02-11-2024 07:21 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 13-2-2015: حلحلة في قضية العسكريين المختطفين

الصحافة اليوم 13-2-2015: حلحلة في قضية العسكريين المختطفين

ركزت الصحف الصادرة في بيروت على الأوضاع السياسية في البلاد وكذلك الأمنية، فيما أشار بعضها إلى حلحة بموضوع المختطفين العسكريين، على يد التكفيريين بجرود عرسال، على الحدود مع سوريا.

ركزت الصحف الصادرة في بيروت نهار الجمعة في 13- 2 - 2015 على الأوضاع السياسية في البلاد وكذلك الأمنية، خصوصاً بعد الخطة التي نفذها الجيش اللبناني بقاعاً، فيما أشار بعضها إلى حلحة بموضوع المختطفين العسكريين، على يد التكفيريين في جرود عرسال، على الحدود مع سوريا.

وجاءت افتتاحيتها على الشكل التالي.

السفير

خطة البقاع.. لا تبدّد المخاوف

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والستين بعد المئتين على التوالي.

لبنان الذي تحت رحمة عاصفة «يوهان» المتوقع انحسارها في الساعات المقبلة، ينتظر عاصفة رئاسية مؤجّلة لعلها تخرج الحكومة من إدارتها المأزومة، التي تنذر بأيام حكومية صعبة.

في الأمن، كان البقاع الشمالي، أمس، على موعد مؤجل مع خطة أمنية يؤمل ألا تكون موسمية كسابقاتها وألا تقتصر على توقيفات من هنا وهناك، بل أن تواكبها الدولة بكل إداراتها ومؤسساتها، بالحد الأدنى من الإنماء الذي يحميها، خصوصاً أن التحديات التي تواجه البقاع من داخله، كما عبر الحدود الشرقية، يمكن أن تكبر في ظل الأزمة السورية المحتدمة، وما يفيض من نزوح، بوابته الأولى البقاع الذي يستضيف النسبة الأكبر منهم في لبنان (نحو 36 في المئة من مجموع النازحين).

وقد باشرت قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام (ألفا ضابط وعنصر) تنفيذ إجراءات وعمليات دهم منذ فجر أمس، وتمكنت من إلقاء القبض على عشرة مطلوبين وضبط 18 سيارة مسروقة، بحسب بيان قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه.

وإذا كانت الخطة الأمنية للبقاع هي مطلب أهل المنطقة قبل غيرهم، الا ان السؤال الذي يرافقها دوماً: ماذا بعد وهل سيستمر التعامل مع هذه المنطقة بوصفها خارجة على القانون، فتصبح أسيرة دولة مقصّرة تاريخياً من جهة وبضعة لصوص وتجار مخدرات لكل منهم محميته ومرجعيته وراعيه الأمني الرسمي والسياسي من جهة ثانية؟

واذا كانت الخطة الامنية ملحة، فإن ثمة حاجة لإيجاد حل جذري وسريع لمسألة المذكرات والاستنابات القضائية التي تطال ما يزيد عن 38 الف شخص، بينهم عشرات المشتبه فيهم في قضايا وجرائم خطيرة، فيما غالبيتهم العظمى مطلوبون بمخالفات كهرباء وسير وقضايا غير جرمية.

وبالتزامن مع خطة البقاع، توافرت معلومات للأجهزة الأمنية والعسكرية عن استعدادات تقوم بها مجموعات تنتمي الى «كتائب عبدالله عزام» للقيام بعمليات تفجير وإطلاق صواريخ في احدى المدن اللبنانية ومحيطها، وأيضاً على اوتوستراد رئيسي يصل إحدى المناطق اللبنانية بالعاصمة بيروت، وقد استوجب ذلك، بحسب مصدر أمني واسع الاطلاع، اتخاذ إجراءات بينها إبلاغ عدد من الشخصيات السياسية وغير السياسية بضرورة الحد من حركتها واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

وأشارت المعلومات الى أن المدعو (ف. ح. ش.) سوري الجنسية، مواليد العام 1979 قام بتفخيخ ثلاث سيارات، الأولى نوع «كيا» فضية تحمل لوحة رقمها 272624، والثانية «نيسان مكسيما» كحلية تحمل لوحة رقمها 116227- ب، والثالثة «ب ام ف - اكس فايف».

ولم ينف المصدر أو يؤكد معلومات أمنية عن سيارة «جيب هيونداي» ذهبية اللون تمّ تفخيخها في إحدى بلدات البقاع الشمالي بقصد تنفيذ عمل ارهابي، إلا أنه أشار الى تكثيف الإجراءات والتدابير الأمنية الاحترازية التي مكّنت الجيش، أمس، من إحباط عملية إرهابية ضده في جرود عرسال بعد العثور على عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الارهابية في طريق تسلكها دورياته في محلة راس السرج، وتبين أن زنتها 25 كيلوغراماً من المواد المتفجرة. ورجح المصدر الامني وجود عبوات مماثلة زرعتها المجموعات الإرهابية في تلك المنطقة ويجري البحث عنها وعن انتحاريين معظمهم من جنسيات غير لبنانية.

النهار

خطة في البقـاع وهزّة في مجلس الوزراء الحريري يتعهَّد عودة مشروع رفيق الحريري

مع أن الانظار اتجهت امس الى البقاع الشمالي حيث بدأ تنفيذ الخطة الامنية بعد طول كلام عنها، فإن الهزة الجديدة التي شهدها مجلس الوزراء في جلسته الخميس اخترقت المشهد السياسي، كما ان التحضيرات لاحياء الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري غداً السبت بدأت تبلور العناوين العريضة للموقف الذي سيعلنه الرئيس سعد الحريري في هذه المناسبة.

وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" وقائع ما جرى في مجلس الوزراء امس، فقالت إنه بعد مداخلة رئيس الوزراء تمّام سلام في مستهل الجلسة، توالت المداخلات السياسية تباعاً للوزراء بطرس حرب ونبيل دو فريج ورشيد درباس وسجعان قزي وأشرف ريفي ومحمد فنيش وجبران باسيل. وأثنى الوزير حرب علی تكرار الرئيس سلام الدعوة الی انتخاب رئيس للجمهورية، وقال إن مناسبة عيد مار مارون كانت حزينة إذ أظهرت جسماً مقطوع الرأس وكأن دور المسيحيين انتهی. وأضاف: "المطلوب من معالي النصاب والانتخاب المجيء الی مجلس النواب ولن نقبل استمرار الوضع الراهن".

