تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة مواضيع عدة كان أبرزها الهدوء الحذر الذي تشهده الجبهة الشمالية بعد التصعيد الكبير الذي شهدته المنطقة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة مواضيع عدة كان أبرزها الهدوء الحذر الذي تشهده الجبهة الشمالية السورية بعد التصعيد الكبير الذي شهدته المنطقة إثر تقدم وحدات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وسيطرتها على سبع قرى إستراتيجية تمكنت خلالها من تعزيز الطوق في محيط المدينة وعزل مسلحي الريف، الممتد نحو الحدود التركية، عن مسلحي المدينة.
السفير
هدوء حذر في ريف حلب ..وحديث عن «تبادل أسرى»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "بعد التصعيد الكبير الذي شهده ريف حلب الشمالي إثر تقدم وحدات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وسيطرتها على سبع قرى إستراتيجية تمكنت خلالها من تعزيز الطوق في محيط المدينة وعزل مسلحي الريف، الممتد نحو الحدود التركية، عن مسلحي المدينة، عمَّ هدوء حذر الجبهة الشمالية بعد انسحاب الجيش السوري من قرية رتيان، وتحصين مواقعه في قرى مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونة ومسقان وباشكوي، بالإضافة إلى غالبية حردتنين.
وأشار مصدر عسكري لـ «السفير» إلى أن قيادة العملية العسكرية قررت تهدئة الأوضاع مؤقتًا، وإفساح المجال للتفاوض حول عملية تبادل أسرى، بعد انقطاع الاتصال بمجموعة للجيش كانت متمركزة في قرية رتيان، وتبين في وقت لاحق أن أفرادها وقعوا في الأسر، رافضًا الإفصاح عن تفاصيل عملية التبادل أو موعدها أو شكلها.
وكشف مصدر ميداني أن عدد أفراد الجيش الذين وقعوا في الأسر أقل بكثير مما تصوره وسائل الإعلام، وأن عملية التبادل تشهد عراقيل عديدة يتم العمل على حلها في الوقت الحالي، موضحًا أن الجيش تمكن، حين دخل إلى باشكوي ودوير الزيتون، من أسر عدد من المسلحين، في حين يطالب المسلحون بإطلاق سراح معتقلين في وقت سابق من السجون السورية.
وبالعودة إلى الأوضاع العسكرية في الريف الشمالي وخريطة السيطرة، أوضح المصدر العسكري أن استرجاع المسلحين لريتان، والضجيج الإعلامي الذي أثير حولها، لم يغير من واقع الحال في المنطقة، فالجيش تقدم وتمركز في نقاط مهمة. وقال إن «الخطوات كانت سريعة جدًّا والسيطرة مهمة، وما يتم الحديث عنه أمر يتعلق بالوقت فقط، وتأمين سلامة عناصر الجيش ليس إلا»، خصوصًا أن الجيش السوري أصبح في محاذاة قريتي نبّل والزهراء، الأمر الذي يبشّر بفك الحصار عنهما، إضافة إلى سيطرته على خط استراتيجي، أبرزه المنطقة الواصلة بين حردتنين وباشكوي، مؤكدًا أن معركة رتيان قريبة جدًّا، والسيطرة عليها مسألة وقت.
وفي وقت استغرب فيه المصدر من «حجم الحشد الإعلامي الذي قامت به وسائل الإعلام المؤيدة للمعارضة، والذي ترك انطباعًا لدى المتابع أن الفصائل المتشددة هي من قامت بالعملية»، فقد أوضح «اعتدنا منذ بداية الحرب على أنه كلما ارتفع صوت المسلحين ووسائل إعلامهم، فهذا يعني أننا أصبناهم في مواقع موجعة».
