اكد عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي خلف المفتاح في رسالة وصلت موقع المنار لمناسبة انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ان الثورة الاسلامية جسرت الفارق الحضاري والتقاني والمعرفي مع الغرب وهذا ما اقض مضاجعه
اكد عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي خلف المفتاح في رسالة وصلت موقع المنار لمناسبة انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ان الثورة الاسلامية جسرت الفارق الحضاري والتقاني والمعرفي مع الغرب وهذا ما اقض مضاجعه، كما اعادت الروح لحركات التحرر العالمية بمواجهة العولمة المتوحشة وشكلت سندا داعما لحركات المقاومة في كل انحاء العالم واثبتت بذلك ان الاسلام دين عالمي ويتعامل مع كل البشر على انهم متساوون في الخلق والخلق والحياة الحرة الكريمة.
واشار الدكتور المفتاح الى ان العلاقة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الايرانية اتسمت منذ انطلاقة الثورة بطابع استراتيجي ومبدئي لان البوصلة المشتركة بينهما هي فلسطين والمقاومة ومواجهة العدو الصهيوني الامريكي .
واعتبر ان الجمهورية الاسلامية في إيران اضحت قوة كبرى اقليمية بفضل النهج الوطني المستقل.
وفيما يلي نص الرسالة :
في ذكرى الثورة الاسلامية الايرانية
ست وثلاثون عاما مرت على قيام الثورة الاسلامية في ايران وهي تحقق المزيد من النجاحات والانتصارات والانجازات على الصعد الداخلية والخارجية وتعزز من مكانة ايران على الخارطة السياسية العالمية قوة كبرى اقليمية لا يستطيع أحد تجاوزها او عدم الاقرار بفاعلية دورها وشراكتها الحقيقية في كل ما يتعلق بشؤون المنطقة والاقليم على وجه العموم، وهنا يصبح من المفيد تسليط الضوء على ما حققته من انجازات على الصعيد الداخلي والخارجي والاجابة على السؤال المحوري في إطار التوصيف هل ما حدث في ايران هو ثورة بالمعنى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ام انها استعارت الاسم فقط دون المضمون ، ان اية قراءة موضوعية للواقع الايراني قبل الثورة وبعدها يؤكد حقيقة لا ادعاء ان ما شهدته ايران كان ثورة حقيقية لان ما جرى هو تغيير جوهري وبنيوي في الشكل والمضمون والدور والمكانه والقدرة على تحقيق الاهداف ، فعلى صعيد الاسم فالثورة الايرانية اثبتت ان الاسلام ليس فعلا ماضيا وانما فعل حاضر ومستقبل حيث استطاعت الثورة الاسلاميه المزاوجة بين الاسلام وقيم الحداثة في إطار نظام الحكم وأشكال ممارسة العملية الديمقراطية.
وعززت الثورة مفهوم ان الاسلام جاء واحدا وموحدا جامعا غير مفرق وان قيمه ومبادءه ليست خاصة بالمسلمين وإنما للبشر على مختلف انتماءاتهم واديانهم وانه جاء نصرة للمظلومين في كل زمان ومكان وهنا يتجسد البعد الانساني في رسالة الاسلام السمحة العابرة للخرائط الضيقه وليس بالصورة التي تعكسها التنظيمات الراديكالية المتطرفة والارهابية على انه قتل وارهاب وعنف كما سعت الثورة وعملت بهدف التقريب بين المذاهب والاديان لقطع الطريق على الساعين لاشعال نار الفتنة بين المذاهب وتأجيج مشاعر الكراهية بين اصحاب الديانات السماوية وذلك بعقد العديد من المؤتمرات والدعوة للمزيد من الحوار بين العلماء ورجال الفكر على المستوى العالمي وصولا لعالم خال من العنف والارهاب والتطرف .
وعلى الصعيد الداخلي اسقطت الثورة اكبر عرش امبراطوري واقوى قلعة امريكية ممثلة بنظام الشاه فتحولت ايران من قوة بيد الغرب لتطويع شعوب المنطقة وخدمة الكيان الصهيوني الى قوة بمواجهة الغرب والكيان الصهيوني ما ادى تغيير المعادلة الاستراتيجية في المنطقة وقواعد اللعبة وتحول في خرائطها السياسية. ولعل تحويل السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة لفلسطين هو احد اهم مظاهر تحديد هوية النظام الجديد وتموضعه السياسي والايديولوجي علما ان ما ميز الثورة الاسلامية هو استقلاليتها في اطار الاصطفاف الدولي الذي كان سائدا ابان الحرب الباردة .
لقد اعتمدت الثورة الاسلامية العلم والمعرفة نهجا لها في بناء الداخل فعملت على وتوطين التقانة والمعرفة بالاعتماد على الذات فجسرت الفارق الحضاري والتقاني والمعرفي مع الغرب وهذا ما اقض مضاجعه وهو المسكون بنزعة التفوق والمركزية االحضارية الاوربية واصبحت ايران من اهم عشرة دول في العالم في مجال الاختراعات العلمية المسجلة وبراءاتها .
