تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-2-2015 الحديث عن خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال المركزي الذي اقامه حزب الله إحياء لذكرى القادة الشهداء
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-2-2015 الحديث عن خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال المركزي الذي اقامه حزب الله إحياء لذكرى القادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
دوليا، تصدرت احداث شمال افريقيا اخبار الصحف بعد قيام داعش بذبح 21 مصريا قبطيا ما استدعى القوات المسلحة المصرية بامر من القيادة المصرية بالرد على مواقع داعش بالقصف الجوي داخل الاراضي الليبية والدعوة لاحقا لانشاء تحالف دولي لقصف مواقع التنظيم في ليبيا.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
إشارات إيجابية بـ«الجملة» إلى الداخل.. وتحية ـــ رسالة إلى مصر
نصرالله في «بيت القصيد»: تعالوا إلى طاولة الكبار
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول " غداً يبدأ الشهر العاشر.. ولبنان بلا رئيس للجمهورية.
..وفي خضم الفراغ المتمادي في الداخل رئاسة وحكومة ومجلساً نيابياً.. وسياسة، أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب مهرجان «الشهادة والوفاء»، ليطلق سلسلة مواقف محددة وواضحة، اتسمت بالإيجابية في شقها اللبناني، وخصوصاً بالتشديد على أهمية استمرار الحوار مع «تيار المستقبل»، عشية الجلسة المقررة غداً، وتوجيه تحية خاصة لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وتلقف دعوة الرئيس سعد الحريري إلى وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب.
أما في الشق الخارجي من الخطاب، وهو «بيت القصيد»، فقد اتسم بتقديم «حزب الله» نفسه لاعباً كبيراً على طاولة المنطقة، داعياً اللبنانيين إلى أن يكونوا رياديين في الانخراط في معركة مواجهة الإرهاب، مثلما كانوا رياديين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من دون انتظار لا إستراتيجية وطنية ولا قومية.
وبين هذا وذاك، بدا «حزب الله» متصالحاً مع جمهوره لا بل قادراً على تحديد خياراته الإستراتيجية. هذا الجمهور الذي لم يخيب بالأمس قيادته بامتثاله الصارم بقرار منع إطلاق الرصاص في الهواء.
وإذا كان «خطاب شهداء القنيطرة»، مخصصاً للشأن الإسرائيلي بامتياز، وتمحور حول «قواعد الاشتباك» الجديدة للصراع المفتوح مع إسرائيل، عبر جعل الجبهة اللبنانية السورية جبهة واحدة في المواجهة مع إسرائيل و»عملائها التكفيريين»، فإن «خطاب القادة الشهداء» جعل لبنان جزءاً من جبهة مفتوحة ممتدة من بيروت حتى الموصل، وقوامها مواجهة إرهاب فالت من عقاله، بدليل المشاهد المصورة من حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى ذبح العمال المصريين في ليبيا.
ولعل «حزب الله» الذي خرج من عملية مزارع شبعا، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بأكثر مما كان يتوقع، والمنخرط في معركة «الجبهة الجنوبية» في سوريا بطريقة نوعية، قد فاجأ اللاعبين على ملعب المنطقة، في خطاب الأمس، بنبرة تتسم بالثقة إزاء الخيارات الكبرى:
÷ في سوريا «خلصت اللعبة»، ومن قرر أن يضرب رأسه بالجبل حتى تتدمر سوريا عن بكرة أبيها، عليه أن يعيد النظر بخياراته الخاطئة، فالنظام هناك جاهز للوصول إلى تسوية مع المعارضة الوطنية، وها هو مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يعلن بالفم الملآن أن الأسد جزء من الحل.