وتناقلت وسائل الإعلام المعارضة كمًّا كبيرًا من الأخبار عن أعداد كبيرة من القتلى والأسرى في صفوف الجيش، تجاوزت المئات، الأمر الذي نفاه المصدر جملة وتفصيلًا، مشددًا على «أن الخسائر كانت طبيعية ضمن ظروف معركة من هذا النوع، تشارك فيها قوى إقليمية»، وأن «العمل جار على تخليص مَن وقع في الأسر» في حال تمت الصفقة.
واتسمت تغطية وسائل الإعلام المعارضة بالتركيز على أن الفصائل التي تقاتل في ريف حلب الشمالي هي فصائل أجنبية (تم الحديث عن فصائل أفغانية بكثرة)، إضافة إلى التركيز على أن من يقاتل هم عناصر من «حزب الله»، قبل أن تكشف الفيديوهات، التي وزعتها الفصائل، أن جميع الأسرى من أبناء مدينة حلب، الذين انضموا للقتال في صفوف الجيش السوري والفصائل التي تؤازره.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعمل فيها وسائل الإعلام على ترويج أنباء حول أن مَن يقاتل على جبهات القتال ليسوا سوريين، وهي كانت تروج لهذا الأمر خلال معظم المعارك الكبيرة التي خاضها الجيش، والتي حقق فيها انتصارات كبيرة، ابتداء من حمص وصولًا إلى دمشق وريفها وريف حماه ودير الزور، الأمر الذي فنّده مصدر عسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، بقوله إن «المعارضة تُفاجأ في كل مرة أن من يقاتلها هم أبناء المنطقة ذاتها، وأنهم من مختلف الطوائف. يبدو أنهم كذبوا الكذبة وصدقوها».
وأثناء حديثه عن التكتيك الذي اتبعه الجيش السوري في توزيع المجموعات على جبهات القتال، قال المصدر إن «القيادة السورية، ومع مرور الوقت، استمعت لمناشدة الكثير من القادة والعناصر الذين طالبوا بالقتال في مدنهم وقراهم، وهو ما تم بالفعل، ففي دير الزور يقاتل أبناء الدير مسلحي داعش، وكذلك الحال في حمص، والآن أبناء حلب هم من يدافعون عن مدينتهم»، داعيًا جميع المهتمين بهذه القضية إلى مراجعة التسجيلات التي تبثها المعارضة، ليتبين زيف هذه الادعاءات المُضلِّلة.
إلى ذلك شهد ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة قرب قرية عزيزة، إثر محاولة فصائل متشددة التقدم من قرية الشيخ لطفي، للسيطرة على القرية الإستراتيجية، وهو أمر يعني قطع طريق حلب ـــ خناصر، في محاولة لقلب الطاولة وفرض حصار على المدينة. وذكر مصدر ميداني أن الاشتباكات عنيفة جدًّا، لكن الجيش السوري استوعب الهجوم، من دون أية تغيرات تذكر في خريطة السيطرة.
وفي حلب، أطلق مسلحون متشددون قذائف عدة على منطقة العبّارة التجارية المزدحمة وسط المدينة، ما تسبب بإصابة نحو 14 مدنيًّا. كما فجّر الجيش نفقًا بطول 400 متر كان قد حفره المسلحون نحو منطقة البحوث العلمية غرب المدينة.
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن نجاح مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين لإجبارهم على الالتزام بالهدنة، مؤكدًا أنه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها دي ميستورا.
النهار
ماذا تحضر "النصرة" و"داعش" للبنان بعد ذوبان الثلج؟
صحيفة النهار كتبت تقول "أرخت ثلوج العواصف وأمطارها برودة على طول الحدود الشرقية الموازية لجرود القلمون، وآخر عملية تمثلت بسقوط مخطط "داعش" في التسلل إلى مراكز الجيش في راس بعلبك منذ نحو شهر. بعدها شهدت الجرود بعض التحركات بهدف ضرب مواقع "حزب الله"، تم الرد عليها سريعاً بقصف الجرود.
منذ ذلك الوقت، الجبهة نائمة، وحذر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من مرحلة ما بعد ذوبان الثلوج، فلا تخفي مصادر سورية مقربة من "جبهة النصرة" أن "هناك تطورات يتم التحضير لها"، مشددة على أن "هم النصرة الأول هو ألا تسمح للحزب بالوصول إلى الجرود".
وسط حديث عن نية لدى المسلحين في دخول لبنان وخوض المعارك هناك، تستبعد المصادر "لجوء النصرة إلى اشعال معركة في أي مدينة لبنانية، وتعتبر أن معركة يبرود كانت آخر معارك المدن، وتزيد من استعدادها لمعارك العصابات التي تهدف إلى ضرب مناطق "حزب الله"، مثلما حصل في جبل محسن"، في اشارة إلى التفجير الانتحاري الأخير في الجبل. وتذّكر بما قاله أمير "النصرة" منذ أشهر بأن "هناك جنوداً له في لبنان ينتظرون الأوامر، ومن الطبيعي أن يزيد الضغط على لبنان عندما يزداد الضغط على القلمون وجرودها".
نية في السيطرة
يقتصر الوضع الراهن على العمليات العسكرية الخاطفة ومعركة نصب الكمائن، لكن ماذا عن تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي بات عديد أفراده خلال أقل من شهر أكثر من 1000 عنصر، ألا يسعى إلى دخول لبنان؟ تجيب المصادر: "الدولة لديها نية في السيطرة على سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وعناصرها يحسبون أنفسهم انهم المسلمون والمحقون الوحيدون"، وتضيف: "الله يبعد دولة الاسلامية عن المعركة كلها في الجرود، لأن دخولها عبء على لبنان والنصرة في الوقت نفسه، فهي تحاول السيطرة على مناطق من أجل دولتهم البغدادية، فيما النصرة ستكون بالمرصاد".
وتعتبر المصادر أن الحديث عن دخول "داعش" إلى لبنان من أجل الحصول على مرفأ بحري "افراط في تضخيم الامور"، وتقول: "في حال لم يتوافر للدولة الاسلامية أشخاص من لبنان، يفتحون لها الطريق فلن يستطيع دخول لبنان أبداً، فعناصر "داعش" لا تملك المعرفة الحقيقية بمعارك الجبال وليست قادرة على مثل هذا الحمل".
رغم تفوق "داعش" بأعداد العناصر على "النصرة" في الجرود، لكن المصادر تعتبر أن "النصرة في شكل عام تعتبر الأقوى في القلمون، لأنه لديها أكثر من 4 آلاف مقاتل، موزعين بين الجرود والقلمون الشرقي و الزبداني ووادي بردى، فيما "داعش" يسعى إلى زيادة عديدها لتحاول الدخول في عملية قتال في اتجاه القلمون"، وكانت معلومات سابقة ترددت عن أن "داعش" لا يمكنها أن تخطو خطوة إلى الأمام من دون السيطرة على إحدى بلدات القلمون وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، تؤمن لها الامداد اللازم الذي يضمن لها البقاء في حال طالت المعارك.
لا تخفي المصادر أن التشنج بين "النصرة" و"داعش" يزداد يومياً، "وتدور نقاشات محتدة ومحاولة للعب على جنود النصرة حتى يبايعون "داعش"، لكنها تعيد سبب عدم القتال إلى "سياسة أبو مالك الشامي في استيعابهم"، وتؤكد أنه "ما أن تطلق داعش الطلقة الأولى فان المعركة ستتحول إلى حرب قاسية"، معربة عن اسفها "لدعم الاعلام لداعش بطريقة غير مباشرة".
ليس لدى المصادر المعطيات الكافية عن العسكريين المخطوفين، وجلّ ما تعرفه أنه "بعد العملية الأمنية في سجن رومية، تشكلت هيئة شرعية وصدر الحكم باعدام العسكريين، لكنه تأجل وعلّق بعد نتائج عملية جبل محسن التي كانت السبب الرئيسي في تأخيره"، مؤكدة أن "جميع المخطوفين بخير".
