأردني عبد الله الثاني في بيان، «تلقينا بكل الحزن والأسى والغضب نبأ استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، تلك الزمرة المجرمة الضالة التي لا تمتّ لديننا الحنيف بأية صلة». وأضاف «لقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعاً عن عقيدته ووطنه وأمته، والتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن».
وقال مصدر أمني أردني مسؤول، لوكالة «فرانس برس»، إن حكم الإعدام سينفذ بساجدة الريشاوي وآخرين اليوم. وتوقعت مصادر في التيار السلفي الأردني، في تصريح لوكالة «الأناضول»، إعدام العراقي زياد الكربولي، أحد أبرز مساعدي زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أبو مصعب الزرقاوي، مشيرة إلى أنه تمّ نقل الكربولي والريشاوي والأردني معمر الجغبير، المدان بقتل الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان في العام 2002، إلى سجن يتم فيه تنفيذ عمليات الإعدام.
وأعلنت الحكومة الأردنية أن الردّ على حرق الكساسبة سيكون «حازماً ومزلزلاً وقوياً». وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني «مَن كان يشكك بأن رد الأردن سيكون حازماً ومزلزلاً وقوياً، فلسوف يأتيهم البرهان، وسيعلمون أن غضب الأردنيين سيزلزل صفوفهم». وأضاف «مَن كان يشكك بوحشية تنظيم داعش الإرهابي فهذا هو البرهان، ومَن كان يعتقد أنهم يمثلون الإسلام السمح فهذا هو البرهان، ومَن كان يشكك بوحدة الأردنيين في وجه هذا الشر فسنريهم البرهان».
وهددت القوات المسلحة الأردنية أيضاً بالاقتصاص من قتلة الكساسبة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد ممدوح العامري، في بيان، إن «القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدراً، وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة، ومن يشدّ على أياديهم، سيكون انتقاماً بحجم مصيبة الأردنيين جميعاً»، مشيراً إلى أن «طيارنا اغتيل يوم 3 كانون الثاني، أي قبل شهر من اليوم (أمس)».
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في بيان، مساندة بلاده للأردن «في مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف الشرائع السماوية كافة». وشدد على «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب بصوره وأشكاله كافة»، مشيراً إلى ضرورة «مواجهة الفكر المتطرف الذي يقف وراءه، ولا سيما الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات الدين الإسلامي الحنيف، وهي تسعى في الأرض مفسدةً والدين منها براء».
وأثنى الرئيس باراك أوباما على شجاعة الكساسبة، معتبراً أنه كان «في طليعة الجهود الرامية لإضعاف وإنهاء التهديد» الذي يمثله «الدولة الإسلامية». وقال «اليوم يحارب التحالف من أجل كل الذين يعانون من وحشية الدولة الإسلامية. إن ذكراهم تمدّنا مع شركائنا في التحالف بعزم لا يلين كي نشهد الدولة الإسلامية وفكرها الكريه وقد أصبح في غياهب التاريخ».
ودان حرق الطيار الكساسبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري ووزارة الخارجية اللبنانية."
النهار
54 عقد زواج مدنياً أمام مجلس الوزراء
جيرو لحماية لبنان من الانزلاق إلى الحروب
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "أبرز البنود على طاولة مجلس الوزراء اليوم الزواج المدني المعقود في لبنان. حالياً ثمة 54 عقد زواج مدنياً على الاراضي اللبنانية، نفذ الكاتب العدل جوزف بشارة منها وحده نحو 27 عقداً علقت في أروقة وزارة الداخلية التي امتنعت عن تسجيلها. وبعد جدل أصاب بسهامه وزير الداخلية نهاد المشنوق، قرر الاخير "طرح موضوع إجراء الزواج المدني في لبنان وتسجيله في وزارة الداخلية على مجلس الوزراء غداً (اليوم) لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن"، كما جاء في بيان صدر عن مكتبه أمس.
واستغرب وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود في حديث الى "النهار" العودة إلى نقطة الصفر بالنسبة إلى تسجيل الزيجات المدنية المعقودة في لبنان. فقد تم تسجيل سبعة منها حتى الآن، استناداً إلى رأي الهيئة الاستشارية العليا في وزارة العدل. وتساءل: "كيف يعقل أن يعامل أزواج خضعوا للنظام القانوني ذاته معاملة مختلفة بل متناقضة؟ أليس الحكم والإدارة استمرارية؟ إن عدم صدور تشريع ينظّم الزواج المدني (وهو ما نتمنّى حصوله) لا ينزع عن عقود الزواج المبرمة مدنياً في لبنان قانونيتها، ما دامت لا تخالف النظام العام اللبناني".
