22-11-2024 11:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

على «برس تي في»: جندي «مارينز» يدافع عن إيران النووية

على «برس تي في»: جندي «مارينز» يدافع عن إيران النووية

«خطوة أميركا المفضوحة، تجاه إسرائيل، هي إهانة للشعب الأميركي الطيّب»، مؤكِّداً «مصادرة اللوبي الصهيوني لقرار الأمّة الأميركيّة، واختزالها بإدارة خاضعة للرغبة الصهيونيّة.."

في خضمّ الأجواء الترقّبية لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزمع إلقاؤه في الكونغرس الأميركي، خصصت قناة «برس تي في» الإيرانية حلقة من برنامجها الحواريّ «ذا ديبايت»، للإضاءة على التحيّز الأميركي التاريخي للكيان الإسرائيلي، في وجه إيران نووية سلمية.

هادي نعمة/ جريدة السفير

على «برس تي في»: جندي «مارينز» يدافع عن إيران النوويةساد الحلقة جوّ غاية في الاحتقان، تخلّلته مبارزات كلامية حادة بين مقدّمة الحلقة، مرضية هاشمي، وأحد ضيفيها الأميركيّين... وكان اللافت تبنّي الضيف الآخر وجهة انقلابية على منظومة البروباغاندا الأميركية، مجادلاً بحقائق اختبرها وأخرى اطّلع عليها، دافع بها عن إيران النووية المسالمة، والداعمة لحركات المقاومة ضدّ «إسرائيل».

«دعيني أكمل...».

استُهلّت الحلقة بتقرير عن نشر وثيقة أمنية خاصة بوزارة الدفاع الأميركية تعود للعام 1987، تفضح إعطاء الولايات المتحدة معلومات تقنية لإسرائيل حول صناعة القنبلة الهيدروجينية، أحد أنواع السلاح النووي. وأكّد التقرير أن الوثيقة تشي بمخالفة الإدارة الأميركية للقانون الدولي والقانون الفيدرالي الأميركي. كما عـرض بعضًا من سجلّ «إسرائيل» الدموي بحقّ شعوب المنطقة. ثم بدأ السجال المستعر...

توجّهت هاشمي إلى رئيس «مركز أبحاث الشرق الأوسط» ريتشارد هيلمن (في واشنطن) الداعم لـ «إسرائيل»، سائلة إيّاه: «لماذا تشارك الولايات المتحدة معلومات حساسة كهذه مع كيان حليف (تعني إسرائيل) لا يكنّ لها الولاء؟»، غامزة من اعتبار الإدارة الأميركية نفسها مناهضة لاستعمال السلاح النووي، حمايةً للأبرياء، وطلبها من «الدول النووية» احترام ذلك. فاستفاض هيلمن في الدفاع عن «ديمقراطية إسرائيل»، وسعيها «للسلام مع جيرانها العرب، لكن حزب الله وسوريا أبطلا سلامًا سالفًا، عبر الإطاحة بحكومة لبنانية كانت تسالمت في الماضي مع إسرائيل...»!

قاطعته هاشمي ببرودة أعصاب، لتعيده إلى صلب موضوع الحوار... فانفعل هيلمَن قائلًا: «دعيني أكمل...»؛ لتمضي 45 ثانية من الردّ والردّ المضادّ بينهما، تخلّلها قوله: «لو تصمتي وتدعيني أتكلّم.. أنت منسّقة للحوار، لا طرف فيه»؛ وردّها عليه بحـزم: «أجب عن سؤالي المحدّد، ومن دون مواربة!». فتابع بأن «إسرائيل لم تهدّد قطّ بارتكاب المجازر الجماعية، كما تفعل إيران»(!).

«إهانة للشعب الأميركي الطيّب»

كين أوكِيف، الناشط من أجل السلام والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركيةتحوّلت هاشمي إلى لندن، حيث ضيفها كين أوكِيف، الناشط من أجل السلام والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية (الماريـنز). رأى أوكيف أن «ما تكلّم به هيلمن هو عيّنة من خطاب وزارة الخارجية الأميركية، ومن مكنة البروباغاندا المروّجة للأكذوبة تلو الأخـرى عبر وسائل الإعلام التي تسخّرها هي... وإنه من غير القانوني ولا الأخلاقي حتى، استعمال الإدارة الأميركية للسلاح النووي، كما في هيروشيما وناغازاكي..».

وتابع: «... ثمّ نرى هذه الإدارة تعطي معلومات مدمّرة خدمة لإسرائيل التي أبادت 92 عائلة فلسطينية بقطاع غزة الصيف الماضي، وتضطهد الفلسطينيين بأساليب مخزية...».

واستغرب أوكيف وقاحة «إسرائيل» التي تهدّد بتفجير العالم، إذا شعرت بأن وجودها في خطر». وأضاف: «خطوة أميركا المفضوحة، تجاه إسرائيل، هي إهانة للشعب الأميركي الطيّب»، مؤكِّداً «مصادرة اللوبي الصهيوني لقرار الأمّة الأميركيّة، واختزالها بإدارة خاضعة للرغبة الصهيونيّة، من خلال منظمة «آيباك» وجماعات الضغط الفاحشة الثراء، التي تدير الكونغرس الأميركي». وختم أوكيف مداخلته الأولى قائلًا: «أمّا ذلك البوق في واشنطن (يقصد هيلمن) الذي تستضيفينه، فهو مجرّد أداة تنطق بلسان حال هذه الهيمنة الصهيونية الصلفة». في مداخلته الثانية، استذكر أوكيف استهداف الجيش الإسرائيلي لأسلافه من مشاة البحرية الأميركية، في حزيران 1967، خلال «حرب الأيّام الستة» (النكسة).

وقتها اقتربت السفينة «يو إس إس ليبـرتي»، التابعة للبحرية الأميركية، من السواحل المصرية، ولم تكن جزءاً من الحرب. رغم ذلك، «قضى 34 بحّاراً أميركياً يومها وأصيب 171 آخرون»، وأضاف أوكيف: «أصرّت إسرائيل وقتها على إغراق السفينة الأميركية التي نجا بعض طاقهما لينقل حقيقة ما حصل». كما أشار إلى «ضلوع الموساد الإسرائيلي في اعتداء 11 أيلول/ سبتمبر 2001». فتدخّلت هاشمي سائلة هيلمن: «ألا يجب اعتبار الكيان الإسرائيلي إذًا عدوًّا للولايات المتحدة؟». فبدا اضطراب هيلمن الذي أخذ ينظر في ساعته استنجاداً لانتهاء وقت الحوار.