بحسب اطلاع المصادر فإن "النصرة أوقفت المفاوضات على المخطوفين، وانها لن تعود إلا باخراج المعتقلين والمعتقلات اللذين طالبت بهم"، في وقت يتحدث فيه مسؤولون أمنيون في لبنان عن عمل مستمر، فضلا عن تردد معطيات عن مفاجأت ايجابية قريبة، نافية أن "يكون قد ألقي القبض على شقيقة ابو مالك الشامي".
وتؤكد "النصرة" استمرارها في سياسة "الاقتصاص" من "حزب الله" معتبرة ان "ضربه في لبنان أمر طبيعي، فالنصرة لم تقدم على ضرب مناطق مسيحية او يهودية في لبنان، بل المناطق للعلوية والشيعية وهذا قصاص".
الأخبار
المسلحون يسيطرون على معظم رتيان والجيش يستعد لاستئناف الهجوم
من جهتها تناولت صحيفة الأخبار المعارك في حلب وكتبت تقول "يعمل الجيش السوري على استعادة السيطرة على قرية رتيان في ريف حلب الشمالي التي تشكّل ركيزة أساسية في فك الحصار عن بلدتيّ نبّل والزهراء، كذلك تنشغل قيادته في العمل على تحرير جنودها الأسرى في عملية تبادل مع المسلحين
تراجعت حدة المعارك المشتعلة في ريف حلب الشمالي أمس، مع انخفاض درجات الحرارة وسوء الأحوال الجوية في المنطقة. غير أن أسر 30 عنصراً من الجيش ومن اللجان الشعبية (من أبناء بلدة الزهراء المحاصرة الذين كانوا في عداد القوة التي تهاجم لفك الحصار عنها وعن بلدة نبّل المجاورة)، أرخى بظلاله على الوضع الميداني في المنطقة. وتنشغل الأوساط العسكرية بالحديث عن مفاوضات «سرية» بين الجيش والمسلحين، بهدف تحرير الجنود الذين أسرهم مسلحو «جبهة النصرة» وحلفائها في بلدة رتيان المجاورة.
مصدر ميداني من داخل قرية الزهراء أكّد لـ«الأخبار» وصول 68 عنصراً من الجيش السوري والقوى الرديفة له إلى القرية خلال اليومين الماضيين، بعدما هاجمت قوة كبيرة من فصائل المعارضة بلدة رتيان التي دخلها الجيش فجر أول من أمس، في طريقه لفك الحصار عن نبّل والزهراء. «الوضع الميداني ليس على ما يرام في رتيان»، يقول المصدر، فيما يضيف آخر: «سيطرنا على 7 قرى ومزارع (أكبرها رتيان وباشكوي وحردتنين) بسرعة تفوق ما خططنا له، وحصل خلل داخل رتيان، إذ تقدّم جزء من قواتنا إلى ما بعد الخط المرسوم له. وعندما شنّ المسلحون هجوماً عنيفاً، تمكّنوا من عزل مجموعتين من جنود الجيش واللجان الشعبية، فتقدّمتا لتصلا إلى الزهراء، فيما نفدت الذخيرة مع مجموعة ثالثة فتمّ أسرها. كذلك استعاد المسلحون السيطرة على معظم أحياء رتيان، ليبقى جزء صغير من أحيائها الشرقية بيد الجيش».
ويتابع المصدر أن مسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الشامية» و«حركة حزم» ركزوا على استعادة رتيان، بهدف كشف القوات السورية المتمركزة في حردتنين، شمال رتيان، وصدّ أي هجوم محتمل للجيش السوري على بلدة بيانون.
