يعلن مجلس الإنماء والإعمار يوم غد الخميس إطلاق المناقصات للنفايات الصلبة في بيروت وجبل لبنان، بالتزامن مع اقتراح وزارة البيئة تحويل العقار المحاذي لمسبح الكوستا برافا في الأوزاعي مطمراً للنفايات
بسام القنطار
يعلن مجلس الإنماء والإعمار يوم غد الخميس إطلاق المناقصات للنفايات الصلبة في بيروت وجبل لبنان، بالتزامن مع اقتراح وزارة البيئة تحويل العقار المحاذي لمسبح الكوستا برافا في الأوزاعي مطمراً للنفايات، الأمر الذي يكرر سيناريو ردم البحر للتخلص من الردميات والنفايات على غرار ما حصل في النورماندي وصيدا.
احتاج مجلس الإنماء والإعمار الى 24 يوماً لإطلاق المناقصات العائدة لأعمال الكنس والجمع والنقل والمعالجة والطمر، رغم أن قرار مجلس الوزراء الذي يحمل الرقم 1 والصادر في 12 كانون الثاني الماضي قد دعا مجلس الإنماء والإعمار الى إطلاق المناقصات «فوراً» ، على اعتبار أن دفتر الشروط جاهز ولا يحتاج الا الى تعديلات بسيطة تتعلق بحجم المناطق الخدماتية وإنتاجها اليومي من النفايات.
وإذا أخذت هذه المهلة كمؤشر لأداء الادارات المعنية بإدارة النفايات، فإن مهلة الاشهر الستة التي وضعتها الحكومة لإقفال مطمر الناعمة – عين درافيل ستكون كافية فقط لفضّ العروض وإعلان أسماء الفائزين الذين سيحتاجون الى ما لا يقل عن سنة ونصف من التجهيز والإعداد قبل تسلم المناطق الخدماتية بشكل كامل.
وكان لافتاً أمس الاجتماع الذي عقده وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر الذي أطلعه على أنّ الإعلان عن المناقصات العائدة للمناطق الخدماتية الثلاث الاولى (أي المناطق التابعة لمحافظتي بيروت وجبل لبنان) سينشر في الصحف ابتداءً من يوم غد الخميس الواقع.
وكذلك عرض الوزير المشنوق مع رئيس المجلس الفقرة 3-2 من قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 12/1/2015، وتحديداً وجوب «التخلّص النهائي من العوادم الناتجة من معالجة النفايات من خلال تأهيل المواقع المشوّهة (degraded)، أي مواقع المقالع والكسّارات، و/أو مواقع المكبّات العشوائية و/أو أيّة مواقع أخرى بحاجة إلى إعادة تأهيل يحددها مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزارة البيئة... وعلى أن تبلّغ وزارة البيئة مجلس الإنماء والإعمار أيّ تعديل بشأن هذه الملاحق (المواقع) قبل انتهاء مدّة تقديم العروض...»، حيث تبيّن أنّ من ضمن المواقع الأخرى التي تحتاج إلى تأهيل، هناك موقع على الساحل في منطقة الاوزاعي مقابل مسبح الكوستا برافا في الاوزاعي كان قد استخدم، في فترات سابقة، مكباً للردميات والمخلفات، وخاصة تلك التي نتجت من الدمار الذي أصاب الضاحية الجنوبية لبيروت خلال العدوان الاسرائيلي في عام 2006.
وأكّد الوزير المشنوق «أن اعتماد هذا الموقع للتخلص من العوادم سيكون فرصة لإعادة تأهيله واستخدام الردميات الصالحة الموجودة حالياً لردم مساحة من البحر بعد إنشاء حاجز للحماية البحرية، وذلك بعد تجهيز هذا الموقع وفق المعايير البيئية المناسبة ليصبح مؤهلاً لاستقبال العوادم».
وقال الوزير «إن وزارة البيئة، وعملاً بقرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 12/1/2015، ستعرض هذا الموضوع على مجلس الوزراء ليتم اعتماد هذا الموقع من ضمن لائحة المواقع المشوّهة التي تستدعي إعادة تأهيل، تمهيداً لإبلاغ العارضين من قبل مجلس الإنماء والإعمار».
ويعود الحديث عن استخدام هذا الموقع كمطمر للنفايات الى ما يزيد على ثلاث سنوات، واحتدم النقاش حوله خلال مناقشة الملف داخل مجلس الوزراء. وفي حال تمت الموافقة على هذا الموقع في مجلس الوزراء، فمن المؤكد أنه سيستخدم لطمر نفايات بيروت والضاحية الجنوبية، على أن يتم تكرار نفس التجربة التي حصلت في النورماندي وصيدا، أي أن يتم تشييد حاجز بحري وتجفيف المنطقة الفاصل بين الحاجز والشاطئ عن طريق ردم النفايات. وليس معلوماً بعد موقف بلدية الشويفات التي يقع هذا الموقع ضمن نطاقها العقاري من الموضوع. إلا أنه بات من المؤكد أن غالبية القوى السياسية قد أعطت موافقتها على إنشاء هذا المطمر.
http://www.al-akhbar.com/node/225391
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه