تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدة مواضيع كان ابرزها اللقاء الذي ميقاتي مع كلينتون، وكذلك القمة الروحية التي ستعقد اليوم في دار الفتوى...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في بيروت عدة مواضيع كان ابرزها اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وكذلك تناولت القمة الروحية التي ستعقد اليوم في دار الفتوى...
السفير
واشنطن تحذر من تحويلات عبر المصارف اللبنانية... وموسكو مستعدة لدعم الجيش
كلينتون بميقاتي وتوصي بالعداء بين لبنان وسورية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "فيما كان البطريرك بشارة الراعي، يتوج الزيارة التاريخية الأولى من نوعها لرأس الكنيسة المارونية لمنطقة الجنوب منذ ما قبل الاستقلال، برقيم بطريركي عنوانه «الالتزام والشهادة» بقضايا الجنوب والجنوبيين، خلال الغداء الذي أقامه الرئيس نبيه بري على شرفه في المصيلح، بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحشد يمثل كل الطيف الجنوبي، تمكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من تحقيق خرق سياسي، في جدار محاولات محلية وخارجية لفرض عزلة دولية على حكومته، تمثل في استقباله، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
واللافت للانتباه أن ما أعطاه الأميركيون لميقاتي، بعد يوم من وصوله، الى الولايات المتحدة، لم يكن متاحا أثناء وجود رئيس الجمهورية ميشال سليمان في نيويورك، على مدى أكثر من اسبوع، حيث غاب عن جدول لقاءاته أي لقاء له مع أي مسؤول اميركي، كما انه الرئيس العربي الوحيد الذي لم يشارك في حفل الاستقبال الذي اقامه الرئيس الاميركي باراك اوباما للوفود المشاركة غداة افتتاح اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، برغم تلقيه دعوة رسمية، وهو الأمر الذي اثار الكثير من علامات الاستفهام بين الوفود المشاركة في الدورة السادسة والستين للامم المتحدة.
غير أن ما أعطته هيلاري كلينتون لميقاتي، في الشكل، أو بكلامها المعسول الذي تضمن إشادة بالحكومة و«أولوياتها الصحيحة»، وبموقف لبنان «الذكي» في مجلس الأمن الدولي، و«المطالبة الصائبة» للحكومة بتسليح الجيش اللبناني ودعمه، حاولت انتزاعه، بدس كلام مسموم تضمن تحريضا واضحا ضد سوريا وإيران و«حزب الله»، فضلا عن محاولة استدراج لبنان خارج المعسكر الداعم للدولة الفلسطينية من خلال موقعه في رئاسة مجلس الأمن الدولي.
وعلمت «السفير» أن كلينتون التي استهلت اللقاء مع ميقاتي في مكتب لبنان بوصفه رئيسا لمجلس الأمن، انطلقت من معادلة القرارات الدولية، وتحديدا القرارات 1757 و1559 و1701، داعية الحكومة إلى الالتزام بكل موجبات ومندرجات هذه القرارات، ولا سيما موضوع تمويل المحكمة الخاصة بلبنان.
وعندما أثارت كلينتون ما يجري في سوريا من أحداث، تمنت على لبنان أن يبقى بعيدا عما يجري هناك «لأن هذا الخيار هو الأفضل للبنان في هذه المرحلة». وتمنت عدم وقوف لبنان على الحياد في موضوع فرض عقوبات من مجلس الامن على سوريا، مشددة على «ضرورة ان يعرف لبنان مصالحه الخاصة والدولية وألا يعارض أي قرارات دولية ضد النظام السوري». ورد ميقاتي موضحا ان للبنان وضعا دقيقا جدا حيال سوريا نسبة لخصوصية العلاقات القائمة بين البلدين وان ما يجري في سوريا ينعكس على لبنان الذي لا يمكن أن يتخذ موقفا سلبيا.
وحذرت كلينتون من تحويلات مالية سورية عبر مصرف لبنان المركزي، أو أن تتحول المصارف اللبنانية الى ملاذ لودائع مؤسسات وأشخاص تضعهم واشنطن على لائحة العقوبات. ورد ميقاتي عليها في هذه النقطة، مشددا على أهمية حماية القطاع المصرفي اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني الحر.
