02-11-2024 05:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 16-2-2015

الصحافة اليوم 16-2-2015

ركزت الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 16 شباط 2015 محلياً على كلمة الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رفيق الحريري وانتظار خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله اليوم في مجمع سيد الشهداء.


ركزت الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 16 شباط 2015 محلياً على كلمة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري وانتظار خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله اليوم عند الساعة 6:30 مساءً في مجمع سيد الشهداء بمناسبة ذكرى القادة الشهداء، وآلية عمل الحكومة في المرحلة المقبلة.

اما اقليمياً طغى خبر جرائم "داعش" الشنيعة اعلامياً وكان اخرها جريمة ذبح 21 قبطياً مصرياً  في مدينة سرت الليبية، في محاولة لجلب مصر بعد الأردن إلى بيت طاعة التحالف.

اما دولياً ركزت الصحف على بيان مجلس الامن ومطالبته حركة "انصار الله " بالانسحاب من الوزارات والادارات الرسمية اليمنية، في حين طالب مجلس التعاون الخليجي مجلس الامن باستخدام القوة تحت بند "الفصل السابع"، الا ان جميع هذه الجهود المبذولة اجهضت نتيجة التدخل  الروسي.

* السفير

سلام بعد عام على حكومته: أنا أتعذب..

الحريري العائد: المستقبل .. للحوار

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والستين بعد المئتين على التوالي.

بعد الخطاب «المتعدد الوظائف» الذي ألقاه الرئيس سعد الحريري في «البيال» لمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، يطل اليوم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله خطيباً في مناسبة إحياء ذكرى القادة الشهداء للمقاومة، حيث يُرجح أن يبدأ من حيث توقف في خطاب عملية مزارع شبعا.

وبدل أن تتكامل الدماء التي سقطت، على الضفتين، يبدو أن هناك من لا يزال يصر على وضعها في مواجهة بعضها البعض، من دون أن تنجح جلسات الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، حتى الآن، في ترميم أزمة الثقة التي لا تزال تنعكس على الادبيات السياسية والاعلامية.

وإذا كان طرفا الحوار قد استغرقا وقتا طويلا في مناقشة بند تنفيس الاحتقان المذهبي، واتخاذ الاجراءات اللازمة لتخفيف حدته، من قبيل القرار بإزالة الشعارات والصور والأعلام الحزبية.. فقد أتى خطاب «البيال» ليطرح تساؤلات حول جدوى نزع العلامات الحزبية المستفزة، ما دامت الأدبيات المستفزة لا تزال رائجة مخلّفة وراءها احتقانا يتجاوز مفعول الشعارات والصور والأعلام!

وفيما يُسجل للحريري أنه حرص على إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد والده بين جمهوره ومحبيه في بيروت برغم المخاطر الامنية، وانه اتخذ مواقف حازمة ضد التطرف والارهاب، وظل متمسكا بمواصلة الحوار مع «حزب الله».. إلا انه يؤخذ عليه عدم مراعاته ضرورات حماية هذا الحوار، من خلال المساهمة في إنتاج بيئة حاضنة له، لا محرضة على أحد طرفيه، كما ظهر في بعض جمل الخطاب التي انطوت على الشيء ونقيضه، بعدما حاول الحريري ان يجمع فيها بين مقتضيات الوفاء للملك السعودي الجديد سلمان، واستقطاب جمهور «تيار المستقبل»، ومتابعة الحوار مع «حزب الله».

لكن، برغم النبرة العالية لكلمة الحريري، إلا انه يُتوقع ان يُستأنف الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، في منتصف هذا الاسبوع، لمتابعة النقاش من حيث كان قد توقف قبل خطاب «البيال»، الذي يعتقد الكثيرون ان مفاعيله السلبية حوصرت في الزمان والمكان، ليبقى منه ما هو عملي وواقعي: المستقبل، بالمعنيين الزمني والسياسي، للحوار.

جنبلاط «يقاطع»

وقال النائب وليد جنبلاط لـ «السفير» ان أهم ما في كلمة الحريري تأكيده المضي في الحوار مع «حزب الله»، رافضا التعليق على الانتقادات التي وجهها الحريري الى الحزب.