وتساءل حرب كيف يشارك لبنان في مؤتمر ميونيخ للأمن في حضور إسرائيل ويمتنع عن المشاركة في مؤتمر واشنطن لدول الائتلاف ضد الإرهاب بحجة مشاركة إسرائيل. ورد الوزير باسيل بأنه كان يخشى إضافة منظمات أخرى غير "داعش"، وأيده في ذلك الوزير محمد فنيش. وشدد حرب على أن لبنان في قلب المعركة ضد الإرهاب ولا يجوز أن يقاطع دولاً تدعمه.

كما أثارت مداخلة الوزير قزي جدلاً عندما تساءل عن عدم مشاركة لبنان في مؤتمر الائتلاف الدولي في واشنطن لمكافحة الارهاب، فيما شارك لبنان في إنطلاقة الائتلاف وهو معرّض لخطر الارهاب. كما غمز من قناة الخطة الامنية في البقاع بدعوته الى تقرير الخطط في مجلس الوزراء وليس خارج المجلس.

ثم إنتقل البحث الى جدول الأعمال، فتوقف النقاش عند بند إجراء مباريات لتعيين متعاقدين مع وزارة التربية. ولما أثير موضوع الخلل في التوزيع الطائفي، رد الوزير الياس بو صعب بأن هناك مباراة ستحدد النتائج، لكن البحث انتهى الى تأجيل بت البند. ثم طرح بند إحالة أستاذة على التقاعد من التعليم الثانوي وتعيينها في التعليم الجامعي. فبادر الوزر درباس الى رفض التعيينات بالمفرّق، وقال انه بصراحة لن يوقّع بعد اليوم على شيء ما لم يصدر قرار تعيين أعضاء مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس. عندئذ تدخّل الرئيس سلام فقال إن ما حصل هو إجحاف بحق الحكومة الحالية التي لم تقصّر يوماً حيال طرابلس بدليل ما حصل لناحية تطبيق الخطة الامنية وإقرار مشاريع ودفع تعويضات وتقديم مساعدات. ثم كانت مداخلة للوزير محمد المشنوق الذي أيد مطالب طرابلس لكنه اعترض على الطريقة التي لن تأتي بمؤيدين للمطالب من خلال ما وصفه بـ"النزق" وهي كلمة أثارت إحتجاج الوزير درباس فغادر الجلسة معترضا وتضامن معه الوزيران ريفي وشبطيني. واقترح ريفي لجنة وزارية تتولى تسوية المشكلة خلال مهلة محددة، مشدداً على ان الهدف ليس تعطيل مجلس الوزراء ولكن إقرار مطالب طرابلس.

بعد ذلك تابع مجلس الوزراء البحث، فأثار وزير التربية ما اعتبره تعطيلا لمشاريع الوزارة من خلال رفض وزيرين توقيع المراسيم، ملمحاً الى الوزيرين حرب ودو فريج. عندئذ نشب جدال بين الوزيرين بوصعب وحرب فاضطر الرئيس سلام الى رفع الجلسة.

وعلمت "النهار" ان رفع الجلسة يعني أنه لن يكون هناك جدول أعمال جديد لجلسة مقبلة في انتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس سلام بدءاً من اليوم لتوضيح المواقف. وتردد ان هناك فكرة مطروحة للتداول مفادها ان الدستور الذي يفرض إقرار البنود العادية بالنصف زائد واحد والامور غير العادية بأكثرية الثلثين في وجود رئيس للجمهورية يمكن تعديل هذه القاعدة في غياب رئيس الجمهورية بأن يتم إقرار البنود العادية بأكثرية الثلثين والامور غير العادية بالاجماع.

وصرّح الوزير ريفي لـ"النهار" بأنه لا خطر على مصير الحكومة الحالية لأن القوى السياسية لا تريد إسقاطها لتعذر تشكيل بديل منها في غياب رئيس للجمهورية.

ذكرى 14 شباط

الى ذلك، أفادت مصادر بارزة في قوى 14 آذار ان خطاب الرئيس سعد الحريري غداً السبت في "البيال" سيركز على متابعة نهج الرئيس رفيق الحريري وشرح خطه الوطني ورؤيته للبنان، ثم يشرح موضوع حوار "تيار المستقبل" مع "حزب الله" على رغم استمرار الإختلاف معه في قضايا رئيسية مثل السلاح غير الشرعي وقتال الحزب في سوريا، ومواضيع أخرى.

واستبعدت ما تردد في بعض المجالس والإعلام عن احتمال إلقاء الرئيس الحريري الخطاب بنفسه مباشرة في "البيال" وليس عبر شاشة عملاقة، مع الإشارة إلى أنه حتى لو كان هذا الإحتمال وارداً فإن الإعتبارات الأمنية لن تبيح كشفه.

وكانت للرئيس الحريري مساء أمس مداخلة عبر برنامج "كلام الناس" عن الذكرى أكد فيها مضيه في مشروع الرئيس رفيق الحريري على رغم "كل العواصف"، وقال: "رفيق الحريري هو مشروع اعمار وانماء واقتصاد. قبل عشر سنين كنا نرى كل ذلك وبعد عشر سنين بتنا نرى هذا المشروع يتعرض لمحاولات متتالية لوقفه لكننا مستمرون إن شاء الله". واضاف: "من اغتال رفيق الحريري اغتال الجسد ولكن لم يتمكن من اغتيال المشروع، لذلك عودة هذا المشروع وعودة زمن الوالد ستأتي ان شاء الله واؤكد انه في نهاية المطاف لن يمشي سوى مشروع رفيق الحريري لانه الوحيد الذي استطاع القيام بهذا البلد".

كما كانت مداخلة للسيدة نازك الحريري التي تساءلت: "ماذا نقول لك عن لبنان بلدنا الحبيب، وإن سألتنا عن شعبنا الطيب بماذا نجيب؟ نحن نعيش أياماً صعبة في رحيلك، وبتنا نحتاج اليك أكثر من أي زمن مضى، رجل التحديات في زمن التحديات الكبرى". وأضافت: "نحتاج اليك رجل الدولة والرؤية والمبادئ، زعيماً وطنياً جامعاً استطاع بإيمانه بالله وبمحبته العظيمة للبنان ان ينقذ وطنه من الحرب والدمار ويقود مع شعبه مسيرة النهوض وإعادة البناء".