وأثارت كلينتون أيضا موضوع القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية هذا الشهر والقاضي بإعفاء الإيرانيين القادمين الى لبنان من الحصول على تأشيرات دخول، طالبة إعادة النظر بهذا القرار، ورد ميقاتي عليها بأن هذا القرار اتخذته حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة. وأكد ميقاتي «أن أولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاد لبنان عن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه». وجدد احترام لبنان التزاماته الدولية «لأنه لا يمكن ان نكون انتقائيين في احترام القرارات الدولية». كما «جدد مطالبة الولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه خاصة في ما يتعلق بالقرار 1701». ودعا الى العودة لمبادرة السلام العربية.
وخلال لقاء كلينتون ـ ميقاتي، طلب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عقد لقاء منفصل مع رئيس الحكومة اللبنانية، وبالفعل، وبعد حوالي التسعين دقيقة، عاد فيلتمان والتقى ميقاتي في أحد المكاتب الجانبية، وذلك على مدى سبع دقائق، من دون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين، فيما قالت مصادر عربية ان اللقاء يندرج في خانة الضغط الأميركي على موقف لبنان في مجلس الأمن من موضوع الدولة الفلسطينية.
وبحث ميقاتي المستجدات العربية والدولية مع الامين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي ومع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي دعا الى تحييد لبنان عن تداعيات الاوضاع في المنطقة، وعبر عن استعداد روسي لدعم الجيش اللبناني وطلب من ميقاتي تزويد روسيا بتفاصيل الاحتياجات العائدة للجيش".
النهار
تمويل المحكمة والحذر من سوريا بين ميقاتي وكلينتون
جولة الراعي في الولايات المتحدة لا تشمل واشنطن
بدورها تناولت صحيفة النهار لقاء رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وكتبت تقول "كان الحدث اللبناني أمس أميركياً. ففيما يستعد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لرئاسة جلسة مجلس الأمن اليوم، بعدما التقى أمس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، صدرت تأكيدات لبنانية وأميركية معاً أن جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الراعوية في الولايات المتحدة الشهر المقبل لن تشمل العاصمة واشنطن بعدما تعذر ترتيب لقاء له والرئيس باراك أوباما.
المصيلح
وكان البطريرك الراعي لبى أمس دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى مأدبة غداء على شرفه في دارته بالمصيلح شارك فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وعلمت "النهار" ان البطريرك أبلغ رئيسي الجمهورية ومجلس النواب خلال الخلوة التي جمعتهم أن الهدف الأول لزيارته الولايات المتحدة هو تفقد أبناء الطائفة وأفراد الجالية اللبنانية، واذا التقى سياسيين أميركيين فسوف يردد أمامهم المواقف التي يعبر عنها في أي مكان كان فيه.
وأشاد الرئيس بري في كلمة له بمقاربة الراعي "للموقف الناتج من الاحتلال الاسرائيلي". وأضاف: "نقول وبصراحة للأقربين وللابعدين لا تخافوا من المقاومة بل خافوا على المقاومة".
السنيورة
وأفادت أوساط الرئيس فؤاد السنيورة أن سبب اعتذاره عن تلبية الدعوة الى مائدة الرئيس بري في المصيلح هو ما رافق زيارة البطريرك الراعي لصيدا. فقد وجهت الى البطريرك دعوة للغداء في منزل آل الحريري في مجدليون، لكنه اعتذر عن قبولها. ثم طرحت خلال ترتيب الزيارة فكرة أن يتم استقباله في دار البلدية في حضور كل أبناء المدينة، ففضّل أن يكون الاستقبال أمام مبنى البلدية، لتكون المفاجأة انه قبل دعوة الشيخ محمد يزبك الى الغداء خلال زيارته البقاع، ثم دعوة الرئيس بري الى المصيلح.
البرنامج
ووزع امس برنامج زيارة البطريرك الماروني للولايات المتحدة، وهي تبدأ في 4 تشرين الاول المقبل "بعدما تم تعديل الموعد الذي كان مقرراً في 30 ايلول الجاري نتيجة الغاء زيارة واشنطن". وهي تشمل ولايات عدة بينها نيويورك حيث يجتمع في 21 منه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، ليختتم في هذه الولاية زيارته في 23 منه.