وأضاف جنبلاط الذي لم يوفد أي ممثل عنه الى احتفال «البيال»: المهم ان يستمر «تيار المستقبل» و «حزب الله» في الحوار، لمعالجة الامور التي من الممكن معالجتها.

وشدد على ضرورة اعتماد سياسة واقعية في هذه المرحلة، «بحيث نقارب المسائل التي هي بمتناولنا من الحوض الرابع الى الخطة الامنية في البقاع وتنفيس الاحتقان مرورا ببناء السدود لحماية الخيرات بعد الأمطار الكثيفة هذه السنة، أما السياسة العليا فليست عندنا».

«8 آذار» تنتقد

وفيما رفض الرئيس نبيه بري التعليق على خطاب الحريري، قالت مصادر قيادية في «8 آذار» لـ «السفير» ان هذا الخطاب لا يوحي انه يأتي في زمن الحوار، مشيرة الى ان الحريري أراد من خلال كلامه أن يحقق هدفين: الاول، شد عصب جمهوره ودغدغة عواطفه في أول لقاء مباشر بينهما منذ مدة طويلة، والثاني تأكيد الوفاء والولاء للقيادة السعودية الجديدة.

ولاحظت المصادر ان الحريري كان يعبّر عن الموقف السعودي المنزعج من مسار التطورات في المنطقة، وتساءلت: إذا كان الحريري يعتبر ان «حزب الله» يتدخل في ما لا يعنيه في اليمن والعراق وسوريا والبحرين، فكيف يعطي لنفسه الحق في إطلاق مواقف حادة حيال ما يجري في تلك الدول، وكيف يبرر لنفسه هذا التدخل الذي يرفضه للآخرين؟ وإذا كان يتهم الحزب بزج لبنان في محور ضد آخر، فبأي حق يزج هو لبنان في محور الرياض ويحمّله وزر الخيارات السعودية؟

واعتبرت المصادر انه كان من الأفضل لو ان الحريري تناول النتائج الإيجابية للحوار حتى الآن، من قبيل نزع الصور والشعارات وتنفيذ الخطة الامنية في البقاع، بدل التركيز على مبررات الخوض فيه، مشيرة الى انه كان ملاحظا ان الحريري كرر في كلمته أدبياته المعروفة حيال «حزب الله» وسوريا وإيران، في حين انه كان أمام فرصة للبناء على الحوار وإطلاق طروحات جديدة.

الحريري مع الحوار وضد «حزب الله»

وكان الحريري قد أكد في خطابه أنه لن يعترف لـ «حزب الله» بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، «يسخّرون من خلالها إمكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية».

وأضاف: أما ربط النزاع، فهو دعوة صريحة وصادقة لمنع انفجار النزاع. المهم بالنسبة لنا هو رفض الانجرار وراء الغرائز المذهبية، والامتناع عن تحكيم الشارع في الخلافات السياسية.

وشدد على أن الحوار مع الحزب هو حاجة وضرورة في هذه المرحلة، معربا عن اعتقاده أن فوائده حتى الآن مناسبة لتأكيد مواصلة هذا المسار. إلا انه اعتبر ان تدخل «حزب الله» في الحرب السورية جنون وربط الجولان بالجنوب جنون أيضا، مطالبا إياه بالانسحاب من سوريا والتوقف عن سياسات التفرد.

سلام: لا يمكن القبول باستمرار التعطيل

في هذه الأثناء، ومع مرور عام تقريبا على تشكيل حكومة المصلحة الوطنية، يشعر الرئيس تمام سلام بأنه بات «محاصرا»، فلا هو يستطيع تفعيل عمل الحكومة بطريقة تجعلها أكثر إنتاجية، ولا هو يستطيع مغادرتها لأنه يعرف جيدا ان استقالته تقود الى المجهول ـــ المعلوم، ما يضطره الى التعايش مع الواقع بأقل الخسائر الممكنة، وهي المعادلة التي اختصرها بالقول لـ «السفير»: أنا أتعذب..