÷ دول الخليج هي التي ستدفع الثمن. من هنا، على بعض هذه الدول أن تحسم خياراتها، على قاعدة أنها عُرضة للتهديد والخطر قبل غيرها من دول المنطقة، فهدف الإرهاب «الداعشي» الحقيقي هو مكة والمدينة وليس بيت المقدس. على هذه الدول أن تقارب قضايا المنطقة من البحرين إلى لبنان، مروراً بسوريا واليمن والعراق بطريقة مختلفة، وذلك على قاعدة تجميد الصراعات الثانوية والانخراط في الصراع الرئيسي الكبير الذي سيحدد، ليس مصير المنطقة وشعوبها فحسب، بل العالم بأسره، وثمة شواهد كثيرة على تكامل المشروعين الإسرائيلي والتكفيري، ولم يعد جائزاً بعد الآن، أن تكون ضد «داعش»، وفي الوقت نفسه تدعم «النصرة» بالمال والسلاح، وهما مشروع واحد وهدفهما واحد ولا يختلفان سوى على الإمرة والسلطة.
÷ إذا كانت موجبات «الأمن القومي» تفرض على بعض البلدان في أوروبا (مثال إيطاليا)، الانخراط في مواجهة الإرهاب التكفيري في المنطقة وهي على بعد مئات الكيلومترات، فكيف هو الحال مع بلدان وشعوب المنطقة التي صار الخطر عند حدودها وفي دواخلها، فهل يجب انتظار العاصفة حتى تهب علينا ونسلم أمرنا إليها أم نستعد لمواجهتها بما يتوافر من إمكانات؟
÷ اعتبار المواجهة مع الخطر الإرهابي التكفيري «دفاعاً عن إسلام النبي محمد وليس دفاعاً عن محور أو طائفة أو مذهب أو نظام أو أقلية».
÷ كانت لافتة للانتباه التحية ـــ الرسالة التي استهل بها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله خطابه الى مصر شعباً وحكومة وكنيسة قبطية، في معرض الإدانة الشديدة للجريمة المروعة التي ارتكبها «داعش» بحق العمال المصريين المظلومين على الأراضي الليبية. وهذه أول رسالة علنية من الحزب الى القيادة المصرية في ضوء التطورات التي شهدها الشارع المصري في السنتين الأخيرتين، علماً أن الحزب سبق له أن أدان ببيانات رسمية جرائم حرق الكساسبة ورهائن آخرين، ولكن ليس بلسان أمينه العام كما حصل بالأمس.
عناوين إيجابية لبنانية
أما في الشق اللبناني، فقد تميز الخطاب بعناوين وإشارات إيجابية كثيرة:
• التوجه بالتحية الى عائلة رفيق الحريري وجمهوره في ذكرى استشهاده العاشرة.
• تأيدد دعوة سعد الحريري في خطاب «البيال» الى وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وصولاً الى فتح الأبواب حول الآلية التنفيذية.
• التأييد المطلق للخطة الأمنية في البقاع على قاعدة استمراريتها وألا تكون موسمية كسابقاتها، وأن تُدعم بخطة إنمائية أولاً، وحل قضية الاستنابات القضائية التي تطال عشرات آلاف البقاعيين ثانياً، وبالاستعداد لمواجهة الخطر الآتي عبر الحدود الشرقية بعد ذوبان الثلج ثالثاً.
• للمرة الأولى، تم إعطاء التفاهم بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» غداة ذكراه التاسعة، بُعده الإقليمي وليس اللبناني وحسب، والدعوة الى تعميقه وترسيخه، كما الى تحصينه بتفاهمات موازية على المستوى الوطني.
• الدعوة الى إعادة البُعد الوطني للاستحقاق الرئاسي في ضوء انعدام أية جهود خارجية وعلى قاعدة عدم التعويل على أية متغيرات خارجية («لأن المنطقة تتجه نحو المزيد من الأزمات وثمة جبهات جديدة ستفتح»). وهنا، ضم «حزب الله» صوته الى صوت العماد ميشال عون بدعوة بعض دول الخليج (السعودية من دون أن يسميها) الى رفع «الفيتو» المفروض على «الجنرال» وأن يسمحوا للبنانيين بالتفاهم لإبرام تسوية رئاسية.
• الدعوة غير المباشرة الى استئناف الحوار بين العماد عون والرئيس الحريري من خلال الحث على «معاودة الجهد الداخلي الوطني (في الموضوع الرئاسي) ومفهوم أين وكيف ومع مَن. يعني لا يوجد داع «نغمّق» ونفصّل، مفهوم، أصحاب العلاقة كلهم يعرفون».