نيويورك
ومن مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان مصدراً أميركياً أبلغ بعض الصحافيين أن الوزيرة كلينتون أثارت مع الرئيس ميقاتي موضوع "التزام لبنان واجباته الدولية ولا سيما حيال المحكمة الخاصة بلبنان"، في إشارة الى المستحقات المالية المتوجبة على لبنان لهذه المحكمة بموجب القرار 1757 والبروتوكول الموقع بين المحكمة والحكومة اللبنانية. وقال إن المحادثات التي أجريت في مكتب رئاسة مجلس الأمن "تطرقت الى العلاقات الثنائية بين البلدين"، ناقلاً عن كلينتون "التزام الولايات المتحدة سيادة لبنان وقضاياه"، مبدية "تفهمها لدقة الوضع الحرج الذي يعانيه لبنان". بيد أنها "لفتت ميقاتي الى أن لبنان ينبغي أن يكون حذراً في تعامله مع الوضع في سوريا، وألا يسمح لسوريا بأن تفرض عليه عدم الموافقة على فرض عقوبات على دمشق (في مجلس الأمن) بسبب أعمال القمع التي يمارسها النظام في حق الشعب السوري".
واسترعت الانتباه إشارتها الى ان "لبنان اتخذ قراراً ذكياً" إذ نأى بنفسه عن البيان الرئاسي الأخير للمجلس عن سوريا من غير أن يعطل الإجماع الدولي الضروري لإصداره.
ومساء أمس اعلن في بيروت ان ميقاتي اتصل هاتفيا برئيس الجمهورية واطلعه على اجواء لقاءاته في نيويورك.
واشنطن
ونقل مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم عن مصادر اميركية ولبنانية مطلعة ان البطريرك الراعي الغى زيارته لواشنطن التي كانت مقررة في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، ضمن جولته الطويلة في الولايات المتحدة لزيارة الابرشيات المارونية، بعدما تعذر ترتيب موعد يلتقي فيه الرئيس اوباما في البيت الابيض. وهو يبدأ جولته الراعوية في الرابع من تشرين الأول بزيارة لمدينة سانت لويس في ولاية ميسوري، وستستمر حتى 23 منه في محطات تشمل مختلف الابرشيات المارونية الكبيرة المنتشرة في ولايات ايلينوي واوهايو وتكساس وكاليفورنيا ونيويورك وبنسلفانيا وماساتشوستس وغيرها.
وكان مفترضاً ان يصل الراعي الى واشنطن في الاول من تشرين الاول قبل ان يعدل برنامجه بعد ابلاغه ان الوقت غير مناسب لترتيب اجتماع مع الرئيس الاميركي. وكان المطران غريغوري منصور راعي ابرشية مار مارون في بروكلين قد اعلن في الكنيسة المارونية في واشنطن الاحد ان البطريرك الراعي لن يزور واشنطن، مشيرا الى ان مواقفه في باريس قد اسيء فهمها.
وقالت مصادر اميركية مسؤولة لـ"النهار" ان تصريحات البطريرك الراعي في باريس اثارت استياء واسعا في واشنطن. ووصفت المصادر الاجتماع الاخير الذي عقدته السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونللي مع البطريرك بانه كان "صريحا ووديا"، وهي العبارة الديبلوماسية التي تستخدم لوصف أي اجتماع تتخلله خلافات. وابدت ارتياحها الى كون تصريحات الراعي خلال جولته في جنوب لبنان لم تكرر المواقف التي اتخذها حيال سوريا "وحزب الله" خلال زيارته لباريس.
الاخبار
قمّة روحيّة في دار الفتوى... بلا محكمة
وعن القمة الروحية التي ستعقد في دار الفتوى اليوم كتبت صحيفة الاخبار "تكتسب القمّة الروحيّة التي ستنعقد اليوم في دار الفتوى أهميّة لجهة المكان ولجهة المضمون، وستخرج ببيان من نقاط سبع يؤكّد أن تحرير الأراضي اللبنانيّة والعربيّة واجب وطني جامع، ويرفض التدخّل الأجنبي في شؤون البلدان العربيّة، ويدعو إلى احترام الإرادة. لكن البيان لن يأتي على ذكر المحكمة الدوليّة وكلّ ما يدور في فلكها.
بعد جولته الجنوبيّة وما تخلّلها من مواقف، يغطّ البطريرك بشارة الراعي اليوم في عائشة بكّار. سيشارك في القمّة الروحيّة التي تجمع 17 «زعيماً روحياً» لسبع عشرة طائفة لبنانيّة. الراعي يحتاج إلى اللقاء، كذلك صاحب الدار، مفتي الجمهوريّة محمّد رشيد قبّاني.
