تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمهة 6-2-2015 الحديث عن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وملف الانتخابات الرئاسية ومواضيع اخرى
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمهة 6-2-2015 الحديث عن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وملف الانتخابات الرئاسية ومواضيع اخرى.
اقليميا، تناولت الصحف الحديث عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
«الحكومة الموازية» أكثر فعالية من «حكومة الـ24 رئيساً»!
البقاع ينجو من خطر «إمارة داعشية»..
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والخمسين بعد المئتين على التوالي.
لم يعد اللبنانيون وحدهم أصحاب اختصاص في ملء الفراغ. صار لـ«حرفتهم» السياسية بامتياز، شركاء خارجيون، أبرزهم الفرنسيون الساعون إلى دور، ولو بالشكل، فيما النتيجة لا تتبدل نهائيا.
فقد أنهى الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، جولته اللبنانية، ليبدأ رحلة حج فاتيكانية، قبل أن يحدد له السعوديون والإيرانيون مواعيد جديدة، غير أن المعطيات اللبنانية التي تشي بأن أي حراك لن ينتج في ظل المعطيات الحالية انتخابات رئاسية لم تمنع جيرو من التأكيد أن «مهمته التسهيلية» لها مراحلها اللاحقة (...) وأن بلاده «ليس لديها أي مرشح.. ولا تضع أي فيتو» على أي مرشح، وفق البيان الذي عممته السفارة الفرنسية في بيروت.
وما لم يذكره البيان هو أن جيرو صارح من التقاهم في لبنان بثلاثة أمور:
الأول، أن باريس لا تملك «حلا سحريا» للمعضلة الرئاسية.
الثاني، انه سمع في زيارته الاخيرة الى طهران ما أسماه «كلاما ايرانيا ايجابيا» مفاده أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان «شأن لبناني»، وأن طهران «تعتقد انه اذا توافق المسيحيون.. يمكن ان يسهل ذلك الامر الانتخابات» (الرئاسية).
الثالث، أنه سمع في زيارته الأخيرة الى الرياض كلاما سعوديا صريحا بأن «المملكة» لا يمكن أن تتعايش مع فكرة وصول أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان!
واذا كانت سمة الجلسة الأخيرة لـ «حكومة الـ24 رئيسا» تأجيل معظم بنود جدول الأعمال، بسبب عقدة التصويت التي تتحكم بقراراتها، فان «الحكومة الحوارية الموازية» المؤلفة من سبعة «وزراء»، تبدو أكثر فعالية، بدليل الخطوات التي بوشر بتنفيذها على ضفاف خمس جلسات متتالية، ناقشت بندا وحيدا هو تنفيس الاحتقان، من دون اغفال مضمون النقاش السياسي المعمق والرصين والجدي من قبل جميع المشاركين، وارتداداته الايجابية على الاستقرار السياسي عموما، والوضع الأمني خصوصا.
لا ينفي ذلك ان التحدي الأمني لا يتقدمه أي تحد آخر، وأن لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه وخصوصا السوري، حيث تزداد جبهة عرسال سخونة وتتبدى ملامح مخاطر مستجدة من جهة المصنع اللبناني وصولا الى جديدة يابوس والتلال المطلة عليها والزبداني من الجانب السوري.
وعلمت «السفير» ان نصائح اسديت الى سفارة دولة خليجية كبرى في بيروت، بتعزيز الاجراءات الأمنية واتخاذ اقصى درجات الحذر. وكشف مصدر امني لـ «السفير» أن اجهزة امنية لبنانية، تلقت معلومات تفيد بأن تنظيم «داعش» يخطط لتنفيذ عملية انتحارية مزدوجة تستهدف سفارة الدولة المذكورة، على أن يتولى تنفيذها ثلاثة انتحاريين من جنسيات عربية مختلفة (تم تحديد هوياتهم وأسمائهم من قبل أجهزة غربية).
وفي السياق ذاته، اكد المصدر ان التنسيق بين الاجهزة الامنية بلغ مرحلة متقدمة، وثمة تبادل معلومات يجري بشكل شبه يومي، حول كل ما يتوافر من معلومات عن انتحاريين أو اية أعمال يمكن أن تستهدف الجيش اللبناني أو أية منطقة لبنانية.
الزبداني.. و«الحزام الأمني»
الى ذلك، تجاوزت الحدود اللبنانية السورية ولاسيما بين نقطة المصنع اللبنانية ونقطة جديدة يابوس السورية مطبا أمنيا خطيرا، يتجاوز هذه الرقعة الجغرافية بذاتها، نظرا لما كان يمكن أن يبنى عليها من تمدد تدريجي لنفوذ المجموعات الإرهابية التكفيرية نحو الداخل اللبناني.
وقد أظهر رصد الاتصالات من الجانبين اللبناني والسوري، وبعض الوثائق التي تمت مصادرتها من المجموعات التكفيرية التي تلقت ضربة موجعة داخل الأراضي السورية، أن التهديد الذي طال طريق بيروت دمشق الدولية، كان من ضمن سياق يهدف الى فتح ممر لهذه المجموعات نحو البقاع الغربي عبر وادي مجدل عنجر غربا، ونحو الجنوب وصولا الى المثلث اللبناني الفلسطيني السوري وشمالا نحو منطقة القلمون قبالة منطقة عرسال والقاع في البقاع الشمالي.