وكانت مداخلات اخرى عدة بينها لمدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الذي رأى ان "ما ينقص مشروع رفيق الحريري اليوم هو ارادة سياسية جامعة وطنية لنحدد رؤية محددة للبنان، كل شيء آخر يصبح تفصيلاً"، معتبراً أن "غياب سعد الحريري عن البلد هو في مكان ما لحماية هذا المشروع لأنه معرّض وحياته مهددة، رأينا الكثير من الناس الذين استشهدوا ومنهم أقرب المقربين لسعد الحريري".

خطة البقاع الشمالي

الى ذلك، جاءت حصيلة الخطة الامنية التي بدأ تنفيذها فجر امس في البقاع الشمالي متواضعة نسبياً باقتصارها على توقيف عشرة مطلوبين وضبط 18 سيارة مخالفة ولكن من غير ان يعني ذلك تقليل أهمية هذه الخطة من الزاويتين الامنية والسياسية. ذلك ان فقدان عامل المباغتة في ظل التصريحات الرسمية والسياسية للمعنيين المتصلة بالخطة قبل الشروع في تنفيذها ساهم في فرار عدد كبير من المطلوبين بجرائم مختلفة الى بعض قرى منطقة القصير السورية. ومع ذلك، علمت "النهار" ان عمليات استباقية عدة كان نفذها الجيش اخيراً أدت الى توقيفات طاولت عدداً من المطلوبين البارزين في عمليات تهريب وخطف وجرائم متنوعة وان تلك العمليات شكلت عملياً ترجمة تنفيذية لقرار عسكري - سياسي ايذانا بضبط الوضع الامني في هذه المنطقة التي لوحظ انها لم تعد تشهد في الاسابيع الاخيرة التي سبقت الانطلاقة العلنية للخطة أمس احداثاً وفلتاناً أمنياً كالسابق.

وأعلنت قيادة الجيش عقب اليوم الاول من الخطة التي بدأت من بلدتي بريتال وحورتعلا انه "في اطار ترسيخ الامن والاستقرار في منطقة البقاع ومكافحة الجرائم المنظمة وملاحقة المشبوهين والمطلوبين للعدالة، باشرت قوة مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام تنفيذ خطة امنية واسعة تستمر لأيام عدة وشملت بتاريخه تنفيذ عمليات دهم واقامة حواجز ثابتة وظرفية وتسيير دوريات في مختلف البلدات والقرى في المنطقة المذكورة واسفرت عن توقيف 10 اشخاص مطلوبين بوثائق عدة بالاضافة الى ضبط 18 سيارة مسروقة".

في غضون ذلك، علمت "النهار" ان قائد الجيش العماد جان قهوجي سيغادر بيروت منتصف الاسبوع المقبل الى الرياض للمشاركة في اجتماع للقادة العسكريين ورؤساء الاركان لدول الائتلاف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي سبق له ان عقد اجتماعه الاول في واشنطن العام الماضي وسيعقد اجتماعه الثاني في الرياض الاربعاء والخميس المقبلين. وستكون للعماد قهوجي لقاءات جانبية مع عدد من رؤساء الوفود العسكرية المشاركين وبعض المسؤولين السعوديين.


الأخبار

طوق خانق على مسلّحي الجرود تمهيداً لـ«حرب الربيع»
حلحلة في ملف العسكريين الأسرى

المفاوضات لإطلاق العسكريين الأسرى في جرود عرسال لم تتوقف، ويُتوقّع أن تشهد بعض الحلحلة قريباً. فيما أطبق الجيش تماماً على مسلحي الجرود تحضيراً لحرب تبدو حتمية في الربيع المقبل في جرود عرسال والقلمون.

رضوان مرتضى

لم تعد السبُل بين عرسال وجرودها مفتوحة أمام المسلَّحين وعابري السبيل. ليست الظروف المناخية الصعبة وحدها ما يعرقل التحرك بشكل شبه كامل، وإنما أيضاً لأن غضّ الطرف والتراخي اللذين كانا سائدين، مع ما يستتبعهما من تسهيل حركة مرور المسلَّحين من عرسال وإليها، لم يعد قائماً. لم تهدأ جبهة عرسال منذ نحو ستة أسابيع. قصف الجيش شبه يومي على المعابر التي يتسلل عبرها المسلّحون، وحتى على تلك التي يُحتمل عبورهم منها.

كل ذلك يجري في ظل الحرب الحتمية المرتقبة في هذه المنطقة، والتي يُتوقع أن تستعر نارها مع بداية فصل الربيع على أبعد تقدير، علماً بأن ذلك مرتبط بالتنسيق اللبناني ــ السوري الذي سيُعجّل فيها قطعاً.

وحتى ذلك الحين، ينتشر نحو خمسة آلاف عسكري لبناني على طول الجبهة العرسالية، في مقابل ألفي مسلّح كحدٍّ أقصى، بحسب التقديرات الأمنية، يتحصّنون في الجرود. فيما نفت مصادر أمنية ما يتردّد عن وصول إمدادات والتحاق مسلحين بجبهة القلمون عبر منطقة البريج السورية التي يطبق عليها الجيش السوري.

وبحسب المصادر، فإن العامل الرئيسي في تغيّر واقع المسلّحين المتحصّنين في الجرود سببه خطة عزل عرسال عن جرودها والتي نجحت بنسبة كبيرة. وتشير المعلومات إلى أن قرار قيادة الجيش، المستقى من متغيرات سياسية، محلية ودولية، أعطى الجيش هامشاً أوسع للتعامل مع الخروقات التي تشهدها الجبهة البقاعية. وعززت ذلك حركة التشكيلات والمناقلات العسكرية التي شهدتها المنطقة.