أمس، كان موظفو دار الفتوى مشغولين. لديهم استحقاق لم يجرِ منذ سنوات طويلة. آخر قمّة روحيّة حصلت في دار الفتوى، لم يُشارك فيها بطريرك الموارنة، بل ممثّل عنه، وذلك في منتصف تسعينيات القرن الماضي. إذاً، الحدث استثنائي للموظفين. مهندس الصوت يُشرف على التجهيزات الصوتيّة. يفحص كلّ ميكروفون على الطاولة الكبيرة التي ستجمع رجال الدين. يُجرّب القرص المدمج الذي يحوي تسجيلات الآيات القرآنيّة التي ستتلى في بداية القمّة. آخرون في القاعة المجاورة، يُنظمون توزيع طاولات الغداء. أصلاً الدار كلّها تعيش ورشة حالياً. ورشة لتأهيل المبنى وتجديده، وإجراء تعديلات هندسيّة من الداخل. وورشة عمل بشريّة وصلت إلى ذروتها مع تولّي الشيخ هشام خليفة مديريّة الأوقاف، وهو الذي ترأس وحدة «خطبة الجمعة» في الأوقاف الإماراتيّة لسنتين. يحمل الرجل برنامج عمل لتطوير عمل الأوقاف، بدأ بإقرار سلسلة قرارات عالقة منذ سنوات، سبقه في ورشة التأهيل الشيخ شادي المصري في العلاقات العامّة.
بالعودة إلى القمّة، يتحدّث مطّلعون على أجواء الإعداد لها أن الراعي وقبّاني سيكونان المنتصرين الأوّلين منها. الراعي يحتاج إلى غطاء سنّي، بعد هجوم تيّار المستقبل عليه بسبب مواقفه من الأحداث السوريّة، ومن أقدر من دار الفتوى على توفيره. أمّا المفتي قبّاني، فإنه بدأ منذ نحو سنة مشروعاً عنوانه الرغبة في إعادة الدار إلى موقعها، داراً جامعةً لجميع اللبنانيين. قام بسلسلة من الخطوات والإجراءات أدّت إلى هجوم مستقبلي عنيف عليه أيضاً. إنه المهاجم ذاته على قباني والراعي. التكاتف بينهما ضروري. وبالتالي، تأتي هذه القمّة لتكون تتويجاً لكلام قبّاني، وبمشاركة أوسع من المشاركة التي جرت في القمّة الروحيّة الأخيرة التي جرت في بكركي.
هذا في شكل القمّة. أمّا في مضمونها، فإن المسوّدة الأخيرة للبيان الختامي الذي سيُتوافق عليه في قمّة الغد تتضمّن سبعة بنود. وسيغيب عن البيان أي إشارة إلى المحكمة الدوليّة، لا على سبيل التبنّي ولا الرفض، إذ سيُشدّد البيان في بنده الأوّل على متانة العيش التاريخي بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة العربيّة، وعلى الانتماء العربي لأبناء الطائفتين. أمّا البند الثاني فسيتناول ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان ونهائيّة الكيان، وعلى مرجعيّة الطائف، فيما سيتناول البند الثالث احترام كرامة الإنسان والتشديد على أن المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات والتزام الدستور. ويأتي البند الرابع في السياق ذاته، وهو أن لبنان جزء من العالم العربي بنهضته وثقافته ومثال للعيش المشترك.
البند الخامس هو الأكثر إثارة. سيتناول الحراك العربي، وأهميّة احترام رأي الشعوب العربيّة، والحفاظ على شعارات الحريّة والكرامة والعدالة والديموقراطيّة، وسيدعو إلى ضرورة الحفاظ على نقاء هذه الشعارات والاستفادة منها، ومواجهة محاولات تحريفها واستغلالها صوب اتجاهات بعيدة عن غايتها الأصليّة. كذلك سيشير البند إلى أن المطلوب هو الحرص على الإصلاح والتطوير والانفتاح ومراعاة الإرادة الشعبيّة لمنع تحويل هذا الحراك إلى أدوات لتخويف مكوّنات المجتمعات العربيّة. وسيدعو هذا البند إلى التمسّك بالدولة المدنيّة ومفهوم المواطنة ورفض جميع أنواع التدخلات الأجنبيّة في الشؤون الداخليّة ورفض الظلم والاستبداد.