وكان من شأن هذا «الحزام الأمني»، وفق مرجع امني لبناني، أن يؤدي الى تكرار تجربة عرسال ومشروع الامارة في الشمال، وقال لـ «السفير» ان ما زاد القلق هو ما تم تجميعه من معطيات حول وجود خلايا نائمة في بعض البلدات اللبنانية، ومخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع الأوسط، ولذلك اتخذ قرار سريع بإزالة بعض المخيمات (مخافة تكرار تجربة جرود عرسال)، كما تم تعزيز وحدات الجيش المنتشرة في هذه المنطقة، وتأجلت بالتالي خطة البقاع الأمنية «لبعض الوقت».
وفي المعلومات ان المجموعات الارهابية في منطقة الزبداني تقدمت نهاية الأسبوع الماضي باتجاه تلتين مواجهتين لبلدتي الكفير وجديدة يابوس السوريتين، واحتلت مركزين للجيش السوري النظامي وتمركزت فيهما وسيطرت بالنار على الطريق العام (خط دمشق ـ بيروت)، حيث تسللت اليه بعض العناصر واقامت حاجزا لبعض الوقت ثم انسحبت بعد اكتشافها.
وكان الهدف واضحا، بحسب المعلومات ذاتها، اي محاولة ربط تلك المنطقة بمنطقة قوسايا والمعابر التي تتحكم بها مواقع «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» في الجانب الحدودي اللبناني، ثم تتوسع تدريجيا في أكثر من اتجاه في سهل البقاع.
وقد تولى الجيش السوري، بالتعاون والتنسيق مع «حزب الله»، امر التلتين المذكورتين، فتم استردادهما، ثم تقرر توسيع المنطقة الحاضنة للطريق الدولية بكل الاتجاهات، وتم تعزيز مواقع «القيادة العامة» في قوسايا بمجموعات من «حزب الله».
«إمارة داعشية»!
الى ذلك، سجلت وقائع الايام الماضية مزيدا من التسخين على الجبهة العرسالية، ويخوض الجيش اللبناني مواجهات عنيفة مع المجموعات الارهابية التي تحاول التقدم في اتجاه مواقعه.
وقال مصدر امني واسع الاطلاع لـ «السفير» ان المجموعات الارهابية المتمركزة في جرود عرسال تحاول، منذ مدة، فرض امر واقع جديد في المنطقة، يمكنها من التحكم فيها من جديد، ومن اعادة فتح الطرق في اتجاه بلدة عرسال، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تواظب بشكل يومي على القيام بمحاولات تسلل في اتجاه مراكز الجيش اللبناني، وبينها محاولة كبيرة جرت في اليومين الماضيين وتمكن الجيش من احباطها.
واكد المصدر ان الاجراءات المشددة التي تنفذها الوحدات العسكرية (اللواء الثامن وفوج التدخل الرابع والفوج المجوقل كاحتياط) بين عرسال والجرود «نجحت في سد المنافذ والمعابر بشكل كامل، وتم في الآونة الأخيرة رفد القوى العسكرية بمزيد من التعزيزات التي تمكنها من التصدي ومواجهة تلك المجموعات، خصوصا وان الجيش يضع في الحسبان امكان محاولة المجموعات الارهابية تكرار عملية الثاني من آب الماضي (الهجوم على عرسال).
ويواجه الجيش معضلة، حسب المصدر الأمني، تتمثل في محاولة المجموعات الارهابية التستر ببعض مخيمات النازحين السوريين وتحويلها الى «امارة داعشية»، وهو الأمر الذي أظهرته اعترافات ارهابيين أوقفوا مؤخرا، وأمكن من خلال اعترافاتهم ضبط عدد من السيارات المفخخة في منطقة عرسال وبينها «المرسيدس» المفخخة بـ120 كيلوغراما من المواد المتفجرة منتصف الشهر الماضي، وبعدها باسبوع سيارة الـ «كيا – ريو» التي ضبطت في المنطقة نفسها وكانت مفخخة بخمسة وعشرين كيلوغراما من المتفجرات.
كما يجري البحث عن عدد من المشتبه بهم منذ تفجير جبل محسن، وبينهم مغربي الجنسية يتردد الى احد المخيمات القريبة من الضاحية الجنوبية، ولبنانيان من منطقة شرق صيدا يأتمران بأوامر الشيخ الفار احمد الاسير، بالاضافة الى محمود عبد الكريم حميد (21 عاما) الذي افادت معلومات امنية انه ينوي القيام بعملية انتحارية على الاراضي اللبنانية وطلبت ممن يتعرف اليه، ابلاغ اي مركز امني بذلك.
وزير خارجية تونس لـ«السفير»: سنعيد علاقتنا بسوريا
صواريخ «جيش الإسلام» الدامية على صباح دمشق
كشفت السلطات التونسية، امس، أنها ستعيد العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، وذلك لمصلحة الجالية الموجودة في سوريا، فيما نفذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش تهديده، وأمطر دمشق بعشرات القذائف والصواريخ، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة العشرات، بينما ردت القوات السورية باستهداف مناطق في الغوطة، خصوصاً دوما المعقل الرئيس لعلوش، بعشرات الغارات والصواريخ.
وأكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، لـ «السفير»، أنه سيقوم بمراجعة كلّ القرارات التي اتخذتها الحكومات السّابقة بخصوص علاقات تونس الدّيبلوماسية، وخاصة الملفات المستعجلة كالملف السوري، بالإضافة إلى تسليط الضوء أكثر على الملف الليبي واستعادة التونسيين المختَطفين هناك.