• تدعيم حكومة تمام سلام وتحصينها حاجة وطنية للجميع وبالتالي سيتعامل «حزب الله» بإيجابية مع موضوع آلية التصويت في مجلس الوزراء.
• مواصلة الحوار مع «المستقبل» للوصول الى خاتمة جيدة ومعقولة وتحت سقف التوقعات وفي الوقت نفسه، تشجيع القوى الأخرى على الانخراط في الحوار، في إشارة غير مباشرة الى تأييد «حزب الله» المسعى القائم حالياً بين الرابية ومعراب من أجل جمع العماد عون وقائد «القوات» سمير جعجع.
• الدعوة الى اعتماد قاعدة التعامل بالمثل في موضوع النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، وفي هذا الإطار، وجه سؤالاً ضمنياً الى سعد الحريري: أيهما أخطر على لبنان التدخل سياسياً وعسكرياً لإسقاط نظام بلد عربي مثل سوريا المتداخلة مع لبنان حدوداً واقتصاداً وأمناً واجتماعاً ومياهاً أم المطالبة بالإصلاح ونبذ العنف في البحرين؟
• الدعوة الى التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في مواجهة الخطر التكفيري وبين الحكومتين اللبنانية والسورية في موضوعي النازحين والأمن لأن الخطر الذي يواجه البلدين أكبر من كل الحسابات الضيقة (وهنا كانت لافتة للانتباه دعوة السيد نصرالله مَن يطالبون المقاومة بالانسحاب من سوريا أن «نذهب سوياً الى سوريا والعراق (حيث للحزب حضور متواضع هناك) وإلى أي مكان نواجه فيه الخطر الذي يتهدد بلدنا ومنطقتنا وشعوبنا».
غارات «مركّزة» على معاقل التكفيريين في ليبيا
مصر تثأر سريعاً لدماء ضحايا «داعش»
ردّت مصر سريعاً على الجريمة الوحشية التي نفّذها الفرع الليبي في تنظيم «داعش» الإرهابي بحق مواطنيها، حيث وجّه سلاح الجو المصري ضربات، وصفت بـ «المركّزة»، استهدفت معسكرات التكفيريين في مدينة درنة، في وقت شرعت الديبلوماسية المصرية في حشد الدعم الدولي لمعركتها الجديدة ضد الإرهاب.
وبدا ان القيادة المصرية، وانطلاقاً ممّا ورد في الخطاب المتلفز للرئيس عبد الفتاح السيسي غداة نشر شريط الفيديو لجريمة ذبح المصريين الـ21 في ليبيا، قد اختارت الرد في «الزمان والاسلوب المناسبين».
اما «الزمان المناسب» كان فجر يوم امس، اي بعد ساعات على الجريمة الوحشية التي ارتكبها التكفيريون في ليبيا، وقد ساهمت سرعة الرد في الحفاظ على هيبة الدولة المصرية التي يتعرض امنها القومي لخطر محدق من الشرق (سيناء) والغرب (ليبيا).
وأمّا «الاسلوب المناسب»، فتمثّل في شنّ ضربات جويّة محددة على اوكار الارهابيين في الشرق الليبي، آخذاً في الحسبان التعقيدات الامنية والعسكرية، وأبرزها تجنب الانجرار الى «حرب استنزاف» برية ضد الجماعات التكفيرية في هذا البلد الغارق في الفوضى، وتأمين الحدود الصحراوية الممتدة على ما يقرب من الف كيلومتر، وضمان سلامة المصريين العاملين في ليبيا من اي عمل انتقامي.
ويبدو ان الرد المصري كان معدّاً ضمن سيناريوهات مختلفة جرى وضعها منذ بدء ازمة خطف الضحايا المصريين في كانون الثاني الماضي، وقد تمت بالتنسيق مع الجيش الليبي، وفي إطار جهد ديبلوماسي وفّر الغطاء القانوني لشن الضربات الجوية انطلاقاً من «حق الدفاع عن النفس» الذي كرّسته المواثيق الدولية.
وفيما امضى المصريون ليلة عصيبة، بعد صدمة نشر شريط الذبح، وبينما كانت قرى الصعيد تستعد لتنظيم جنازات رمزية لضحايا الوحشية «الداعشية»، شنّ الطيران الحربي المصري دفعة اولى من الغارات الجوية على معاقل التكفيريين في شرق ليبيا.