فمنذ شهرين، تولّى قيادة اللواء الثامن العميد محمد الحسن خلفاً للعميد عبد الكريم هاشم الذي نُقل لأسباب لم تُحدد بعد. وفي موازاة التغيير في القيادة، ضُيّق الخناق على مداخل عرسال ومخارجها. وترافق ذلك مع إنجازات حققها الجيش لجهة ضبط سيارتين مفخختين، وتوقيف عدد من المطلوبين البارزين من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، وقتل قادة بارزين في التنظيمين، كان آخرها قنص أربعة قياديين أثناء تسللهم ليلاً إلى البلدة، ما تسبّب بالهجوم الذي شنّه المسلّحون على موقع تلة الحمرا التابع للجيش في جرود رأس بعلبك الشهر الماضي.

وكشفت المصادر أن عمليات القصف التي تجرى تستهدف تجمّعات المسلّحين في الجرود، وتؤكد أن «القصف ليس عشوائياً، إنما يستند إلى معلومات عن تحركاتهم وتجمّعاتهم». وقد «عزّز ذلك توحّد الموقف الدولي تجاه محاربة الإرهاب»، بحسب المصدر نفسه.

كل ذلك، ضيّق الخناق على المسلّحين. صحيح أنه لم يعزل عرسال عن الجرود بشكل كامل، لكنه قلّص الى حد كبير من وصول الإمدادات إليهم. وبحسب المعلومات، فقد أدّى ذلك الى دفع عجلة المفاوضات في شأن الأسرى العسكريين في الجرود، علماً بأنها لم تتوقف مع الجهات الخاطفة. وأوضحت المصادر أن المفاوضات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» تسير بشكل أكثر سلاسة من تلك الجارية مع «النصرة»، والتي يتولاها من تحت الطاولة مصطفى الحجيري المعروف بـ«أبو طاقية». وبحسب المعلومات، تُحرز المفاوضات مع «الدولة»، عبر الوسيط م. ب.، تقدّماً لجهة خفض الخاطفين سقف مطالبهم، وأنّ التنظيم سيقوم بمبادرة حسن نية في ملف العسكريين المخطوفين لديه عبر عرض إطلاق سراح أسرى مقابل تسهيل دخول إمدادات غذائية.

من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن تنظيم «الدولة» عيّن أميراً جديداً في القلمون يُعرف بلقبي «أبو أسامة البانياسي» و«أبو عائشة البانياسي»، خلفاً لـ«أبو الهدى الحمصي». كما أشارت المعلومات الى أن الناطق الإعلامي باسم «كتائب عبد الله عزام ــ سرايا الحسين بن علي»، الشيخ سراج الدين زريقات انتقل أخيراً من جبال الزبداني إلى جرود القلمون.

اللواء

مجلس الوزراء يتوقّف: أكثر من صدمة وأقل من أزمة!
الحريري لمواصلة العمل لبناء البلد.. ودرباس لـ«اللواء»: ما يهمّني الإفراج عن المنطقة الإقتصادية

اتجهت الأنظار إلى الاستعدادات الجارية لاحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

وعشية الاحتفال الحاشد الذي سيقام غداً في «البيال» احياءً للذكرى، أكّد الرئيس سعد الحريري ان مشروع الرئيس الشهيد باقٍ، وأن تياره سيكمل به، بما هو قوة اعتدال واندفاع إلى الامام، وقوة للمستقبل، داعياً الشباب والشابات إلى عدم فقدان الأمل «ومهما حاولوا من سلاح أو إرهاب أو محاولات اغتيال لا سبيل لنا سوى بناء البلد وإعادة المؤسسات».

وتزامنت إطلالة الرئيس الحريري ضمن برنامج «كلام الناس» الذي خصّص مساء أمس للذكرى العاشرة، مع إطلالة نادرة لمدير مكتبه نادر الحريري، أكد فيها أن الرئيس الشهيد كان شبكة أمان للبنان، مشيراً إلى أن ما ينقص مشروع رفيق الحريري اليوم هو إرادة سياسية جامعة وطنية لتحديد رؤية موحدة للبنان، وكل شيء أخر يصبح تفصيلاً، معتبراً أن غياب الرئيس الحريري عن البلد هو لحماية هذا المشروع لأنه معرّض وحياته مهددة.

ورداً على سؤال قال نادر الحريري أنه قرأ مقالة «نيويورك تايمز» التي تحدثت عن دور لعماد مغنية في جريمة الإغتيال، ولم أتفاجأ بأي جديد فيها، مشيراً الى أن مسار العدالة موجود في المحكمة الدولية الخاصة لبنان ولا شيء يوقفه.
وعن تعليقه على مشهد المتهم مصطفى بدر الدين في تعازي جهاد مغنية، قال: «أنا لم أره وأتمنى أن يكون هذا الخبر غير دقيق، لكن إذا صح الخبر فهذا مناقض للبند الأساسي الذي نبحثه في الحوار وهو تخفيف الاحتقان، وأتمنى من كل قلبي أن لا يكون الخبر صحيحاً.

اما حكومياً، فوفقاً لما نشرته «اللواء»، فإن جلسة مجلس الوزراء التي كانت في العادة تستغرق أربع أو خمس ساعات، لم تتمكن من قطع نصف الوقت، خشية من ان تتفاقم الخلافات بين الوزراء، بعد ان تجمعت حسابات المصالح الحيوية مع النكايات السياسية.

ومع ان الرئيس تمام سلام كان أجرى الاتصالات المتعلقة للحؤول دون تفجير مجلس الوزراء في توقيت لا يخدم الاستقرار، بل ربما تختفي وراءه حسابات تتعلق بالتأسيس لمناخ ضاغط لجعل القبول بمرشح 8 آذار للرئاسة رئيساً مقبولاً لجميع الأطراف، بصرف النظر عن نتائج الحوار الجاري بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، أو بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».

والاهم ان الرئيس سلام الذي رفع الجلسة غاضباً لم يُحدّد موعداً لجلسة جديدة.

وكشف مصدر قريب منه ان اليوم وغداً حتى الأحد ستكون لمراجعة المواقف واجراء المزيد من الاتصالات، فضلاً عن المشاركة في احياء ذكرى الرئيس الشهيد، لتقرير الخطوة المقبلة في ما خص مجلس الوزراء، لأن رئيس الحكومة لا يرغب في إضافة أعباء جديدة إلى الحكومة وتحويلها إلى ساحة مناكفات وهو يسعى إلى تعديل انتاجية المجلس بتعديل الآلية لا إلى المماحكات والنكايات وتصفية الحسابات، وتسجيل النقاط.