ويؤكد المصدر أن استعادة السيطرة على قرية رتيان أولوية ميدانية، إذ لا سيطرة حقيقية على حردتنين من دون السيطرة على رتيان. ويشرح المصدر أن رتيان وباشكوي وحردتنين هي قرى استراتيجية، بالنسبة إلى المسلحين، بين قرى مترامية الأطراف تفصل حلب عن قريتي نبل والزهراء. وبحسب المصدر، فإن تركيز المسلحين على رتيان دون سواها من القرى جاء للتضييق على القوات الموجودة في حردتنين، ما دفع الجيش أمس إلى إيصال كمية كبيرة من الذخائر إلى المقاتلين الموجودين في الأخيرة، وهو ما أقرّت به مواقع إعلامية معارضة.
وأكّدت مصادر ميدانية ان وضع قوات الجيش «مريح جداً في حردتنين، ويجري التثبيت بقوة في باشكوي، تمهيداً لمعاودة الهجوم على رتيان وتأمين طريق إلى حردتنين التي تشكل موطئ قدم مهم للجيش في الريف الشمالي لحلب، فضلاً عن كونها حامية أساسية لأي طريق مستقبلي نحو نبّل والزهراء». وأكّدت المصادر أن تحسّن الأحوال الجوية في الأيام المقبلة سيتيح للجيش معاودة العمل بحرية أكبر في هذه المنطقة، رغم الدعم الهائل الذي وصل إلى المسلحين من تركيا على شكل إمداد بالذخيرة والمقاتلين. ويوم أمس، تمكّنت اللجان الشعبية في بلدة الزهراء من تدمير ناقلة جند للمسلحين في بلدة حيان، بواسطة صاروخ كورنيت.
لجنة المصالحة في دوما
على صعيد آخر، وفي مدينة دوما، شمال شرق العاصمة السورية، الواقعة تحت سيطرة جماعة «جيش الإسلام» التي يتزعمها زهران علوش، دخل عدد من أعضاء لجنة المصالحة الوطنية إلى المدينة تحت حماية الجيش السوري، عبر آخر نقاط تمركزه التي تبعد عن نقاط تمركز المسلحين مسافة 800 متر. ويأتي ذلك بعد قيام 11 مسلحاً، أول من أمس، بتسليم أنفسهم إلى الجيش السوري، بهدف تسوية أوضاعهم. وبحسب مصادر ميدانية، فإن عناصر من الجيش السوري استطاعوا الوصول إلى المدرسة الحديثة، المطلة على مساحات ممتدة من محور مخيم الوافدين، مروراً بمزرعة الصيصان والطاحونة، وصولاً إلى جامع الراشد، ما أدى إلى مقتل قناص المدرسة، وإصابة عدد من جنود الجيش بجروح.
وفي الجنوب، استهدفت القوات السورية مواقع للمسلحين في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتل قائد «كتيبة الفتح المبين» عبدو القرقعي في كفرناسج، وذلك بالتزامن مع إطلاق المسلحين، أول من أمس، معركة «توحيد الراية»، بهدف استعادة النقاط الاستراتيجية التي سيطر عليها الجيش السوري قبل أسبوعين. وفي ظل المعارك الجارية على أطراف تل الدناجي، في ريف دمشق الغربي المتصل مع أجزاء من ريف درعا الشمالي، فشل المسلحون خلال الأيام الماضية في استعادة تل مرعي وتل السرجة وتل العروسة، إضافة إلى قرية الدناجي التي سيطر عليها الجيش خلال معارك الأسبوع الفائت. وبحسب مصادر ميدانية، فإن المعارك بين الجيش والمسلحين تدور على أطراف بلدتي كفرناسج وكفرشمس. وتذكر المصادر أن محاولات المسلحين مستميتة لفك الطوق المفروض على قرية كناكر التي تفصل ريف دمشق عن ريف درعا الشمالي، لمنع الجيش من التقدم ضمن المثلث الجنوبي الواصل ريف دمشق الغربي بمحافظتي درعا والقنيطرة، وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل. ويأتي ذلك رغم تحييد القرية، التي تبعد عن دمشق 40 كلم جنوباً، عن المعارك الدائرة جنوباً، بسبب التعداد السكاني الكبير داخلها، غير أن مخاوف المسلحين زادت بعد سيطرة الجيش على تل مرعي مؤخراً. وتؤكد المصادر أن تقدم الجيش توقف خلال الأحوال الجوية العاصفة، وتركز على استهداف مدفعي متواصل حول تلال فاطمة، ومواقع للمسلحين في كفر شمس والشيخ مسكين.