وأصدرت القيادة العليا للقوات المسلحة المصرية بياناً جاء فيه: «تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني، وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الإثنين الموافق 16/2/2015 بتوجيه ضربة جوية مركّزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي الليبية».
وأضاف البيان أن «الضربة حققت أهدافها بدقة، وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله... ونؤكد أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعاً يحمي ويصون أمن البلاد وسيف يبتر الإرهاب والتطرف».
وقال قائد سلاح الجو الليبي العميد صقر الجروشي، في اتصال مع التلفزيون المصري، إن الضربات الجوية التي نفّذتها مصر وليبيا على معاقل تنظيم «داعش» أسفرت عن مقتل ما بين 40 أو 50 متشدداً، لافتاً الى ان «ليبيا نسّقت واشتركت مع مصر في شن الضربات الجوية في مدينة درنة الشرقية».
وفي وقت لاحق، نقل موقع «اصوات مصرية» عن مصدر عسكري قوله إن القوات الجوية المصرية وجّهت دفعة ثانية من الضربات الجوية، بعد الظهر، ضد معاقل تنظيم «داعش» في عدة مناطق في مدينة درنة، وذلك بالتنسيق مع الجيش الليبي.
وأضاف المصدر أن «الضربات المصرية مستمرة الى حين تحقيق الأهداف بضرب بؤر رئيسية لتجمعات داعش قامت الأجهزة المخابراتية المصرية والليبية برصدها»، موضحاً أنه «لا ينتظر القيام بأعمال برية حاليا داخل الأراضي الليبية»، وأن «نسور القوات الجوية المصرية سينفذون ضربات وقائية بالقرب من الحدود المصرية».
وأشار المصدر إلى أن «منطقة الحدود الغربية مع الجانب الليبي ستشهد إجراءات أمنية مكثّفة من جانب قوات حرس الحدود والمنطقة الغربية العسكرية».
من جهتها، طلبت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية المدنيين في مدن الغريان وصبراتة والزاوية وزوارة والعجيلات والجميل وسرت ومصراتة، الابتعاد عن المقرات والمخازن والنقاط والبوابات التي يسيطر عليها المسلحون، مؤكدة ان «المحكمة الشرعية» لتنظيم «داعش» في درنة، بمن فيها، صارت «ركاماً من مخلفات تاريخ أسود قذر دموياً».
وقال الوكيل الأسبق للجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب المصري اللواء محمد عبد الفتاح عمر لـ «السفير»: «لا أتصور أن الغارة الجوية مجرد عملية خاطفة، فمجلس الدفاع الوطني والسيسي يعرفون جيداً ما يقومون به. ومن المؤكد أن تلك الغارة تأتي ضمن خطة لمطاردة داعش داخل الأراضي الليبية، ولا أستبعد أن تشارك فيها قوات برية لاحقاً».
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق للشؤون الافريقية السفير معصوم مرزوق لـ «السفير» إن «ردّ الفعل المصري على الحادث الأخير، والمتمثل في شن هجمات جوية على مواقع داعش، جاء متوازناً، وقد تمّ بالتنسيق مع الحكومة الليبية، ووفقاً لمبادئ القانون الدولي»، متوقعاً أن تستمر تلك الهجمات في حال استمر «داعش» في استهداف المصريين.
ووصل الى مطار القاهرة، مساء امس، وفد ليبي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء عبد السلام محمد علي البدري للتنسيق بين البلدين لمواجهة تنظيم «داعش».
في المقابل، أدان المؤتمر الوطني الليبي العام، القريب من الإسلاميين، ما وصفه بـ «العدوان المصري» على الأراضي الليبية، معتبراً انه يشكل «اعتداء على السيادة الليبية».
ودعت ميليشيا «فجر ليبيا»، الذراع العسكري للإسلاميين في طرابلس، المصريين الى مغادرة الاراضي الليبية خلال 48 ساعة، «حفاظاً على سلامتهم» على حد قولها.
وأثارت هذه الدعوة مخاوف بشأن مصير العمال المصريين في ليبيا.