وسيتناول البند السادس أهمية بناء المؤسسات الدستوريّة اللبنانيّة والتزام قراراتها، على أن يؤكد البند الأخير أن لبنان قوي بوحدته وبالتضامن العربي، وأنه يلتزم حق العودة ورفض التوطين وتحرير جميع الأراضي اللبنانيّة والعربيّة والمقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة كواجب وطني جامع، وسيدعو الأمم المتحدة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة.
اللواء
قمّة دار الفتوى اليوم: ثوابت وطنية تنهي الإصطفافات والتوترات
ماذا حدث بين ميقاتي وكلينتون خلال 18 دقيقة؟
الراعي يُلغي لقاءات واشنطن... ونحاس يتوقّع عدم تمويل المحكمة
وتحت هذه العناوين كتبت اللواء تقول "تشهد دار الفتوى عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، حدثاً روحياً وطنياً، يشكل محطة جامعة للمبادئ والمنطلقات والثوابت التي يلتقي حولها اللبنانيون، وتشكل ايضاً ارضاً صلبة للاستقرار العام الذي يتطلع اليه الشعب اللبناني، في ظروف بالغة التعقيد تحيط بلبنان، سواء منها بتحولات ما عرف او معركة انتزاع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في مجلس الامن والامم المتحدة.
وتأتي القمة الروحية الاسلامية، المسيحية التي اكتفى البيان المقتضب الصادر عن دار الفتوى بالاشارة الى زمانها ومكانها، مؤكداً حضور رؤساء الطوائف الروحية في لبنان، في ظل محاولات تجري من هنا وهناك لبناء تحالفات او تفاهمات ثنائية، او داخل الجماعة الواحدة، بحثاً عن خيارات انتخابية او سياسية ضمن طروحات تعيد البلد عشرات السنوات الى الوراء، كما اكد مرجع حكومي سابق لـ.
وبالتزامن، كشف دبلوماسي لبناني ان الجانب الاميركي الذي ابلغ الوفد اللبناني خلال الاجتماع بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرة هيلاري كلينتون تفهمه للاحراجات التي تواجهها الحكومة ازاء قضايا داخلية لبنانية واقليمية سورية، اكد استمرار تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية والتدريبات للقوات المسلحة اللبنانية والقوى الامنية. ولفت المصدر الدبلوماسي ان الرئيس ميقاتي خرج مرتاحاً من لقاء كلينتون، مشيراً الى ان الاهم لديه كان تفهم الادارة الاميركية لخصوصية الموقف اللبناني والاكتفاء بحياديته ازاء القضايا المطروحة.
واذ شددت كلينتون على ضرورة استمرار لبنان في احترام التزاماته الدولية بما يؤمن استقراره ووحدته، فان الرئيس ميقاتي اكد امامها استمرار الحكومة في تنفيذ الالتزامات وشرح اولويات الحكومة في العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وابعاده عن تأثيرات الاوضاع الخارجية، كما جدد المطالبة بدعم اميركي لتنفيذ المهام المطلوبة منه لا سيما ازاء القرار 1701.
وبحسب مصادر الوفد اللبناني، فإن كلينتون لاحظت ان الاولويات التي طرحها الرئيس ميقاتي في عمل حكومته صحيحة وتقع في مصلحة لبنان العليا، مشيرة الى ان الموقف اللبناني الاخير في مجلس الامن ذكي ونتفهمه لجهة تحييد نفسه عن التطورات الحاصلة، واملت بأن تفي الحكومة بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لانه لا يجوز بقاء غياب الدولة، ويجب ان يشعر المواطن اللبناني بالاستقرار والعدالة.
غير ان مصادر دبلوماسية شاركت في الاجتماع كشفت ان الاجتماع لم يتعد 18 دقيقة، وان الوزيرة الاميركية تحدثت بلغة جازمة عن ضرورة التزام لبنان بما يعلن على لسان مسؤوليه. وخاطبت الوفد اللبناني قائلة:.