وأكد وزير الخارجية الطيب البكوش، في تصريح الى «السفير»، أن إعادة العلاقات مع سوريا تُعدّ أولوية في الحكومة الجديدة، مشيراً الى نيات مراجعة ما اعتبره سياسة خارجية خاطئة في الحكومات السابقة، موضحاً أن مصلحة الشعب التونسي، وخاصة الجالية التونسية في سوريا، تقتضي إعادة الحياة الى العلاقات الضعيفة بين البلدين.
وأضاف البكوش أن هناك ثوابت وأسساً في الديبلوماسية والخارجية التونسية يجب احترامها، وهي مبنيّة على توطيد العلاقات مع شركاء تونس وأصدقائها وأشقائها، مع تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
وحمل البكوش وزير الخارجية ورئيس الجمهورية السابقين مسؤولية ارتكاب الأخطاء في ما يتعلّق بالعلاقات مع ليبيا وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها من الدول، واليوم هناك نية صادقة لإعادة الحياة للعلاقات المبتورة وفق سياسة ديبلوماسية وبرنامج سيتم الكشف عنه قريباً.
وانتظر مسلحو «جيش الإسلام» المعروف بعلاقته الوطيدة مع السعودية، خروج السوريين إلى أعمالهم ومدارسهم عند الساعة السابعة من صباح أمس، ليبدأوا، عند الذروة في السابعة والنصف، بإمطار العاصمة بالصواريخ والقذائف، والتي وصل مجموعها خلال اليوم إلى أكثر من 120.
وأدى القصف إلى مقتل 10 أشخاص، وإصابة أكثر من 70، بينهم أطفال، بحسب مصدر طبي. ونال حي المزة نصيب الأسد من الصواريخ والقذائف، التي سقطت أيضاً في كلية الاقتصاد في البرامكة ومحيط المسجد الأموي وسط دمشق القديمة، وفي أحياء المهاجرين والمالكي والمزرعة والعدوي والغساني والأمين والشاغور وأبو رمانة والجمارك والمجتهد والمزرعة والزبلطاني والقصاع وحي ركن الدين وساحات عرنوس والمرجة والعباسيين.
وأعلنت جامعة دمشق إلغاء الامتحانات المقررة اليوم، فيما احتشد الأهالي أمام المدارس لاصطحاب أبنائهم إلى البيوت، وتقرر إقفال المدارس التي تدرّس الجمعة.
وتباهى زهران علوش بما قام به «جيش الإسلام». وكتب، على حسابه على «تويتر»، معدّداً «سلسلة من الوزارات والمقار الأمنية والعسكرية التي طالها القصف»، معتبراً أن «ما يجري هو رد على غارات الطيران الحربي على الغوطة الشرقية»، ومتوعداً «باستمرار الحملة حتى تطهير العاصمة».
واعتبر مصدر معارض في دمشق أن «ما يحدث يعود إلى رغبة في كسب مزيد من الحاضنة الشعبية التي تتراجع بشكل مستمر» في المناطق التي يسيطر عليها، مضيفاً أن «المشكلة لم تعُد في ضرب المدنيين، بقدر ما هي إيجاد التبريرات على اعتبار أن المستهدَفين هم أبناء دمشق المتمتّعين بحياة هانئة مقابل معاناة سكان الغوطة الذين باتوا محكومين بسلطة زهران علوش».
وسارع الجيش السوري إلى الردّ بقوة، حيث شنّت الطائرات عشرات الغارات على الغوطة الشرقية، وتحديداً دوما وعربين، كما استهدف المنطقة بعشرات الصواريخ والقذائف.
وقال مسؤول أمني في دمشق، لوكالة «فرانس برس»، «إذا ظنت المجموعات المسلحة، أنها بقصفها دمشق، ستخفف الضغط عنها، فهي مخطئة. سنواصل مطاردتهم حتى القضاء عليهم».
وقال معارضون إن «الطيران الحربي شنّ أكثر من 40 غارة، أسفرت عن مقتل خمسين شخصاً، وإصابة العشرات»، فيما أوضحت مصادر ميدانية أن «الغارات طالت مواقع ومنصات إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى تواصل العمليات العسكرية في تل كردي بالتزامن مع حشود عسكرية في مخيم الوافدين على مدخل الغوطة.
وفي 25 كانون الثاني الماضي، حصلت حملة قصف مماثلة على دمشق سبقتها تهديدات من «جيش الإسلام»، وقتل فيها سبعة مواطنين وأصيب العشرات.
وفي اللاذقية، أصيب ثلاثة أشخاص بسقوط قذائف على أطراف المدينة.
إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب وصلت إلى حائط مسدود، مشيرين إلى أن السلطات السورية تشعر أنها ليست بحاجة لتقديم تنازلات إلى مجموعات مسلحة.
وفي حين تقول دمشق والأمم المتحدة إن مباحثاتهما متواصلة، قال ديبلوماسي غربي إن «التجميد مجمّد. الموضوع يسير من سيئ إلى أسوأ».
وقال آخر إن «المحادثات بين فريق الأمم المتحدة والحكومة وصلت إلى حائط مسدود، لأن دمشق تريد تطبيق ما حصل سابقاً (حمص) حيث أجبر المسلحون على الاستسلام، فيما تحاول الأمم المتحدة تفادي هذا الأمر». وأضاف «لا يوجد أيّ سبب يُجبر الحكومة على الموافقة على تجميد القتال. إنهم يعتقدون أن العمل العسكري يسير على ما يُرام، وأنهم سيستطيعون في النهاية إغلاق المعبر إلى حلب ومحاصرة المسلحين».