وفي هذا الإطار، قال السفير معصوم مرزوق لـ «السفير» إنه «في إطار الحلول السريعة للأزمة الحالية، يجب على الدولة المصرية الإسراع في تحديد ممرات آمنة لإجلاء المصريين المقيمين في ليبيا، وبخاصة المتواجدين منهم في الأماكن الخطرة، في أسرع وقت ممكن»، لافتاً الى ان ذلك يجب ان يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودول الجوار الليبي.
وعلى المستوى الدولي، ادان مجلس الامن ذبح المصريين، معتبراً ان ما حدث «برهن على بشاعة أفعال تنظيم داعش». وشدد مجلس الامن، في بيان، على ضرورة محاكمة مرتكبي «تلك الأفعال البغيضة أمام العدالة ومكافحة تلك الجرائم الإرهابية التي تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة»، مطالباً كافة الدول بالتعاون مع مصر والحكومة الليبية الشرعية.
وقوبلت جريمة ذبح المصريين في ليبيا بإدانات عربية ودولية، ابرزها من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الايطالي ماتيو رينزي، وامير قطر تميم بن حمد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، فيما اعتبر البيت الابيض ان «وحشية تنظيم الدولة الاسلامية لا حدود لها» مؤكداً أن عمليات القتل الاخيرة ليس من شأنها سوى «تقوية عزيمة المجتمع الدولي في وحدته ضد تنظيم الدولة الاسلامية».
وكانت وزارة الخارجية المصرية شرعت، بتكليف من السيسي، في اجراء اتصالات لعرض الموقف من التطورات، وتحضيراً لزيارة الوزير سامح شكري الى نيويورك، حيث سيشارك في القمة الدولية حول الارهاب.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إنها ستلتقي وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والمصري سامح شكري هذا الأسبوع، لمناقشة القيام بعمل مشترك بشأن ليبيا، إلا أنها لا ترى إمكانية مشاركة الاتحاد في أي تدخل عسكري في الوقت الحالي.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا أكدت فيه «حق مصر الأصيل والثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج ضد أي تهديد وفقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل للدول فرادى وجماعات حق الدفاع الشرعي عن النفس».
وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عمرو هاشم ربيع لـ «السفير» إنه «من الوارد إقامة تحالف دولي أو إقليمي للتعامل مع الوضع في ليبيا، ومواجهة الإرهاب هناك. ولعلّ حديث إيطاليا عن تحالف تحت قيادتها مهم في هذا السياق، ومصر لن تتركه يمر. أما أطراف هذا التحالف، بالإضافة الى مصر وإيطاليا، فيمكن أن تشمل الجزائر ودولاً أفريقية مثل تشاد والنيجر ونيجيريا، التي تخوض معركة أيضا ضد جماعة بوكو حرام».
يأتي ذلك، في وقت وقع وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان، في مقر رئاسة الجمهورية في القاهرة، على صفقة لتزويد الجيش المصري بـ 14 مقاتلة من طراز «رافال»، من إنتاج شركة «داسو»، وفرقاطة حربية من طراز «فريم»، وصورايخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وقال صبحي إن الصفقة تشكل بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، كما أنها تمثل نقلة مهمة للبلدين، مشيراً الى استقرار مصر يمثل دعامة أساسية لكل المنطقة، وبخاصة للدول المطلة على البحر المتوسط، وتحديداً فرنسا التي تعرضت لعمليات إرهابية في الشهر الماضي.
بدوره، قال الوزير الفرنسي إنه «لمواجهة هذه التهديدات فإن فرنسا تحتاج إلى حلفاء»، لافتاً الى ان مصر وفرنسا «تخوضان معركة مشتركة ضد الإرهاب الذي يهدد بإنهيار ليبيا، ويزرع الرعب في كل المنطقة من المشرق إلى إفريقيا، وضرب قلب مصر وفرنسا»."
