استفادت إسرائيل من كل الاحداث الامنية التي حصلت في فرنسا خلال الشهر الماضي وعلى الصعد كافة السياسية والامنية والدبلوماسية.
نضال حمادة
استفادت إسرائيل من كل الاحداث الامنية التي حصلت في فرنسا خلال الشهر الماضي وعلى الصعد كافة السياسية والامنية والدبلوماسية، فمن ظهور رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الى جانب زعماء عرب وعالميين في المسيرة المضادة للإرهاب التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس بعد الاعتداء على مقر مجلة ( شارلي ايبدو) الى الدعوات الاسرائيلية ليهود فرنسا بالهجرة الى فلسطين المحتلة وهذه طريقة ابتزازية دأبت عليها حكومات اليمين الاسرائيلي اتجاه فرنسا منذ عشرين عاما ، الى الاستغلال الاخطر والاكثر فعالية وهو عودة التواجد الامني الاسرائيلي بفعالية اكبر وبنفوذ وحضور اقوى الى فرنسا .
في هذا المجال تشير مصادر عليمة في العاصمة الفرنسية باريس ان وحدة (بيت زور) التابعة للموساد الاسرائيلي تعود بقوة هذا الايام الى فرنسا مستغلة هجوم شارلي إيبدو، وتختص هذه الوحدة بتدريب اليهود القاطنين خارج فلسطين المحتلة وتعليمهم فنون القتال وطرق الدفاع عن النفس وكما أنها تركز على تشغيل عملاء منهم في صفوف الموساد الاسرائيلي تحت غطاء تدريبهم لحماية انفسهم وحماية الجالية اليهودية التي ينتمون اليها.
المصادر الفرنسية العليمة تقول ان عشرات العناصر والضباط التابعين لوحدة (بيت زور) وصلوا الى باريس مؤخرا وتوزعوا على المدن الفرنسية التي تسكنها جاليات يهودية، وتضيف ان السلطات الفرنسية وافقت على هذا الامر بسبب احراجها من هجوم (شارلي ايبدو) وتشير ايضا ان هذه العناصر بدات للتو العمل مع ميليشيات يهودية في فرنسا مثل ( جامعة الدفاع اليهودية) ومجموعة (بيتارد) والاخيرة هي ميليشيا عسكرية وامنية مسلحة وعنيفة أصدرت السلطات الفرنسية بحق اتباعها عشرات الاحكام القضائية واصدرت قرارا بإغلاقها ولكن لم ينفذ القيمون عليها قرار الإغلاق ، وقد اعتدت مجموعة "بيتارد" على الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينة اكثر من مرة واحدى هذه الاعتداءات حصلت في قلب قصر العدل في العاصمة الفرنسية باريس.
ويعود عمل الميليشيات الصهيونية في فرنسا الى خمسينات القرن الماضي لكن نفوذها تعزز على ايام مناحيم بيغن الذي اعلن في العام 1982 بعد عملية استهدفت مقهى يهودي في باريس ونُسبت الى ابو نضال ( انه في حال لم تقم السلطات الفرنسية بحماية اليهود المقيمين في فرنسا فانه سوف يعطي الاوامر لليهود الفرنسيين للدفاع عن انفسهم وتنظيم امور امنهم).
ويتواجد الموساد بقوة في فرنسا لكن السلطات الفرنسية قيدت حركته فوق الاراضي الفرنسية منذ عهد الرئيس فرانسوا ميتران فانتقل للعمل الى مدينة امستردام عاصمة هولندا التي يعتبر مطارها قاعدة تواجد وترانزيت لوجيستي الاهم في اوروبا بالنسبة للموساد الاسرائيلي.
وتعمل وحدة (بيت زور) في بلجيكا ايضا وهي تقوم بتدريب ميليشيات صهيونية هناك تسمى ( المكتب التنفيذي لحماية الجالية) الذي يقوم بتهديد الصحافيين والاعتداء على الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية، كما وتعمل وحدة (بيت زور) في روسيا .
أسست وحدة ( بيت زور) في العام 1962 على يد الرئيس السابق لجهاز الموساد الاسرائيلي ( ايسير هاريل) وحدد هدفها بتدريب اليهود في خارج فلسطين المحتلة على اساليب القتال والحرب وكان اول عمل لها خارج فلسطين في الارجنتين حيث اقامة معسكرات تدريب للمجموعات الصهيونية هناك بإدارة واشراف مدربين وعسكريين إسرائيليين ويحتوي برنامج التدريب المعمول به على الاختصاصات التالية ( الفنون القتالية مثل الجيدو الكاراتيه ، استخدام الاسلحة، جمع المعلومات، المراقبة) وعند تخرجهم من الدورة يسند الى المتدربين مهمات عديدة منها حماية المؤسسات اليهودية، مهاجمة المجموعات المعادية لليهود في حال اقتضى الامر، وحماية ابناء الجالية في المنطقة التي يتواجدون فيها.