وقال الكاتب العدل جوزف بشارة لـ"النهار" إن هذا الملف انساني وقانوني. انسانياً، لا نستطيع اسقاط حق أي شخص في الزواج. وقانوناً، هؤلاء الاشخاص مارسوا حرية اعتقادهم وبعضهم شطب قيده الطائفي أي شطب الإنتماء الإداري الى الطوائف، "لذا فهم حكماً ملزمون الزواج المدني ولا امكان لتسجيل أي زواج آخر. اذاً، وفق حيثيتهم القانونية لا يخضعون لاجراءات الطوائف".
أما عن طلب وزارة الداخلية إحالة عقود الزواج المدني على المحاكم المدنية للنظر في قانونيتها، فيرى بشارة "ان بتّ صحة العقود تم بواسطة استشارة هيئة الإستشارات العليا، وقد تم التأكيد مرتين على قانونية الزواج المدني على الاراضي اللبنانية، وهذا الأمر حصل أيام وزير الداخلية السابق مروان شربل، وأصبح واقعاً قانونياً قائماً عبر تسجيل سبعة عقود زواج بحيث أصبحت حقوقاً مكتسبة للمواطنين".
ويضيف انه "من واجب القائمين بالخدمة العامة التقيد بالإجراءات والأصول القانونية خصوصاً أن مفاعيل الزواج قد اكتملت في ضوء التسجيلات السابقة وأصبحت حقوقاً مكتسبة لا يمكن التغاضي عنها واعتبارها غير موجودة".
واذا كان هذا الملف تقدم ملفات أخرى حيوية وحياتية، فإن البند الاول على جدول اعمال مجلس الوزراء هو "تأمين تسديد المبالغ المستحقة على تنفيذ عقود النظافة ابتداء من 1/17/ 2015"، وتوقعت أوساط كتائبية لـ"النهار" ان تشكل بنود مادة خلافية، منها البند الاول المشار اليه، والبند الثاني الرامي الى توزيع مستحقات البلديات من رسوم وواردات الخليوي. وعلم ان وزراء الكتائب سيصرون على تأمين تمويل عقود النفايات من خزينة الدولة وليس من الصندوق البلدي المستقل منعاً لتحميل البلديات أعباء اضافية، كما انهم سيعملون على عدم حسم تكاليف العقود السابقة من تحويلات عائدات الخليوي المستحقة للبلديات.
جيرو
واذا كان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان - فرنسوا جيرو بدأ جولته على القيادات اللبنانية، فقد نقل عنه بعد لقائه الرئيس السابق ميشال سليمان اعتباره ان توفير النصاب في مجلس النواب قرار محض لبناني، داعياً الى الاسراع في العملية عبر توافق داخلي لأن لا اجواء اقليمية مساعدة.
وعلمت "النهار" أن الموفد الرئاسي الفرنسي أبلغ المسؤولين الذين التقاهم أمس فحوى رسالة حملها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مفادها "التأكيد على متابعة الملف اللبناني ومساعدة لبنان" وخصوصاً في استحقاق رئيس جديد للجمهورية. وقد سمع جيرو ممن التقاهم اصراراً على متابعة هذا المسعى الفرنسي الذي هو الوحيد من نوعه في اتجاه لبنان. وفي ما يتعلق بالشق العام من البحث كان تركيز في محادثات الموفد الفرنسي على ضرورة حماية لبنان من الانزلاق الى الحروب نتيجة التدهور الامني وتداعياته الاقليمية، مشدداً على ابقاء مظلة الحماية التي تتمسك بها فرنسا لصون لبنان من هذه الاخطار. وعرض جيرو حصيلة زياراته السابقة للسعودية وإيران والفاتيكان وحرص فرنسا على تفعيل عمل المؤسسات في لبنان وانجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، وان جهوده ستتواصل في هذا الاتجاه. وأوضح ان مرحلة جديدة بدأت وعلى الاطراف المعنيين بالاستحقاق عدم الثبات في ستاتيكو المواقف السابقة التي لم تعد صالحة في المرحلة المقبلة. ولم يدخل في إسماء مرشحين، مع ابرازه التنسيق بين فرنسا والفاتيكان ودور بكركي المحوري. وقد تكتم على خطواته اللاحقة بعد مغادرته لبنان.
الحوار
وفي عين التينة، انعقدت مساء الجولة الخامسة من حوار "المستقبل - حزب الله" وشكلت باباً لتخفيف احتقان اضافي سببه كلام السيد حسن نصرالله واجواء اطلاق النار التي رافقته. وأفادت اوساط المتحاورين ان كل المواقف السلبية التي سبقت الجلسة لن تؤثر في الحوار وفي النتائج التي من الممكن ان يتوصل اليها، ما دام ان قرار الاستمرار في التحاور قائماً بين الطرفين. وفي المعطيات ان الحزب قدم الى "المستقبل" توضيحات عن الخطاب الاخير للسيد نصرالله، وعدم تضمينه أي كلام يمس بالقرار الدولي 1701.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: "استكمل المجتمعون النقاش حول عدد من النقاط بصراحة ومسؤو?