النهار
نصرالله متمسّكاً بالحوار مع "المستقبل": لنذهب معاً إلى سوريا
"التيار" عشية الجولة السادسة لأولوية انتخاب رئيس للجمهورية
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "إذا كان تأكيد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المضي في الحوار مع "تيار المستقبل" لم يفاجئ أحداً بل بدا الوجه المرن الايجابي الذي قابل به مرونة الرئيس سعد الحريري، فإن جوانب أخرى من خطابه أمس اكتسبت دلالات مماثلة في أهميتها لخطاب الحريري من موقع الخلافات الجذرية بين الفريقين. في الشكل أولاً، اتخذت المناسبتان المتعاقبتان بعداً نادراً لجهة القاء كل من الزعيمين خطابه وسط حضور الرئيس الحريري في بيروت منذ السبت الماضي وكذلك وسط التحفز لعقد الجولة السادسة من الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" غداً في عين التينة، بما يثبّت القرار السياسي للفريقين بالمضي في "حوار الضرورة" هذا.
أما في المضمون، فإن السيد نصرالله سارع في مستهل خطابه الى اطلاق رسالتين ايجابيتين الى "المستقبل" وزعيمه من خلال توجيهه "مشاعر المواساة والعزاء" في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن ثم تأكيد تأييده الدعوة الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، ولو انه غمز من قناة عدم الاتفاق على استراتيجية مماثلة لمواجهة اسرائيل. وإذ مر بالاستحقاق الرئاسي من باب دعوته الى "معاودة الجهد الداخلي وعدم انتظار المتغيرات في المنطقة والخارج"، أعلن "اننا سنواصل الحوار مع تيار "المستقبل" الذي انتج بعض الامور الايجابية، ونأمل في ان نتوصل الى نهاية ايجابية". وفي ما بدا رداً مركزاً على موقف الرئيس الحريري من تورّط الحزب في سوريا والعراق، ساق السيد نصرالله المبررات لتدخل الحزب في سوريا، قائلاً إن "لبنان متأثر اليوم بما يجري في المنطقة اكثر من أي وقت مضى... وهناك مصير شعبنا وبلدنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا"، ووصف الكلام على تحييد لبنان والنأي بالنفس بأنه "غير واقعي ولا يمكن تحييد لبنان عما يجري". واذ استفاض في شرح الخطر الارهابي التكفيري لداعش قال: "اننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الاسلام بكامله في مواجهة أبشع تشويه للاسلام في تاريخ البشرية"، محذراً من التمييز بين "داعش" و"النصرة". وخاطب "الذين يدعوننا الى الانسحاب من سوريا"، فدعاهم "الى الذهاب معاً الى سوريا بل تعالوا نذهب الى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد لاننا بهذه الطريقة ندافع عن لبنان وعن غير لبنان". كما جدد مطالبته بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري "قبل ذوبان الثلج".
"المستقبل"
وقال قيادي بارز في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان الحوار رسم سقفاً لكلمة الرئيس الحريري في" البيال" السبت الماضي، كما رسم سقفاً لكلمة السيد نصرالله أمس. فلو جاءت كلمة الرئيس الحريري من غير أن يكون هناك حوار قائم بين التيار والحزب لكان السقف أعلى ولجاءت كلمة السيد نصرالله أمس أعلى أيضاً. ولفت الى أن ما يهم الحريري هو تثبيت أوضاع التيار في مناطقه بعيداً من تأثير الارهاب وتفعيل قوى 14 آذار وحماية الاستقرار الداخلي. وذكر بأن العام المنصرم شهد إنجازات أمنية مهمة، منوهاً بحكومة الرئيس تمام سلام وبالتعاون مع "التيار الوطني الحر" وقال إن الثغرة التي يجب الانصراف الى معالجتها هي الشغور الرئاسي. ورأى انه سيحين الوقت الذي سينتخب فيه رئيس للجمهورية مما يجعل الواقع اللبناني أكثر أمنا من الغرق الذي يلامس حالياً الحد الاخير لهذا الواقع، وكلما أنجز استحقاق جديد مثل إجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة جديدة، تراجع منسوب خطر الغرق. وأبدى ثقة بواقع التيار حالياً الى درجة الاطمئنان الى انه اذا ما أجريت انتخابات نيابية الآن فهو سيحرز نتائج جيدة. وأشار الى أن أي تغيير سيطرأ على مواقف "حزب الله" داخلياً سيكون مرتبطاً بما سينتهي اليه الحوار الدائر بين طهران وواشنطن.