وأكد سلام ان جلسات مجلس الوزراء معلقة حتى يتم إيجاد آلية عمل منتجة، بعدما جرى استخدام قاعدة التوافق للتعطيل، موضحا ان «هناك صيغة نتداول بها ما زالت غير واضحة، وإقرارها يحتاج الى مرونة من الجميع، لكن لا يمكن ان نستمر على هذه الحال من التعطيل».

واعتبر ان هناك تقصيراً من الحكومة على مستوى تحقيق الانسجام ومعالجة الملفات الكبيرة، لافتا الانتباه الى ان «مسؤوليتي هي عدم ترك الأمور للوصول الى حد الانهيار، وبقدر ما يسمح لي الظرف بالمعالجة، لكن عندما أعجز أرفع الصوت وهذا ما هو حاصل اليوم، وآمل من الجميع ان يتجاوبوا».

وأشار الى انه نتيجة الظروف الاقليمية والدولية المعروفة يظهر ان هناك تخلياً دولياً عن مساعدتنا بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، «لذلك أرى انه في ظل الصراع بين فريقي «8 و14 آذار»، نحتاج رئيسا وسطيا للجمهورية لا من هذا الفريق ولا من ذاك، وهناك أسماء عديدة محايدة يمكن التداول بها تساعد في عبور هذه المرحلة الصعبة».

قطع رؤوس 21 قبطياً.. والسيسي يتوعد بالرد جرائم «داعش» تطال مصر.. من ليبيا

أضاف تنظيم «داعش»، يوم أمس، جريمة جديدة إلى سجله الوحشي، بعدما نفذ تهديده بقطع رؤوس 21 مصريًّا قبطيًّا في ليبيا، في تطوّر يعزز المخاوف بشأن تمدد التنظيم التكفيري إلى الأراضي الليبية، وينذر بفتح جبهة جديدة ضد الإرهاب في شمال أفريقيا.

وجاءت جريمة قتل المصريين، الذين خطفوا على أيدي التكفيريين في مدينة سرت على الساحل الليبي في كانون الثاني الماضي، بعد ساعات من دعوة إيطاليا إلى تشكيل «ائتلاف» ضد الإرهاب في ليبيا، وعشية وصول وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان إلى القاهرة لتوقيع الاتفاق بشأن تزويد الجيش المصري بطائرات «رافال» ومنظومات عسكرية أخرى.

إعدام المصريين

وفي شريط فيديو نشره «داعش»، بعنوان «رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب»، ظهر طابور من المتشددين الملثمين، وهم يقتادون الرهائن المصريين، الذين وصفوا بأنهم «رعايا الصليب من أتباع الكنيسة المصرية المحاربة»، على «ساحل ولاية طرابلس على البحر الأبيض المتوسط»، بحسب ما أورده التنظيم التكفيري.

وتحدث أحد التكفيريين باللغة الإنكليزية قائلًا: «أيها الناس، لقد رأيتمونا على تلال الشام وسهل دابق، نحزّ رؤوسًا لطالما حملت وهم الصليب وقد تشربت الحقد على الإسلام والمسلمين، واليوم، نحن في جنوب روما، أرض الإسلام ليبيا، نرسل رسالة أخرى».

وتابع: «أيها الصليبيون، إنّ الأمان لكم أماني، لا سيما أنكم تقاتلوننا كافة، فسنقاتلكم كافة، حتى تضع الحرب أوزارها، فينزل عيسى عليه السلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، وهذا البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن، أقسمنا بالله لنشوبنّه بدمائكم».

إثر ذلك، استعرض الشريط المصوّر، الذي رجَّحت مصادر أمنية أن يكون قد سجّل قبل أيام، كلًّا من الرهائن المصريين جاثمين عند الشاطئ، قبل أن يقوم الإرهابيون بقطع رؤوسهم، بينما كان المتحدث يقول إن «هذه الدماء النجسة بعض ما ينتظركم ثأرًا لكاميليا وأخواتها».

