أكد الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء أن بلاده اتخذت القرار بمحاربة الإرهاب منذ بداية الأزمة، وإجراء الحوار على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن سورية "لا تستطيع أن تكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب
أكد الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء أن بلاده اتخذت القرار بمحاربة الإرهاب منذ بداية الأزمة، وإجراء الحوار على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن سورية "لا تستطيع أن تكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب، لأن البلدان التي يتكون منها التحالف معظمها تدعم الإرهاب".
وفي مقابلة مع "بي بي سي نيوز"، قال الرئيس الأسد إن "مصدر إيديولوجيا داعش وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة هي الوهابية التي تدعمها العائلة المالكة في السعودية". وعن ما يتردد عن محاربة المملكة لداعش، رأى الأسد أن "المهم ليس أن يقولوا إنهم يريدون هذا أو ذاك بل المهم هو ما يفعلونه، المهم هو التدابير التي يتخذونها لإثبات صحة ما يقولون". وأضاف الأسد أن السعودية تعتقل المنتمين للقاعدة والمتعاطفين معها لأنها "تعتقد أن دورها سيأتي يوماً ما، لأن المجتمع في تلك المملكة أكثر ميلا لـداعش ولقبول أيديولوجيتها".
ليس هناك من تنسيق مباشر مع الولايات المتحدة
ورداً على سؤال عما اذا كان هناك تنسيق مع الولايات المتحدة، التي تحلق طائراتها في الأجواء السورية، نفى الأسد ذلك، قائلاً "قد داسوا بسهولة على القانون الدولي فيما يتعلق بسيادتنا، ولذلك فإنهم لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم". وفي الوقت عينه، أوضح الأسد أن هناك تنسيق غير مباشر عبر "أطراف ثالثة، وهناك أكثر من طرف، هناك العراق وبلدان أخرى، تقوم هذه الأطراف أحياناً بنقل الرسائل العامة، لكن ليس هناك شيء على المستوى التكتيكي". كما أكد الأسد أنه "عندما نقوم بشيء على أراضينا فإننا لا نسأل أحداً ولا نخبر أحداً، بل نفعل ما نريد أن نفعله".
إننا نحارب الإرهاب وندافع عن المدنيين
وعن اتخاذ الصراع في سوري شكلاً عسكرياً، أكد الرئيس السوري أن "أي حرب هي حرب سيئة، وفي كل حرب يسقط ضحايا مدنيون، عندما تتحدث عن الحكومات ينبغي أن تتحدث عن السياسات وعن القرارات التي نتخذها على المستوى السياسي، كما قلت إننا نحارب الإرهاب وندافع عن المدنيين ونجري الحوار".
وتساءل الأسد "لو كنا نحن من يقتل شعبنا، كما يقولون، كيف لنا أن نصمد لمدة أربع سنوات على فرض أن الشعب ضدنا، والغرب ضدنا، والدول الإقليمية ضدنا، ومازلت في منصبي منذ أربع سنوات مع الحكومة والجيش والمؤسسات"، مؤكداً أن ذلك "مستحيل من دون الدعم الشعبي". وأشار الأسد إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أدرك أن الاعتماد على معارضة معتدلة كان وهماً، مضيفاً أنهم "مازالوا يحاولون بناء ما يسمونه معارضة معتدلة لكن هذه المرة لمحاربة داعش".
ورداً على ما ذكرته “هيومن رايتس ووتش” عن مهاجمة الجيش السوري المدنيين بقسوة، رأى الأسد أنها "قصص سخيفة يستمرون في ترديدها في الغرب"، موضحاً أنه "ما دمت تتمتع بالدعم الشعبي، فإن هذا يعني أنك تدافع عن الشعب". وفي السياق، تابع الأسد "لقد هوجمنا في دمشق وحلب، هوجمنا من المجموعات المسلحة، والعكس بالعكس، إنهم يقصفون السوريين بقذائف الهاون وبالتالي علينا أن نرد وأن ندافع عن شعبنا، هذا بديهي"، مضيفاً أن بعض عائلات المسلحين "لجأت إلى الحكومة للحصول على ملاذ آمن وليس العكس، لو أننا نقتل المدنيين لهرب المدنيون إلى الطرف الآخر بدلاً من أن يأتوا إلينا".
ما يحدث في سورية هو غزو من قبل ارهابيين.. ومن واجبي حماية بلادي لا الهرب
ورداً على وصف مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الوضع في سورية بالأزمة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أكد الأسد أن "ما يحدث هو أن هناك غزواً من إرهابيين يأتون من الخارج، والحكومة تقوم بواجبها في القتال والدفاع عن البلاد".
وقال الأسد، رداً على سؤال عما اذا كان الرئيس السوري قد ارتكب أخطاء في معالجة الأزمة، "قلت إن كل شخص يمكن أن يرتكب الأخطاء كل يوم، إذا أنكرت هذه الأخطاء فإنك بذلك تنكر الطبيعة البشرية للبشر"، مؤكداً أن "بعض الذين انضموا إلى تلك المظاهرات كانوا يريدون الديمقراطية، هذا صحيح، إلا أن هذه ليست هي الحالة العامة". إلى ذلك، أكد الرئيس السوري أنه "طبقاً للدستور وطبقاً لأخلاقيات العمل، فإن من واجبي حماية بلادي عندما تتعرض لهجوم، لا أن أهرب، وهذا ما أفعله".
لسنا ضد التعاون مع أي بلد.. لكن هم من قدموا مظلة للإرهابيين
من جهة ثانية، أكد الأسد أن بلاده ليست "ضد التعاون مع أي بلد، ولن نكون"، مشيراً إلى أنه "لسنا نحن من بدأ هذا الصراع مع الآخرين، هم بدؤوه، هم دعموا الإرهابيين وهم قدموا لهم مظلة، الأمر لا يتعلق بعزلة سورية الآن، بل بالحصار المفروض على الشعب السوري والمواطنين السوريين".
لم نستخدم غاز الكلور.. وهو موجود في أي مصنع أو منزل في سورية
وفي معرض حديثه، رد الأسد على ادانة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي استخدام غاز الكلور في سورية، قائلاً إن "غاز الكلور موجود في أي مصنع وأي منزل في سورية وفي كل مكان من العالم، إنه ليس مادة عسكرية"، موضحاً أنه "إذا أردت استخدام الغاز كسلاح دمار شامل ينبغي أن تتحدث عن آلاف أو ربما عشرات آلاف الضحايا خلال ساعات قليلة، وهذا لم يحدث في سورية".