كما اعادت الروح لحركات التحرر العالمية بمواجهة العولمة المتوحشة وشكلت سندا داعما لحركات المقاومة في كل انحاء العالم واثبتت بذلك ان الاسلام دين عالمي ويتعامل مع كل البشر على انهم متساوون في الخلق والخلق والحياة الحرة الكريمة مكرسة مقولة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا .
وبحكم الايديولوجيا التي حملتها الثورة الاسلاميه فقد حسمت مبكرا هويتها في تحديد العدو من الصديق فكان الكيان الصهيوني عدوها الاول وشكلت تهديدا حقيقيا وهاجسا له ما افقده توازنه وشكل له قلقا وخوفا وصداعا دائماولعل فوبيا البرنامج النووي الايراني ستبقى كابوسا يسيطر على تفكير قياداته العسكرية والسياسية الى ان يزول ذلك الكيان السرطاني كما وصفه قائد الثورة الاسلامية .
وفي اطار علاقتها مع دول الجوار العربي انطلقت الثورة من نظرة كلية جامعة وليس من منظور طائفي او مذهبي كما يحلوا للمغرضين والشامتين والحاقدين تسويقه بهدف اثارة الفتن بين المسلمين لشق صفوفهم وتفريق كلمتهم وحرف بوصلتهم التي يجب ان تكون باتجاه فلسطين وبيت المقدس .
لقد اتسمت العلاقة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الايرانية منذ انطلاقة الثورة بطابع استراتيجي ومبدئي لان البوصلة المشتركة بينهما هي فلسطين والمقاومة ومواجهة العدو الصهيوني الامريكي ولا شيئ غير ذلك لذلك نرى كلا البلدين في دائرة الاستهداف الامريكي الصهيوني واتباعهماووكلائهما في المنطقة هذا التحالف الاستراتيجي بين البلدين هو الذي حمى المنطقة حتى الان من الهيمنة والسطوة الغربية عليها ولعله هو السبب الجوهري لهذه الحرب الشرسة والارهابية وغير المسبوقة التي تشن على الشعب السوري من قوى ظلاميه تكفيرية مدعومة من الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني وتوابعهما في المنطقة من أنظمة عميلة مستلبة الارادة السياسية .
لقد اضحت الجمهورية الاسلامية في إيران قوة كبرى اقليمية بفضل النهج الوطني المستقل الذي اتبعته في الداخل والخارج وكذلك تعاضد وتلاحم ابناء شعبها وتفاعله مع قيادته وانتهاجه العلم طريقا للمستقبل وذلك بالاعتماد على طاقات ابناء شعبها وعلى امكانياتها الذاتية وتوطينها العلم والمعرفة واتباعها الحوكمة الاقتصادية والحكم الرشيد ما جعل من التجربة الايرانية في استثمار الطاقات الوطنية والاعتماد على الذات نموذجا يمكن الاستفادة منه على الصعيد الدولي .
ومع مرور ست وثلاثين عاما من عمر الثورة وعلى الرغم من كل ما حيك ضد الثورة من مؤمرات وحروب وحصار اقتصادي وغير ذلك من أشكال الاستهداف الا أنها استمرت في خط تصاعدي ورقما هاما في المشهد الدولي لا يستطيع احد كسر ارادتهاالسياسية او وقف طموحاتها المشروعة او عرقلة برامجها العلمية التي تهدف الى تحقيق تنمية حقيقية ترفع من مستوى الشعب الايراني على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وتجعله يعيش حياة رغيدة تقوم على الانسجام والتناغم بين مكوناته وتدفع بايران لتكون رائدة في التنافس بين الشعوب في ريادة المستقبل.
ان ما تحققه ايران من انجازات وتلعبه من دور يجب ان ينظر اليه من كل الدول المجاورة لها على انه عامل قوة للمنطقة وقوك لدولها لا عنصر تهديد كما تحاول بعض دوائر الغرب تصديره فالدول والجماعات والتنظيمات السياسية عموما تعرف باعدائها قبل اصدقائها.
في ذكرى الثورة الايرانية تتأكد عرى الصداقة المتينة والاستراتيجية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية في أيران من خلال مواجهتهما للمشروع الاميركي الصهيوني واحتضناهما للمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينيه وتقديم مل اشكال الدعم لهما ما عزز من مكانة شعوب المنطقة ووضع حد لغطرسة وعدوانية الكيان الصهيوني وادواته حيث استطاعت المقاومة الوطنية اللبنانية ان تذيقه مر الهزيمة غير مرة وتغير في معادلة القوة في المنطقة وقواعد اللعبة والاشتباك فيها وتنتزع منه زمام المبادرة التي طالما تبجح فيها وتحوله بالمعنى الاستراتيجي من موقع الفعل الى رد الفعل الى درجة انه بدأ يبحث عن وكيل يقوم بمهامه العدوانية بدلا عنه ما يعني بداية العد العكسي لزواله .