ومع ذلك فإن وزير الإعلام رمزي جريج نفى وجود أزمة حكومية، وأكّد لـ«اللواء» ان الرئيس سلام يفكر بتعديل آلية اتخاذ القرارات ويجري مشاورات في هذا الصدد مع الأطراف السياسية الممثلة داخل الحكومة.

ولاحظ جريج ان إطالة مُـدّة الشغور الرئاسي حولت الآلية المعتمدة إلى آلية عرقلة عمل مجلس الوزراء.

وكشف ان آلية الإجماع التي أخذ بها الرئيس سلام اعتمدها بعدما اعترض وزراء التيار العوني وحزب الله على الآلية المنصوص عنها في المادة 65 من الدستور التي تنص على اتخاذ القرارات بالتوافق والا بالتصويت إذا تعذر، وبنسبة الثلثين في ما يتعلق بالقرارات المتعلقة بتعيينات موظفي الفئة الأولى والموازنة الخ..

واستبعد جريج إمكان التوصّل إلى تعديل الآلية، لأن ذلك يحتاج إلى توافق، داعياً إلى إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية.

وإذ وصف وزير الإعلام الخلاف بين الوزيرين الياس بو صعب وبطرس حرب بالمزمن، والذي اعتاد عليه الوزراء، اعرب عن تضامنه مع الوزير رشيد درباس لجهة انصاف طرابلس وتنفيذ الآليات الإدارية على هذا الصعيد.

مجلس الوزراء

فما الذي حدث تماماً في الجلسة؟

بعد الكلام السياسي الذي استهل به الرئيس سلام الجلسة، حيث توقف عند ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والذي وصفه «برمز الاعتدال والاقدام» آملاً التوصّل إلى كشف الحقيقة في جريمة اغتياله، وعن الخطة الأمنية التي بوشر بتنفيذها في البقاع الشمالي مطالباً بالحزم والحسم، وداعياً إلى الإسراع باحصاء الاضرار التي تسببت بها العاصفة «يوهان»، تكلم عدد من الوزراء ومنهم الوزراء: بطرس حرب ورشيد درباس وسجعان قزي، واشرف ريفي ومحمّد فنيش وجبران باسيل، تمحورت حول التطورات السياسية.

وروى مصدر وزاري ما جرى بالقول: «انه بعد الكلام السياسي، انتقل المجلس إلى جدول الاعمال فأقرّ عدداً من البنود، ثم عندما انتقل النقاش إلى البند السابع المتعلق بتعيين أساتذة متعاقدين مع وزارة التربية، بدأ الجو يتوتر، من دون أن يؤدي الى مفاجأة، لكن المفاجأة - يضيف المصدر - عندما رفض الوزير درباس تعيين أستاذة في ملاك الجامعة اللبنانية ممتنعاً عن التوقيع على مرسومها، إنفاذاً لما سبق أن أعلنه بأنه لن يوقع على أي مرسوم من الآن وصاعداً ما لم يصدر مرسوم تعيين مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية في طرابلس، وحدث نقاش بينه وبين وزير «المردة» روني عريجي الذي يريد أن يكون لتياره ممثل في مجلس الإدارة، لأن هذه المنطقة تشمل الشمال وليس فقط طرابلس، فتمنى الرئيس سلام عدم استعمال هذا «الفيتو» الذي هو في غير محله، لكن درباس رفض، فاندلع سجال بين الأخير ووزير البيئة محمد المشنوق الذي توجه إليه قائلاً: «طوّل بالك نحن لا نحتاج إلى نزق»، فغضب درباس قائلاً: «أنا لا يقال لي نزق»، وانسحب من الجلسة، فحاول كل من الوزيرين سجعان قزي وحسين الحاج حسن اللحاق به الى خارج القاعة، وكذلك سائر الوزراء لإقناعه بالعودة، وبينهم الوزير المشنوق نفسه الذي اعتذر منه، غير أن درباس رفض العودة، وغادر السراي متوجهاً إلى منزله.

ولم يمض وقت طويل، حتى اندلع صدام آخر، كان الأعنف، بين وزير التربية الياس بوصعب والوزير بطرس حرب، حيث أثار بوصعب مسألة عدم توقيع وزير الاتصالات المراسيم المتعلقة بوزارة التربية، وبينها مرسوم بتعيين إحدى السيدات من آل خوري في وزارة التربية، وهي مسؤولة في التيار العوني، فارتفعت أصوات من وزراء آخرين اعترضوا على هذا المرسوم بسبب إخلال بوصعب باتفاق عن تعيينات داخل وزارته، وحصل تبادل اتهامات، وهو ما أزعج الرئيس سلام كثيراً، فأعلن رفع الجلسة.

وعلّق مصدر وزاري لـ«اللواء» على ما جرى قائلاً: «يبدو أننا بتنا بحاجة إلى وضع خطة أمنية خاصة بمجلس الوزراء»، لافتاً النظر إلى أن الرئيس سلام الغاضب مما يحصل داخل الحكومة قد يلجأ إلى أمرين، عدم توزيع جدول أعمال الجلسة المقبلة، وهذا يمكن أن يتوضح اليوم أو غداً، أوطرح آلية جديدة لعمل الحكومة على بساط البحث.

درباس

أما الوزير درباس، الذي أكد أن لا علاقة لموقفه بالآلية المعتمدة في مجلس الوزراء أو بالسياسة، فقد أوضح لـ«اللواء»، أن جميع الوزراء حاولوا إقناعه بالعودة الى الجلسة، على اعتبار أن الرسالة وصلت، لكنه أجابهم بأنه لا يريد إيصال رسالة، بل ما أريده جواب يأتيني بإقرار تعيين مجلس إدارة للمنطقة الاقتصادية، وقال: «ماذا ينفع إذا أعطيتني مولد كهرباء من دون خطوط، وماذا ينفع ردم البحر لإنشاء هذه المنطقة إذا لم ننشئ إدارة لهذه المنطقة».