اللواء
فشل هجوم النظام ومليشياته على شمال حلب
وواشنطن وأنقرة توقعان إتفاقاً لتدريب المعارضة
بدورها كتبت صحيفة اللواء تقول "ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، امس، ان الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مناطق عدة شمال مدينة حلب يتجه الى الفشل، مشيرا الى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لا تزال مجموعة منها محاصرة في القرية». واشار الى ان «الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقا مع قصف جوي لقوات النظام».
وباشكوي هي القرية الاخيرة بين المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ الثلاثاء في محاولة لقطع طريق الامداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة المتواجدين في احياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي.
ورجح رامي عبد الرحمن «فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات الى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك».
وتسببت هذه العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلاثاء بمقتل تسعين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وهم، بحسب المرصد، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية.
وتحدثت المعارضة عن مقتل أكثر من 150 عنصراً من قوات الأسد إضافة إلى أسر عدد من قوات النظام بينهم عناصر من جنسيات عربية وآسيوية.
واشار المرصد الى ان المقاتلين أسروا 32 جنديا ومسلحا مواليا لهم، بينما أسرت قوات النظام اكثر من اربعين مقاتلا. وأظهر فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب لحظة استسلام عناصر من حزب الله والميليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب النظام في معارك حلب، للثوار في بلدة رتيان بريف المدينة.
وعلى جبهة أخرى في سوريا، سيطرت وحدات كردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في اطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 كانون الثاني، تاريخ استعادة السيطرة على عين العرب في شمال البلاد .
وقال مدير المرصد السوري «تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بكتائب شمس الشمال ولواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد، من السيطرة على 19 قرية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة».
واشار الى ان هذه الوحدات سيطرت حتى الآن على 242 قرية وبلدة في محيط عين العرب (كوباني)، ضمنها قرى الرقة الـ19.
وبات مقاتلو الوحدات والكتائب على بعد مسافة تتراوح بين 22 و25 كيلومترا من تل ابيض الحدودية مع تركيا في محافظ الرقة. ويعتبر تل ابيض المعبر المنفذ الوحيد المؤمن للتنظيم الى خارج سوريا.
في الاثناء، اعلنت الخارجية التركية ان أنقرة وواشنطن وقعتا اتفاقا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
وقبل ذلك، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا لاتفاق مبدئي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها بالعتاد.
وفي سياق متصل، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن التدريب ربما يبدأ في منتصف آذار المقبل. وأضاف المسؤولون أنهم سيدربون نحو 5000 مقاتل سوري كل عام على مدى ثلاث سنوات بموجب خطة دعم المعارضة السورية المعتدلة.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية قالت ان الولايات المتحدة حددت حتى الان حوالى 1200 من مقاتلي المعارضة السورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الاميركي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال تنظيم الدولة الاسلامية. وقال مسؤول اميركي متحدثا شريطة عدم الكشف عن اسمه ان التدريب من المرجح ان يبدأ في الاردن.
سياسياً، قالت الحكومة السورية إن نجاح مبادرة الامم المتحدة لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين على اجبارهم على الالتزام بالهدنة مؤكدة انه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن «الحكومة السورية ما زالت تدرس ما قاله السيد دي ميستورا منذ اللحظة الاولى... وعندما يأتي السيد دي ميستورا الى دمشق ستكون هناك اجابات دقيقة وواضحة من قبل الحكومة السورية.