وقال مستشار لدي ميستورا إن المشاورات تتواصل والأمم المتحدة تتحدّث إلى عدد كبير من المجموعات المسلحة. وأضاف «بالنسبة لنا في الأمم المتحدة، نعرف جيداً مَن هو الإرهابي ومَن ليس إرهابياً»."
النهار
المدن الثلاث منزوعة الصوَر بدفع من الحوار
تحذير دولي من هشاشة الوضع على الحدود
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "مع أن حملة ازالة الشعارات والصور والاعلام الدينية والحزبية في المدن الثلاث الكبرى بيروت وطرابلس وصيدا أحيت آمالاً "متعجلة" في توسيع اطار هذه الخطوة يوماً ما لتغدو حملة نزع للسلاح، فإن ذلك لم يحجب ايجابيات الحملة سواء على الصعيد الاجرائي لتنظيف وجه المدن المشمولة بالحملة والتي ستؤذن بتعميمها لاحقاً على كل المناطق، او من حيث الخلفية السياسية التي انبثقت عبرها من قرار سياسي يهدف الى الحدّ ما أمكن من عوامل التوترات الشارعية واحتكاكاتها الحزبية والمذهبية.
واذا كان بعض الانطباعات الذي خلفته الحملة في يومها الاول اتجه نحو الفصول العالقة للخطة الامنية عند معطيات حالت حتى الآن دون توسيعها الى مناطق معروفة، فإن ذلك لم يحجب أهمية انطلاق خطوات كهذه بدفع ثابت وقوي من الحوار الجاري بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" في رعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكدت مصادر معنية بتنفيذ الحملة لـ"النهار" ليلاً ان هذه الحملة كانت شاملة فعلا وانها طاولت مناطق لم تشهد اي خطوة مماثلة منذ مدة طويلة مثل منطقة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي ومحيطه وكذلك حارة الناعمة وحارة صيدا ومناطق اخرى يتسم واقعها بتوترات عالية. واشارت الى ان الرئيس بري تابع الحملة اولا بأول وكلف الوزير علي حسن خليل البقاء على اتصال مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي كان يشرف على تنفيذ الحملة من غرفة عمليات في الوزارة مع المحافظين والاجهزة المعنية.
وقال الوزير المشنوق لـ"النهار" بعد اليوم الاول من الحملة: "إنها خطوة على طريق الاستقرار في كل لبنان". وسئل عن الخطة الامنية في البقاع الشمالي، فأجاب: "ستتم في القريب العاجل".
جيرو
أما على الصعيد السياسي، وفيما يسود الجمود الوضع الداخلي مع غياب رئيس الوزراء تمّام سلام ثلاثة ايام لمشاركته في مؤتمر الامن الذي ينعقد في ميونيخ بالمانيا الى عطلة عيد القديس مارون الاثنين المقبل، تركت زيارة رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان - فرنسوا جيرو ترددات داخلية بعد الجولة الواسعة التي قام بها على المسؤولين والزعماء السياسيين في شان أزمة الفراغ الرئاسي.
وعلمت "النهار" ان زيارة جيرو الاثنين المقبل للفاتيكان للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تهدف الى استكشاف إمكان حصول تحرك مسيحي داخلي يقوده البطريرك من جديد لمواجهة التصلب الاقليمي الحالي حيال الاستحقاق الرئاسي. وأبدى مواكبون لهذه التطورات تخوفاً من تحميل البطريرك مسؤولية زائدة وقت لا يملك قدرة ولا مونة لدى المعنيين الرئيسيين بالاستحقاق، فيكون هذا الموقف الفرنسي بمثابة غسل يديّ المجتمع الدولي من مساعدة لبنان في هذا المجال.
وقد أصدرت السفارة الفرنسية بياناً عن خلاصة لقاءات جيرو في لبنان انطلاقاً من استمرار شغور منصب رئاسة الجمهورية منذ اكثر من ثمانية اشهر، فقالت إن جيرو "شدد أمام محاوريه على قلق فرنسا في اطار التزامها الدائم الى جانب لبنان ازاء النتائج السلبية المترتبة على اختلال العمل المؤسساتي الذي يعانيه هذا البلد". وذكّر "بتجنيد كل الامكانات الفرنسية من خلال الاتصالات المستمرة مع جميع الاطراف من اجل تسهيل التوافق بهدف التوصل الى حل للعرقلة المؤسساتية والسياسية التي تشهدها البلاد"، لافتاً الى انه "من المهم ان يتحلى جميع الاطراف المعنيين بحس المسؤولية على هذا الصعيد". كما ذكّر بأن فرنسا "ليس لديها أي مرشح ولا تضع أي فيتو".
قلق دولي على الحدود
في غضون ذلك، نقل مراسل "النهار" في نيويورك عن مسؤول دولي رفيع تحذيره امس من أن الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل "لا يزال هشاً للغاية" منذ الحوادث التي حصلت خلال الأسابيع الاخيرة عبر مرتفعات الجولان وقرب مزارع شبعا، متوقعاً أن تظهر خلال الساعات المقبلة نتائج التحقيق التقني في مقتل الجندي الإسباني من القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، مشيراً الى تشكيل لجنة تحقيق لها تفويض أوسع للنظر في كل الحوادث التي حصلت.
