24-11-2024 06:09 PM بتوقيت القدس المحتلة

"فلسطين ضمير الأمة والإنسانية" في وجدان الثورة الإيرانية

فلسطين ضمير الامة والانسانية عنوان لقائنا الدائم حتى يأذن الله بنصره، وتعود أرض الانبياء والقديسين والشهداء حرة، عزيزة، أبية، ومحررة من البحر الى النهر".

نظمت لجنة "مسيرة العودة إلى فلسطين" ندوة بعنوان "فلسطين ضمير الأمة والإنسانية"، في فندق "غولدن توليب"، في بيروت يوم أمس، بالذكرى ال35 لافتتاح أول سفارة لفلسطين في العالم وتحرير أول أرض فلسطينية، ورفع أول علم فلسطيني في طهران بعد الثورة في العام 1979 وانتصار الثورة الإسلامية في إيران، حضرها ممثلو سفراء إندونيسيا والسودان وبنغلادش، النائب الوليد سكرية، الوزير السابق بشاره مرهج، النائب السابق عدنان طرابلسي، ممثل عن السفارة السورية، الفصائل والأحزاب الفلسطينية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية، المستشار الثقافي الايراني، إضافة إلى وفود نسائية فلسطينية ولبنانية من جمعيات مختلفة.

تخلل الندوة عرض فيلم وثائقي عن حادثة إغلاق سفارة اسرائيل ووصول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى طهران كأول شخصية عربية، قام بعدها برفع علم فلسطين في طهران.

عبد الملك سكرية

"فلسطين ضمير الأمة والإنسانية" في وجدان الثورة الإيرانيةبعد النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني والإيراني، قدم للندوة الدكتور عبد الملك سكرية (عضو لجنة مسيرة العودة) قال : "هدفنا من هذه الندوة تسليط الضوء على الإنجاز العظيم الذي قامت به الثورة الاسلامية في ايران، عندما أقفلت سفارة اسرائيل في زمن الشاه، ورفعت علم فلسطين مكانها، وحولتها الى سفارة فلسطين. إذا، وحدها المقاومة تصنع العدالة لتكون الأبقى والأقدر في بداية الاستعمار".

ممثل سفير ايران

وألقى الوزير المفوض القائم بأعمال سفارة ايران في لبنان كلمة السفير الإيراني محمد فتحعلي الذي اعتذر عن عدم الحضور لأسباب طارئة، جاء فيها : "فلسطين ضمير الامة والانسانية عنوان لقائنا الدائم حتى يأذن الله بنصره، وتعود أرض الانبياء والقديسين والشهداء حرة، عزيزة، أبية، ومحررة من البحر الى النهر".

أضاف: "في الحادي عشر من شباط عام 1979 شهد العالم والأمة الاسلامية ثورة من افضل الثورات وأعظمها من حيث المحتوى، الثورة الاسلامية المباركة مثلت رسالة الخلاص لمستضعفي العالم وسلاح القضاء على المستكبرين، حيث استطاع الشعب الايراني أن يتغلب بالايمان بالله ووحدة الكلمة على قدرة شيطانية عظيمة تدعمها كل القوى، وأن يقطع يد جميع القوى العظمى عن إيران".

وتابع: "في 11 شباط 1979، انتصرت الثورة الاسلامية في إيران، وأشرق عصر جديد للفقراء والمحرومين والمستضعفين مشع بالانتصارات، وأفول زمن الظالمين والمستكبرين".وتحدث عن "الإمام الخميني، الذي أمضى ما يربو على عشرين عاما قبل انتصار الثورة، يوجه أعنف الحملات ضد الكيان الصهيوني ويدعم الشعب الفلسطيني".

وقال: "ما أن حققت الثورة الاسلامية في ايران انتصارها المبارك، حتى ترجمت شعاراتها إلى واقع عملي، وشعار اليوم إيران وغدا فلسطين ترجم فعليا، عندما قام الشعب الايراني بتحرير جزء مبارك من أرض فلسطين بإنزاله العلم الصهيوني، ورفع أول علم فلسطيني في أول سفارة لفلسطين في العالم في عاصمة الثورة طهران، فكان هذا اليوم المبارك مؤشرا استراتيجيا لعصر جديد للشعوب المقهورة والمظلومة تتنسم فيه عبق الحرية التي طال انتظارها.

