أعلن عضو كتلة التحرير والتنمية في البرلمان اللبناني النائب ياسين جابر أنّ الزيارة التي قامها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب تاريخية بكلّ ما للكلمة من معنى
حسين عاصي
خطاب نتانياهو في الأمم المتحدة كان بشعاً جداً
زيارة الراعي الجنوبية تاريخية بكل معنى الكلمة
البطريرك الراعي خاطب كلّ الطوائف بلسان واحد
رعايا الكنيسة المارونية كانوا سعداء جدا ببطريركهم
تمويل المحكمة لن يفجر الحكومة والحلول متوافرة
البعض راهن على مقاطعة الحكومة والعكس حصل
ندعم الدولة الفلسطينية وسقوطها يقوي حجّة المقاومة
أعلن عضو كتلة التحرير والتنمية في البرلمان اللبناني النائب ياسين جابر أنّ الزيارة التي قامها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب تاريخية بكلّ ما للكلمة من معنى، مشيراً إلى أنّ البطريرك الراعي تلاقى في الرسائل التي وجّهها مع الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، ملاحظاً أنّه خاطب جميع الطوائف بلسان واحد.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، قلّل النائب جابر من أهمية الانتقادات التي يتعرض لها البطريرك الراعي، مؤكداً أنه يطبق الارشاد الرسولي وينفتح على جميع اللبنانيين دون استثناء، مشدداً على أنّ الطائفة المسيحية لا يمكن أن تُختصر بشخص واحد، وذلك في إشارة إلى قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.
وفيما أعرب جابر عن اعتقاده بأنّ الحكومة اللبنانية لن تتأثر باستحقاق تمويل المحكمة الدولية باعتبار أنّ وجودها مطلوب في هذه المرحلة، أكّد أنّ الموقف اللبناني الرسمي هو موقف داعم لانشاء الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ سقوط هذا المشروع سيفضح حقيقة موقف "دعاة السلام" وسيقوّي حجة المقاومة والمقاومين أكثر فأكثر.
الراعي ذهب إلى حيث لم يذهب غيره
النائب ياسين جابر أكّد لموقع المنار أنّ الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب اللبناني على امتداد الأيام الثلاثة الماضية هي زيارة تاريخية بكلّ ما للكلمة من معنى، إذ لم يحدث من قبل أن قام بطريرك ماروني بزيارة عامة إلى منطقة الجنوب كما بادر البطريرك الراعي، وفي ذلك أول تميّز لهذه الزيارة. ولفت جابر إلى أنّ هذه الزيارة هي أيضاً تاريخية بمعانيها لأنها حملت بين طيّاتها دعوة صريحة وواضحة للحوار "ولنتوحّد جميعاً خلف المصلحة الوطنية العليا بالدفاع عن الأرض المحتلة وحماية لبنان من أيّ اعتداء محتمَل". وفيما أكد النائب جابر أنّ زيارة البطريرك الراعي إلى الجنوب حملت الكثير من المعاني، لفت إلى أنّ البطريرك الراعي ذهب إلى حيث لم يذهب غيره.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان البطريرك الراعي يكمّل مسيرة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، أوضح جابر أنّ الإمام الصدر عُرِف عنه أنه كان يذهب للكنيسة كما يذهب للجامع كما أنّه كان يخاطب كلّ الطوائف بلسان واحد، وهذا هو ما يحاول البطريرك بشارة الراعي أن يفعله اليوم. ولاحظ أنّ البطريرك الراعي، الذي أتى إلى الجنوب كما لم يفعل غيره، دخل الكنائس كما النوادي الحسينية والتقى أهالي الجنوب اللبناني من مختلف الطوائف اللبنانية، وخاطب رعيته وباقي اللبنانيين دون تمييز. وتوقف جابر أيضاً عند المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي من قلب الجنوب حيث أكّد على حق لبنان بحماية سيادته وحيّا الجهد الكبير الذي بذله الجنوبيون لتحرير أرضهم من الاحتلال الصهيوني، وهي رسائل تتلاقى بالمجمع مع ما دعا إليه الإمام السيد موسى الصدر.
لا لتشويه هذا اليوم المشرق
النائب جابر قلّل من أهمية الانتقادات التي يتعرّض لها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خلفية المواقف التي يطلقها والهواجس المشروعة التي يعبّر عنها، والتي كان آخرها ما صدر عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر، في ردّ غير مباشر على البطريرك الراعي، أنّ "الخوف من التطرف مبرر ومشروعٌ، ولكنّ هذا الخوف لا يبيحُ المحظورات، ولا يفترض انقلاباً جذريّاً، على كلّ القيم الإنسانيّة والمسيحيّة".
