على وقع العواصف الامنية ورياح الاستحقاقات الدستورية من فراغ على مستوى سدة الرئاسة الى شلل في آلية عمل الحكومة ثمة من يبحث عن دور لاسيما بعد ان طفت الى السطح الازمة الوزارية وارخت بظلالها على المشهد السياسي الداخلي.
ابراهيم عبد الله
على وقع العواصف الامنية ورياح الاستحقاقات الدستورية من فراغ على مستوى سدة الرئاسة الى شلل في آلية عمل الحكومة ثمة من يبحث عن دور، لاسيما بعد ان طفت الى السطح ازمة وزارية ارخت بظلالها وارباكاتها على المشهد السياسي الداخلي.
هذا الارباك الحاصل على كافة المستويات انعكس تفاهمات وحوارات "غير منسقة" داخل بيت 14 آذار، مما زاد من شرذمة هذا الفريق الى حد ضاق مكونه المسيحي ذرعاً .
فهل قرر هذا المكون الهروب الى الامام بانتاج اصطفاف مسيحي جديد تجلى باجتماع سن الفيل ام انه مجرد لقاء تشاوري لا يتعدى الصورة غير المكررة؟
منهم من اعتبره بمصاف الحوارات القائمة ، وآخرون اعتبروه لقاءً مصطنعا لن يؤدي الى اي نتيجة كونه ولد ميتاً.
عضو "كتلة الكتائب" النائب ايلي ماروني وفي حديث لموقع المنار اعتبر ان المجتمعين حددوا في دارة الرئيس امين الجميل ان "اللقاء هو من اجل التشاور، وبالتالي فان العنوان هو الذي يدل على تسمية هذا الاصطفاف، ولا داعي لتكبير او تضخيم هذا الحراك واطلاق عناوين بغير مسمياتها".
ولفت الى ان "غالبية الاعضاء ينتمون الى صلب وصميم قوى 14 اذار"، معتبراً انه "لم يولد حزب جديد انما مجرد لقاء تشاوري يتعلق بعمل الحكومة والاستحقاق الرئاسي"، مشيراً الى ان هذا اللقاء "داعم لرئيس الحكومة تمام سلام ومهمته تنحصر في تأمين مصلحة لبنان واللبنانيين".
اما بالنسبة لتأمين الغطاء لهذا اللقاء رفض النائب ماروني اعتماد مثل هكذا مصطلح باعتبار ان "لكل شخص غطائه وحيثيته، وليس بحاجة لغطاء كتائبي وهو بالتالي مجرد لقاء تشاوري وتحالفي، ومثلما المستقبل يتحاور مع حزب الله والقوات تتحاور مع التيار الوطني الحر تأتي الكتائب ايضاَ ضمن هذا الجو التحاوري تتشاور مع حليفها ميشال سليمان".
وفي عمل الحكومة رأى النائب الكتائبي ان "الوزيز هو وزير ليس هناك تفرقة بين وزير حزبي واخر مستقل".
وفيما خص موضوع الية عمل الحكومة اعتبر ان "كل طرف اصبح واضحا في مواقفه"، وبالنسبة الى اللقاء في دارة الجميل عبر بوضوح عن موقفه لجهة الية العمل معتبرا ان "الالية الصحيحة والسليمة لعمل الحكومة تتمحور حول ذهاب جميع النواب الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية".
في الجانب الاخر ثمة من لم يكترث كثيرا لهذا اللقاء اذ اعتبر عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا ان هذا "الاصطفاف ليس جديداً وليس قديماً، بل اصطفاف مصطنع كونه بناء فاقداً لاي قاعدة شعبية او سياسية".
وردا على سؤالنا عن المستهدف من هذا اللقاء رأى نقولا انه عبارة "عن ردة فعل لا تؤدي الى اي نتيجة، ولد ميتاً"، مشيراً الى ان هذا اللقاء هو "رد على الرئيس سعد الحريري اكثر منه على اي شيئ اخر".
واوضح ان "هذا الحراك هو نوع من انتفاضة للفريق المسيحي في 14 آذار على اعتبار ان الحريري قام بعدة تفاهمات ولقاءات بمعزل عنهم ودون التشاور مع ما يُسمى حلفاؤه"، واضعاً الامر بانه "مشكل داخلي في بيت 14 اذار لا اكثر ولا اقل، ولن يؤدي هذا اللقاء الى اي نتيجة تذكر، كون الرئيس سليمان ليس بصدد رفع راية الكتائب وتلبية مطالبها والاخيرة ايضاً بما تمثل وهي تمثل ليست بصدد وضع رقبتها بيد الرئيس سليمان الخالي من اي تمثيل شعبي ونيابي وتنفذ طلباته ورغباته".
بالنسبة لآلية عمل الحكومة قال النائب نقولا ان "الرئيس تمام سلام سيقدم على دعوة الوزراء الاسبوع المقبل ، ونحن كقوى سياسية نترك الوقت والاتصالات لرئيس الحكومة من اجل القيام بما يلزم ، لانه من غير المقبول هذا الشلل في الحكومة بسبب قيام بعض الوزراء غير المتمتعين بحيثية شعبية او نيابية بالتعطيل فرحين باستحواذهم على توقيع رئيس الجمهورية اولاً وتعطيل عمل الحكومة ثانياً" .