بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على القنيطرة اهتزت قواعد الاشتباك بفضل الحماقة الصهيونية نتيجة العنجهية والخطأ في الحسابات.
ابراهيم عبدالله
بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على القنيطرة اهتزت قواعد الاشتباك بفضل الحماقة الصهيونية نتيجة العنجهية والخطأ في الحسابات.
فرصة ذهبية استغلها امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، بحنكة خلاقة، لصالح محور المقاومة، معلناً سقوط "قواعد الاشتباك" في الصراع المفتوح مع العدو الصهيوني، لصالح قاعدة جديدة فرضتها المقاومة: الرد على اي خرق او عدوان اسرائيلي سيكون في "اي مكان واي زمان وكيفما كان".
ارتجت القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية من هذا الموقف للسيد نصرالله ، ومازالت الى الان تغوص لسبر اغوار هذه المعادلة الجديدة المفعمة بالالغاز لجهة مصير الجبهة الشمالية الممتدة من الناقورة على الساحل اللبناني لتشمل الجولان السوري.
مصطلح "توحيد الجبهات" الجديد ادخله السيد نصرالله على صفحات معجم الصراع "العربي-الاسرائيلي"، ليربك العقل الاسرائيلي وليدخل مراكز الابحاث والدراسات الاستراتيجية الصهيونية والاميركية في حالة جنون بعد يقينها بفشل مشروع ما يسمى "الربيع العربي". بعد مرور اكثر من 4 سنوات، تأكّد لهؤلاء فشل اهدافهم، وبالتالي اسقاط هذا النسق او النسخة الجديدة للشرق الاوسط وانضمامها الى سابقاتها من الخطط والانساق التي تحدث عنها سماحة السيد نصرالله سابقاً والتي تم اجهاضها، ومنها مخطط او نسق حرب تموز/يوليو 2006.
وفي هذا السياق اعتبر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي اكرم يونس في حديث لموقع المنار ان"سيد المقاومة يجسد اليوم الصورة الحقيقية للقرار الشجاع الذي ينطلق من قامة كبيرة وقائد مقدام ذو شخصية مباركة تضع دائما في اولوية مواقفها الصدق في المسؤولية والحزم في مواجهة العدوان والقوة في الدفاع عن الحق والتصدي الصارم لكل المتخاذلين والمتواطئين فهو لا يخاف في الحق لومة لائم".
ولفت الى انه "بعد العملية البطولية التي نفذها ابناؤه المجاهدون في مزارع شبعا نجده اليوم يتابع المسيرة النضالية التي جسدها الرئيس الراحل حافظ الاسد عندما واجه التآمر العالمي الذي استهدف سوريا والامة العربية ومحور المقاومة، وكان المبشر بنجاح تجربة المقاومة الوطنية اللبنانية كاسلوب وحيد لتحرير الاراضي العربية المحتلة وهو ما تحقق قبل غيابه بايام عندما انسحب العدو الصهيوني ذليلا مدحورا من الاراضي اللبنانية المحتلة في ايار/مايوعام2000".
ورأى يونس ان "سيد المقاومة يتابع اليوم هذه المسيرة بروحية تحالفية متقدمة مع القيادة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد والقيادة الايرانية وعلى راسها سماحة الامام السيد علي خامنئي"، مؤكداً ان "الخطاب الاخير شكل موقفا متقدما في تاكيد الحق الطبيعي والشرعي والقانوني في الدفاع عن النفس وتلقين العدو الصهيوني وعملائه الدرس القاسي بان صاحب الحق هو الاقوى وان ينصركم الله فلا غالب لكم".
وفيما خص الاعلان عن تغيير قواعد الاشتباك مع العدو الاسرائيلي وعدم الاعتراف بها من قبل المقاومة لفت يونس الى انه من الطبيعي ان "يعلن السيد نصرالله وبكل جرأة واقدام عن تغيير قواعد الاشتباك نتيجة للانتهاكات المتواصلة والتمادي المستمر في استهداف محور المقاومة وقادته وشبابه وجمهوره وارزاقهم واراضيهم، فكان الرد الحاسم والجريء في العملية المظفرة لمزارع شبعا بحيث شكلت بحد ذاتها التغيير الفعلي لقواعد الاشتباك المرتكز على معادلة لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".
اما بالنسبة للحوار السوري المنعقد على الاراضي الروسية رأى يونس ان "مجرد انعقاد اللقاء التشاوري السوري في موسكو شكل فسحة جديدة من الحوار الوطني السوري نحو التواصل الوطني وكسر الجمود القائم منذ بدء الازمة حيث تمحور الحوار على ضرورة الاسراع في تغيير الوضع الراهن والمحافظة على السيادة الوطنية ومكافحة الارهاب والتطرف بجميع اشكاله وطرد جميع الارهابيين من الاراضي السورية وتسوية الازمة بالوسائل السياسية السلمية والحفاظ على الجيش والقوات المسلحة كرمز للوحدة الوطنية وعلىمؤسسات الدولة وتطويرها"، منوهاً بـ "الدور الروسي وجهوده الكريمة التي ساهمت في تنشيط الحوار دون اي تدخلات او املاءات خارجية".
وعلى صعيد التهديدات التي اطلقها قائد ما يسمى "جيش الاسلام" حول إمطار دمشق بالصواريخ اعتبر ان "تهديدات المجرم زهران علوش وامثاله لا تؤثر على مجريات الميدان وكبح تداعيات الانتصار المؤزر لسوريا قيادة وجيشاً وشعباً على مجاميع الارهاب والمؤامرة الكونية التي تعرضت لها منذ 4 سنوات ونيف"، مؤكداً ان "الجيش العربي السوري وحلفاءه الابرار سيلقنون هذا المجرم ومن يماثله العقاب الشديد وينزلون بهم الهزيمة العاجلة من خلال رفع وتيرة الاعمال الحربية ودك اوكار كل الجماعات الارهابية وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".
اما بالنسبة لجريمة حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة من قبل ارهابيي تنظيم "داعش" اوضح يونس ان "هذا العمل الهمجي الذي طال الشهيد الطيار مدان ومستنكر"، مشيرا الى انه "على الرغم من ثقل الجراح التي تعرضت لها سوريا من سكاكين الغدر، الا ان الامر ولبلاغة خطورته يستدعي ترك اية خلافات بين الدول العربية المعنية جانبا والاسراع الى التنسيق العاجل فيما بينها للقضاء على هذه الطغمة الفاشية الصهيونية".