وكان تنظيم «داعش» هدد، يوم الجمعة الماضي، بإعدام المصريين المختطفين، ما لم يتم تسليم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، اللتين ترددت شائعات عن تحولهما للإسلام، ثم عودتهما للمسيحية مرة أخرى.

وحرص التكفيريون على إظهار رؤوس بعض القتلى المقطوعة وقد وضعت على ظهورهم، ودماؤهم تسيل في مياه البحر الذي صبغ باللون الأحمر، قبل أن يرفع المتحدث خنجره قائلًا: «سنفتح روما بإذن الله، وعد نبينا صلى الله عليه وسلّم».

الرد المصري

وفي أول رد فعل من السلطات المصرية على هذه الجريمة، سارع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دعوة مجلس الدفاع الوطني إلى اجتماع عاجل، معلنًا الحداد الرسمي لمدة سبعة ايام.

يذكر أن مجلس الدفاع الوطني يملك حاليًّا قرار إعلان الحرب والتدخل العسكري خارج البلاد، في ظل غياب برلمان منتخب.

وتوجه السيسي، عقب الاجتماع، ببيان إلى الشعب المصري قال فيه إن «هذا الإرهاب الخسيس الذي طال مصر، هو حلقة جديدة من حلقات الإرهاب التي تضرب الإنسانية كلها»، مشددًا على أن الوقت قد حان للتعامل مع الإرهاب «من دون انتقائية وازدواجية في المعايير».

وأضاف السيسي إن «مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد، بالأسلوب والتوقيت المناسبين للاقتصاص من هؤلاء الإرهابيين»، مشيرًا إلى أنه دعا مجلس الدفاع الوطني إلى الانعقاد فورًا وبشكل دائم للتباحث في الإجراءات والقرارات الواجب اتخاذها، وطلب من الحكومة الاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا، وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى وطنهم، وتكليف وزير الخارجية الذهاب إلى نيويورك لإجراء الاتصالات اللازمة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمشاركة في القمة الدولية حول الإرهاب من أجل وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تتسق مع ميثاق الأمم المتحدة.

ولم يكشف السيسي عن طبيعة الرد المصري على الجريمة، التي تأتي في ظل وضع بالغ الحساسية تخوض فيه القوات المسلحة المصرية حربًا مفتوحة ضد الإرهاب في سيناء، في وقت عقدت فيه الحكومة المصرية ووزارة الخارجية اجتماعَين عاجلَين للبحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية المصريين في ليبيا.

وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية السفير معصوم مرزوق لـ «السفير» إنه «يجب أولًا تحديد ممرات آمنة لإجلاء المصريين من ليبيا، خاصة المتواجدين في الأماكن الخطرة، وذلك في أسرع وقت ممكن»، مشيرًا إلى أن هذا الأمر «يجب أن يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودول الجوار».

وأضاف أن «هذا العمل الوحشي لن يمر دون قصاص»، مشددًا على أن «مصر لن تغفر هذه الجريمة البشعة في حق أبنائها».

وعن احتمال اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في ليبيا، قال مرزوق إن «هذا الأمر متروك لتقدير القيادة السياسية، حيث المرحلة لا تحتمل اتخاذ قرارات متعجلة وانفعالية».

ورأى أن «التدخل يجب أن يكون في إطار سياسي وقانوني، وبالتنسيق مع دول الجوار»، لافتًا إلى أنه «ينبغي أن تقوم جامعة الدول العربية بدورها، وكذلك يجب التحرك على مستوى مجلس الأمن الدولي لإدانة تلك الجريمة وكل من يساند أو يمول تلك التنظيمات الإرهابية، سواء كانوا أفرادًا أو دولًا».

من جهته، قال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، في اتصال مع «السفير»، إن «تنظيم داعش يعمل على تحقيق أهداف خارجية لتوريط مصر، والسعي إلى إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين داخل البلاد».