ولفت إلى أنه ليس لديه مشكلة مع أحد، وحتى مع الوزير روني عريجي الذي يريد تعيين عضو في مجلس الإدارة من تيار «المردة»، مشيراً إلى أن المشروع يلحظ وجود عضو للمردة، لكنه تساءل: لماذا إذا أراد أحد الوزراء تعطيل القرار يكون تعطيله محموداً، في حين لا يكون مقبولاً مني، علماً أن التعطيل الذي التزمت به منتج في كل الأحوال.

وكشف بأن الخطوة التي قام بها لم تكن عملاً منفرداً، بل جاءت بعد اتصالات أجراها مع كل نواب طرابلس وفعالياتها، وأن وزراء طرابلس تضامنوا معه في موقفه، وقال: انا لا افتش عن زعامة ولا ابحث عنها، وآخر همي هي الزعامات، وأنا الآن سأنام قرير العين مرتاح البال والضمير، وآمل اليوم قبل الغد ان أنجز المهمة كوزير عن طرابلس، فنحن نريد الدولة ان تمشي وطرابلس جزء من الدولة».

خطة البقاع الأمنية

امنياً، لم تمنع العاصفة «يوهان» القرار الأمني المتخذ من خطة البقاع الشمالي من وضعه موضع التنفيذ منذ فجر الخميس، حيث تمكنت آليات الجيش وقوى الأمن من خرق الحواجز الثلجية والصقيع والرياح والدخول إلى القرى التي حولها الخارجون عن القانون إلى محميات بدءاً من بريتال وحور تعلا وسجلت نجاحات اليوم الأوّل توقيف عشرة مطلوبين والعثور على 18 سيّارة مسروقة.

وأعلن الجيش اللبناني ان قوام الخطة تنفيذ عمليات دهم وإقامة حواجز ثابتة وظرفية وتسيير دوريات مع الإشارة إلى ان سرية الفهود في قوى الأمن انتشرت في بريتال، فيما انتشرت مجموعات من الأمن العام والأمن الداخلي مدعومة من الجيش في حور تعلا.

ولاقت الخطة الأمنية ترحيب الأهالي وهي ستستمر لايام لترسيخ الأمن والاستقرار في قرى البقاع الشمالي، ومكافحة الجريمة المنظمة وسوق المطلوبين إلى العدالة، وملاحقة المشبوهين.

البناء

بوتين يحسم نصره في أوكرانيا ويعلن نهاية الحرب الاثنين
الجيش السوري والمقاومة يحييان ذكرى مغنية في تل حارة
سلام يفشل بتعديل آلية الحكومة... والوزراء يتلذّذون بالفراغ

كتب المحرر السياسي:

نجحت موسكو في تمرير قرار تحت الفصل السابع لتجفيف موارد الإرهاب وإضافة اسم «جبهة النصرة» إلى جانب اسم «داعش» فيه، مع ضمان تصويت بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، وفق نص يمنع دول الجوار من المشاركة في بيع النفط المنهوب من قبل «داعش» و«النصرة» من سورية والعراق، ومنع تسهيل المتاجرة بالآثار المسروقة، وتمّ هذا النجاح على إيقاع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على «جبهة النصرة» في جبهات درعا والقنيطرة، والانتصار الذي احتفل به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عاصمة بيلاروسيا مينسك، بعد مفاوضات استمرت لستة عشر ساعة مع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية والرئيس الأوكراني.

أعلن الرئيس بوتين نصره، ونهاية الحرب في أوكرانيا، وبالتالي خريطة جديدة لأوروبا وحلف الأطلسي، لا مكان فيهما لتهديد الأمن القومي الروسي، وتعني نعياً ضمنياً لخطة نشر الدرع الصاروخية التي كانت محور خلاف كبير مع واشنطن وعواصم الغرب.

قال بوتين في اختتام محادثات ماراتونية استمرّت نحو 16 ساعة في العاصمة البيلاروسية مينسك إنّ أطراف الرباعية استطاعت الاتفاق على الكثير من النقاط.

وأعلن بوتين أنّ مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وقّعت وثيقة تضمّ مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك.

كما قال بوتين إنّ زعماء «رباعية النورماندي» أصدروا بياناً لدعم الإجراءات المذكورة.

وأكد الرئيس الروسي أنّ أطراف المفاوضات اتفقت في مينسك على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ابتداء من 15 شباط، وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل الحالي بالنسبة إلى القوات الأوكرانية ومن خط الفصل الذي حدّد في أيلول الماضي بالنسبة إلى قوات دونباس.

وأشار بوتين إلى أنّ الوثيقة تنصّ كذلك على إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا يضمن حقوق سكان شرق البلاد، إضافة إلى منح منطقة دونباس وضعاً خاصاً وحلّ المسائل المتعلقة على الحدود بالتنسيق مع قوات دونباس.

ودعا الرئيس الروسي طرفي النزاع الأوكراني إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار والفصل بين القوات من دون إراقة المزيد من الدماء.

واعتبر الرئيس بوتين أنّ الصعوبة الأساسية في المفاوضات الحالية كانت مرتبطة برفض كييف إقامة حوار مباشر مع ممثلي شرق أوكرانيا.

من جهته شكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين على دوره الكبير في إنجاح المفاوضات وتأثيره على قيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا.

وقال هولاند في اختتام قمة «رباعية النورماندي» في مينسك يوم الخميس: «أشكر الرئيس بوتين على تأثيره عليهم في شكل مناسب».

كما أشاد الرئيس الفرنسي بجهود نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو وسعيه إلى تسوية الأزمة.

وأشار هولاند إلى أنه سيشارك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الخميس في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، مؤكداً أنّ زعيمي البلدين سيفعلان كلّ ما في وسعهما من أجل دعم الاتحاد الأوروبي لاتفاقات مينسك الجديدة.

واعتبر الرئيس الفرنسي نتائج محادثات مينسك «انفراجاً كبيراً لأوروبا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها.

من جهتها رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بنتائج المحادثات التي اختتمت في مينسك، قائلة إنه «يوجد هناك الآن بريق أمل».

وأشارت الحكومة الألمانية في بيان لها إلى أنّ «هناك الكثير من العمل، لكن هناك الآن فرصة حقيقية تتطوّر الأمور نحو الأفضل،،وأكدت ميركل أنه يجب اتخاذ خطوات محددة لتنفيذ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها، مضيفة في ذات الوقت أنّ ذلك لن يمثل إنهاء النزاع وأنّ الأطراف ستواجه مهمة تجاوز «مزيد من العقبات الكبيرة».

