ضجة البيت الإعلامي السعودي علّق عليها أحد المدونين قائلاً: «الشريان وخاشقجي تزاملا في أروقة المخابرات السعودية في حقبة مضت، ويبدو أن تحرر جمال أخيراً أثار غضب داود».
حالة قلق تسود بين العاملين في محطة الوليد بن طلال التي بثت لساعات معدودة، قبل أن يصدر قرار النظام البحريني بوقفها. وفي انتظار قرار الإقفال النهائي أو الارتحال إلى عاصمة أخرى، انطلقت حفلة الشماتة بها من الإعلاميين السعوديين؛ أولهم داود الشريان.
لا حدود لسخرية المدوّنين السعوديين من قرار السلطات البحرينية بإغلاق «العرب». خرج القرار النهائي بإغلاق الفضائية التي بثت من المنامة لساعات معدودة بسبب استضافتها معارضاً بحرينياً، ما فضح عجز النظام عن تحمل الهامش الضيق من الحرية للقناة السعودية الذي رسمت سياستها التحريرية داخل القصور الملكية.
الاتفاق الرسمي الذي استكملت بنوده بين النظام البحريني والوليد بن طلال، أُسقط بعد فشل المفاوضات بين إدارة القناة والسلطات البحرينية. هكذا، خرج البيان الحكومي أول من أمس متذرّعاً بخرق القناة للاتفاقية الموقعة بين الطرفين لناحية عدم استكمالها «التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها».
هذا الأمر تنفيه مصادر في «العرب»، خصوصاً أنّ الاتفاقية سجلت بشكل قانوني بإشراف النظام البحريني، ومن ضمن بنودها ما يسمح باستضافة معارضين للنظام، شرط أن يكونوا من داخل جمعيات مرخّص لها بالعمل السياسي في البحرين.
طمأنت موظفيها بتعويضهم مادياً في حال الإغلاق النهائي
رئيس مجلس إدارة القناة فهد السكيت رفض الشروط الجديدة بعد اعتراض السلطات البحرينية على استضافة المعارض خليل المرزوق، وطلبها عدم تناول الشأن البحريني، كونها «تحدّ من قدرة القناة على منافسة القنوات الأخرى» وفق البيان الصادر عنه. وطلب من موظفيه الاستعداد للانتقال من البحرين. خيارات «العرب» البديلة بدأت بالتناقص بعد انتشار خبر طمأنة إدارة القناة لموظفيها بتعويضهم مادياً في حال الإغلاق النهائي. رافق ذلك صمت مطبق من القائمين على الفضائية وابتعادهم عن التعليق رسمياً أو عبر وسائل التواصل كما هي عادة رئيس التحرير جمال خاشقجي.
الأخير امتنع عن التعليق عبر تويتر منذ ثلاثة أيام. هكذا، تصدر تريند «#إيقاف_قناة_العرب» قائمة الساخرين من الضربة البحرينية لـ»العرب». الإعلامي السعودي داود الشريان مقدّم برنامج «الثامنة» على «أم. بي. سي» وصف ما جرى بأنه «عرس مسيار» عبر سلسلة تغريدات، قائلاً: «يقولون «العرب» صارت قناة مهاجرة، تبي تروح لندن، أفلح إن صدق».
وأضاف: «قناة «العرب» توقفت نهائياً من البحرين، إيش لك في الحرب يا صندل، مثل سعودي». تعليقات الشريان أضاءت على الخلاف بين الإعلاميين أنفسهم داخل القنوات الخليجية. وقد انتقده ناشطون سعوديون صدموا من أنّ حفلة الشماتة جاءت هذه المرة على لسان إعلاميين كبار. ضجة البيت الإعلامي السعودي علّق عليها أحد المدونين قائلاً: «الشريان وخاشقجي تزاملا في أروقة المخابرات السعودية في حقبة مضت، ويبدو أن تحرر جمال أخيراً أثار غضب داود».
إذاً، أطفأت البحرين أضواء «العرب» بعدما سحبت الأسبوع الماضي الجنسية من ثلاثة صحافيين بحرينيين هم علي عبد الإمام، وعلي الديري، وعباس بوصفوان. في هذا الوقت، استكمل الهجوم على «العرب» في الصحف البحرينية؛ فاتُهمت أنّها «داعشية» الهوى وفق ما نقلت صحيفة «الأيام» المملوكة لمستشار الملك الإعلامي نبيل الحمر !..