25-11-2024 06:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

النفط الخام يشهد أكبر انتعاش له منذ 17 سنة

النفط الخام يشهد أكبر انتعاش له منذ 17 سنة

لم يكن الانتعاش في هذا الأسبوع موازياً لخامي النفط اللذان تراوحا مجتمعين بأكثر من 22 دولار أمريكي للبرميل ضمن مجال 10 دولار للبرميل.

النفط لا يعلم إن كان صاعداً أو هابطاً بعد وصول التقلب إلى أعلى مستوياته في ست سنوات. إذ حققت السلع عودةً قوية خلال الأسبوع الماضي مع عودة مؤشر بلومبيرج للسلع بنسبة 2.3% والتي تمثل أفضل نتيجة أسبوعية خلال 18 شهر. وشهدنا الأرباح عبر معظم القطاعات بعيداً عن المعادن الثمينة وبالأخص الماشية الحية. 

أثارت المواقف القصيرة المفرطة في اليورو انتعاشاً نصف أسبوعي مد يد العون إلى القطاع ككل. لكن ومع إصدار الولايات المتحدة تقرير عمل قوي آخر، عاد القطاع للهبوط مرة أخرى.

       النفط الخام يشهد أكبر انتعاش له منذ 17 سنة

استمر قطاع الطاقة في جذب معظم الانتباه حيث كان من الممكن أن ترتفع القفزة المقدرة بنسبة 5.2% في حال لم تؤدي إلى استمرار الضعف في الغاز الطبيعي.  وحافظ خام برنت على مساره الصحيح ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ أكتوبر 2009 وأفضل أسبوعين متتاليين منذ 17 سنة.

لم يكن الانتعاش في هذا الأسبوع موازياً لخامي النفط اللذان تراوحا مجتمعين بأكثر من 22 دولار أمريكي للبرميل ضمن مجال 10 دولار للبرميل. وكنتيجة لهذه التحركات العنيفة، ارتفع التقلب إلى أعلى مستوى له في ست سنوات إلى 63%.

شهدت المعادن الثمينة أسبوعاً هادئاً لغاية تقرير العمل الصادر يوم الجمعة. وإلى ذلك الحين ومع إيجادها للدعم من ضعف الدولار مقابل تناقص مخاطر الواقعة، علقت المعادن الثمينة بين سندان لجنة السوق الفيدرالية المشتركة ومطرقة خطر التسييل الطويل بعد البيع القوي خلال يناير. 

تلقت المعادن الصناعية ضربةً مبدئية بسبب الانكماش الأول لمؤشر المشتريات التصنيعي الصيني لأكثر من عامين لكنها تلقت لاحقاً العزاء من الانقطاع المفاجئ في متطلبات الاحتياطي. تلقى السوق هذا على أنه علامة على أن بنك الصين الشعبي قد يتحرك باتجاه التيسير النقدي الأكثر عدوانية.وكنتيجة لذلك، قطع النحاس أطول سلسلة خسائر أسبوعية له منذ 2008.

حصل قطاع الحبوب على دفعةٍ من تزايد الطلب على التصدير بعدما وصلت الأسعار إلى معدلات جذبت مصالح متجددة من المشترين الأجانب.ولقي القمح الخاص بتوصيل مارس عند 5 دولار للبوشل من مكان انتعاشها بقوة مع طلب المشترين من اليابان ومصر والمملكة العربية السعودية.يعاني محصول القمح الشتوي الروسي من ظروفٍ قاسية بحسب التقارير، مما ساعد السوق الفائض على نقل تركيزه. 

أسبوع استثنائي للخام

شهدنا خلال الأسبوع الماضي بعض التحركات الدراماتيكية في النفطين العالميين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط.وكما يُظهر المخطط البياني لمؤشر بلومبيرج أدناه، لدينا ثلاث حركات رئيسية في أسبوع واحد فقط والتي كانت جميعها أكبر من 10% وكنتيجة لهذا الصراع العنيف المتصاعد بين الأساسيات السلبية وارتفاع في طلب المستثمرين، ارتفع التقلب إلى مستويات لم نشهد لها مثيلاً منذ أبريل 2009 والذي أدى وقتها إلى انتعاش طويل تلا الانهيار الذي حصل بعد الأزمة المالية والاقتصادية.

 كانت محفزات الارتفاع لا تعد ولا تحصى مع تلقي بعضها معظم الانتباه على النحو التالي:
•    انخفاض حاد في انتاج منصات النفط الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات  
•    تخفيض شركات النفط الرئيسية خطط الاستثمار المستقبلية  
•    اضطراب المصافي الأمريكية الذي منح المنتجات دفعة   
•    التغطية القصيرة بعد مضاعفة المواقف القصيرة في شهر واحد  
•    انخفاض التوريدات من ليبيا مع اشتداد القتال 

يحمل الزخم المرتفع الحالي احتمال تمديد الانتعاش في خام غرب تكساس الوسيط إلى 58 دولار للبريل وخام برنت إلى 63.70 دولار للبرميل وهي المستويات التي تزامنت مع منطقة الاندماج التي شهدناها في شهر ديسمبر.الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالطاقة ما يزال مرتفعاً. ويراهن المستثمرون على رد فعل بعدما شهدنا الأسعار تهبط بنسبة 50% منذ يونيو الماضي استجابة لسلسلة الأخبار الداعمة التي نتج عنها ارتفاع الفائدة في صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالطاقة.


ومنذ بداية العام، وضع أكثر من 2.7 مليار دولار قيد العمل في القطاع وكان أكثرها صناديق الاستثمار المتدولة التي تتبع أداء خام غرب تكساس الوسيط مثل USO:arcx و UCO:arxc و OIL:arcx.