وأضاف سويلم: «أتوقع توجيه ضربات عسكرية نوعية إلى عناصر تنظيم داعش في ليبيا ردًّا على هذه الجريمة»، مؤكدًا أن «أماكن الإرهابيين في ليبيا معروفة للدولة المصرية، ولا بد أن يكون هناك تواجد كثيف للأمن المصري داخل القبائل الليبية».

وأشار سويلم إلى أن هذه الضربات لا تستدعي بالضرورة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بل يمكن أن تكون عبر وسائل استخباراتية.

وفي أول تعقيب على الجريمة، أصدرت الكنيسة القبطية بيانًا جاء فيه: «تستودع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار، واثقين في أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء».

وتابع البيان: «إذ نشارك أُسَرَ أبنائنا الأحباء، فإننا نعزي الوطن كله، ونؤكد أن دماءهم تصرخ أمام الديان العادل الذى لا يغفل ولا ينام، وسيجازي كل أحد عما صنعته يداه، ونصلي إلى الله أن يحفظ مصر ووحدتها، وأن يُنْعِم بالسلام في ربوع البلاد».

وقال الكاتب القبطي مدحت بشاي لـ «السفير» إن «ما حدث أمر مؤلم وبشع»، متسائلًا: «كيف يظهر مسؤول ليبي على شاشة التلفزيون ليؤكد انتهاء الأزمة، ثم نُفاجأ بالشريط يُبَثُّ على هذا النحو المفجع؟».

وأضاف: «للأسف، في الوقت الذي يرتكب فيه المتشددون هذه الجرائم البشعة، نرى من يتصالح مع هذا الفكر في الداخل».

وعن دور الدولة المصرية، قال بشاي: «نعرف أن الوضع في ليبيا منهار، وأن جهاز المخابرات ووزارة الخارجية كانا يجريان اتصالات لحل الأزمة، ولكن لم يكن هناك تواصل مع أهالي الضحايا»، مشددًا على ضرورة أن «تتخذ السلطات المصرية إجراءات حاسمة لمنع سفر المصريين إلى ليبيا حتى لا تتكرر المأساة».

من جهته، اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان، أن «هذا العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان، ولا إلى عرف من الأعراف الإنسانية، ولا ينمُّ إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث فى الأرض فسادًا تقتل وتسفك النفوس البريئة من دون حق».

بدوره، أدان مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام جريمة قتل المصريين، قائلًا إنه «بإقدام هؤلاء الهمج على هذه الفعلة النكراء قد استحقوا لعنة الله وغضبه عليهم ومصيرهم جهنم».

أما «حزب النور» السلفي، وبالرغم من إدانته جريمة ذبح المصريين، على لسان رئيسه يونس مخيون، بوصفها «جريمة بشعة تنافي الإسلام»، إلا أنه أكد أن «من ظهروا في فيديو الذبح ليست لهم علاقة ببن لادن، كما ادعوا»، رافضًا التدخل العسكري في ليبيا، باعتباره «محاولة لتوريط الجيش المصري نتيجة لفشل التحالف (الدولي) المناهض لداعش».

وجاءت الجريمة «الداعشية» الوحشية بعد أنباء عن قيام التكفيريين بخطف 20 صيادًا مصريًا في مدينة مصراتة، ما دفع بالسلطات المصرية إلى اتخاذ قرار بحظر السفر إلى ليبيا، والشروع في إجراءات لإجلاء المصريين العاملين في هذا البلد الغارق في الفوضى، بحسب ما ذكرت نقابة الصيادين المصريين.

كما ترافقت الجريمة مع دعوة أطلقتها إيطاليا لتشكيل تحالف ضد الإرهاب في ليبيا.

وفي مقابلة مع صحيفة «إل ميساجيرو»، نشرت أمس، أكدت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي أن «إيطاليا مستعدة لقيادة ائتلاف في ليبيا من دول المنطقة، شمال أفريقيا وأوروبا، لوقف تقدم الجهاديين الذين باتوا على مسافة 350 كيلومترًا من سواحلنا».

وأضافت: «الخطر وشيك. لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك. لإيطاليا ضرورات دفاعية وطنية تكمن في وجود خلافة إسلامية تحكم في السواحل المقابلة. لكننا نريد التنسيق مع آخرين في إطار نظام من الشرعية الدولية».

ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان اليوم إلى القاهرة لبحث تزويد الجيش المصري بـ 24 مقاتلة من طراز «رافال» إلى جانب أسلحة فرنسية أخرى.

 


* الاخبار

محور المقاومة في جنوب سوريا

تثبيت خط دفاعي عن دمشق وتمهيد لتحرير بقية ريف العاصمة

في الشام اليوم وضوح وصراحة وحزم حيال الانتماء الى محور المقاومة

إبراهيم الأمين

دمشق | في الخطوة الأولى لمعركة تحرير جنوب سوريا من المسلحين العملاء لإسرائيل وللنظام الأردني، تقدمت قوة مدرعة للجيش السوري تواكبها قوة مشاة، وإلى جانبها مقاتلون وضباط بارزون من حزب الله والحرس الثوري الإيراني. في الجهة المقابلة، ينتشر مسلحون سوريون وعرب، تديرهم غرفة عمليات مقرها الأردن، بمشاركة أميركية وفرنسية وسعودية، بينما تتولى قوات الاحتلال الإسرائيلي توفير قاعدة البيانات الاستخبارية الضرورية.

منذ وقت غير قصير، تشكلت لوحة المواجهة الشاملة على الأرض السورية. المعركة على الهوية الوطنية هناك، لم تعد تقتصر على وطنية سورية محصورة داخل الحدود، بل هي نفسها معركة الهوية الوطنية لفلسطين، ومعركة الهوية الوطنية للبنان، وهي حتماً معركة الهوية الوطنية في الأردن، حيث الاشتباك العنيف بين تيار انعزالي يتحدث عن قطرية مقيتة، ومتصل بإسرائيل والغرب سياسياً وعسكرياً ومادياً، وبين تيار المقاومة الذي يثبت يوماً بعد يوم أن الاستقلال الحقيقي يتطلب معركة كسر الاحتلال وكسر راعيه من الغرب وتحطيم عملائه من العرب والمحليين.

لكن معركة الجنوب السوري من شأنها توضيح الصورة لمن لا يريد أن يفهم بعد. وربما تتيح هذه المعركة توضيح ما هو أهم، لناحية الترابط العضوي بين أطراف محور المقاومة، في مواجهة الاندماج الكلي بين عناصر وأطراف المحور المقابل. وهو ما يجعل السوريين، مواطنين ومسؤولين ودولة، يتصرفون براحة ويتحدثون بشفافية عالية عن انخراط أطراف محور المقاومة جميعاً في المعركة. وحيث لا تبقى الشام بلاد العرب من أي جهة أتوا، بل بلاد المقاومة من أي جهة أتت. في الشام اليوم، وضوح وصراحة وحزم حيال الانتماء الى محور المقاومة، وحيث المعيار لا يتصل بمن يحمل الهوية الخاصة بالبلد، بل بمن يحمل قضية المقاومة في عقله وقلبه.

الخط المانع عن دمشق

في جبهة الجنوب، واضح لمحور المقاومة أن الجهود التي بذلت من الطرف الآخر، خلال عام وبضعة أشهر، كانت تستهدف تحقيق اختراقات نوعية في مناطق درعا والقنيطرة تسمح للمجموعات المسلحة بالتواصل الوثيق مع ريف دمشق الجنوبي، وتتيح تحقيق ضربة نوعية من خلال التقدم صوب دمشق التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن هذه المنطقة.

إطار جديد للصراع مع العدو واختبار صعب لـ«قواعد الاشتباك الجديدة»


ملك الأردن يكذب على سوريا ودعمه للمسلحين يتعاظم تسليحاً وتخطيطاً

وقد نجح المسلحون، لأسباب مختلفة، سياسية وأمنية ــ استخبارية وعسكرية، في تحقيق اختراقات كبيرة استمرت حتى نهاية العام الماضي، وجعلت المجموعات المسلحة تقترب من الربط الكامل بين ريفي درعا والقنيطرة من جهة، وبين جنوب العاصمة من جهة أخرى. كما تمكنت من احتلال شريط من التلال المترابطة تشكل خط الهجوم الأبرز ضد دمشق.

