الحكم في ذكراه ينثر عبق الثورة الفلسطينية
خليل موسى – دمشق
الحكيم في ذكراه ينثر عبق الثورة الفلسطينية
الحكيم في ذكراه مثل ما كان في حياته، بل واكثر.. ها هو يشعل بعبق الثورة كل الاماكن التي يتذكرونه فيها، ويطمئنونه بان المقاومة ما زالت وستبقى كما في بداياتها بل وأقوى.. يا حكيم.. لا تشغل البال فهذه هي المقاومة تلحق الهزائم بالكيان الصهيوني وما زات سورية تدافع عن فلسطين رغم جراحاتها وما زال في فلسطين من يتشبث بقوة وصمود سورية كما كنت ترى في سورية.
في دمشق عاصمة التاريخ، اجتمع المئات ممن يكنون للحكيم جورج حبش – حكيم الثورة الفلسطينية – يحيون ذكراه، يرفعون أعلام المقاومة عاليا، أعلام فلسطين وسورية تشابكت في الصالة، والهتافات كانت تمزج ما بين حب سورية وعهد الثورة الفلسطينية وولاء للحكيم والمقاومين، اما حضور المقاومة الاسلامية في لبنان فتمثل بتصدر صورة السيد حسن نصر الله كرمز للمقاومة إلى جانب علم حزب الله خلال فيلم وثائقي، نفذه فنيون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعرض على مسرح الحمراء في دمشق.
نعم رحل الأمين العام المؤسس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنه لم يغب، وهذا ما أكده أبناء هذه المنظمة الحزبية الفلسطينية، ومن دمشق ومن كل مكان يحلون به.
أما تاريخ العمل المقاوم فقد رواه في احتفال إحياء الذكرى السابعة لرحيل الحكيم، نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد خلال كلمته التي تضمنت أيضا المطالبة بإعادة تحييد المخيمات وبإعادة البوصلة عند من فقدها وتوجه غلى مكان غير حدود فلسطين.
أما الممثل عن الحكومة السورية فقد حضر الوزير علي حيدر وزير المصالحة الوطنية، وقد رحب بالعمل المقاوم الذي تبديه الجبهة الشعبية وبالتكاتف الواضح مع اطراف المقاومة. كما تغنى حيدر بتاريخ المقاوم الأممي جورج حبش،
مؤكدا في سياق كلامه على أن التعامل مع مخيم اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية في سورية، يتم على أساس أنها جزء لا يتجزأ من سورية التي قدمت للفلسطينيين كما تقدم للسوريين، وعاملتهم كما لم تعاملهم كثير من دول الجوار، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب أجمعين.
الحفل تضمن إضافة لكلمات الوزير ونائب الامين العام للجبهة الشعبية، وللفلم الوثائقي عن مسيرة الجبهة الشعبية، تضمن عرضا مسرحيا روى بطريقة السخرية والكوميديا، الواقع المرير الذي وصل إليه العرب في الآونة الأخيرة، حيث قدم العرض فرقة صقور الشهيد ابو علي مصطفى.
من كل ما تقدم وما كل ما بدا في الحفل اليوم من حشد شكل المئات ضمن القاعة التي غصت بالحضور من كافة الفئات المجتمعية، ما زالت الجبهة الشعبية تؤكد على المضي في درب المقاومة والنضال حتى تحرير كل فلسطين والعودة إلى الوطن.
• لمحة عن حياة الحكيم جورج حبش..
• فلسطيني.
• ولد في مدينة اللد في 1926/08/02 لعائلة أرثوذكسية تعمل في التجارة.
• عمل على تأسيس حركة القوميين العرب عام 1952.
• أنهى دراسته للمرحلتين الابتدائية والثانوية في يافا والقدس، ثم التحق سنة 1944 بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج فيها طبيب أطفال سنة 1951، وفي أثناء دراسته كان من الناشطين البارزين في المجال السياسي.
• عاد إلى الأردن بعد التخرج وافتتح عيادة له في أحد المخيمات وكان مع رفيقه وديع حداد يعالجان المرضى مجانا".
• شارك في تأسيس "كتائب الفداء العربي" التي كانت تدعو إلى الوحدة العربية وتحرير فلسطين. وقامت هذه المجموعة بمحاولة لاغتيال أديب الشيشكلي، وفي أثر ذلك جرى حلها.