اما في الشأن السوري، فإن المصادر عينها كشفت أن كلينتون حذّرت على نحو غير مباشر الحكومة اللبنانية بقولها. وكشفت المصادر أن كلينتون التي تحدثت بلغة صارمة سبق لها ورفضت عقد لقاء على انفراد مع رئيس الحكومة، سبق أن طلبه قبل سفره واثناء وجوده في نيويورك، متذرعة بضيق الوقت.
وما لم توضحه باستضافة الوزيرة الأميركية، اوضحه مساعدها لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، حيث قال في اللقاء:. وختمت المصادر قائلة أن اللقاء على وجه الاجمال لم يكن مريحاً بين الجانبين اللبناني والاميركي.
اما وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي التقاه ميقاتي أيضاً، فقد أكّد من جهته على أهمية استقرار لبنان وضرورة تحييده عن تداعيات المنطقة، إضافة إلى تأكيده الاستمرار بدعم الجيش اللبناني.
وشملت لقاءات ميقاتي الذي اتصل ليلاً بالرئيس ميشال سليمان لوضعه في اجوائها، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي حثه على تسريع عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة باعتبار أن لبنان يرأس الدورة الحالية للمجلس.
جولة الراعي الجنوبية
في غضون ذلك، بقيت جولة البطريرك الراعي في الجنوب، والتي اختتمت أمس، تشكل الحدث السياسي والروحي، خصوصاً وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري خصّه بلفتة مهمة تمثلت بغداء نوعي جمع الى مائدته في المصيلح أركان الدولة، وإن غاب منهم الرئيس ميقاتي لوجوده في نيويورك حيث يرأس اليوم جلسة لمجلس الأمن تناقش فيها مواضيع تخص منطقة الشرق الأوسط، ويلقي خلالها كلمة، فيما شارك في المأدبة الرئيس سليمان ونواب كتلتي التحرير والتنمية والوفاء للمقاومة.
وجاء غداء المصيلح، والذي سبقته خلوة ثنائية بين الرئيس بري والراعي، ثم تحولت إلى ثلاثية بانضمام الرئيس سليمان إليها، ليؤكدشعاراً وحضوراً، كما أعلن الراعي الذي أوضح أن زيارته الرعوية اكتسبت بعدي الشهادة لحقيقة العيش المشترك الواحد والالتزام، معتبراً أن اللبنانيين أصبحوا جاهزين للحوار بعد 36 سنة من التضحية والاختبارات.
أما الرئيس بري، فقد أشار في كلمته الترحيبية، إلى أوجه الشبه بين الإمام موسى الصدر والبطريرك الراعي، مكرراً ثوابته من الحوار والعيش المشترك والطائف والالتزام بالقرار 1701 والاحتلال الاسرائيلي، مجدداً الحرص على الحوار دون شروط، على أن يكون حواراً مفتوحاً على القضايا الوطنية الأساسية، وحواراً من أجل الوصول إلى استراتيجية وطنية للدفاع، وحواراً لوضع حلول جذرية لأزمتنا الاقتصادية والاجتماعية، وبالأساس حوار من أجل بناء الثقة في ما بيننا.
الغاء زيارة البطريرك الى واشنطن
كان لافتا
القمة الروحية
ومهما كان من امر الغاء محطة واشنطن، فإن دار الفتوى ستشهد اليوم قمة روحية اسلامية - مسيحية تأتي استكمالا للقمة الروحية التي عقدت في بكركي على اثر انتخاب الراعي، كما تأتي في سياق زيارة البطريرك الماروني لدار الفتوى، لرد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الذي بعث بدعوات شخصية إلى رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية لمشاركته في هذه اللغة.
وبحسب معلوماتفإنه تقرر أن يشارك مع كل رئيس طائفة شخصان، بالاضافة إلى أعضاء لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي. الذين عملوا خلال الفترة السابقة على اعداد ورقة عمل القمة التي تتضمن الخطوط العريضة التي يلتقي عليها اللبنانيون، وهي تركز على نقاط رئيسية، منها: دعم الدولة ومؤسساتها، التمسك باتفاق الطائف، التركيز على العيش المشترك، والدعوة للحوار بين الأطراف.
المستقبل
ميقاتي أبلغها استمرار الحكومة في تنفيذ القرارات الدولية
كلينتون: ملتزمون تحقيق مستقبل أفضل للبنان
وعن لقاء ميقاتي مع كلينتون كتبت المستقبل تقول "أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أبلغها استمرار الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرارات الدولية". وشددت على "إلتزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان لتحقيق مستقبل أفضل له"، مؤكدة "ضرورة الاستمرار في احترام لبنان التزاماته الدولية بما يؤمن استقراره ووحدته".