ارتفاع المخزون الأمريكي يولد رياحاً عكسية

حافظت شركات النفط الأمريكية على انتاج يزيد على 9 ملايين برميل يومياً وتستمر هذه المرونة، وسط الانخفاض الحاد في انتاج منصات النفط الأمريكية، في عرقلة الانتعاش المناسب لهذه المرحلة.
ارتفعت مخزونات النفط الخام في كوشين، وهي محطة توصيل خام غرب تكساس الوسيط، بمعدل 2.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي وتضاعفت منذ أكتوبر.

ومع ارتفاع التوقعات الخاصة بتسبب الإضراب الحالي في المصافي في تباطؤ الطلب على النفط الخام، يمكن أن يزيد هذا المستوى أكثر من ذلك خلال الأسابيع القادمة.وكنتيجة لذلك، إضافةللقتال الجاري في ليبياوالذي أدى إلى تراجع الصادرات، نمتلك شرحاً حول سبب زيادة الفرق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى. ومنذ ما يقارب شهر خلى، ارتفع الفرق فوق 6 دولار للبرميل وقد يستمر إلى حين وصولنا إلى تباطؤ في الانتاج الأمريكي.

معركة حصة السوق

أصدرت شركة النفط السعودية الرسمية، أرامكو السعودية، أسعارها لشهر مارس وسعياً لدعم المعركة الجارية حول حصة السوق، خفضت سعر المبيع لصالح العملاء الآسيويين بمعدل 2.3 دولار للبرميل تحت معدل نفط عمان/دبي الخام. 

وحسب بيانات بلومبيرج، يمثل هذا السعر الأقل منذ 14 سنة على الأقل وهو أقل كذلك من فرق 1.75 دولار للبرميل السنة الماضية. ويشكل هذا إشارةً واضحة على التزام أكبر مصدرٍ عالمي للنفط الخام بالدفاع عن حصته في السوق.
وهو كذلك إشارة واضحة على أن وفرة العرض في السوق العالمي لا تزال مشكلة في حين أدى تناقص الطلب على الورادات من المصافي الأمريكية إلى زيادة الشحنات من روسيا وغرب افريقيا وأمريكا اللاتينية الباحثين عن وجهة جديدة مع تمتع آسيا بأكبر فرصة للنمو، ما دفع بمنتجي النفط الرئيسين إلى تركيز جل اهتمامهم عيها. 

 لم يظهر قرار المملكة العربية السعودية الكفاح من أجل حصة السوق إشارات على السماح بعدما خفضت أسعار المبيع الرسمية إلى آسيا.

الانتعاش الدائم لا يزال بعيد المنال في الأفق

ما يزال الانتعاش على شكل حرف V في أسعار النفط مثل ذلك الذي شهدناه في شهر أبريل 2009 غير مرجح نظراً لوفرة العرض الحالية والنظرة المستقبلية بخصوص أن يزداد الوضع الحالي سوءاً قبل أن يبدأ في التحسن. وتشير أكثر النتائج ترجيحاً بخصوص زيادة تقلب الأسعار بإتجاه سوق سيستقر في نهاية المطاف في مجال رئيسي قريب من المستويات الحالية لفترة طويلة من الزمن. 

وهذا هو الوضع على الأقل إلى أن نرى إما تناقص العرض من الولايات المتحدة من على وجه الخصوص أو أن نرى ارتفاعاً في النمو والطلب العالميين.وليس من المتوقع أن يحصل أي من هذين الحدثين قبل النصف الثاني من عام 2015 في أقرب وقت ممكن.

ظل الذهب حبيس المجال إلى أن تسبب تقرير العمل الأمريكي في هبوطه

استقر الذهب في مجال بين الدعم الرئيسي عند 1,250 دولار للأونصة والمقاومة عند 1,286 دولار للأونصة بعد أداء مبهر جداً في شهر يناير. واستمر ذلك فقط إلى فبراير عندما تسبب تقرير العمل الأمريكي الذي جاء أقوى من المتوقع في ارتفاع الدولار وانخفاض المعادن الثمينة.

جذب الانتعاش خلال شهر يناير كمية كبيرة من المصالح الاستثمارية من قبل كل من المستثمرين الذين يستخدمون المنتجات المتداولة في البورصة وكذلك من صناديق التحوط. ولم ينعكس الهدوء على سوق الخيارات حيث يتم تداول التقلب بالسعر الفعلي أو الأصلي مجرداً من الأرباح بالقرب من الحد الأعلى من مجالها الحالي بينما بقيت تكلفة الانتاج الخاصة بالاتجاه الصعودي والهبوطي مرتفعة. 

كان هناك تراكم كبير في المواقف الطويلة منذ قرار البنك السويسري الوطني لفط ربط الفرنك السويسري باليورو في حين تم معظم البيع في كل من صناديق التحوط في العقود المستقبلية ومن مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة بأسعار تزيد على 1,250 دولار للأونصة.

وتبدو لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أكثر تفاؤلاً في توقعاتها بخصوص ارتفاع المعدلات مقارنة بالسوقوبناء على ذلك ستتم مراقبة البيانات القادمة عن كثب من أجل تحديد المصيب من المخطئ. ترك الاختراق تحت الدعم يوم الجمعة الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تصحيحٍ أعمق مبدئياً إلى 1238 دولار متبوعاً بسعر 1221.5 دولار قبل المستوى النفسي الرئيسي عند 1200 دولار.

 ساكسو بنك