«إن خروج اليونان من اليورو ليس ضمن مخططاتنا لأننا ببساطة نعتقد أن ذلك يشبه بناء منزل من ورق، إذا نزعت الورقة اليونانية تنهار الأخرى».
حذّر وزير المال اليوناني، يانيس فاروفاكيس، من أن خروج اليونان من اليورو قد يؤدي إلى انهيار اليورو مثل بيت من ورق، وذلك في تصريحات اثارت خلافاً مع إيطاليا.
وقال فاروفاكيس في حديث إلى تلفزيون «راي» الإيطالي بُث أول من أمس: «إن خروج اليونان من اليورو ليس ضمن مخططاتنا لأننا ببساطة نعتقد أن ذلك يشبه بناء منزل من ورق، إذا نزعت الورقة اليونانية تنهار الأخرى».
وأثار فاروفاكيس أيضاً غضب نظيره الإيطالي، بيار كارلو بادوان، بمقارنته مشكلة إيطاليا المتعلقة بدينها العام الكبير بديون اليونان. وقال: «المسؤولون الإيطاليون... قالوا لي إنهم يدعموننا لكن ليس في إمكانهم قول الحقيقة لسببين هما أن إيطاليا تواجه خطر الإفلاس ولأنهم يخشون العواقب مع ألمانيا». وأضاف: «خيّمت غيمة من الخوف فوق أوروبا في السنوات القليلة الماضية، أصبحنا أسوأ من الاتحاد السوفياتي السابق». ورد بادوان بتغريدة على «تويتر» وصف فيها تصريحات فاروفاكيس بأنها في غير محلها مؤكداً أن إيطاليا قادرة على «إدارة ديونها».
ويبلغ دين إيطاليا ما يزيد بقليل عن 130 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ175 في المئة لدين اليونان. ورداً على أسئلة الصحافيين في اجتماع مجموعة العشرين في إسطنبول، قلل بادوان من أهمية الخلاف. وقال: «تحادثنا بذلك الخصوص وتبادلنا بعض الرسائل، ما من مشكلة وخصوصاً ليس على الصعيد الشخصي».
ونقلت وكالة «أيه جي إي» عنه القول «إن هدف إيطاليا هو إيجاد حل مشترك لوضع اليونان، بدءاً باجتماع مجموعة اليورو في بروكسل غداً». وأضاف «إن المؤسسات الأوروبية منفتحة للغاية أمام إيجاد حل يكون في مصلحة الجميع، لا يوجد في الوقت الحالي خطة بديلة، قبل أي شيء علينا معرفة تفاصيل الخطة الأولى».
إلى ذلك، تحسنت المعنويات في منطقة اليورو كثيراً في شباط (فبراير) للشهر الرابع على التوالي بعدما شجع المصرف المركزي الأوروبي المستثمرين بإعلانه برنامج شراء السندات الذي رفع مؤشر التوقعات إلى أعلى مستوياته في تسع سنوات. وارتفع مؤشر مجموعة «سنتكس للبحوث» الذي يقيس معنويات المستثمرين والمحللين في منطقة اليورو إلى 12.4 في شباط من 0.9 في الشهر السابق، متجاوزاً توقعات في استطلاع لوكالة «رويترز» بلغ متوسطها 3.0.
وسجل المؤشر الفرعي لتوقعات الأشهر الستة المقبلة تحسناً كبيراً ليقفز إلى 27.5 نقطة في شباط مسجلاً أعلى مستوياته في تسع سنوات من 13.5 في كانون الثاني (يناير). وجاء في بيان لـ «سنتكس» «ربما كان المحرك الرئيس إعلان المصرف المركزي الأوروبي عن الإنعاش النقدي». ويهدف برنامج «المركزي» الأوروبي إلى ضخ مئات البلايين من اليورو في اقتصاد منطقة اليورو المتعثر.
وأضافت «سنتكس» أن من بين العوامل الإيجابية ضعف اليورو وانخفاض أسعار النفط اللذين عززا ثقة المستثمرين. وزاد المؤشر الفرعي للوضع الاقتصادي الراهن إلى 1.8- في شباط من 11-. وارتفع مؤشر يرصد أداء ألمانيا إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 35 من 26.6 الشهر الماضي.
وأعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن توقعات النمو الاقتصادي تحسنت في مناطق رئيسة في منطقة اليورو. ولفتت المنظمة إلى أن مؤشرها الذي يرصد نقاط التحول بالاقتصادات الرئيسة أظهر نمواً مضطرداً في معظم الاقتصادات الكبيرة وعلامات تحسن في منطقة اليورو في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وأضافت المنظمة التي مقرها باريس: «تنبئ المؤشرات بنمو مطرد أيضاً في دول المنظمة ككل وفي بعض الاقتصادات الرئيسية مثل الولايات المتحدة وكندا واليابان والصين والبرازيل. وفي بريطانيا تشير المؤشرات إلى تباطؤ في قوة دفع النمو لكن من مستويات مرتفعة نسبياً. وزادت أن المؤشر يظهر تعزز النمو في الهند واستمرار فقد الزخم في روسيا.