اجتماع مشترك
ورأس الرئيس الحريري مساء امس في بيت الوسط، اجتماعاً مشتركاً، للمكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل" واستهله بمداخلة سياسية شاملة شرح فيها "أهمية التمسك بالحوار ملاذاً للبنان واللبنانيين، وضرورة تطرف "تيار المستقبل" في الدفاع عن الاعتدال، سواء في وجه إرهاب "داعش"، أو إرهاب المعتدين على الحرية وحق الشعوب فيها في لبنان وخارجه".
وأبدى المجتمعون "تأييدهم المطلق لرهان الرئيس الحريري على عودة جميع القوى السياسية اللبنانية إلى حضن الدولة، باعتبارها الوحيدة القادرة على جمع كل اللبنانيين".
وخلص المجتمعون إلى "ضرورة عدم مهادنة التطرف، تحت أي ظرف من الظروف، مؤكدين التضامن مع البلدان العربية الشقيقة التي تواجه هذا الخطر".
وشدد الرئيس الحريري على "مسؤولية الدولة في مواجهة الإرهاب، ومكافحة كل أشكال التطرف، مؤكداً الدعوة التي أطلقها لقيام استراتيجية وطنية تحمي لبنان من هذا الخطر ومن كل أشكال التورط في الحرائق المحيطة، لأنه لا يجوز بعد اليوم أن يبقى لبنان رهينة سياسات التفرد واتخاذ القرارات التي تخالف الإجماع الوطني".
وتوقف المجتمعون عند الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وأكدوا "أن مشروع الرئيس الشهيد للنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا يزال حياً ولم يفقد بريقه وأهميته كباب خلاص للبنان من أزماته".
كما شدد المجتمعون على "أن الأولوية حالياً هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لكونه حجر الأساس في بنية الدولة التي تحتاج إلى ثبات مداميكها، وأن الحوار الراهن مع "حزب الله" يتخذ الانتخاب بنداً رئيسياً، إلى جانب تجنب الاحتقان المذهبي، من غير أن يعني ذلك إسقاط الرفض المبدئي والدائم لمحاولات إجهاض المحكمة الدولية، أو القبول بقوة مسلحة من خارج إطار الدولة، أو تقاتل باسم اللبنانيين خارج الوطن".
مجلس الوزراء
الى ذلك، أبلغت مصادر وزارية "النهار" ان هناك مأزقاً حكومياً جديّاً حتى لو كانت ثمة أكثرية وزارية تؤيد اعتماد آلية عمل جديدة بإعتبار ان هناك حاجة الى اجماع في هذا المجال. ومثلما إحتاج اعتماد الآلية الحالية الى إجماع لتطبيقها، فإن أية آلية أخرى في حاجة الى إجماع أيضا وهو أمر متعذر حالياً. ولفتت الى ان الاتصالات التي جرت حتى الآن لا تشير الى وجود توافق على اقتراح تعديل الآلية المعتمدة.
وفي هذا الاطار، قال وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" انه إقترح على الرئيس سلام ان تبقى جلسات مجلس الوزراء مستمرة في موازاة بحث في تعديل الآلية لئلا يتوقف عمل الحكومة على مستويات تسيير شؤون الدولة ومواكبة تطبيق الخطط الامنية ومكافحة الارهاب وإجراء الاتصالات مع المجتمع الدولي. وتساءل: "إذا كنا سنعطّل مجلس الوزراء بسبب آلية عمله، فلماذا لا نعطّله بسبب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟".
ليبيا جبهة مصر الثانية على الإرهاب
غارات على "داعش" ودعوات لتدخّل دولي
في رد سريع على الجريمة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بقتله ذبحاً 21 قبطياً مصرياً في ليبيا الاحد كان اختطفهم في وقت سابق، أغارت مقاتلات مصرية من طراز "ف - 16" بفارق ساعات على اهداف للتنظيم المتطرف في مدينة درنة الليبية. وأرفقت الحكومة المصرية تدخلها العسكري المباشر الاول في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل اربع سنوات، بحملة ديبلوماسية تحض على تدخل دول?