إستقبل ميقاتي امس الوزيرة كلينتون في مكتب رئيس مجلس الامن الدولي في الامم المتحدة، بصفة لبنان رئيسا لمجلس الامن لهذا الشهر. وشارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، سفير لبنان في الولايات المتحدة الاميركية انطوان شديد وممثل لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام. كما حضر عن الجانب الاميركي مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، الناطق الرسمي باسم مجلس الامن القومي مايك هامر وعدد من كبار المسؤولين في الادارة الاميركية.
وأكد ميقاتي أن "اولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاده عن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه"، مجدداً "إحترام لبنان التزاماته الدولية لأنه لا يمكن ان نكون إنتقائيين في احترام القرارات الدولية". كما جدد مطالبة الولايات المتحدة الاميركية بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ المهام المطلوبة منه خصوصاً في ما يتعلق بالقرار الدولي الرقم 1701، داعياً الى العودة الى مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأقرت في قمة بيروت في العام 2002 وحظيت بدعم شامل".
بدورها، قالت كلينتون: "إن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة مساعدة لبنان وتريد رؤية هذا البلد يفي بالتزاماته الدولية". وشددت على أن "الاولويات التي طرحها الرئيس ميقاتي لعمل حكومته هي اولويات صحيحة وتقع في مصلحة لبنان العليا"، معتبرة ان "موقف الحكومة اللبنانية الاخير في مجلس الامن هو موقف ذكي ونتفهمه لجهة تحييد نفسه عن التطورات الحاصلة". وأملت "ان تفي الحكومة اللبنانية بالتزاماتها بتمويل المحكمة الدولية لأنه لا يجوز ان يبقى غياب الدولة سائدا ويجب ان يشعر المواطن اللبناني بالاستقرار والعدالة".
أضافت: "نحن نتفهم ونعي ضرورة الاستمرار في دعم الجيش اللبناني، ولكن في موازاة ذلك لا يمكن لأي اطراف مسلحة ان تقوم بدور الدولة او الحكومة. وفي كل الاحوال فإن موقف الحكومة اللبنانية في المطالبة بدعم الجيش اللبناني هو موقف صائب، ونحن نود الاستمرار بدعم الجيش رغم بعض التحديات الاميركية الداخلية التي تواجهنا، لأننا نؤمن بأن الجيش اللبناني هو المؤسسة القادرة على حماية لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه". وثمّنت موقف الحكومة اللبنانية من الانضمام الى الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر.
وقالت كلينتون ردا على سؤال: "كانت المحادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية ممتازة بشأن العديد من الالتزامات الدولية المتوجبة على لبنان، واكد لي رئيس الحكومة استمرار لبنان في تنفيذ القرارات الدولية".
وفي دردشة مع الصحافيين، قال فيلتمان: "ان الولايات المتحدة ملتزمة المواضيع المتعلقة بلبنان، وان الوزيرة كلينتون تتفهم دقة الوضع الحرج للبنان وان الولايات المتحدة تدعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته". واشار الى أن الوزيرة كلينتون لفتت نظر الحكومة اللبنانية الى "ضرورة ان يكون لبنان حذرا لجهة تعاطيه مع الوضع في سوريا، وان لبنان يجب الا يكون على الحياد او جبانا حيال فرض عقوبات على الاعمال العنفية التي يمارسها النظام السوري".
كما التقى ميقاتي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في حضور الوزير منصور والسفيرين شديد وسلام. وشدد لافروف خلال اللقاء على إستقرار لبنان وضرورة تحييده عن تداعيات الاوضاع في المنطقة. وأكد استمرار دعم الجيش اللبناني، وطلب من رئيس الحكومة تزويد روسيا بالتفاصيل العائدة للجيش.
وعرض مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي نتائج زيارته الى سوريا ومبادرة الجامعة العربية في هذا الصدد.
ومساء،أجرى الرئيس ميقاتي، اتصالا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووضعه في أجواء الاتصالات واللقاءات التي عقدها في نيويورك، عشية ترؤس لبنان جلسة مجلس الأمن الدولي"