والعنصريون الصهاينة وحماتهم الغربيون وجدوا أنفسهم منذ ذلك اليوم المشهود وصاعدا أن عليهم ان يواجهوا عقيدة تمتلك جميع مقومات الحاق الهزيمة بهم، الايمان مقابل كفرهم، والشهادة مقابل قسوتهم وإرهابهم، والآخرة مقابل دنياهم، والعدل والايثار في مقابل ظلمهم".

ونقل عن الامام الخميني قوله: "إذا كنتم تريدون تحرير القدس، فلا تدعوا الحكومات هي التي تقرر، فالشعوب هي التي يجب أن تثور، ولا بد لها أن تفهم سر الانتصار، إن سر الانتصار هو أن تتمنى الشهادة، ولا تقيم وزنا للحياة المادية والدنيا الزائلة، فهذا السر هو الذي يدفع الشعوب الى الامام".

أضاف: "في 7 آب 1979، أعلن الامام الخميني الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس الشريف، فرفع بذلك لواء الجهاد ضد الصهيونية ووضعه في أيدي المسلمين، وفصل من خلال عبارته الجميلة: "يوم القدس يوم حياة الاسلام، بين خط الاسلام المحمدي الاصيل، وبين الاسلام الأميركي وأذنابه".

وأكد أن "فلسطين في منظور الثورة الاسلامية في إيران هي بمثابة الحدقة من العين والقلب من الجسد والروح من الحياة ارتباط ازلي سرمدي لأنه جزء من ايمان شعبنا وإسلامه والتزام بنهج نبينا الأعظم محمد، فالوصية الخالدة لأمير المؤمنين علي كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا، جسدتها الثورة الاسلامية منذ اللحظات الاولى لانتصارها بكلمة الحق التي صدحت بها واضحة لا لبس فيها لا لاميركا ولا لاسرائيل ولا لكل الطواغيت الظالمين. نعم، لفلسطين لأقصاها، للقدس للمجاهدين، للاطفال والنساء والشيوخ المقهورين من دير ياسين الى صبرا وشاتيلا، رفضا لكل المظالم التي ارتكبها اليهود الغاصبون".

وختم : "هذه حال الثورة مع فلسطين وكل قضايا الحق في هذا العالم، فإيران الثورة أضحت قلعة للاحرار وقبلة للثوار، ووثقت موقفها الاسلامي ميثاقا ونهجا للاجيال المقبلة فعبرت في دستورها على الركائز الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع الايراني، على اساس القواعد والمعايير الاسلامية التي تجسد أهداف الامة الاسلامية وآمالها القلبية".

ممثل سفير فلسطين

وألقى الدكتور سرحان سرحان كلمة السفير الفلسطيني أشرف دبور كلمة أشار فيها إلى "العلاقات المتميزة التي نشأت بين الثورة الاسلامية في إيران وحركة فتح"، وقال: "إن أول لقاء جرى بين الامام الخميني وياسر عرفات كان في العراق، تلا ذلك اقامة معسكرات تدريب للشباب الايراني عام 1969. كما قدمت حركة فتح أسلحة الى الثورة الاسلامية في ايران في بدايتها".ولفت إلى "تخصيص الامام الخميني نسبة من الزكاة وسهم الامام كتبرع للثورة الفلسطينية".

وتحدث عن معسكرات التدريب لكبار القادة الايرانيين الذين تولوا قيادتها في البداية" لافتا إلى أن "منظمة التحرير الفلسطينية كانت أول من قدم الدعم إلى الثورة الايرانية، وتطورت العلاقة في مجالات عدة".

وشدد على أن "فتح كانت من أوائل داعمي الثورة في إيران، وأن الرئيس عرفات كان أول الواصلين للتنهئة، حيث عقد لقاء مهما مع الامام الخميني، الذي أكد أن إيران الثورة الاسلامية لن تدخر جهدا في دعم ثورة فلسطين وشعبها".

وأشار إلى أن "ايران حررت أول قطعة ارض فلسطينية برفعها أول علم لفلسطين في طهران، وكانت الاسيرة الفلسطينية المحررة فاطمة البرتاوي وأحد شباب فتح من توليا مع الرئيس الراحل عرفات رفع علم فلسطين يومها".وعرض "سلسلة من مواقف قادة ايران الداعمة للثورة الفلسطينية، التي كان لها الاثر الاكبر في دعم القضية".

وختم: "إن علاقة المقاومة الفلسطينية مع الثورة الاسلامية في إيران هي امتداد لتلك العلاقة التي بدأت بين الامام الخميني والرئيس الراحل ياسر عرفات".