وكان الديبلوماسي الرفيع في الأمم المتحدة يرد على أسئلة "النهار" في شأن هذه الحوادث، إذ قال إن "الحوادث الرهيبة" التي وقعت على الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل، ومنها الحادث "المحزن جداً" المتعلق بمقتل الجندي الإسباني من "اليونيفيل" "تظهر أن الوضع في ذلك الجزء من العالم لا يزال هشاً للغاية". وكشف أن المنظمة الدولية تجري تحقيقين، الأول "تقني" يتوقع أن ينتهي خلال الساعات المقبلة. وأوضح أن الهدف هو "التوصل الى معرفة ما حصل، سياق الأوامر والحوادث، من أطلق النار ومتى وكيف". ثم أن هناك "لجنة تحقيق للنظر في المظاهر الأوسع" لكل الحوادث، مضيفاً أن لهذه اللجنة "تفويضاً أوسع". وأوضح أن ثمة "تنسيقاً وثيقاً مع الأطراف ومع السلطات الاسبانية التي لها مصلحة مباشرة". وكرر أن ما حصل "يبعث على قلق كبير"، معرباً عن اعتقاده أنه "لا مصلحة لأحد في أن تكون هذه المنطقة بالتحديد عرضة لدورة جديدة من العنف".
مجلس النواب
في سياق آخر، علمت "النهار" ان تعقيدات تحول دون فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب التي يفترض أن تبدأ بموجب المادة 32 من الدستور من أول السنة الجارية ولغاية منتصف آذار المقبل، والسبب هو عدم وجود إجماع نيابي إنطلاقاً من عدم وجود رئيس للجمهورية وكذلك لعدم بلورة مشاريع تبرر فتح هذه الدورة.
وفي هذا الاطار، صرّح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ"النهار": "إن هناك اقتناعاً عند قسم واسع من المسيحيين بعدم جواز انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية. في رأيي أن المشرّع عندما وضع هذا البند في الدستور كان يتّكل على ضمير النواب، ولربما تحوّط لظروف استثنائية تحتّم عدم انتخاب رئيس لمدة أسبوع أو 10 أيام. الأكيد لم يتخيّل احتمال أن يعلّق بعضهم ضميره ويرفض انتخاب الرئيس منذ نحو ثمانية أشهر". وأضاف: "في المقابل، رأيي الشخصي أن هناك حاجة ملحة إلى عقد جلسات اشتراعية. لا نستطيع ترك مصالح الناس من دون معالجة من خلال إقرار قوانين وتقديم اقتراحات، قانون سلامة الغذاء على سبيل المثال. ثم هناك مشروع قانون الموازنة الذي تقدمه الحكومة إلى مجلس النواب بعد رأس السنة، أليست هناك حاجة إلى مناقشته؟".
وخلص مكاري الى القول: "يستوجب فتح دورة استثنائية طلباً من الحكومة وتوقيعاً من رئيس الجمهورية، والصلاحيات كلها اليوم في يد الحكومة. وأشك في أن يوافق الوزراء بالإجماع على الطلب والتوقيع".
الى ذلك، وفي إطار ملف اللاجئين السوريين في لبنان، تزور اليوم سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست وزير العمل سجعان قزي على رأس وفد يضم 16 سفيراً وقائماً بالاعمال يمثلون الاتحاد الاوروبي في لبنان للبحث في موضوع إجازات العمل للاجئين بسبب القواعد الصارمة التي تعتمدها الوزارة في منح اللاجئين مثل هذه الاجازات.
الأردن يقصف "داعش" ويؤكّد أنها "البداية"
وإطلاق المقدسي أكبر منظّري السلفية الجهادية
عمر عساف
لم يمهل الأردن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) كثيرا ليأتيه بالرد القاسي الذي تعهده انتقاما لاعدام الطيار الأسير معاذ الكساسبة بطريقة وحشية.
فبالتزامن المنسق مع زيارة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لمضارب عشيرة الكساسبة لتقديم التعازي لأسرة الطيار، شن 30 من زملائه "عملية معاذ" على معاقل التنظيم في الرقة، حيث أعدم، ودكت مراكز التدريب التابعة له، لتحلق بعد عودتها فوق بلدة عيّ وتؤدي التحية العسكرية للطيار وأهله ومسقط رأسه.
وأصدرت القوات المسلحة الأردنية بيانا قالت فيه: "هذه هي البداية وستعرفون من هم الأردنيون". واضافت: "وفاء لشهيدنا البطل الطيار... وفي عمليةٍ أُطْلِقَ عليها اسمُ "الشهيد معاذ" ، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابةُ الغدر والطغيانِ ونال مِن جسد الشهيد الطهور... وجهت عشرات الطائرات مِن مقاتلات سلاحِ الجو الملكي ضربات جوية متتالية، ودكِّ معاقلِ وجحور تنظيمِ داعشِ الإرهابي...".
وخاطب والد الكساسبة الملك قائلاً: "أبنائي الثلاثة أقدمهم شهداء هدية لك".
وفي خطوة مفاجئة، أفرجت السلطات الأردنية عن "أبو محمد المقدسي" أبرز منظري التيار السلفي الجهادي، بعد توقيفه أربعة أشهر، في خطوة تهدف إلى إحراج "داعش" وإضعافه.
والمقدسي عرف برفضه إقامة التنظيم "دولة الخلافة" وممارساته التي رأى أنها تخالف مقاصد الشريعة.
