مريم ميرزاده كاتبة شابة تبوح بصدق سيرة الأيام ..عروس الحرب هي.. عروس الحرب أمها.. الحربُ هي الحربُ الأهلية.. الحربُ حربُ تموز.. "عروس الحرب" عنوانها روايتها الأولى وهي قصتها الواقعية
مريم ميرزاده كاتبة شابة تبوح بصدق سيرة الأيام ..عروس الحرب هي.. عروس الحرب أمها.. الحربُ هي الحربُ الأهلية.. الحربُ حربُ تموز.. "عروس الحرب" عنوانها روايتها الأولى وهي قصتها الواقعية عندما كان من المقرر أن تتزوج ولكن الحرب أجلت الموضوع كما أجلت الحرب عرس أمها من قبل .
مريم وفي لقاء خاص مع موقع المنار تقول إن"التاريخٌ مازالَ يعيدُ نفسَه ونحنُ الأبطال.. تجربتي هي بسردي المتواضع.. حينَ بدأتُ بكتابتِها، لم يكن مقرّراً أن تكونَ كتاباً ويقرأها الآخرون.. كتبتُ ما أثّرَ في حياتي حتى الآن لي أنا".
وتعرّف مريم نفسها وتقول "انا ابنة الثلاثين عاماً عاشت 24 عاماً في لبنان ثم عادت إلى موطنِها الأصلي إيران بعد زواجِها.. وربما كان عليها أن تعود.. فلبنان الذي أعطاها كلّ شيءٍ بكرمِ طبيعتِه وبحرِه وأهلِه.. لم يقدِر أن يمنحَها هويةَ الإنتماء.. الطفولة كانت في لبنان.. والمراهقة.. وما أشدّ تأثيرَ هاتين المرحلتين في حياتِنا".
وعن تجربتها بالكتابة الأولى تقول مريم "أراها جميلة.. ورغمَ أني بعدَ مضيّ وقتٍ على كتابتِها، أصبحتُ أراها بعينِ الناقدِ أحياناً.. شكلاً ومضموناً.. إلا أني أحبُّها.. كونَها بَوحاً صادِقاً وسيرةَ أيامٍ وقعت بالفعل.. أضافت لي جرأةً أكبر في الكتابة.. لعلّها تنفعُني لكتابةِ المزيد".
وعن دور وسائل التواصل الإجتماعي في الادب وانتشاره تقول مريم "أعتقد بفعل وسائل التواصل بات أسهلَ على الشباب أن يبوحَ باختلاجاتِه ومزاجِه وخواطرِه.. إلا أني أراها ظاهرةً خطيرة، في كونِها قد تضيّعُ موهبةً في بضعِ صفحات تمر مرور الكرام.. وعليه، أتمنى من كلّ هاوٍ ومقتدرٍ في اللغة أن يوظّفَ موهبتَه في كتابٍ ورقيّ.. لمَ لا.. التغييرُ قد يبدأُ بأقلامِنا.. علينا فقط أن نثقَ بما نملِك".
أما فيما خص موضوع توقيع كتابها في معرض الكتاب في بيروت في شهر كانون الأول المنصرم تقول"كان أروعَ ممّا توقّعت.. كلّ الذينَ أحبُّهم أحاطوا بي.. الأهل والأصدقاء.. وسأخبرُكَم بسرّ.. شعرتُ للحظةٍ بصغرما كتبت، أمامَ كبر حجمِ قلوبِ هؤلاء.. وتمنّيتُ لو أنّ الكتاب كان أفضلَ ربما أو أهمَّ مما هو بالفعل.. أقبلوا على الحصول على كتابي وأنا شاكرةٌ لكلّ مَن قرأَني".
وعن دور الشباب في التغيير من خلال أقلامهم وأفكارهم تقول مريم "بالتأكيد.. أؤمِنُ بأنَّ شرارةَ التغيير تنطلقُ من القلم.. قلم المثقّف، قلم الصحافي، قلم الروائي، قلم الشاعر.. لا فرق.. الفرق في الأسلوب ربما وفي وقعِ التأثير على المتلقّي.. أتمنى أن نغيّرَ أكثرَ بأقلامِنا.. لأنها أفضلُ وأحلى الأسلحة في هذا الزمن".
وبالنسبة للمدن التي تنقلت بينها مريم والتأثير الإبداعي عليها تقول "الإبداعُ ليسَ بالمدن.. لعلّه بمفهومِنا للوطن.. قد نكتبُ حينَ نغترب عن الأرض.. وقد يحفّزُنا على الكتابةِ غيابُ أشخاصٍ عن حياتِنا.. لأنّنا نشعرُ بانتماءٍ لهم.. من نوعٍ خاص.. الغربةُ إما جغرافية أو إنسانية.. وهنا يتولّدُ الإبداع.. بيروت لم أعرف كم تعني لي حين عشتُ فيها.. اليوم باتت الصورة أوضح.. إنها شريانٌ من ذاكرتي لا يتوقفُ عن النبض.. حبيبتي بيروت.. الجنوب.. لي معه قصصٌ كثيرة.. زياراتٌ عائليةٌ وسياحية.. وقانا.. وجعُ الأرض.. وفاجعةُ الحرب.. الجنوب.. ماذا أقولُ عنه ومنه رجالٌ منحوا لبنان سيادتَه واسمَه وخارطتَه.. وهل يُقالُ شيءٌ في أرضٍ تُنبتُ أبطالاً ومقاومين.. إيران موطني.. وصلةُ الدم.. أينما أذهب.. أشعرُ كما يقولون بضرورةِ عودتي في نهايةِ مغامراتي الجغرافية والتاريخية إلى دياري.. إنها بيتي الدافىء.. وموطنٌ أفتخرُ كوني أحملُ جنسيتَه.. ربما لم اتمنى أن أكونَ من بلادٍ أخرى.. أكثر من إيران.. لي الشرف أن أنتميَ لها".
وتختم مريم حديثها بالقول"عروس الحرب أنا.. عروس الحرب أمي.. الحربُ هي الحربُ الأهلية.. الحربُ حربُ تموز.. عروس الحرب تاريخٌ مازالَ يعيدُ نفسَه ونحنُ الأبطال.. تجربتي هي بسردي المتواضع.. حينَ بدأتُ بكتابتِها، لم يكن مقرّراً أن تكونَ كتاباً ويقرأها الآخرون.. كتبتُ ما أثّرَ في حياتي حتى الآن لي أنا.. كتبتُها مذكّرات طفلة، ثمَ مراهقة، ثمّ امرأة.. ووجدتُ حاجةً غريبةً في نهاية المطاف.. أن يقرأَني الناس.. ويقرأوا تأثيرَ الحروب في تفاصيلي الصغيرة.. في ولادتي.. في معاناةِ المراهقة.. وفي زفافي.. وصولاً إلى اليوم".