وقالت المستشارة الألمانية إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مارس جهداً كبيراً» من أجل التوصل إلى اتفاق في شأن وقف إطلاق النار.

بالتوازي مع قطاف بوتين لثمار صمود روسيا وحلفائها في حرب أوكرانيا وحرب أسعار النفط، كانت النتيجة الأهمّ ثبات روسيا مع حلفائها في شرق أوكرانيا ورفض أي تسوية تتمّ على حسابهم، مقدّمة بذلك نموذجاً لمصداقيتها مع الحلفاء ورسالة لمن يهمّه الأمر في ساحات أخرى حول كيف تتصرف موسكو عندما يتصل الأمر بالوفاء بالتعهدات للحلفاء، وبذلك ضمنت روسيا من جهة مقابلة عدم انتشار الجيش الأوكراني على الحدود مع روسيا إلا بعد إنجاز التسوية النهائية بما فيها تعديل الدستور وإعادة تشكيل السلطة حيث يُفترض أن تكون الحدود مع روسيا ضمن مسؤوليات الوضع الخاص لشرق أوكرانيا.

وبينما كانت روسيا تفوز بتصويت بالإجماع على مشروعها حول تجفيف أموال الإرهاب وضمّ اسمي «داعش» و«النصرة» فيه، كان مجلس الأمن يواصل الدوران في الفراغ لاستصدار قرار حول اليمن لا يملك معطيات ومقدمات تسمح بتحوّله إلى حلّ للأزمة، فكلّ قرار يستهدف الثوار سيبقى حبراً على ورق، ويطيح بالحلّ السياسي وفرص التقدّم فيه، وكلّ تشجيع للحلّ السياسي، سيعني تسليماً من دول الخليج بالهزيمة الكاملة، لأنّ الحلّ كما يتبناه المبعوث الأممي من موقع ما يعلمه عن موازين القوى، سيعني تكريس انتصار الثوار ومنحهم الشرعية الدولية والدستورية.

الحدث الأبرز كان يجري في جبهة جنوب سورية، حيث يتابع العالم المعارك المتدحرجة التي يخوضها الجيش السوري ومعه قوى المقاومة، والنجاحات السريعة التي حققها تقدم القوات المهاجمة في المنطقة الوسطى الفاصلة بين محافظتي درعا والقنيطرة، والتي تتقاطع عند نقطة بيادر العدس التي حسمها الجيش السوري صباح أمس مواصلاً تقدّمه نحو تل حارة الاستراتيجي الذي سيطر عليه تحالف الاستخبارات الأردنية و«الإسرائيلية» مع «جبهة النصرة»، في عملية استخبارية في الخامس من تشرين الأول الماضي، وشكل سقوطه يومها بداية تقدم جماعات المسلحين من «جيش الجهاد» و«جبهة النصرة» و«كتائب حوران» لربط محافظتي القنيطرة ودرعا وفتح التواصل عبر الأراضي السورية، بين الحدود السورية مع الأردن والحدود مع الجولان المحتلّ.

تحل ذكرى استشهاد الحاج عماد مغنية القائد العسكري الأبرز في المقاومة، الذي سقط ونجله جهاد على الأراضي السورية، بينما يستعدّ رفاق السلاح من الجيش السوري والمقاومة لإحياء ذكرى مغنية في تل حارة الاستراتيجي، الذي تشكل استعادته من قبل الجيش السوري والمقاومة بداية كرة ثلج معاكسة تتيح المضيّ لبلوغ نقاط سهلة تسقط عسكرياً بسقوط تل حارة، باتجاه الحدود الأردنية في قلب درعا، وتتيح في المقابل للوحدات المعنية بمعارك القنيطرة التحرك وظهرها محمي لجهة الشرق.

هذا بينما يستعدّ اللبنانيون لسماع المعادلات التي سيعلنها السيد حسن نصرالله، في كلمته المنتظرة مساء الاثنين، في ذكرى الشهداء القادة، السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية، بينما عملية شهداء القنيطرة كما أسماها الجيش السوري تستمرّ لإنهاء الحزام الأمني الذي سقط شهداء القنيطرة لفتح الطريق نحوه، ويقول الخبراء الاستراتيجيون، إنّ السيطرة على تل حارة ستعني نهاية الحزام من جهة، لكنها من جهة أخرى ستعني سقوط الرهان على «جبهة النصرة» كوريث يجري الترويج له من «إسرائيل» والسعودية وتركيا وقطر للحلول مكان «الجيش الحر» الذي تبخر وجوده، وحصر الحرب على الإرهاب بـ«داعش» دون «النصرة»، بينما يسجل تغاض أميركي فاضح تجاه «النصرة» ومواقعها في ريفي إدلب وحلب، وتجاهلها في بيانات الحرب على الإرهاب.

وفي لبنان أيضاً مثلما هناك من يروّج لـ»النصرة» ويسوّق لها، فإنّ إنهاء «النصرة» في جنوب سورية يعني نهاية المشروع كله وجعل معارك جرود عرسال، والقلمون أسهل بكثير.

في لبنان أيضاً فشلت مساعي رئيس الحكومة تمام سلام لآلية عمل الحكومة، بينما بدا أنّ الوزراء الذين يمتلك كلّ وزير منهم حق الفيتو يتلذّذون بالفراغ الرئاسي، ويتبادلون الأدوار للحفاظ على صلاحيات لن تتكرّر فرص التمتع بها.

بين «العقلية والآلية»، تعرضت الحكومة لهزة جديدة أطاحت جلستها أمس ومعها شؤوناً حياتية واقتصادية، بعد نشوب سجالات حادة بين عدد من الوزراء حول آلية اتخاذ القرارات، رفع على أثرها رئيس الحكومة الجلسة.

ولفت وزير الإعلام رمزي جريج إلى أنّ سلام «يجري بعض المشاورات مع الأطراف من أجل البحث في تعديل الآلية التي اعتمدت في الأصل بالتوافق، وبناء على طلب طرفين من الأطراف الممثلة في الحكومة، ولكن بعد وقت تبين أنها تعرقل الحكومة، لذلك من المتوقع أن يسهل الرجوع عن اعتماد هذه الآلية في عمل الحكومة».