في هذه الأثناء واصل الاردنيون التعبير عن غضبهم من الجريمة التي ارتكبها التنظيم، وأقيمت عشرات الوقفات الاحتجاجية والمهرجانات الخطابية تضامنا مع أسرة الطيار، وتاكيداً لالتحام الأردنيين جميعا ضد التطرف والإرهاب. وواصلت الوفود الشعبية والسياسية والحزبية والنقابية والبرلمانية والديبلوماسية زيارة بيت العزاء في بلدة عي بمحافظة الكرك.
ودعت وزارة الأوقاف خطباء المساجد إلى تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن التطرف والإرهاب وضرورة التلاحم لمواجهتهما، فيما تداعت أحزاب وفاعليات شبابية لتنظيم مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة في العاصمة عمان، ومسيرات مماثلة في باقي المدن.
أوباما
وفي واشنطن، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما "داعش" بأنه "عصبة قتل شريرة ووحشية" ترتكب "أعمالا همجية لا توصف" باسم الدين. واضاف في إفطار سنوي تصحبه صلاة في واشنطن أن أعمال العنف الأخيرة في باريس وباكستان وسوريا وأماكن أخرى في أنحاء العالم تظهر أن العقيدة والدين يمكن تحريفهما لاستخدامهما سلاحاً.
ولفت الى أن مسلحي التنظيم المتطرف "يرهبون أقليات دينية مثل الايزيديين ويعمدون إلى اغتصاب النساء كسلاح في الحرب ويدعون امتلاك ناصية السلطة الدينية".
في غضون ذلك، نشرت الولايات المتحدة طائرات في شمال العراق لانقاذ طياري الائتلاف الدولي الذي تقوده اذا اسقطت طائراتهم خلال الغارات على "داعش"."
الاخبار
باريس وأنقرة تحبطان خطة دي ميستورا
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "هل جُمّدت خطة وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الهادفة إلى تجميد القتال في مدينة حلب؟ وكالة «رويترز» نقلت أمس عن «دبلوماسيين مطّلعين» على محادثات دي ميستورا أنّ «الخطة وصلت الى طريق مسدود، في ظل شعور دمشق بأنها ليست في حاجة إلى تقديم تنازلات لجماعات المعارضة المسلحة المختلفة». في المقابل، أكّدت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ»الأخبار» أن الخطة باتت فعلاً مجمدة، «لكن ليس بسبب المفاوضات نفسها، ولا صلة للفشل بإدارة دي ميستورا، بل إن المشكلة تكمن في الدور السلبي الذي يلعبه داعمو المعارضة المسلحة، وخاصة تركيا وفرنسا».
وبحسب المصادر، «فإن باريس وأنقرة عرقلتا جهود دي ميستورا، من خلال الإصرار على أن تشمل الخطة مدينة حلب وريفها في آن واحد. فبرأي العاصمتين، سيصبّ تجميد القتال في حلب دون ريفها في مصلحة الجيش السوري الذي سيتمكن من إحكام الطوق حول المدينة انطلاقاً من الريف، وفك حصار «جبهة النصرة» وحلفائها عن بلدتي نبّل والزهراء (شمال حلب). أما توسيع رقعة التجميد لتشمل الريف الحلبي، فيعني عملياً إراحة المعارضة والسماح لها باستغلال قواتها الموجودة في حلب ونقلها إلى مناطق قتال أخرى، إضافة إلى الاعتراف بنوع من الحكم الذاتي والشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة»، وهو ما ترفضه الحكومة السورية. وأكدت المصادر أن تركيا وفرنسا تخوضان حالياً معركة في الشمال السوري لمنع الجيش من إحكام الطوق على حلب. وبالتالي، فإن أي بحث جدي في مبادرة دي ميستورا بات مؤجلاً إلى ما بعد جلاء الصورة في العاصمة الاقتصادية لسوريا ومحيطها، علماً بأن نجاح الجيش في تحقيق ما خطّط له (تطويق الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب وفك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء) سيحوّل خطة دي ميستورا إلى غير ذات معنى بنظر معارضي النظام، سواء في المدينة أو فيها وفي ريفها. ولفتت المصادر إلى أن «فرنسا تشارك تركيا في إدارة القتال في الشمال السوري، نيابة عن السعودية».
كذلك نقلت «رويترز» عن دبلوماسي قوله: «التجميد مجمّد. يسير من سيّئ الى أسوأ». وأشار دبلوماسي ثان إلى أنّ «المحادثات بين فريق الأمم المتحدة والحكومة وصلت الى طريق مسدود لأن دمشق تريد وضع الخطة استناداً الى هدنات سابقة أجبرت مقاتلي المعارضة على الاستسلام، وأن الأمم المتحدة تريد تجنّب هذا». وأضاف: «ليس هناك ما يدعو النظام إلى دخول التجميد، فهو يعتقد أن أداءه العسكري جيد جداً وأن لديه إمكانية إغلاق الممر الى حلب ووضعها تحت الحصار». وكانت دمشق قد استقبلت منتصف الشهر الماضي مساعد دي ميستورا، الدبلوماسي المصري رمزي عزالدين رمزي، حاملاً معه نسخة منقحة من خطة دي ميستورا، تتضمن الإجابة عن بعض أسئلة دمشق عن كيفية تجميد القتال وضمان وقف تهريب السلاح إلى المعارضة من تركيا وغيرها، والآلية التي تتيح عدم منح الجماعات الإرهابية، كـ»جبهة النصرة»، شرعية بحكم سيطرتها على جزء من الأحياء الحلبية. وأكّدت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ»الأخبار» حينذاك أن الورقة الجديدة التي حملها رمزي «قابلة للنقاش»."