• من مؤسسي "جمعية العروة الوثقى" في الجامعة الأميركية في بيروت التي كان الدكتور قسطنطين زريق محركها الأساسي وقد اعتبرت اللجنة التنفيذية لهذه الجمعية نواة "منظمة الشبيبة العربية" التي نشأت سنة 1951 وأصدرت نشرة "الثأر" . وعقدت هذه المنظمة أول مؤتمر لها سنة 1956 برئاسة جورج حبش وانبثق عنه "حركة القوميين العرب" ، وكان أبرز أعضاء الحركة وديع حداد وهاني الهندي وأحمد اليماني وأحمد الخطيب.
• أصدر في الأردن جريدة "الرأي"، لكن غلوب باشا قائد الجيش الأردني يومذاك أقفلها.
• ترشح للانتخابات النيابية في الأردن في أب 1956 لكنه فشل.
• اتهمت حركة القوميين العرب في الأردن سنة 1957 بالقيام بعدد من التفجيرات، فاضطر إلى التخفي والعيش في السر، وفي سنة 1958 تسلل إلى دمشق، وحكمت عليه المحاكم الأردنية ، غيابياً، بالسجن 33 عاماً.
• بقي في دمشق طوال فترة الوحدة ، وكانت حركة القوميين العرب في هذه الأثناء قد أيدت بقوة الرئيس جمال عبد الناصر، وتمتع أعضاؤها بالكثير من حرية الحركة وامتيازات السلطة حيث تولى أحد مؤسسيها (هاني الهندي) إحدى الوزارات.
• زوجته: هيلدا حبش وهي قريبته تعرف إليها في القدس سنة 1960.
• تـزوج في دمشق في أوائل سنة 1961، وحضر زفافه كل من وديع حداد، والحكم دروزة، واحمد الطوالبة، وتيسير قبعة، وهاني الهندي، ومحسن إبراهيم، وخالد أبو عيشة أول شهيد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
• ولدت ابنته البكر "ميساء" في دمشق سنة 1961 وكان في السجن، وولدت ابنته الثانية "لمى" في القدس سنة 1966.
• بعد الانفصال بقي في دمشق، وفي سنة 1964 تحولت قيادة اقليم فلسطين في حركة القوميين العرب التي كان يقودها مع وديع حداد وأحمد اليماني إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" من دون الإعلان رسمياً عن قيام هذه الجبهة الذي تأخر إلى سنة 1967 وتألفت هذه الجبهة من 3 مجموعات هي: أبطال العودة، شباب الثأر، جبهة التحرير الفلسطينية (التي كان أسسها أحمد جبريل سنة 1964).
• فر إلى بيروت سنة 1964 هرباً من الملاحقات في سوريا.
• تمكن من العودة إلى سوريا بعد حركة 23 شباط 1966 التي حملت قيادة جديدة إلى السلطة في سوريا وأطاحت بقيادة أمين الحافظ وميشال عفلق.
• اعتقل في دمشق سنة 1968 لمدة سبعة أشهر، غير أن وديع حداد نظم عملية خاطفة لإطلاق سراحه، فهاجم القافلة التي كانت تنقله من السجن إلى المحكمة متخفياً مع رجاله بثياب الشرطة العسكرية، وتمكن من إنقاذ رفيقه وتهريبه إلى لبنان، وسافر بعدها إلى القاهرة حيث التقى الرئيس جمال عبد الناصر.
• تعرضت قيادته في الجبهة الشعبية للصراع وواجه أربعة انشقاقات على النحو التالي :
• تخلى عن الخط القومي التقليدي الذي عرف به، وأعلن انتماءه وانتماء الجبهة إلى الفكر الماركسي - اللينيني وذلك بعد هزيمة حزيران 1967. وقـام في أثـر هذه المراجعة بجولة في الصين والاتحاد السوفياتـي وكوريا الشماليـة صرح في أثـرها أن النضـال الفلسطيني يجب أن يرتكز إلى "هانوي" عربية تكون عمقه الاستراتيجي . ثم صاغ مع رفيقه وديع حداد شعاراً يقول بمطاردة العدو في كل مكان. وترجم وديع حداد هذا الشعار في عمليات خارجية متلاحقة ضد الطائرات الإسرائيلية، وبرزت فيها أسماء جديدة أشهرها ليلى خالد وأمينة دحبور كمناضلات بارزات في المجال الخارجي.
• استمرت علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر وثيقة جدا" لكنها بدأت بالفتور في تموز 1970 عندما وافق الرئيس عبد الناصر على مشروع روجرز.