وكان الخلاف بدأ عندما طرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مسألة المنطقة الاقتصادية في الشمال وتعيين مجلس إدارة من أجل هذه المنطقة، فحصل سجال بينه وبين وزير البيئة محمد المشنوق، ما دفع بالأول إلى الانسحاب من مجلس الوزراء وأيده وزراء طرابلس.

أما الخلاف الثاني، فوقع عندما تحدث وزير الاتصالات بطرس حرب عن التعطيل، وأشار إلى وجود قرارات لها علاقة بوزارته يتم تعطيلها، معتبراً أن حجز عائدات الخليوي في حساب خاص بالوزارة مخالف للقانون، فردّ وزير التربية الياس بو صعب متهماً حرب بأنه هو الذي كان يعرقل ويمنع التوقيع على عدد من المراسيم التي لها علاقة بوزارات يتولاها وزراء تكتل التغيير والإصلاح».

وقال بوصعب بعد الجلسة: «اضطررت لتذكير حرب بأنه هو من عرقل في السابق عمل مجلس الوزراء مرات عدة، كما عرقل توقيع مراسيم تابعة لوزارة التربية ليوقعها بعد شهرين. نحن لا نعامل بالمثل ولا نريد عرقلة أي عمل. نحن نسير بناء على طلب رئيس الحكومة بتوقيع كلّ المراسيم على أمل أن يتصرف الوزير بمسؤولية لتسهيل أمور الناس.

وكان وزير التربية أشار قبل الجلسة إلى «أنّ حرب هو من أبرز العوامل الداعية إلى المطالبة بتعديل آلية التصويت في الحكومة إذ إنه من المعرقلين في شكل مستمر». فيما عزا وزير الصناعة حسين الحاج حسن سبب المشكلة إلى «العقلية وليس الآلية».

وشرح بو صعب لـ«البناء» أسباب السجال مع حرب موضحاً «أن وزير الاتصالات عرقل مراسيم وزارة التربية لمدة 3 أشهر، وعرقل المراسيم الصادرة عن وزراء التغيير والإصلاح في وزارات الطاقة والخارجية والثقافة، ثمّ أجبر على التوقيع عليها. ولفت إلى وجود 3 مراسيم تتعلق بوزارة التربية لا يزال حرب يعرقلها، تحت حجج مختلفة، مشيراً إلى «أنه طلب أن يأخذ أحد الملف ليطّلع عليه بناء على رأي مجلس الخدمة المدنية وأعطيته إياه بانتظار ما سيعود به».

وكشف بوصعب «أن رئيس الحكومة أعلن أنه لن يدعو إلى جلسة مقبلة بانتظار إيجاد الحل المناسب لآلية عمل الحكومة». وقال: «لن نقبل أن نعطي البلديات 5 في المئة من العائدات ونأخذ الـ 95 في المئة الأخرى لندفعها للصندوق البلدي المستقل المديون للخزينة، كي تذهب لتسديد أموال سوكلين».

وتعليقاً على أجواء جلسة مجلس الوزراء المحمومة رأى وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور أن «الحكومة ستبقى في حالة مد وجزر ولكنها محصورة»، مؤكداً أنه «ليس هناك قرار بهدم هيكل الحكومة».

خطة أمنية «باردة» للبقاع

على خط آخر، انطلقت فجر أمس الخطة الأمنية في البقاع الشمالي وتوجهت إليها، على رغم الطقس العاصف والبارد، عشرات القوافل العسكرية التي ضمت وحدات مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام. وطوقت فرق منها بلدتي حور تعلا وبريتال ونفذت عدداً كبيراً من عمليات الدهم بحثاً عن المطلوبين وأماكن تصنيع المخدرات ومخابئ السيارات المسروقة. وأسفرت هذه العمليات، بحسب بيان لقيادة الجيش، عن توقيف 10 مطلوبين وضبط 18 سيارة مسروقة.

وفيما أشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن هدف الخطة ملاحقة الخارجين عن القانون والحد من الإخلال بالأمن، لا سيما أن اللبنانيين يعانون من سرقة السيارات»، شددت المصادر على «أن الظرف غير مناسب لخطة كهذه».

ولفتت إلى «أن منطق إجراء الأمن هو حيث تدعو الحاجة ويتيح الظرف، وليس لإرضاء بعض الأفرقاء، فهذا ليس أمناً إنما محاصصة، وهذا ما ظهر في اليوم الأول من الخطة، فهي فقدت عنصر المفاجأة، وغاب عنها الدعم».

في غضون ذلك، تستمر التحضيرات لعقد جلسة الحوار الجديدة بين تيار المستقبل وحزب الله والمرجحة الأسبوع المقبل في عين التينة. وفي السياق أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الحوار الحاصل ليس شأناً محلياً فحسب وهو لن يتوقف، فهناك رغبة إقليمية وغربية باستمراره، لما له من انعكاسات على الاستقرار».

وفي موضوع متصل، أكدت مصادر تيار المستقبل لـ«البناء» أن الرئيس سعد الحريري سيركز في خطابه خلال إحياء الذكرى العاشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري غداً، على أهمية الاعتدال والحوار والعيش المشترك.

ولفتت المصادر إلى أن قرار كتلة المستقبل قبول تعليق عضوية النائب خالد الضاهر صوب مسار الأمور، لا سيما أن تعرض الضاهر للرموز المسيحية كان سيئاً جداً «سنياً» لكتلة المستقبل «المعتدلة».

بري ممتعض من المراوحة في الاستحقاق الرئاسي

من ناحية أخرى، يعقد مجلس النواب جلسة عند الثانية عشرة ظهر يوم الأربعاء المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، ومن المؤكد أنها ستكون كسابقاتها من الجلسات لجهة عدم اكتمال النصاب.

وفي هذا المجال، عبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمام زواره أمس، عن مرارته وامتعاضه من المراوحة في الاستحقاق الرئاسي على رغم كلّ ما بذله من محاولات لتأمين النصاب «لما لهذا الاستحقاق من بعد ميثاقي ووطني يمسّ انتظام حلقة الرئاسات التي تتوجها رئاسة الدولة».