اللواء
رافعة الحوار: تبريد الشارع بإزالة الشعارات والحدّ من ضعضعة الحكومة
حصيلة متشائمة لمهمة جيرو .. وإنتقادات عنيفة لتعيينات رئيس الجامعة
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "تركت خطوة إزالة الشعارات والأعلام الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس صدى إيجابياً في الأوساط السياسية والشعبية لاعتبارات أولها: إنتقال الحوار الدائر في عين التينة بين «المستقبل» و«حزب الله» من المناقشات والتفاهمات الكلامية إلى التطبيق على أرض الواقع، وثانيها: بالنظر للانعكاسات المباشرة على تنفيس الاحتقان المذهبي الذي برّده الحوار، وتساهم الخطوات التنفيذية في تكريس عناصر تنفيسه، وثالثها: تفعيل عمل الحكومة، واعتبار أن التفاهم بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» ركيزة من ركائز حماية لبنان وسدّ النوافذ أمام الرياح الهوجاء الآتية من الحرب السورية، والحرب الدائرة مع «داعش»، فضلاً عن المخاطر الاسرائيلية المحدقة، على خلفية التقارب الأميركي - الإيراني، ورابعها: الحد من انبعاث الروح الطائفية في البلاد، نتيجة تأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما سمعته القيادات اللبنانية من الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي طالبهم «بالتحلي بحس المسؤولية، واحترام سيادة الدولة اللبنانية وصلاحياتها».
وكشف مصدر وزاري معني لـ«اللواء» أن الجلسة المقبلة للحوار، في ضوء ما أسفرت عنه الجلسة الخامسة سياسياً وأمنياً ستتطرق إلى نزع الشعارات من الضاحية الجنوبية أو مداخلها، واعتبار أن تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي لم تعد تحتمل التأخير.
ولم يخف المصدر اعتقاده أن الوقت حان لمقاربة الملفات السياسية العالقة، في ضوء تنامي النزعات الطائفية وتحوّل المرجعيات لمتابعة المطالب الاجتماعية والحياتية وإيجاد الحلول لها على حساب المؤسسات وعملها، سواء في ما يتعلق بأزمة الكازينو والحوض الرابع، وحتى التعيينات في الجامعة اللبنانية التي تحوّلت إلى قضية جديدة من القضايا التي تشغل الرأي العام والقيادات السياسية والرسمية.
وفي اعتقاد مصدر نيابي، أن الحوار يساهم في الحفاظ على حد أدنى من التماسك الحكومي في ظل تجدد السجالات والخلافات بين الوزراء، وتعذر إحداث تغيير في آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء.
وعلمت «اللواء» أنه بعد عودة الرئيس تمام سلام من ميونيخ التي وصلها أمس للمشاركة في المؤتمر الدولي للأمن، سيعاد البحث في موضوع تعديل آلية العمل الحكومي لتسهيل اتخاذ القرار، والخروج من مخاطر استمرار الضغط على الحكومة، وتحويل طاولة المجلس إلى حلبة مباراة بين الوزراء.
وبحسب مصادر وزارية، فإن معظم الوزراء غير راضين عما يحصل في المجلس، الأمر الذي يعزز التوجه نحو تعديل الآلية المتبعة، لكنها شددت على ضرورة دراسة شكل التعديل والتأكد من نجاحه كي لا يصبه الإخفاق فتدخل الحكومة في دوامة جديدة.
وفي كل الأحوال، لا ترى المصادر خسارة في وضع هذه التجربة قيد التداول لإفساح المجال أمام جعلها تسلك مسارها الصحيح بهدف الاقلاع عن المناكفات ووقف العرقلة، والتي دفع بوزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج إلى وصف الحكومة، بأنها أصبحت «حكومة تصريف أعمال».
أما بصدد خطوة إزالة الشعارات والصور، فقد أجمعت مواقف نواب «المستقبل» على وصفها «بالخطوة الصغيرة لكنها ليست عاطلة» على حدّ تعبير النائب عمار حوري لـ«اللواء» مشيراً إلى أنه من شأنها «إراحة الشارع».
وفيما رأى حوري أن الخطوة يجب أن تشمل سائر المناطق اللبنانية، في ضوء الجواب الإيجابي من قبل «حزب الله»، أكد النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» أن الخطوة التالية بعد إزالة الصور والشعارات يجب أن تشمل «سرايا المقاومة» إذا كانت هناك جدية في التعاطي، مشيراً إلى ضرورة أن نرى ما إذا كانت الخطوة الأولى ستنفّذ على كل الأراضي اللبناني، وتحديداً منطقة الضاحية الجنوبية.
وإذ رأى أنه ما من تعاطي جدي في ملف رئاسة الجمهورية على رغم أنه العنوان الثاني في جدول أعمال حوار حزب الله و«المستقبل»، أبدى قناعته بأن هذا الملف هو قرار إيراني مرتبط بالمفاوضات الإيرانية - الأميركية حول الملف النووي الإيراني، لافتاً النظر إلى أن «حزب الله» ينفذ الاجندة الايرانية ويضغط على العماد ميشال عون لعرقلة إنجاز الانتخابات الرئاسية.