وهو ما ألزم محور المقاومة بإعداد خطة عمل، خلال أسابيع، تم خلالها توفير العناصر المعلوماتية المناسبة لمعرفة واقع الأرض، وإعداد العدة العسكرية واللوجستية، ثم الانتقال الى وضع خطة حرب، قادها ضباط كبار من الجيش السوري وضباط من أبرز قيادات المقاومة في لبنان وفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وتم الاعتماد على عناصر الضغط الناري قبل التقدم سريعاً نحو استعادة السيطرة على النقاط الأساسية التي تقطع ما عمل الطرف الآخر على وصله. وهو ما تحقق في الجولة الأولى من المواجهة التي حصلت الأسبوع الماضي، وبما يسمح لهذا الفريق بالقول الآن، إنه تم توفير الخط المانع عن دمشق، علماً بأن العملية ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة، وستتيح ــ بحسب المعطيات المتوافرة ــ تحقيق المزيد من التقدم بما يسمح بتحصين هذا الخط وتثبيت نقاط التحكم والسيطرة فيه، والتقدم صوب نقاط أكثر استراتيجية، بعضها يسمح بالإطلالة المباشرة على مناطق سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومناطق حركة الاستخبارات الناشطة أردنياً وأميركياً وفرنسياً وبريطانياً وسعودياً.

وبحسب النتائج، فإن الانعكاسات الكبيرة لا تقتصر على مناطق الجنوب فقط، بل على معنويات وقدرات المجموعات المسلحة الموجودة في ريف دمشق الجنوبي، وفي بعض مناطق الغوطة، وهي المناطق التي تشهد منذ فترة طويلة مواجهات قاسية بين الجيش والمسلحين، وحيث تبرز معطيات من شأنها زيادة نسبة النجاح في تحرير هذه المناطق من المسلحين، علماً بأن كل المجموعات تعمل الآن على إعادة تنظيم نفسها، استعداداً لمواجهة موجة العمليات الجديدة من قبل الجيش وحلفائه، ولمحاولة القيام بعمل من شأنه «رد الاعتبار»، وهو الأمر الموضوع تحت رقابة الجهات المعنية.
ارتباك «ملك داعش»

في المقابل، تسود حال استنفار غير عادي غرفة العمليات الموجودة في الأردن، وصفوف العدو في منطقة الجولان. في عمان، يحاول النظام تكرار معزوفة أنه ليس متورطاً بما يحصل. ويبعث بالمزيد من الرسائل التي يحاول فيها رفع المسؤولية عنه إزاء ما يحصل في جنوب سوريا.

وبحسب مسؤولين بارزين في دمشق، فإن القيادة السورية التي تتصرف بحكمة، وأخذت في الاعتبار أن حكومة الأردن عرضة لضغوط كبيرة من الغرب وبعض العرب، لم تعد قادرة على الصمت، وهي لا تقبل بالردود الساذجة من جانب حكومة الملك، وخصوصاً تلك المتعلقة بما يجري على الأرض. وتبين أن دمشق أرسلت أكثر من مرة الى الطرف الأردني معلومات مفصلة وموثقة حول ما يجري على الأراضي الأردنية من عمليات تدريب وتجهيز ونقل للمسلحين والعتاد لهم، وكان الرد الأردني بالنفي، وحتى عندما يصار الى تسمية معسكرات للتدريب، يجيب ديوان الملك بأنها معسكرات يتدرب فيها الجيش الأردني!

بالطبع، لم يعد ممكناً لسوريا ولا لأطراف محور المقاومة الصمت على سلوك حكومة الملك، وخصوصاً أن ما جرى خلال الأسابيع الماضية، وما ترافق مع العملية العسكرية، دل على تورط يتجاوز دور «الممر» الى دور الشريك الكامل في العدوان على سوريا. وحيث برزت «طموحات غبية» لدى الملك وأنصاره في المؤسسات السياسية والعس?