وتعليقاً على كلام جعجع، شدّد جابر على عدم جواز تشويه هذا اليوم، الذي اعتبره يومأً مشرقاً في تاريخ لبنان، من خلال الاستماع إلى بعض الآراء التي لا تقدّم ولا تؤخر، خصوصاً أن هذا اليوم هو اليوم الذي تتلاقى فيه القلوب والسواعد لتوحيد الجبهة اللبنانية والوصول إلى كلمة سواء. ولفت جابر إلى أنّ البطريرك بشارة الراعي يطبّق الإرشاد الرسولي بكلّ معانيه وينفتح على كلّ اللبنانيين انطلاقاً من ذلك، مشدداً على أنّ ما يقوم به البطريرك الراعي اليوم هو ما كان يجب أن يحصل منذ فترة طويلة.
وأعرب جابر عن اعتقاده بأنّ شخصاً واحداً، في إشارة إلى قائد القوات اللبنانية، لا يمكنه أن يعبّر عن رأي كل المسيحيين، موضحاً أنّ رعايا الكنيسة المارونية كانوا سعداء جداً بالزيارة التي قام بها البطريرك الراعي إلى الجنوب كما إلى كل المناطق اللبنانية حيث كان همّ البطريرك الراعي واحداً، ألا وهو توحيد اللبنانيين من خلال حثهم على تطبيق شعار الشركة قولاً وفعلاً.
الحلول تتوافر في أوانها
وفي سياق حديثه لموقع المنار، تطرق النائب جابر لاستحقاق تمويل المحكمة الدولية الذي ينتظر الحكومة اللبنانية في المرحلة المقبلة، في ضوء ما نُقِل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أنّ أوان هذا الاستحقاق لم يحِن بعد "وعندما نصل إلى المحكمة نصلّي عليها"، فأيّد بري في هذا الطرح، ملاحظاً أنّ بعض الأفرقاء يستبقون الأمور ويصطادون في الماء العكر، معرباً عن اعتقاده بأنّ بعض الأفرقاء يراهنون على أنّ هذا الاستحقاق سيفجّر المحكمة من الداخل وهذا ليس بصحيح. ورأى جابر أنّ ما قصده بري في تصريحه هذا هو أنّ الحلول تتوافر دائماً عندما يأتي وقتها. ولفت جابر إلى أنّ التعاون بين الحكومة والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية أثبت صلابته ومناعته بدليل أنه أثمر خطة للكهرباء لم يشهد اللبنانيون مثلها منذ سنوات طويلة، مشدداً على أنّ الحوار والتفاهم وإعلاء مصلحة لبنان فوق كل اعتبار كفيل بالوصول إلى حلول لكلّ الأمور.
ورداً على سؤال عما إذا كان مطمئناً أنّ الحكومة لن تواجه أزمة على هذا الصعيد، أكّد جابر أن لا خشية على الحكومة، مؤكداً أنّ وجود هذه الحكومة مطلوب بشدة في هذه المرحلة، علماً أنّ هذه الحكومة أثبتت أنها تتعاطى مع مختلف الأمور بجدية عالية. وإذ ذكّر جابر بأنّ البعض راهن على مقاطعة دولية لهذه الحكومة، لفت إلى أنّ العكس هو الحاصل فعلياً، متحدثاً عن انفتاح واضح على لبنان في هذا المضمار، وهو ما تجسّد خصوصاً خلال زيارة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الأمم المتّحدة.
لبنان يدعم الدولة الفلسطينية
وختاماً، تطرق النائب جابر إلى استحقاق الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي وهي الدولة المهدّدة بسلاح الفيتو الأميركي، فلفت إلى أنّ الموقف اللبناني هو موقف داعم لهذه الدولة بوضوح وهذا ما ورد على لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من قلب الأمم المتحدة وعلى لسان جميع اللبنانيين. وأوضح أنّ الموقف اللبناني الرسمي هو موقف داعم لانشاء هذه الدولة باعتبار ذلك أقلّ ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني، وانطلاقاً من ذلك، فإن لبنان سيكون إلى جانب هذا المطلب المحق.
وعن تداعيات سقوط مشروع الدولة الفلسطينية بفعل سلاح الفيتو الأميركي، رأى جابر أنّ الرأي العام العالمي سيكتشف حينها كم كان هناك تضليل له من قِبل من يسمّون أنفسهم دعاة السلام، كما أنّ سقوط هذه الدولة سيقوّي حجّة المقاومة والمقاومين. ولفت جابر إلى مفارقة برزت بوضوح في مجلس الأمن، ففيما تجاوبت الهيئة العامة وتفاعلت مع خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تصفيقاً وإنصاتاً، كان خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، الذي وصفه بـ"البشع جداً"، يمرّ مرور الكرام بحضور هزيل جداً كاد يقتصر على قلة قليلة من لجنة العلاقات العامة الأميركية الاسرائيلية (الايباك). وخلص إلى أنّ المجتمع الدولي بمعظمه، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية وقلة قليلة من الدول التي تدور في فلكها، أصبح لديه حالة قرف من إسرائيل وسياساتها العدوانية.