23-11-2024 04:50 PM بتوقيت القدس المحتلة

عالم نفس "إسرائيلي" يستعين بالقرآن الكريم لحلّ مشاكل تربوية

عالم نفس

ويقول غروزبارد "إنّ الاكتشاف الأكثر إثارة والذي وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة والتي كانت موجودة منذ مئات السنين قبل ذلك، أي قبل الاشتغال بها في علم النفس الحديث".

الدكتور عوفر غروزباردنشر موقع يسمى "المصدر: الأقرب إلى الحدث الإسرائيلي" مقابلة مطوّلة مع عالم نفس إسرائيلي في فلسطين المحتلة، يعترف فيها بأنه يلجأ إلى القرآن الكريم في وضع آليات لحل مشاكل تربوية في المجتمع الصهيوني.

وهذه تبدو مفارقة مذهلة للغاية، حين تكرّس إعلامياً فكرة "عظمة" التوارة عند اليهود، فلا يجدون فيها ما قد يروي عطشهم حيال العديد من القضايا التي يواجهونه ويبحثون لها عن حل ديني. 

وفي المقابلة التي أجراها الصحفي "عامر دكة" يقول بإن الأستاذ الجامعي اليهودي " عوفر غروزبارد" المتخصص في علم النفس يعتمد على القرآن الكريم من أجل حلّ مشاكل تربوية - اجتماعية حديثة. وقال  الدكتور غروزبارد في تصريح لموقع "المصدر": "سرعان ما فهمت بأنّ القرآن يحوي الكثير جدّا من النصوص التربوية، تركيز رائع على العلاقات بين بني البشر، بين الأم وابنها، بين الجيران وبين الخصوم".

وأضاف: "استطعت بالإستعانة بالترجمة العبرية من القرآن أن أستخرج بضعة آيات وطلبت من طلابي الذين كنت أدرسهم كتابة قصة تلائم الآية، قصة من الحياة اليومية لمرضاهم. كانت النتيجة مثيرة للإعجاب حيث تلقّيت أكثر من 300 قصة حقيقية ومثيرة. تفسيرات نفسية تستند إلى تلك الآيات. تطوّر الأمر سريعًا جدّا للبحث عن آيات أخرى وتحليلها. في وقت لاحق طلبنا موافقة أربعة شيوخ محليّين وتحوّل ذلك إلى كتاب "القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد".

واضاف غروزبارد "إنّ الاكتشاف الأكثر إثارة والذي وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة والتي كانت موجودة منذ مئات السنين قبل ذلك، أي قبل الاشتغال بها في علم النفس الحديث".

الدكتور عوفر غروزبارد يستخدم القرآن الكريم في معالجات تربويةوردا على سؤال حول هل أنّ الإسلام يحمل حلولا لمشاكل في المجتمعات الإسلامية - العربية، مثل التطرف؟! قال غروزبارد،  "أعتقد أنّه بالتأكيد نعم. مرة أخرى، لم أقرأ القرآن مطلقا قبل الحادثة وتجربتي هي مع طلابي العرب الذين التقيت بهم في علم النفس السريري. من خلال قراءتي وتحليل القرآن لم آخذ انطباعا عن التطرّف. على العكس، وجدت الكثير جدّا من الاهتمام بالمجتمع، بالعلاقات بين البشر.

تبذل النصوص القرآنية طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه في المجتمع الذي ينشط به، لتطوير وتقدّم الإنسانية. إحدى الآيات المثيرة للإعجاب هي: "وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكل على الله إنّه هو السميع العليم"، وهي آية مثيرة للإعجاب من جوانب نفسية حديثة تهتمّ بالاحترام، وبجوانب الثقة بالناس، وبتشجيع الأعمال الصالحة".

وتابع أن التطرّف الديني موجود في جميع الأديان وهو يقدّم للمتطرّفين قوّة لا نهاية. "ينبغي على الناس فهم هذه المسألة. يمنح التطرّف المتطرّفين قوة سيطرة وأداة لإدارة حياة الآخرين. ينبغي على الأشخاص النقديين والمعتدلين أن يكونوا واعين وأن يسألوا أنفسهم لماذا يستخدم المتطرّف تعبيرات وتفسيرات متطرّفة للنصوص الدينية".

وحول رأيه بشخصية النبي محمد (ص) قال غروزبارد "نحن بطبيعة الحال نعلم عنه وفقا لما جاء في التراث والقرآن. أعتقد أنّه شخصية نجحت في إحداث ترتيب في الشرق الأوسط، وفي دفع الملايين، ووضعهم في مقدّمة التاريخ. لقد كان مليئا بالحنان والرحمة والحكمة، ممّا أقدّره جدّا. تركّز القيم التي حاول غرسها في العرب والمسلمين في العالم مرة أخرى على الجماعة والعلاقات بين الأفراد. وهو أمر لا يمكن أن نجده، على سبيل المثال، بمثل تلك الحماسة في التوراة".