• أسهمت العملية التي قام بها جهاز العمليات الخارجية بقيادة وديع حداد والتي خطفت في سياقها 4 طائرات إلى الأردن عام 1970 في تقديم الحجة للملك حسين لكي يبدأ قتاله ضد الفدائيين، وأسفرت هذه المواجهات التي عرفت بـ "أيلول الأسود" إلى إخراج قوات الفدائيين من عمان.
• جاء إلى لبنان سنة 1971 بعد انتقال قوات الثورة الفلسطينية إلى الجنوب ومخيمات بيروت.
• أعلن في 1972/03/14 التوقف عن استراتيجية خطف الطائرات لأنها تتعارض مع تحالفات الجبهة الدولية.
• رفض سنة 1974 الفكرة التي راحت تروج عن إمكان قيام دولة فلسطينية مستقلة على جزء من الأرض الفلسطينية.
• - أسهم إسهاماً كبيراً في قيام "جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول السلمية" التي تحالفت مع العراق وكانت تضم: "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، "جبهة التحرير العربية"، "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني"، "جبهة التحرير الفلسطينية".
• أعلن انسحاب منظمته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أيلول 1974 احت
• كان له إسهام بارز في تأسيس "حزب العمل الاشتراكي العربي" في لبنان.
• حاولت إسرائيل اعتقاله وقتله أكثر من مرة كان أبرز هذه المحاولات عندما قامت باختطاف إحدى الطائرات فور إقلاعها من مطار بيروت متجهة إلى بغداد لاعتقادها أنه كان بين الركاب، وجرت هذه الحادثة في 1973/08/10.
• أجريت له عملية في الدماغ سنة 1980 في الجامعة الأميركية في بيروت.
• غادر بيروت في أب 1982 مع القوات الفلسطينية وأقام منذ ذلك الحين في دمشق وانضم إلى معارضي ياسر عرفات.
• كان له شأن في تأسيس جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني المؤلفة من المنظمات المعارضة لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتي اتخذت دمشق مقراً لها.
• قام في حزيران 1985 بجولة على الكويت وعدد من دول الخليج في جولة هي الأولى من نوعها في تاريخه السياسي، وهو الذي كان يصف دول الخليج بالرجعية، وكان أعداء الجبهة حسب الشعار: الامبريالية والصهيونية والرجعية.
• عارض اتفاق عمان بين منظة التحرير الفلسطينية والأردن والذي وقع في شباط 1986 ودعا إلى إلغائه.
• كان له دورا بارزا في ادارة الانتفاضة الاولى عام 1987.
• عاد الى عمان عام 1990 بعد غياب عشرين عاما للمشاركة في المؤتمر الشعبي لمساندة العراق اثناء حرب الخليج.
• أصيب بجلطة دماغية في تونس في 1992/01/17 نقل في أثرها إلى إحدى مستشفيات باريس. وأثار نقله أزمة سياسية داخلية في فرنسا، استقال في أعقابها ثلاثة مسؤولين هم: الأمين العام لوزارة الخارجية فرانسوا شير، ومدير مكتب وزير الخارجية برنار كيسيدجيان، ومدير مكتب وزير الداخلية كريستيان فيغورو. وحاولت بعض الجهات الفرنسية إصدار مذكرة إلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب.
• لقبه أنصاره ومناضلو الثورة الفلسطينية بـ "الحكيم".
• جاء إلى بيروت في 1999/07/26 للمشاركة في حفل تسليم جائزة جمال عبد الناصر التي ينظمها مركز دراسات الوحدة العربية إلى محمد حسنين هيكل، وهي الزيارة الأولى له منذ 1982.
• رفض دعوة ياسر عرفات إلى الاجتماع معا" في القاهرة في 1999/08/01 وقال ان شرطه لإجراء محادثات معه هو التراجع عن تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني. لكن الجبهة الشعبية كانت اتخذت قرارا" بإجراء محادثات مع عرفات وسافر نائبه أبو علي مصطفى إلى القاهرة لهذه الغاية في 1999/07/31.
• استقال من الأمانة العامة للجبهة الشعبية في 2000/05/01 أثناء عقد المؤتمر العام السادس للجبهة.
• زار لبنان وقابل الرئيس لحود في 2000/07/03، ثم قابل الرئيس الحص في 2000/07/04.
• استنكر الاعتداء الاسرائيلي الذي تعرض له الارشمنديث عطا الله حنا في الاراضي المقدسة عام 2000.
• قدم رسالة تهنئة بالانتصار في حرب تموز لحزب الله باسم امينه العام السيد حسن نصر الله عام 2006.
• توفي في 26 كانون الثاني 2008.
(صور خاصة):