جيرو
وعلى صعيد مهمة جيرو، علمت «اللواء» أن نائباً بارزاً في 14 آذار التقى المسؤول الفرنسي، وأن الديبلوماسي المجرّب تكونت لديه نظرة متشائمة إزاء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأشهر أو الأسابيع المقبلة، وهو سينقل هذه النظرة الى أمانة سر الفاتيكان التي تنسق مع الاليزيه في موضوع الرئاسة اللبنانية، كما سيطلع البطريرك الماروني بشارة الراعي على الأجواء التي لمسها خلال لقاءاته في الرياض وطهران وبيروت.
1- أثار جيرو مع المسؤول الإيراني حسين عبد اللهيان رغبة فرنسا والفاتيكان أن تساعد طهران بما لديها من نفوذ على حزب الله وحليفه النائب ميشال عون في تسهيل انتخاب الرئيس، فكان الجواب أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتحترم المؤسسات اللبنانية ولا تمارس أي ضغط على أي طرف على هذا الصعيد. والقناعة التي تكونت لدى الدبلوماسي الفرنسي أن إيران ليست جاهزة الآن لتسهيل انتخابات الرئاسة، فهي نشطة بموضوعين ملحّين:رعاية ترتيبات تعزيز وضع الحوثيين في اليمن وحماية ما بلغته المفاوضات في ما خص الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة من أي ضغوطات أو تشويش اسرائيلي.
2- في الرياض ينقل عن جيرو أن الانطباع الذي تكوّن لديه أن لا حماس بأن يتولى رئاسة الجمهورية شخصية تذكّر بدور رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي.
3- لم يلمس الموفد الفرنسي في بيروت أي رغبة من النائب عون في تليين موقفه في ما خص سحب ترشيحه لمصلحة شخصية ثالثة مسيحية. واستنتج جيرو من محادثاته مع عون أن الرجل الذي اقترب من الثمانين عاماً من عمره يشعر أن الفرصة الحالية لانتخابه رئيساً هي الأخيرة، وأن التقارب الحاصل في الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» قد يوفّر غطاء له ليكون رئيس الجمهورية المقبل، حتى لو تأخرت الانتخابات.
وعلى الرغم من أن الموفد الفرنسي لم يدل خلال زيارته للبنان والتي أنهاها أمس بلقاء رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بأي تصريح أو موقف يشتمّ منه التوجه التي يسير فيه المسعى الفرنسي، فإن السفارة الفرنسية في بيروت أصدرت ليلاً بياناً، وضعت المساعي الفرنسية في إطار «تحفيز المسؤولين اللبنانيين التوصل إلى توافق في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن جيرو أبلغ محاوريه المؤسساتيين والسياسين أن فرنسا وفقاً لالتزاماتها دعم سيادة لبنان، ليس لديها أي مرشح ولا تضع أي فيتو.
وبالنسبة إلى الأحداث الخطيرة التي وقعت، منطقة مزارع شبعا، بحسب تعبير بيان السفارة، فإن جيرو أشار إلى ان فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن والموجودة في إطار «اليونيفيل» منذ انتشارها ملتزمة العمل بشكل دؤوب من أجل تطبيق القرار 1701 وتتجنب أي استئناف للعمليات العدائية، وانه شدّد أمام الأطراف المعنية بأنه ينبغي على الجميع التحلي بحسّ المسؤولية مع احترام سيادة الدولة وصلاحياتها.
أزمة تعيينات الجامعة
على صعيد آخر لم يستبعد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أن تتفاعل أزمة التراجع عن تعيين الدكتور انطوان طنوس مديراً لكلية إدارة الأعمال في طرابلس، وأن تقابل الخطوات برفض التيارات المسيحية للقرار 333 الذي قضى بوقف العمل في تعيينه وتكليف مجلس الفرع الثالث تسيير لعمل إلى حين تعيين مدير أصيل للفرع.
والمعروف ان طنوس ينتمي إلى تيّار «المردة» وتدعمه الأحزاب المسيحية الأخرى، وتعارضه المكاتب التربوية لتيار «المستقبل» و«العزم» (الرئيس نجيب ميقاتي) و(حزب التحرر العربي لـ كرامي).
وجرت اتصالات على أرفع المستويات لاحتواء التصعيد الكلامي بين الأطراف، وشارك فيها الرئيس نبيه برّي كما جرت اتصالات بين «المردة» و«العزم»، في حين صدر بيان غير مسبوق باسم «لجنة الأساتذة السنة المستقلون في الجامعة اللبنانية، موجه إلى الرئيس سلام ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تحدث عن سياسة أقصاء وتهميش تمارسها رئاسة الجامعة اللبنانية ضد موظفين من السنة والتعامل في تعيينات المدراء من أبناء الطائفة وكأنهم من أهل الذمة، ودعت اللجنة المدراء المعنيين إلى وضع استقالتهم بتصرف رئيس الحكومة لحين تصحيح الخلل في تعيين المديريين.
وتوقع الوزير بوصعب الذي اعتبر ان قرارات رئيس الجامعة غير مدروسة أن يتفاقم الوضع ما لم تعلق كل التعيينات لإعادة دراستها من جديد، فيما شنت حملة عبر مواقع التواصل على رئيس الجامعة عدنان السيّد حسين متهمة اياه بتكريس الطائفية بقراره التراجع عن تعيين طنوس."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها